المذيعة فاطمة الدابي: “الفيس بوك” سحب البساط من الصحافة وأصبح هو السلطة الرابعة

حاورها: أحمد محمد السنوسي
فاطمة الدابي المذيعة التي تجيد لغة (الراندوك) وتخاف من الشهرة والمجهول، واحدة من الوجوه التلفزيونية والأصوات الإذاعية التي بدأت تلفت إليها الأنظار من خلال أدائها المتميز في نشرات الأخبار بتلفزيون الجزيرة، وبرامج المنوعات بإذاعة ود مدني قبل خمس سنوات من انتقالها للعاصمة.. وتقول البطاقة الشخصية لفاطمة الرشيد الدابي إنها من مواليد حي عووضة بود مدني، وتخرجت في كلية الاقتصاد تخصص محاسبة، لتجد نفسها (بقدرة قادر) خلف المايكرفون.. في هذا الحوار نحاول الغوص في أعماق (بت الدابي) التي بدأت حديثها بقولها:
{ لم تكن لديّ أي رغبة في دراسة الاقتصاد، بل كنت أتمنى أن أكون خريجة إعلام، لأنني أحببته لحد الوله.. وكان في اعتقادي، حتى وقت قريب، أن الإعلامي أو المذيع لا يمكن أن يكون مذيعاً إذا لم يكن خريج إعلام، ولكن بعد الممارسة نجد الموهبة قد تغطي على الأقل إذا لم تقم أو تغني عن الدراسة.
{ اهتماماتي بالإعلام والعمل الثقافي بصورة عامة بدأت منذ وقت مبكر في الجامعة، حيث كان الزملاء يطلقون عليّ اسم (نسرين سوركتي)، مذيعة (الشروق) المعروفة، وكنت في مرحلة طفولتي أتابع بشغف شديد برنامج (ركن الأطفال).. لـ(عمكم مختار).
{ كيف ومتى التحقتي بالإذاعة؟
مجيئي للإذاعة سبقته بعض التجارب في العمل الثقافي في الجامعة والسمنارات خارج القاعات، وكنت أسمع كثيرا من بعض الزملاء عبارة (إنتي مفروض تكوني في الإعلام)، وقد شجعني كثيرا أستاذي وهيب حسن قدور، الذي قال لي عبارة سأظل أذكرها (صوتك جميل جدا). وفي الثالث من يونيو 2010 دخلت مباني الإذاعة ، وكان أول برنامج شاركت فيه هو(عقد المنتصف) الذي كان يعنى بقضايا الشباب.
بجانب المنوعات ونشرات الأخبار قدمت بعض البرامج الرياضية؟
نعم “عندي ثقافة رياضية ما بطالة”، وكان والدي سكرتيرا لأحد الأندية الرياضية لتسع دورات متتالية، لذا لم أجد صعوبة في تقديم برنامج رياضي.
{ ما الذي لم تستطع فاطمة الدابي تحقيقه خلال عملها بالإذاعة والتلفزيون حتى الآن؟
أحلام كثيرة عجزت عن إنجازها، وأصبح تحقيقها من المستحيلات، كنت أتمنى أن أحاور عملاق الرواية العربية الطيب صالح.. وأحلام مستغانمي.. وكنت أتمنى أن أصل لمستوى الراحلة ليلى المغربي في المنوعات، أو الجزائرية خديجة المذيعة بالجزيرة في مجال الأخبار.
{ نتحدث بعيداً عن السياسة ورغم ذلك نسأل عن الشخصية السياسية السودانية التي أُعجبت بها؟
بلا تردد.. الدكتور نافع علي نافع.. فهو رجل شجاع وفي تقديري أفضل شخصية سياسية سودانية.
{ أيهما الأكثر حرية في نظرك.. الإذاعة أم الصحافة؟
مما يؤسف له، أنه رغم كثرة الصحف عندنا إلا أن القراء قلة، والصحافة في ظل التقنيات الجديدة لم تعد هي السلطة الرابعة، فـ(الفيس بوك) هو السلطة الرابعة وليس الصحافة، (الفيس بوك) قضى على نظام حسني مبارك الذي لم نتوقع أن يسقط بالصورة التي شهدناها.. الصحافة الإلكترونية و(النت) عموماً أضرت بالصحافة حتى من ناحية التسويق، إذ يمكن للإنسان أن يقرأ من خلال (النت) كل الصحف دون أن يدفع قرشا واحدا.
{ يقال إن لديك رأياً في شعر نزار قباني.. هذا الذي يدير الرؤوس وأنكِ تفضلين روضة الحاج عليه؟
أنا بموت في روضة الحاج وكفى.. نزار قباني لا أحد يشكك في شاعريته ولكنني، أنا فاطمة الدابي، لا أندهش لشعره وقصائده.. وإذا كان هناك من يقارن بين شعر نزار وما أورده الطيب صالح على لسان (بت المجذوب) في (موسم الهجرة إلى الشمال)، فذلك كان لغرض معين، ويخدم فكرة معينة.. نزار قباني لم يكن في يوم من الأيام متحيزاً للمرأة، كما يذكر في بعض كتاباته وقصائده، بل كان يسيء إليها.. والحب عمره ما كان بطريقة نزار قباني.
{ ولكِ آراء أيضاً حول مظهر المذيعات؟
حول اهتمام المذيعات بمظهرن أكثر من ثقافتهن، أقول هذا الاهتمام بالمظهر مطلوب ومهم خاصة لمذيعات التلفزيون أو القنوات الفضائية، ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب عقلية المذيعة، وأنا ضد تعيين المذيعة لأن (شكلها فقط) جذاب.. وأعتقد أن أنجح وأغنى مذيعة في العالم (أوبرا وينفري)، لم يكن شكلها جميلاً ولكنها كانت مثقفة وسيرتها الذاتية مشرفة جداً لوالدها (الترزي)، الذي كان ينظر إليها وهي تمشي حافية القدمين حتى بلغت ست سنوات، لأنه لا يملك قيمة شراء حذاء لها. أما عن المرأة المثقفة عموماً (رجال الزمن دا بخافوا منها)، الرجال يفضلون المرأة الأقل ثقافة وتعلماً، ولذلك أصبح من الصعوبة أن تجد المثقفات والسياسيات (عرسان).
{ أخيراً.. ما سر اهتمامك بما يعرف بلغة (الراندوك)؟
هناك شخصيات عديدة ومهمة في بلادنا تهتم بلغة (الراندوك)، وفي مقدمة هذه الشخصيت السياسي المفكر السيد الصادق المهدي.. والراندوك جزء من منظومة ثقافية في مجتمعنا السوداني، يجب أن نتعامل معها حسب وضعها، وأن نتحدث مع أي شريحة باللغة التي تفهمها.. فإذا أردت أن تتحدث مع أحد (الشماسة) مثلاً، فلا يمكن أن تخاطبه بلغة تتضمن مفردات مثل: الزخم والشفافية وغيرها

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..