إنتقال النظام من تبني لغة الخطاب الديني إلي لغة الشوارع

نضال عبد الوهاب

المتتبع إلي مسار لغة خطاب النظام ومنذ اليوم الاول له وحتي اليوم يجد إختلافاً كلياً , فعندما اتي النظام رافعاً لافتات الدين إستند النظام علي جعل الخطاب الديني العاطفي هو المتحكم في كل مخاطباته الجماهيرية والتصريحات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية وما شاكلها .. لم يكد يخلو خطاب لرئيس النظام او احد نوابه ومساعديه ومستشاريه وقيادات المؤتمر الوطني من التذكير بالشريعة و وتوجه الدولة الرسالي المبني علي تعاليم الاسلام وحبل الله المتين ( هكذا هم يقولون ) , مع ترديد الهتافات واللازمات التي يحفظها كل الشعب حتي صارت هي لغة المداهنين للنظام او الساخرين منه علي حد سواء ! ..
ظل هذا المسار للخطاب الديني مواصلاً حتي في اوقات المعارضة العنيفة للنظام لم يتبدل بل علي العكس كانت تزداد وتيرته , فالنظام كان يقاتل الحركات المسلحة وفي ذات الوقت يبطش بمعارضي الداخل ويردع كل اشكال التظاهرات وحتي التحركات داخل الجيش كان يواجهها بالتصفيات والسجون بمثل ما حدث لضباط حركة رمضان ثم الاعدامات السرية لكثير من الضباط والجنود خاصة في السنوات الاولي للنظام , برغم كل هذا الكم المعارض له لم تتزحزح قيادات النظام عن تبني خطابها الديني هذا , وكانت الخطوط الاساسية لمثل هذا الخطاب علي مثال ( ديل دايرننا نتنازل عن الشريعة , نحنا والله نلحق بالشهدا ء ولا نبيع ديننا ثم هتافات وهكذا ) , ظللت اتابع علي سبيل المثال والاحظ ان كل خطابات علي عثمان محمد طه لم تكن تخلو من ذكر الشريعة او المسيرة القاصدة الي الله ودولة الحق والدين و طريق الجهاد والمجاهدة !,غرقنا لسنوات طويلة في مثل هذا الخطاب ولعلها سنة شيخهم الترابي فيهم عندما تبني مايعرف بالمشروع الحضاري في الحكم واهم سمات هذا المشروع في خطابهم هو اقامةوتطبيق شرع الله واسلمةالمجتمع وتأصيله!..
ولأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة وبعد إنهيار وفشل مشروعهم هذا بإعتراف بعض قادتهم وكوادرهم وبشهادة كل الشعب السوداني إلا ممن في عينه رمد من بعض اتباعهم واذيالهم وبعد إنكشاف زيفهم وسقوط جميع اقنعتهم التي كانوا يحاولون خداع من يستطيعون خداعه لسنوات طويلة هي كل عمر النظام تقريباً بها , لذلك لم يكن مجدياً استمرارهم في ذات الخطاب الديني هذا ( لم يعد بمقدوره شراء قدحاً من مريسة تامزين ) لهم عند الشعب الذي مارسوا عليه نفاقهم كل تلك السنوات ! .. وبعدان بلغت روحهم الحلقوم وكرههم كل الشعب ويسعي الآن بكلياته لاسقاطهم وليسوا فقط قيادات المعارضة ومعارضيه في الداخل والخارج والفصائل المسلحة والحركات ومع انتظام كل شرائح المجتمع ضد النظام الذي قتلّهم واذلهم وافقرهم وقهرهم وشرد الملايين منه وعاث في ارض السودان وفيهم بفساد غير مسبوق و لم يكن في مخيلة اي احد او ضمن تصوراته , تبدل خطابهم إلي ذات الشعب الذي كانوا يحدثونه عن الشريعة والمسيرة القاصدة الي الله والابتلاءات الربانية ودولة الحق والجهاد وحبل الله المتين وغيرها من مفرداتهم وعبارات خطابهم إلي لغة الشوارع تماماً والرباطة وقطاع الطرق وسفهاء قاع المدينة ! , هذا الانتقال في الخطاب لم يكن صدفة او مجرد خطأ ولكنها حقيقتهم التي كانوا يحاولون بكل ما اؤتوا من حيلة ان يظهروا خلافها , شخصياً لن اندهش إذا قام البشير ( بسب الدين لنا كشعب او معارضين في احدي خطاباته القادمة خاصة اذا ما جاءته هوجة تظاهرات او عصيان اخري اواضراب اطباء ومهنين جديد!, او إذا ما قام ابراهيم محمود او نافع او حسبو وابوساطور او حتي حاتم الحرامي ( الحرامي هذه ليست مني ولكنها اطلقت عليه منهم هم انفسهم تجاهه انا هنا اقرنها باسمه فقط او علي وجه التحديد المختلص !) لن نستغرب اذا خرج لفظ خارج من احدهم تجاه الشعب السوداني في خطاب منقول تلفزيونيا او محضور جماهيرياً او حركة باليد في مؤتمر صحفي كالتي تعاقب عليها اتحادات الرياضةاحد اللاعبين او الادارين اذا ما فعلها تجاه الجمهور المشاهد عند الغضب للخروج عن الروح والاخلاق الرياضية .. لن يكون هنالك مجالة للدهشة وذلك ببساطة لان النظام يتبني الآن لغة الشوارع في خطابه الجماهيري والاعلامي من مستوي الرئيس فمادونه , هذا النظام لم يفقد إحترامه فقط او بوصلته لكنه فقد اي مسوق عقلاني لاستمراه وغداً سوف تردعه وتسقطه ذات الشوارع !..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل عام وانتم بخير– لك التحية أخي الكريم– أضم صوتي لما تفضلت به فقد بدأت الانقاذ برغبتها في نشر الاسلام فاذا بها تقتطع جزء من فضاءات الدول الاسلامية ويذهب الجنوب دولة خارج حدود الدول الاسلامية وتسلم الي ( الاخر) ثم هذا السعار وبذئ الاقوال يحتاج الي تبويبه في قاموس ( بذئ المقال في حديث الانقاذ) ليكون شاهدا عبر التأريخ — مع الشكر

  2. عفوا لغة الشارع ارقي من لغة الحكومة. ربما تقصدين تحولو الي لغة الرجرجة والدهماء او الصعاليك بمفهوم العام.

  3. بس ياجماعة من الاول المسالة واضحة .. لانو كان في تكبير وموسيقى ورقيص في ان واحد دي كيف!! والغناي محمد بخيت مسطول وسكران … ههههههههههه

  4. المهاجر
    ******
    هذه اللغة التي يدار بها الخطاب السياسي ال(المفلس) هي أصل النظام وتقيته المبيتة التي
    طفحت الى السطح كحائط صد أخير .
    وكلما قربت نهاية النظام البغيض كلما فضح نفسه بنفسه وبانت سوآته التي يجاهد في إخفائها .
    اأما إستماتته في الدفاع عن الدين وشريعة الله سبحانه وتعالى فهي الستارة التي إختبأ تحتها لتنفيذ أطماعه في ثروة البلاد والإستئثار بها لنفسه فقط ولغسل أمخاخ البسطاء .
    عصيان ثم هبة شعبية.

  5. جركة اليد التي ذكرتها فعلها احد موظفي سفارة جمهورية السودان عام2013م عقب الانتفاضة لمتظاهرين سودانيين امام السفارة.

  6. قلنا من زمن بعيد…والناس يقول ليك انت شيوعيون…انتو سجم مابعرفوا شنو…~~! حتى ظهرت مسخرتهم والوجه الحقيقى.يلا اشربوا ماترووووا….نذيدكم علما لغتهم الحقيقه على اربع مستويات وهي لغه الخيران والحفر,لغه الاكواخ والبول في السهلات,لغه الدقون والسراويل واخير لغه الكوع ولحس الكوع وقابلني بره شراميط والله عارفين من سنه دو نتقول شنو في شعب راسو ناشف

  7. ( لم يعد بمقدوره شراء قدحاً من مريسة تامزين )

    المريسة بالكورة ما بالقدح

    القدح دا بتاع عصيدة

  8. دي اللغة بتاعتهم . أتربوا عليها في البيوت وسمعوها من أهلهم وأكيد ح يسمعوها لأولادهم ويشبوا عليها .. ما عندهم لغة أحسن من كدا .. تربية ال !!!!!

    المثل يقول كل إناء بما فيه ينضح … ح يجيبوا ألفاظ مهذبة من وين ؟؟

  9. كل عام وانتم بخير– لك التحية أخي الكريم– أضم صوتي لما تفضلت به فقد بدأت الانقاذ برغبتها في نشر الاسلام فاذا بها تقتطع جزء من فضاءات الدول الاسلامية ويذهب الجنوب دولة خارج حدود الدول الاسلامية وتسلم الي ( الاخر) ثم هذا السعار وبذئ الاقوال يحتاج الي تبويبه في قاموس ( بذئ المقال في حديث الانقاذ) ليكون شاهدا عبر التأريخ — مع الشكر

  10. عفوا لغة الشارع ارقي من لغة الحكومة. ربما تقصدين تحولو الي لغة الرجرجة والدهماء او الصعاليك بمفهوم العام.

  11. بس ياجماعة من الاول المسالة واضحة .. لانو كان في تكبير وموسيقى ورقيص في ان واحد دي كيف!! والغناي محمد بخيت مسطول وسكران … ههههههههههه

  12. المهاجر
    ******
    هذه اللغة التي يدار بها الخطاب السياسي ال(المفلس) هي أصل النظام وتقيته المبيتة التي
    طفحت الى السطح كحائط صد أخير .
    وكلما قربت نهاية النظام البغيض كلما فضح نفسه بنفسه وبانت سوآته التي يجاهد في إخفائها .
    اأما إستماتته في الدفاع عن الدين وشريعة الله سبحانه وتعالى فهي الستارة التي إختبأ تحتها لتنفيذ أطماعه في ثروة البلاد والإستئثار بها لنفسه فقط ولغسل أمخاخ البسطاء .
    عصيان ثم هبة شعبية.

  13. جركة اليد التي ذكرتها فعلها احد موظفي سفارة جمهورية السودان عام2013م عقب الانتفاضة لمتظاهرين سودانيين امام السفارة.

  14. قلنا من زمن بعيد…والناس يقول ليك انت شيوعيون…انتو سجم مابعرفوا شنو…~~! حتى ظهرت مسخرتهم والوجه الحقيقى.يلا اشربوا ماترووووا….نذيدكم علما لغتهم الحقيقه على اربع مستويات وهي لغه الخيران والحفر,لغه الاكواخ والبول في السهلات,لغه الدقون والسراويل واخير لغه الكوع ولحس الكوع وقابلني بره شراميط والله عارفين من سنه دو نتقول شنو في شعب راسو ناشف

  15. ( لم يعد بمقدوره شراء قدحاً من مريسة تامزين )

    المريسة بالكورة ما بالقدح

    القدح دا بتاع عصيدة

  16. دي اللغة بتاعتهم . أتربوا عليها في البيوت وسمعوها من أهلهم وأكيد ح يسمعوها لأولادهم ويشبوا عليها .. ما عندهم لغة أحسن من كدا .. تربية ال !!!!!

    المثل يقول كل إناء بما فيه ينضح … ح يجيبوا ألفاظ مهذبة من وين ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..