هل هنالك تحيز ضد المرأة (1)

هل يتحيز الإله والرجل ضد المرأة (1)
خالد يس
[email][email protected][/email]
مدخل أول:
(دَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36))، قال لي لماذا لا تترك الكفر وتدخل إلى جماعتنا لتفوز بالدنيا والآخرة.
فقلت: وكيف أفوز بالدنيا والآخرة؟
فقال: تحي هاني البال في الدنيا وتفوز بالجنة في الأخرى.
فقلت: فالنترك الدنيا ولكن إذا اتبعتك سوف لن يحاسبني الله؟
فقال: سيحاسبك بالتأكيد.
فقلت: طيب إذا حاسبني فسيجدني مؤمنا وسأدخل الجنة بالتأكيد أو من الممكن ان ادخل النار؟
فقال: من الممكن ان تدخل الجنة ومن الممكن ان تدخل النار ذلك في علم الغيب.
فقلت: إذن فالتستوعب أولا معني الرسالة الإرشادية فالجنة التي في الآية إذا تجاوزنا جماعة الظاهر هي لا تفرق عن فكرك الذي تحمله بين جنبيك فحاول ان تستبين فكرك قبل ضحي الغد، ودعني ان أحاسب بما انا مؤمن به والتمسك فكرك عليك فليس انا من الذين يقولون (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)).
مدخل ثاني:
أتيت في حوار أخر في احدي المرات على ذكر أحدا من الذين توفي في إحدى المعارك التي كانت تسمي من المعارك الإسلامية ضد الكفر (في زمن الانقاذ هذا) فقلت فلان الذي توفي.
فأوقفني احدهم وقال: لا تقل الذي توفي ولكن قل الشهيد.
فقلت: ان الشهيد في الرسالة الإرشادية تأتي بمعني سلبي أو ايجابي وهو الإنسان الذي شهد أو عرف الإله المتعالي ووعي بالرسالة الإرشادية وأدرك بان موته في تلك المعركة هو إتباع للرسالة الإرشادية، أو هو الإنسان الذي سوف تشهد عليه نفسه بأنه رأي الحق ولم يتبعه، ولان لا احد يمكن ان يجزم بان رؤيته هي الرؤية الحقيقية وان ذلك الطريق هو طريق الجنة فعلا، وان كل فرد سوف يرجع إلى الله ليخبره ان كان على صواب أو على خطاء حسب قول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)). لذلك تصبح المقولة التي يمكن الاتفاق عليها هي التمني من قبل الفرد لنفسه وللآخر وهو ان يتمني ان يحسبه الله شهيدا أي أتمني ان يكون بموته ذلك قد حقق إنسانيته فهو سيكون شهيدا لنفسه أو عليها عند الإله (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)). واهم ما في إتباع الرسالة الإرشادية هي إلزامك لنفسك بها وإرشادك للآخرين بما تراه يوافق الرسالة الإرشادية والحياة الإنسانية وليس إلزامهم بها فحتى الرسالة الإلهية هي رسالة إرشادية وليست رسالة إجبارية (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)).
مدخل اخير:
كان رد بعض الذين قروا المقال السابق أو أرسلوا على الايميل وهو مقال (محمد الرسول الإله ام الرسول الإنسان) كان رد بعضهم بمثابة الكفر والالحاد وما شابه ذلك. فنوضح مرة أخرى للذي في عقله رشدا ويريد ان يستوعب رؤيتنا، ان الرسالة هي التي ميزت محمد وليس محمد من ميز الرسالة، فمحمد ليس طفرة لا يستطيع الله ان يخلق مثله (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) وكذلك لو شاء الله لكان كل الناس مؤمنين دون الحاجة إلى رسول (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35))، فإذا الميزة ليست في محمد ولكن في الرسالة، ونعم ان الله دعمه كما دعم بقية الرسل كل على حسب مرحلة التحولات التي يمر بها مجتمعه وما يؤمنون به ولكن ذلك فقط نتيجة لفرض الرسالة عليه (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85))، اما فيما يخص الرسالة فقد تم إرشاده كما تم إرشاد غيره وترك له المجال ليستخلص عبرة الرسالة الإرشادية ولذلك في سلوكه الحياتي يمكن ان يصيب وان يخطي ولكن قد تم تجاوز اخطاءه نتيجة لفرض الرسالة الإرشادية عليه (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2)).
إلى أنثي في الخاطر:
قالت بغضب: لماذا يتحيز الإله والرجل ضد المرأة؟
قلت لها بهدوء: ماذا هنالك وكيف يتم هذا التحيز؟!
قالت: (الناس دي حيخلونا نكفر بالقليل الذي نؤمن به ? ده جزء من محاضرة سمعتها بالإضافة إلى ما أجده في البيت والشارع فأعدت صياغتها كما أراها أنا لا كما يراها الراجل) ان النساء تعاني في هذه الحياة أكثر من الرجل ولا تجد التقدير الكافي لا من قبل الرجل ولا من قبل الإله، فهي من قبل الرجل ثانية في الترتيب ويجب ان تخضع لسيطرته وتمارس الحياة كما يراها دون ادني اعتبار لوجودها أو لفهمها للحياة، ومن قبل الإله هي ناقصة عقل ودين ولذلك لم تأتي رسالة واحدة من كل الرسالات الكثيرة عن طريق المرأة فكل الرسل كانوا من الرجال، وامرأتين حتى تساوي رجل واحد في الشاهدة وفي الميراث، ويمكن للرجل ان يتزوج بأربعة لتنتظر هي دورها ضمن القطيع، وخلقت المرأة من ضلع اعوج وثلاثة تقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة، وهي سبب كل بلاوي ومصائب الحياة في نظر الرجل والإله نتيجة لتواطئها مع إبليس في إخراج ادم من الجنة، ولا يريد الرجل ان يفهم ما تعانيه الأنثى من آلامها الفسيولوجية ولا الآم المخاض عندما ترفد الإنسانية بعامل استمرارها ولا سعيها باستمرار لتوفر حياة كريمة لها ولاسرتها وكذلك اهتمامها بكل ما حولها وووو، وبغضب ماذا تفعل المرأة أكثر من هذا لتثبت إنسانيتها وحقها في ان تقدم ذاتها من خلال نفسها وليس من خلال الرجل
فأوقفتها لان نهر الدموع كاد ان يغرقنا وبعد ان هدأت بدأنا في تفكيك كل تلك المقولات.
وقلت لها حتى امتص غضبها وحتى تستطيع ان تستوعب ما أقول: أنا لا أنكر إطلاقا تحيز الرجل لذاته ضد المرأة ولكن هل هذا خطا الرجل إذا استسلمت المرأة إلى ذلك التحيز وهل هذا خطا الإله إذا حول الرجل التمايز والاختلاف والتكامل بين الرجل والمرأة إلى تميز تراتبي والسؤال الأخير هل حقا استسلمت المرأة أم استعملت وعيها الذاتي لتمرير رؤيتها للحياة من خلال المجتمع دون ان يشعر الرجل؟ وانا معك في ان كل الرسالات الإرشادية قد جاءت عن طريق الرجال ولكن هل يعد ذلك تميز للرجل وضد المرأة؟
ان الوعي بالكلية الإنسانية للذكر والأنثى يكمن داخل الشفرة الوراثية لكليهما ففي حين يتجه وعي المرأة من الإنسانية الجينية إلى الرؤية الكلية يتجه وعي الرجل من الوعي بالكلية إلى الإنسانية الجينية ولذلك يتجه وعي الرجل إلى إعادة استيعاب متجددة، فتخضع المرأة إعادة الاستيعاب تلك لوعيها بالإنسانية، فعلي الرجل إعادة استيعاب الإنسانية وعلى المرأة المحافظة على تلك الإنسانية ليس من خلال النسل فقط ولكن من خلال وعيها الجيني عندما تتقاطع الرؤية (التي تنتج من اعادة الاستيعاب بالنسبة للرجل والتي تقود المجتمعات) مع واقع التحولات التاريخي. فاختلاف وعي المرأة والرجل هو اختلاف تكامل من اجل استمرارية الإنسانية فإذا كان وعي الرجل يحاول نقل الوعي بالإنسانية من مرحلة إلى أخرى فان وعي المراة يفرض عليه استصحاب الراهن بمعانيه الإنسانية أي باختبار تلك الرؤية المتجددة داخل واقع محدد. ولا يعني ذلك وجود وعي محدد للإنسانية للمرأة أو للرجل داخل الكل المجتمعي أو الكل الثقافي (على طول التاريخ) فما يحكم شروط الوعي هو مرحلة التحولات ومكان وجود الفرد داخل مجتمع التحولات. إذن اختلاف الرجل والمرأة كما تري رؤية التحولات فهو اختلاف تمايز في الوعي وليس تميز و.
قالت صبرا أولا انت في حديثك عن الشفرة الوراثية تقارب اللاوعي عند فرويد ولكن ليس بمفهومه الذي نعرفه وكذلك فأنت تلعب بالكلمات فما الفرق بين تمايز وتميز؟
فقلت: نعم فقد أشرت إلى أس الاختلاف بين رؤية التحولات الاجتماعية ونظرية التطور عند الغربيين ولكن ذلك ليس شاننا الآن، اما التمايز فهو الاختلاف الواضح بين شيئين أو أكثر دون أفضلية تراتبية لتلك الأشياء أي فصل الأشياء عن بعضها البعض حتى يستطيع الفرد ان يستوعبها كل على حدة اما التميز فهو ترتيب تلك الأشياء حسب الأفضلية. فذلك التمايز أو الاختلاف في الوعي بين الرجل والمرأة هو اختلاف تكاملي فمجموع ذلك الوعي هو استيعاب الإنسانية. فعندما ينتج الرجل رؤية تكون مفارقة تماما للواقع التاريخي المحدد للمجتمع ومرحلة التحولات يظهر دور المرأة في قيادة المجتمع والمحافظة عليه ويكون ذلك بمثابة رد على الرؤية التي يقدمها الرجل إلى ان تأتي مرحلة تحولات أخرى، ولذلك كان يدعم الإله الاثنين من داخلهم أي استيعاب الرجل واستيعاب المرأة، ولان وعي المرأة يبدا من الوعي الجيني في اتجاه القيم السلوكية والرؤية الكلية اما وعي الرجل الذي يبدا من الرؤية الكلية ثم القيم السلوكية إلى الوعي الجيني فقد استصحبت الرسالة القيم السلوكية والمفاهيم الكلية حتى يستطيع الاثنين استيعاب معني الرسالة الإرشادية.
وحقيقة وليس مجاملة لك كانثي فإننا نجد بناء على رؤية التحولات الاجتماعية ان اثر الرجل كان الأضعف في إنتاج رؤية كلية توازي التحولات الاجتماعية مقارنتا بدور الإله والمرأة، فقد واصل الإله في إرسال الرسالات الإرشادية إلى ان وصلت المجتمعات مرحلة التحولات التي من المفترض ان تستوعب معني الاختلاف والإله المتعالي، وقد حافظت المرأة على المجتمعات والثقافات طوال مراحل التاريخ الطويلة وحتى عندما كانت تسيطر على الرجل رؤية تكون مفارقة للواقع وتؤدي فقط إلى الحروب كانت المرأة تسيطر على المجتمعات بوعيها ولا تدعها لوعي الرجل. وذلك عن الإله والمرأة اما بالنسبة للرجل فلا نجد رؤية كلية توازي ما فعله الإله أو ما فعلته المرأة، فإذا نظرنا إلى الرؤى الكلية التي تقدم الان خلاف الرؤى التي تقدمها الرسالات الإرشادية مثل البوذية أو الهندوسية أو الدينات الافريقية فنجد ان كل تلك الثقافات لازالت في محطة التعدد الإلهي الذي يعيدنا إلى مراحل سابقة في التحولات الاجتماعية، اما الاشتراكية وهي احدي تجليات التطورية والتي قصرت استيعابها للفرد عند ذاته الفردية فقط وتم نفي الذات الاجتماعية تماما إذا كان رجل أو امراة ولم يتم استيعاب الإله داخل تلك الرؤية.
مهلا قليلا قالت: من أين جاء إذن ذلك التميز للرجل على حساب المرأة ولماذا تحيز الدين إلى الرجل؟
كنت سأجاوب على سؤالك إذا صبرتي عندما أوضح معني الرسالات الإرشادية واين يكمن قصور الاستيعاب، ولكن لا باس لأجاوب على سؤالك يجب ان نتفق على بعض المفاهيم فما هو الإله في رأيك وما هو الدين؟
ولكن قبل اجابتك فالنقف هنا إلى ان نلتقي في مرة قادمة مستصحبين معنا كل الذي مضي.
مجرد اسئلة حتى نفهم …..
1-“الرسالة الإرشادية ” هل هذا مصطلح جديد ام قديم ؟هل هو تعريف ام مسمى جديد للرسالة المحمدية؟ ام يشمل كل الرسلالت السماوية
2- “إذن فالتستوعب أولا معني الرسالة الإرشادية فالجنة التي في الآية إذا تجاوزنا جماعة الظاهر هي لا تفرق عن فكرك الذي تحمله بين جنبيك فحاول ان تستبين فكرك قبل ضحي الغد، ينية” .
ممكن لو سمحت تشرح لينا بالدارجي اصلوا انا فهمي قالي اليومين دي (اي اصبح قليلا)