مع تباشير العام الجديد صاح الشعب وجدتُها وجدتُها

الباقر العفيف
(البشير): ?السُّلطة دي جبناها بالبندقية الداير يشيلا مننا يجيب بندقيتو ويجي يشيلا?!!..
(الشعب): ?بنشيلها بلا بندقية. وإنت بنادقك دي جول بيها.؟?.
منذ أن لدغته الأفعى الإسلاموية في صيف ذلك العام المشؤوم ظل شعبنا يعاني الأمرَّيْن. باغَتَتْه الأفعى. إلتَفَّتْ حول جسمه. غرَسَت أنيابها في عنقه. نفثت سمها الزعاف في عروقه. أدخلته في غيبوبة طويلة. ثم شَمَّرَتْ عن ساعد النَّهب. لم تكتف بتمزيقه وسرقة أصوله المادية وحسب، بل وأرادت أيضا أن تَسْلُبَه روحَه. تُغَيِّرَ هويَّتَه. تُعِيد صياغتَه. تَصنَعه على عينها. تُشَكِّله على هيئتها. تمسخه. تشوِّهه. وتحوله إلى شعب من العبيد.
لذلك نخطيء إن تعاملنا معها كسلطة ديكتاتورية نَمَطِيَّة مثلها مثل الدكتاتوريات التي انتصرنا عليها في ستينات وثمانينات القرن المنصرم. إننا هنا بإزاء احتلال شامل لأرضنا، واستباحة كاملة لعرضنا، ومصادرة تامة لماضينا ومستقبلنا. لم يترك الأخوان المسلمون فضاء لم يحتلوه.. سلبونا حتى ولايتنا على أُسَرِنا، وأطفالنا..اختطفوا أولادنا من الشوارع وجعلوهم أدوات لحربهم ضدنا. قتلونا بهم ثم قتلوهم. جلدوا نساءنا وبناتنا على قارعة الطريق. تَحَكَّمُوا في مواعيد نومنا وصحونا. احتلوا حتى فضاءات منازلنا. بلغ بهم الطغيان، وبلغ بنا الهوان، مَدَىً أن يمنعونا من أن نقيم في بيوتنا مناسبة اجتماعية – حتى لو كانت سماية- دون إذن منهم. (يعني بالبلدي كدا وصلوا حيشان بيوتنا وصواليننا وما فضل ليهم إلا دخول غرف نومنا). وأنا لا أدري ما الذي يمكن أن يفعلوه بنا قبل أن نغضب ونثور لكرامتنا؟!..
كل هذا يثبت أنها ليست سلطة ديكتاتورية وحسب، بل هي سلطة احتلال غاشم، شديد الشبه بالاستعمار الاستيطاني. فالاستعمار الاستيطاني لا يستولى على الأرض والمقدرات فقط، ولكنه يُحِلّ ثقافته ولغته وأسلوب حياته محل الثقافة واللغة وأسلوب الحياة الأصلي للشعب الُمحتَل. وهذا بالضبط ما فعله الأخوان المسلمون. فهم انتقوا فقههم من الأضابير المظلمة لتاريخ المسلمين، ومن أكثر عهوده إنحطاطا. ثم رضعوا معه الأفكار المسمومة من حسن البنا والمودودي وسيد قطب حتى نزَّت جلودهم بالسم، فصاروا خلقا آخر، لا علاقة لهم بنا، ولا بنسق قيمنا وأخلاقنا. أصبحوا غرباء عنا. سحناتهم غير. لغتهم غير. أسلوبهم غير. فسادهم غير. كذبهم غير. جشعهم غير. شهوانيهم غير. ليس فيهم خير البتة. خيارهم شرار، منزوعة الرحمة من قلوبهم. وشرارهم ليسوا بِبَشَرٍ، وإنما شياطين مُرْدٌ في أَسْلَاخ بشر. فهم من أطغى من مشى على قدمين في أرض السودان على مر العصور. عهدهم لا يُقَارَن إلا بأفظع عهود الفوضى والهمجية عبر تاريخ البلاد. أعادوا للأذهان صورة الاحتلال التركي للبلاد في الربع الأول من القرن التاسع عشر، من حيث كثرة الظلم وكثرة المكوس والاستعلاء على الشعب وازدراء ثقافته واحتقار تراثه الصوفي. فمثلما قاس المحتل التركي ثقافتنا على معيار الفقه العثماني الجامد فوجدها مفارقة، وازدراها، كذلك يفعل المحتل الإخواني يقيس تراثنا الصوفي بمعيار فكر الأخوان الفاسد، فيجده مفارقا، ويستعلي عليه. ومثلما استخدم المحتل التركي أبشع أنواع التعذيب ضد الشعب مثل خَوْزَقَة الرجال (أي اغتصابهم بأدوات صلبة)، استخدم المحتل الإخواني أنواع أبشع من التعذيب، فقد خوزقوا الرجال واغتصبوهم، وَدَقُّوا المسامير على رؤوس الأبطال، واغتصبوا النساء جماعات ووحدانا. وهذا ما حمل أستاذنا الطيب صالح أن يطرح سؤاله الخالد الذي سوف يظل يلاحقهم أبد الآبدين: ?من هم هؤلاء الناس ومن أين جاءوا ؟?. وهو أيضا ما حمل الأستاذ محمود أن يصفهم بالنجاسة، حين قال:?الأخ المسلم مثل الإناء الذي ولغ فيه الكلب. لا يطهر إلا إذا غُسِلَ سبع مرات إحداهن بالتراب?. والنصان يؤكدان غُرْبَتَهُم عنا وعن هويتنا.
لذلك فنضالنا ضدهم ينبغي أن نفهمه باعتباره حركة تحرر من إحتلال، وليس مجرد حركة نضال ضد حاكم ظالم منا. إننا إن فَهِمْنَا الصراع معهم على هذا النحو يصبح نضالنا ضدهم شاملا، وعلى جميع المستويات. على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني واللغوي. وبكلمة واحدة ننشيء سوداننا النقيض، ريثما نحرره منهم.
وإقامة سوداننا النقيض يستلرم ضمن ما يستلزم الآتي:
نقاطع مؤسساتهم الاقتصادية حيث ما أمكننا ذلك، ونقيم تعاملاتنا الاقتصادية مع المؤسسات الوطنية فقط. ندير أموالنا فيما بيننا ولا نعطيها لهم إلا في حالة الضرورة القصوى. كأن يستحيل علينا الحصول على السلعة أو الخدمة من غيرهم. أي ننشيء اقتصادنا الموازي. وفي حالة القطاعات التي يحتكرونها مثل قطاع الاتصالات، مثلا، نقاطعهم بصورة منتقاة ودورية، كأن نبدأ بمقاطعة شركة زين لمدة أسبوعين، ثم نستهدف بعدها السوداني لأسبوعين وهكذا. وأن نغير عاداتنا في استخدام التلفون وقصره على قضاء الأعمال الضرورية بدل الونسة.
نقاوم عاداتهم الذميمة مثل تعدد الزوجات، واصطناع الثفنات القبيحة على الجباه، والتكبير والتهليل النفاقي مع رفع الإصبع بتلك الطريقة البغيضة.
نمنع مفردات خطابهم من التسرب للغتنا مثل ?أحسب?، و?احتساب?، و?جزاك الله خيرا يا شيخنا?، وغيرها من المفردات التي يتداولونها. ونمتنع عن استخدام تلك الترويسة الطويلة التي يبدأون بها حديثهم والتي في ظاهرها الصلاة على النبي الكريم، وفي حقيقتها تعبير عن علاقات القوى مع المُخَاطَبِين، وممارسة سُلْطَة الخطاب عليهم، وفيها أيضا إرهاب خفي. أما نحن فسنستمر نعبر عن حبنا للنبي بذات الطريقة التي عَبَّر عنه بها أسلافنا الصوفية ومُدَّاح المقام النبوي العظيم.
نحترم إرثنا الصوفي ونتدارسه ونفهمه على وجهه الصحيح، ونُفَرِّق بينه وبين الطائفية، وبينه وبين مظاهر انحطاط التصوف، مستعينين في ذلك بالفكرة الجمهورية، لأنها التعبير الحديث عن هذا الإرث، ولأنها من أمضى أسلحتنا الفكرية في وجه الهجمة الوهابية الإخوانية الشرسة على ميراثنا الروحي.
نخالفهم في الزِّي رجالا ونساء. كأن يمتنع الرجال عن لبس االعمائم الضخمة والملفحة بطريقتهم المبتدعة التي تكتمل صورتها مع تمددهم الأفقي من الأمام ومن الخلف. وتمتنع نساؤنا عن لبس الحجاب باعتباره الرمز السياسي للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين، وعلامتهم التجارية المسجلة، نقلوه لنا، ضمن سعيهم لتشويه هويتنا، لكيما يصبح بديلا عن الثوب السوداني. نقاطعه لأنه ليس له أي علاقة بالحجاب المقصود في الشريعة، كما هو مُوَضَّح في كتابات الجمهوريين، وإنما هو صناعة مصرية صرفة. نتمسك بالثوب كما هو، أي دون إضافة ربطة الرأس والأكمام الطويلة، التي أجبروا عليها نساءنا. نتمسك بالثوب لأنه إبداع سوداني أصيل، ولأنه يحَقِّق قيمة الِحشْمَة مع الأناقة، كما أنه يتسق مع تكويننا الجسماني، وبيئتنا الجغرافية، وروح الدين التي يرعاها التصوف. دعونا نجعل من الثوب السوداني رمزا لمقاومتنا.
نوجه أدب المقاومة الناشئ الآن من شعر وموسيقى وكراكتير ومسرح وسينما توجيها استراتيجيا مخططا ليصبح حركة وتيارا جارفا، و ثورة ثقافية حقيقية تُعَبِّر عن نهضة وطنية شاملة. وبينما تعمل هذه الحركة على فضحهم وهجائهم والحط من شأنهم، تهدف في الوقت ذاته إلى تطوير حركة الإبداع السودانية التي خنقوها وأفسدوها وحاولوا القضاء عليها.
وعودا على بدء أقول تمكن سم الأفعى الإسلاموية من جسد الشعب العملاق لقرابة الثلاثة عقود. ولقد أعيته الحيلة في العُثُور على التِّرْيَاق الناجع له. جَرَّب كل شيء. أَضْرَبَ. ظَاهَر. حمل السلاح وقاتل. فَاوَضَ وصالَحَ. حاول تقليد الربيع العربي وانْتَفَضَ. قاطع انتخابات الزُّور وتَرَكَهُم في خَوْضِهم يَلْعَبُون. ولكن السم ما يزال يسري في الجسد الملدوغ. كلما حاول شعبنا النهوض سقط، وسقط معه العديد من فلذات أكباده. والأفعى تفعل به الأفاعيل. حتى إذا استيأس الشعبُ وظن بنفسه الظنون جاءه التِّرياق من عند الله، فقفز صائحا: ?وجدتُها وجدتُها?. فكان ترياقه العصيان. ومن أول جُرْعَة في السابع والعشرين من نوفمبر ٢٠١٦، شم شعبنا شميم العافية، بدأ يتنفس تنفسا طبيعيا، وشرعت رئتاه تضخان الأكسجين في خلايا جسمه. أما الأفعى فقد زُلْزِلَتْ زلزالها، وأَخْرَجَتْ أثقالها من فاحش القول وما أَعَدَّتْ للشعب ?من قوة ومن رَبَاط الخيل? لترهبه بها. ولكن، يالخيبة أملها، لم تجده هناك، بل وَجَدَتْ أمامها الفراغ الكَثِيف والسكون الُمِخيف. وتحولت تاتشراتها ومجنزراتها وبنادقها إلى حديد عديم الفائدة. وأكتشف جنجويدُها وقَتَلَتُها لأول مرة أنهم عطالة بلا عمل. وكانت الجُّرْعة الثانية في التاسع عشر من ديسمبر ٢٠١٦، فقد خرج السم من الرأس وبعض الأطراف. أصبح شعبنا طليق اليدين، فبدأ كما قال شاعره ?يُكوّرُ قبضتُه? وهو ?يدَمْدِمُ غَضْبتَهُ? ويُعِدُّ ضربته ?الآزفة? التي ?تتبعها الرادفة?.
أما الأفعى فقد جُنََّ جُنُونُها وصارت تخبط كالمصروع، وهي تصيح وتهذى ?أمرقوا لي برة.. طالعوني الخلاء?.. ?العصيان فشل?.
أما الحقيقة الناصعة فهي أن الجرعات سوف تتواصل، الواحدة تلو الأخرى، وسوف يسترد شعبنا العملاق عافيته، وسوف يتخلص من هذا السم الهاري نهائيا وإلى الأبد. ولكن هناك حقائق لابد من إدراكها:
أولا، إن العصيان لن يقضي على النظام بالسرعة التي كان يتصورها البعض، بل هو يعمل مثل?هَدَّام البَحَر?، يَجْرِفُ من قُوَّتِهم ويُضِيف لِقُوَّتِنا. وبذلك يصبح الزمن حليفنا، يزيدنا قوة على قوة ويزيدهم ضعفا على ضعف. وعندما يحين حين الخروج ألى الشارع فسوف لن نحتاج لمن يخبرنا به لأن رائحة الموت ستفوح منهم.
ثانيا، إن العصيان يُنْجِحُه الشعب المُتَّحِد بجميع قطاعاته. شبابه وشيوخه. نساؤه ورجاله. مُتَعَلِّّمُوه وأُمِّيُّوه. المُنْضَوُون في أحزابه وغيرُ المنضوين. مجتمعُه المدني الحديث والآخر التقليدي. كُتَّاب المدونات وأم كبس. لا فضل لأحد على أحد إلا بالصدق والتجرد. وستنمو مع عصياننا روح إخاء وتضامن ومحبة تعيد اللُّحْمَة لنسيجنا الإجتماعي الذي مزقته الأفعى.
ثالثا، للعصيان أشكال غير البقاء في البيوت. وللاحتجاج أشكال غير الخروج للشوارع. من أشكال العصيان الأخرى المقاطعة الاقتصادية، وهذه وإن جرى الحديث عنها إلا أننا لم نجربها بعد، وقد آن أوان تجريبها. ومن أشكال الاحتجاج الأخرى إطفاء الأنوار، وإطلاق بالونات العصيان. وهذه أيضا جرى اقتراحها ولكن لم يتم تطبيقها حتى الآن. هناك ضرورة لابتداع تعبيرات احتجاج خلّاقَة وقليلة التكلفة.
رابعا، لكيما ينجح عصياننا نحتاج لمخططين استراتيجيين، ومتخصصين في إدارة الحملات، ومفكرين سياسيين، وخبراء في الفحص الأمني. وبعبارة أخرى نحتاج لتأسيس ثنك تانك think tank الثورة. ومن حسن الحظ أن كل هؤلاء متوفرون بكثرة، ولكنهم متفرقون كل يعمل وحده بمعزل عن الآخرين. والهدف هو العمل الجماعي المنظم. فالمخططون الاستراتيجيون يَرسِمُون خط سير العصيان، وبالتعاون مع خبراء الحملات، يقترحون الفعل وتوقيته، ويُقَيِّمُون نتائجه و القدر الذي حققه من النجاح. ومن ثم يعدلون خططهم المستقبلية وفق نتائج تقييمهم. كذلك من مهامهم تقديم أفكار لبناء وصيانة الوحدة السياسية، وذلك عن طريق حل النزاعات بين الشباب، وبينهم وبين الأحزاب. أما المتخصصون الأمنيون فمهمتهم الرصد والمتابعة والتحليل لكشف الاختراقات الأمنية الخفية، التي تسعى للوصول لقيادة العصيان وبث الفرقة والخلاف بين أطرافه، وإفشاله في النهاية. مهمة هذه اللجنة تصفية الاختراقات وحماية الثورة من هجمات الأفعى المرتدة. أما المفكرون السياسيون فمهمتهم إكساب الثورة بعدها الفكري الذي يُحَوِّل الرغبة في التغيير إلى معرفة بكيفية التغيير، وإرساء البديل. فضمن مهمة هؤلاء مثلا تقديم الدراسات العلمية عن قضايا الإنتقال، وطول الفترة الانتقالية، وما يتعين علينا أن ننجزه خلالها. لأن التجارب أثبتت أن إجهاض الثورتين السابقين يعود بقدر كبير إلى قِصَر الفترة الانتقالية واقتصارها فقط على الإعداد للانتخابات، مع إهمال القضايا الأخرى.
وخلاصة القول إن الثورة خلية حية تنموا بمرور الأيام. يكبر جسمها ويشتد ساعدها حتى ترمي رميتها القاضية وتنتصر.
—
مقال رائع دكتور الباقر العفيف
ارجوا ان يتمكن الاخوة المشاركين في مناقشة تكوين الغرفة الموحدة من اضافة النقاط الهامة التي تكرمت بها
وان نعمل جميعا لتنزيل ما نتفق عليه قاسمنا المشترك في ذلك اسقاط النظام اما البديل فلا تشغلوا به انفسكم الان لانه سيتخلق بصورة تلقائيةاثناء عملية الحراك الثوري وقبل نهايته والوصول لهدفه وهو اسقاط النظام
مقال رائع دكتور الباقر العفيف
ارجوا ان يتمكن الاخوة المشاركين في مناقشة تكوين الغرفة الموحدة من اضافة النقاط الهامة التي تكرمت بها
وان نعمل جميعا لتنزيل ما نتفق عليه قاسمنا المشترك في ذلك اسقاط النظام اما البديل فلا تشغلوا به انفسكم الان لانه سيتخلق بصورة تلقائيةاثناء عملية الحراك الثوري وقبل نهايته والوصول لهدفه وهو اسقاط النظام
والله لقد ظلمت المستعمرين الاتراك , وقع السودان تحت الاحتلال التركى العثمانى وصار جزء من الامبراطوية التركية فى بدايات القرن قبل الماضى , يحمد للاتراك انهم فعلوا الكثير فى السودان رغم انهم كانت لهم مساوى ولكنها بقياس ذلك الزمن لم تكن كذلك , لقد ساعد الاتراك فى وضع لبنات الدولة السيادية فاسسوا نظام الادارة للدولة المركزية الذى لم يكن السودانيين يعرفونه وامنوا الطرق وحركة التجارة الداخلية والخارجية فاتى للسودان الكثير من التجار الاجانب ونشطت تجارة المحاصيل الزراعية وتصديرها لخارج السودان كما بدا السودانيين حياة المدنية والاستقرار وقامت كثير من المناطق الحضرية ( المدن) فى تلك الفترة , اما الضرائب وجبايتها فالسودانيين اصلأ لم يكونوا معتادين ولم يعرفوا نظام دفع الضريبة للدولة فكان دفع الضريبة شى مستهجن وغريب عليهم ولذا كانوا يتهربون من دفع الضرائب ويصير الامر بين شد وجذب بين جامعى الضرائب والمواطنيين , فكانت نقمة السودانيين ضد حكم الاتراك هى الضرائب فى المقام الاول .. لم يستعبد الاتراك السودانيين ولم يستحقروهم ,عدد الاداريين الاتراك الذين كانوا فى السودان كان عدد قليل وكان يعاونهم مصريين , كل جامعى الضرائب والعسكريين كانوا من السودانيين ..
حكم الاتراك للسودان كان فى صالح السودان وكان تمهيد لحكم البريطانيين العظماء الذين اسسوا الدولة السودانية وساهموا المساهمة الاكبر ليتحول السودان من دولة بربرية همجية تحت سلطة دينية جاهلة الى دولة حديثة بقاييس ذلك الوقت .. فكل البنيات الاساسية التى كانت قابلة للتطور هم من بناها .. تحياتى وتقديرى لقواد بريطانيا العظماء الذىن قدموا للسودان ما عجز السودانيين عن تقديمه لبلدهم .. تقديرى لسعادة السردار اللورد كتشنر قائد الحملة الانجليزية فى السودان والتقدير لسعادة السير ريجنالد ونجت اول حاكم عام للسودان ومؤسس نظام الادارة والدولة فى السودان
مقال ممتاز و شامل
المشكله السودانيين ما بتفقو في الغالب عشان كده ما حيسقطو بالعصيان
و منتفعين المناصب و المتسلقين كتاااااااااار
احسن حل و اسرع حاجه للتغيير البشير يتكل و البلد تجوط عشان الناس تفور
زي يوم جون قرن مات حاجه مفاجئه و سريعه تقلب عليهم الطاوله
يالها من شجاعة على عرض هذه الحقائق الدامغة. نتمنى ان يأتي يوم يرجع هؤلاء الى جحورهم وبعرانهم وتتخلص الإنسانية من شرورهم.
لا فرق بين استعمار، واستعمار، ولا غزو وغزو آخر. ولا يوجد استعمار حميد وآخر خبيث وتظل الجريمة في الاعتداء على الآخرين واستباحة أراضيهم قائمة ومدانة. وإذا كان الاستعمار قد استعبد شعوب المنطقة، فعلى الأقل ترك وراءه ثقافة وكتباً وفنوناً في المسرح والموسيقى والرقص والتمثيل وأوابد تاريخية كالمسارح
لقد جاؤوا وغزو واستلموا الحمكم واجبروا الناس كلهم على ومن يرغب بالحكم على نهج الخداع والمناورة بإسم ايديولوجية الدين.
ومازالت هذه اللغة متوارثة لديكتاتوريتها، ولعدم تواجد الحرية ……
يتمسكن المتأسلم ا حتى يتمكن ويتفرعن ويبدأ بجز الرقاب ونحر الأعناق وهذا ديدنهم !!
هكذا هم المتأسلمون على مر الزمان، غدر ومكر وإرهاب وانقلاب….لا تأمنوهم يا أولي الألباب !! فهذا المشروع العروبي العسكري العبودي الذي خرج في القرن السابع الميلادي من قرن الشيطان في نجد، لم يكن، بعمره ولو للحظة واحدة، إنسانياً ولا أخلاقياً، ولا نهضوياً، ولا تحررياً، ولا علمانياً ولا إنسانياً طيلة 1400 عاماً، فلماذا يتم التفكير بإعادة إنتاجه وتفعيلة من جديد، إلا لتجريب المجرب من قبل العقل المخرّب العنين؟!!
لم يقدمو شيء للمستقبل … جميع ما ينسب لهم هو من الماضي الذي لا فائدة منه في العصر الحاضر
تجدهم شديدي النباح بأسم الاسلام ظاهريا و أصواتهم تترجمها عشرات الامبراطوريات إلى تسبيح بأسم الاسلام بينما في الحقيقة أو في الباطن يسبحون و يهللون ويرقصون مع الشيطان لولي نعمتهم الذي يجيد الرقص و اللهث . تجدهم الكلاب يملؤون السماء بواسطة ابواقهم الدعائية و في نفس الوقت تجد بنوك الرباء تناطح منارات مساجدهم..ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟
لن يصل المتأسلمون إلى أية إنجازات، لا اليوم ولا غداً، ولا في أي مجال، ولا حتى في مجال “الكلمات المتقاطعة”، وبعيداً عن زعيق وصراخ الفقهاء، ما دامت القيم الصحراوية والبدوية تحكمهم، وتتحكم بهم، وتنهش لحومهم. وغدا سنرى إسبانيا بهذا الإيقاع تتربع على قمة العرش الكروي، وما كان هذا سيتأتى لها لو كانت ما زالت تحت نير الاستعمار البدوي الغاشم وتتمثل قيمه البائدة.
هذا هو نص الخبر الذي تناقلته جميع أجهزة الإعلام المحلية و العالمية وتجاهله إعلام نظام البشير عن سبق إصرار و تعمدت ذلك خوفا من تأثيره على مستقبل حكم الطاغية و تعزيز المطالبة بتنحيه التي أشعلتها مطالبات العديد من القوى السياسية و منظمات المجتمع المدني خلال تنفيذ مبادرة العصيان المدني الأخيرة !!!
* شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاقا بين قوى الحكومة والمعارضة يقضي بإنهاء فترة حكم الرئيس الحالي جوزيف كابيلا سلميا، بعد 15 عاما في حكم البلاد، لكن كابيلا لم يوقعه بعد. ودعم عدد من وزراء الحكومة الحالية للبلاد هذا الاتفاق الذي يقضي ببقاء الرئيس كابيلا في منصبه حتى إجراء الإنتخابات الرئاسية بنهاية 2017. و وقع اعضاء بالحكومة والمعارضة على الاتفاق الانتقالي في الدقائق الأخيرة من العام الماضي 2016، ومن المقرر أن يوقع الرئيس ومعارضه قريبا. وخلال تلك الفترة تتولى شخصية سياسية من المعارضة رئاسة الحكومة والمشاركة في إدارة شؤون البلاد. و وفقا لوثيقة الاتفاق لن يترشح كابيلا لفترة رئاسة ثالثة. ورغم أن الدستور لا يسمح له بذلك، أعربت المعارضة عن مخاوفها حيال إقدامه على تعديل الدستور. و وقع ممثلو الحكومة والمعارضة على الاتفاقية في الساعات الأخيرة من 2016، إلا جوزيف كابيلا ومعارضه اتيان تشسكيدي لو يوقعا بعد على توصل إليه الجانبان. وأعرب (مارسيل أوتمبي) كبير أساقفة الكنيسة الكاثوليكية التي تولت الوساطة، عن سعادته للتوصل لتسوية سياسية. وكانت مفاوضات قد بدأت في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بين ممثلين عن الرئيس كابيلا ومعارضه الرئيسي اتيان تشسكيدي للتوصل إلى صيغة الاتفاق الجديد بوساطة الكنيسة الكاثوليكية. و واجهت البلاد أزمة سياسية منذ رفض الرئيس كابيلا التخلي عن الحكم بعد إنتهاء فترة رئاسته رسميا مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول. وحذر رئيس الكنيسة الكاثوليكية من أجل البلاد مازالت تواجه تحديات وقال ”التوصل لتسوية شيء واحد لكن دخول تلك التسوية حيز التنفيذ أمر مختلف تماما”. وكان من المقرر إجراء الإنتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتسبب تأجيلها في احتجاجات شعبية راح ضحيتها العشرات. وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت إلغاء النتائج لأسباب لوجستية وصعوبات مالية، ليعلن كابيلا على الفور تشكيل حكومة انتقالية تضم 74 عضوا وتأجيل الانتخابات لعام 2018. ولم تشهد لكونغو الديمقراطية أي انتقال سلمي للسلطة منذ استقلالها عن بلجيكا عام 1960. وتولي (جوزيف كابيلا) الحكم عام 2001 بعد إغتيال والده (لوران كابيلا).
مُغتصِب وقح..! نقاط قبل العصيان..!
12-13-2016 10:20 PM
عثمان شبونة
* في مقدمة للدكتور محمد عمارة جاء تعريف الاستعمار الاستيطاني كالآتي: (الاستعمار الاستيطاني هو أخطر وأقسى أنواع الاستعمار، فالاستعمار العادي الذي مارسته كثير من الإمبراطوريات الاستعمارية قديماً وحديثاً يحتل الأرض لينهب خيراتها وليجعلها قاعدة لأمن “المركز” الذي جاءت منه جيوشه وليستغل شعوب البلاد المحتلة.. أما الاستعمار الاستيطاني فإنه يستولي على الأرض من أهلها ثم لا يكتفي باستغلال السكان وإنما يقتلعهم من أرضهم وديارهم بالإبادة أو التهجير، فهو يحول البلاد التي يستعمرها إلى “أرض بلا شعب” ليجعلها أرضا خالصة له من دون أهلها).
* بالتدقيق في ما قاله الدكتور عمارة أو بدونه؛ سنجد أن السودان اليوم تحت براثن استعمار استيطاني ــ من نوع استثنائي ــ يقوده حليف التنظيم الإخواني العالمي عمر البشير بمساعدة مجرمين آخرين، وبعض (المجلوبين!) من أفراد هذه المجموعة يُطلب منهم التجرؤ بالإساءة للشعب السوداني (عن قصد) واستفزازه؛ أو استدراجه مراراً ليخرج إلى الشوارع؛ فيكون خلاص البشير وجماعته بـ(إشعال الفوضى ــ استباحة المدن بالرعب ــ القتل ــ ثم الهروب الجماعي للقتلة الكبار وسط الهرج والمرج)..!
(جزء من مقال)0 شكرا لدكتور العفيف وقد اجاد في التحليل
الأستاذ العفيف .. أتذكر سجالك في قناة بي بي سي مع أحد المتطاولين من المؤلفة قلوبهم بسفارة السودان بمدينة الضباب ..
أذكر على الأخص وصفك لضحالة المتطاول فرح “بوظيفته البائسة” كونه لم ينصب هناك من النظام إلا ليكون بوقاً كونه ممن يجيدون نباحة الكلاب ليس إلا..
Keep doing what you are doing ووفقك الله ..
شكراً لك يادكتور على المقال الرائع واتفق معك على كل ماقلته عن
النظام فقط اختلف معك على ترك الحجاب لأنه نزل فى القرآن الكريم ونحن لا نترك كل شى اتخذه هؤلاء اللا دينيين والذين يتخذون من الدين ستار على مايفعلونه
ادامك الله وكتر من امثالك
صح لسانك يا دكتور مقال سلس معظمنا يدرك هذه الحقائق ولكننا نفتقد لمثل مقدرتك الفائقة في سياقة هذه المعلومات وتقديمها في مقال رصيد مثل مقالك هذا. سير وفقلك الله وسدد خطاك وجعل النصر حليفنا ضد هذا النظام البغيض.
الاية خمسة وثمانون من سورة البقرة ( ثم انتم هولاء ….) تنطبق على الكيزان واننى اعلم ان الناس دى مخزيين فى الدنيا فلا تغرنكم المظاهر تالله النوم نوم الديك فى الحبل . كم مرة جرى هاربا فما بالك اليوم بعد الفضائح والسرقات والهبالات التى حصلت اكيد لو قام جارى سوف يكون هنالك هرار وحال جماعته كذلك . فالمطلوب مقاطعة الشركات التى تدعم استمرارهم ولا لدفع الجبايات والاتاوات وان قصدتوا اسقاطهم فى اقرب وقت يجب توقف الدفع للتعليم الخاص والمستشفيات الخاصة وامثالهما من المرافق المدنية الاخرى . والمغترب تالله وبالله ووالله حق السفة التى تساعده فى السرحان والامال ماعنده وانقدت قد غرق واصلا غرقان ومافى زول حاسى بيهو وبالمعاناة التى هو فيها فقط ساعدوه لكى يتحرر من رق الغربة ورق المستبدين الذين دفعوه الى الغربة .
انتقوا فقههم من الأضابير المظلمة لتاريخ المسلمين، ومن أكثر عهوده إنحطاطا. ثم رضعوا معه الأفكار المسمومة من حسن البنا والمودودي وسيد قطب حتى نزَّت جلودهم بالسم،
حسبى الله ونعم الوكيل