نيقرز … أولاد عرب !! (2)

نيقرز … أولاد عرب !! (2)
أبكر يوسف آدم.
[email][email protected][/email]
فى المقال الافتتاحى السابق إستعرنا بعضا من المظاهر المشاهدة لإضطرابات أزمة الهويات ، ورغما عن تعدد أوججها ، فقد أخترنا رد الفعل السلوكى لبعض من شباب السودان ممن تربوا فى الخليج العربى ، كمثال !! ، لكن كالمعتاد ، فقد أقتطعه البعض ، وأخرجه من سياقه الإستدلالى ، وتعاملوا معه كخبر ، وألقوا بموضوع إضطراب الهوية جانبا ، وعجلوا نحو الإستنكارات.
نؤكد ،، والمقال السابق نفسه أكد الفرق البائن بين سلوكيات نيقرز القاهرة ، ومظاهر التمرد الشبابى من لأبناء المغتربين ممن تربوا فى الخليج ، فشباب القاهرة أصلا كانوا من أبناء اللاجئين الهاربين من السودان دون ترتيب ، فتقطعت بهم السبل فى ظروف بائسة ، ومصير مظلم ، والأهم من ذلك كله مجتمع غريب يعاملهم معاملة الغرباء ، وقد كانوا كذلك ، فكونوا تجمعات شبابية توكيدا لفكرة الطيور على أشكالها تقع ، على سعيا لإثبات الذات وإظهارا للتميز عمن حولهم ، وأكدنا أنه لغياب المواعين المستوعبة ، وهشاشة بنية أقتصاد الإسرة ، فقد إنزلقزا سريعا نحو جرف الإجرام ، ومنهم من يكملون سنين مراهقتهم فى السجون الآن … فهؤلاء هم النيقرز الحقيقيين.
أبناء السودانيين بالخليج ، شهدوا أيضا دونية مستوى بعض من آباءهم (نقول بعضا) ، والذين كان مصيرهم فى كثير من الحالات تحت رحمة الكفيل ، ومرتبط بمزاجه ، ومنهم حتى من خضع للإبتزاز المالى ، فكانت ردود فعل الشباب المتغرب فى جوهرها هى رد الإعتبار والتميز عمن حولهم ، والزهد عن الإنتماء إلى ذلك المجتمع ، والتأكيد على سودانيتهم ، رغما أن إعوجاج حال السودان وفشله لا يدعو الى الفخر ، وهذا الموقف المشرف لا بد أنه تاج على رؤوسهم. فأسميناهم إصطلاحا نيقرز أولاد عرب ، فى سياق ربط المتشابهات من التجارب ، مع التأكيد على الفروق وتباين المآلات.
مغتربى الخليج ممن إضطروا الى الهجرة بأسرهم ، تفانوا فى تربية أبنائهم ، وسهروا على توفير الغطاء المالى والوقت فى تنشئة أبنائهم على القيم السودانية رغم الغربة ومصاعبها المعهودة ، والتى نكتوى نحن أيضا بنارها ، مع التأكيد على الإعتزاز بسودانيتهم وضرورة الزهد عن الذوبان فى المجتمع الذى حولهم ، حرصا على ترسيخ قيم التنشئة السودانية ، وحماية لهم من المطبات النفسية حال تشبههم بالخليجيين ، فهم يعرفون هذه الأشياء جيدا ، فسجلوا نجاحا مقارنة بآباء مجتمع اللاجئين بالقاهرة .
حسنا .. هذا ما أجهدت نفسى للوصول إليه … إنها مطبات أزمة الهوية !!
إنها أزمة منازعات تعريف الذات .. وتبعية هوى الذات وأحلامها وغض الطرف عن الواقع وإلتزاماته. هوى قيادة السودان بمكوناته وتعقيداته ، إلى حيث نفور وربما نفوق بعض مكوناته.
إنه أشبه بالسكير الذى يقود أفراد أسرته كافتهم إلى الخمارة ، ضاربا عرض الحائط بشعور وميول باقى أفراد عائلته والذى منهم من يضايقه ذلك المكان ، ومنهم ينسجم معه فيه ، ومنهم من لا يناسبه هذا المكان على الاطلاق ،،
هذا ما فعله السودانيين ، دون أدنى مسئولية ، ودون أدنى تردد بشأن تحفظات ووضعيات بعض مكوناتهم ، فأخذوا ببلدهم ودفعوا به دفعا ، وأقحموه إقحاما فى قاذورات العروبة .
قولوا لى أيها الإخوة والاخوات !!
كيف يتجاوز أحدهم حضارة ذاخرة كالنوبية فى شمالية السودان ، والتى تتجاوز عمرها ستة آلاف سنة ، بأهرامات مشهودة ، ومعابد قديمة ، وكنائس ما قبل الإسلام ، وأنظمة رى وزراعة راسخة ، وتقاليد إجتماعية متوارثة ، ولغات قديمة ، وأنظمة حكم وقضاء متفردة ، فيطرح كل ذلك جانبا ، ويولى وجوهه صوب الصحراء تطلعا إلى أناس لا يشبهونه ولا يحترمونه ، إلا بالشروط والتراتبية التى تحفظ تفوقهم ؟؟
كيف يهجر السودانيين هبة وحضارة النيل الغنية ، ومصدر عزتهم ، ليبحثوا عن عزة ما هم ببالغيه عند بدو صحراويون كانوا حتى وقت قريب يغيرون من أجل الحصول على الطعام والغنائم والنسوة ؟؟
أعرف ما سيسابق إليه البعض ، من العروبيين والذين سيلقون بحجة الدين على وجهنا ، للتعمية العبثية ، كما يعمون هم ، لكن من السهل إجهاض هذا التبرير إن دفعنا إليهم بوضعية إيران.
ألم تكن لنا حضارة مستقلة مثل حضارة إيران الفارسية ؟؟ أجل..
ألم تكن الحضارة الفارسية مكافئا وندا لحضارة وادى النيل ؟؟ بالتأكيد..
ألم تدخل المسيحية التوحيدية الى بلاد النوبة فى الوقت الذى كان فيه الفرس الإيرانيين يعيشون فى ظلمات الوثنية من زردشتية ومانوية ومندائية ؟؟ صحيح.
أونحن مغضوب عليهم ،، والفرس مرضى عليهم ؟؟
إذن ما السبب يا ترى ..؟؟
الأمر واضح .. لقد صان الإيرانيون حضارتهم ومجدهم وهويتهم وإستقلالية شخصيتهم ولغاتهم ، وإحتفظوا بمسافة كافية بينهم وبين العروبة والبداوة ، فأصبحوا اليوم قوة لا يستهان بها ؟؟
مثل هذا الأمور .. يجب التوقف عندها كثيرا.. أليس كذلك..؟؟
نعم يجب التوقف والتأمل ..
حسنا..
فلنعد الآن الى موضوع الهوية الطبيعية ،، المعافية ،، المستقرة ، غير المضطربة.
فالهوية هى الإحساس بالانتماء إلى مجموعة ما ، وتمييز الغير لك بالانتماء الى تلك المجموعة ، وإعتراف المجموعة نفسها بإنتمائك إليها وتتعامل معك مثلك مثل أى فئة من الفئات المنتمية اليها.
إما إضطراب الهوية فتنشأ من أختلال أى من موازين المعادلة المذكورة أعلاه ، فعدم تمييز الغير والتعرف الفورى بإنتمائك الى تلك المجموعة ، تدفعك نحو الحرص والحساسية والغلو فى المظاهر. كما أن عدم إعتراف المجموعة الرئيسية بأنتمائك إليها ، تدفع بالفئة الغير معترف بها الى الغلو والتطرف واللهث بحثا عن الاعتراف ، مع تقديم الكثير من التنازلات والقرابين والتسارع فيما يعتقد أنها ترضى المجموعة الرئيسية .
تماما … وهذا ما يفعله السودانيين (أبناء حضارة النيل وبناة الاهرامات) فى سبيل الحصول على إعتراف رعاة الإبل.
نعود الى شأن الرجل الذى ذهب بعائلته إلى المكان الذى لا يناسب بعضا من أفراد عائلته ، والذى ربما يلجأ الى العنف فى سبيل تحقيق ما يهدف إليه !! فما لا يدع مجالا للشك ، وتوكيد الواقع ، فإن كل المكونات السودانية تقبل بالعروبة ضمن احدى أهم عناصرها ، ولكنها لا ترضى بالانتماء الكلى لجذورها القابعة خلف البحار ، ولا الذوبان فيها ،، ولا تسنمها ،، ولا تقدم الصفوف إستماتة فى الدفاع عنها ،، مثل بعض الغلاة النفاقيين منا من ينيب عن السودانيين كلهم ، فينطق بلسانهم ، مطلقا عبارة (نحن عرب العرب) ، وهنا يجب أن نتوقف لنقول .. كلا .. فمنا العرب ، ومن حقهم الادعاء بانهم عرب العرب ،، ومن حقهم علينا الإصطفاف خلفهم ، والمدافعة عنهم إن تهددهم أى مهدد ، لكن لن نكون بجمعنا عرب العرب. ويجب ألا نطاوع العرب من خاصتنا ، أو أى فئة من مكوناتنا الأخرى فى مغامراتهم بإمرار السودان كله من خلال عنق زجاجة إجهاضية لا تسع ولا تناسب أكثر عناصرها ، فتثير ذلك منهم من غريزة حفظ الحياة فيشمرون سواعدهم للمنازلة. فالعروبة وحدها لا تناسبنا ، والأفريقية وحدها لا تناسبنا ، أما السودانية فتجمعنا وتوحدنا ،، أو كما قال جون قرنق.
إن العقد الإجتماعى للدولة السودانية الذى يجمعنا ، لابد أنه فى حدود ودائرة إختصاص الدولة السودانية وإمتدادات مصالحها ، داخل السودان وخارجه ، أما مسألة إمتدادت الهوية العابرة للحدود والبحار الى دول أخرى ، فتلك ما يجب أن يقتصر أمرها على المعنيين منا والمتشوقين إليها ،، فمن لديه أشواق إلى قريش والعباس ، فليبحث عنها ولينتمى إليها دون أخذ كل الإمة السودانية ولا الدولة السودانية وجعلها ملحقا تابعا. ومن لديه أشواق غرب أفريقية أو حبشية أو سودانية جنوبية أو مصرية ، فليبحث عنها ، ولينتمى إليها دون أن يقود معه كل الشعب السودان الى هناك. وهذا ما شهدناه عند الأمريكان ، فرغما عن تنوع أصول الشعب الامريكى ، فلم يحاول أحد من قادتها عبر التأريخ جر كل مكوناتها ونسبها إلى جهة خارجية ، وكما ترون اليوم فهى مركز قائم بذاته ، فلا يخضع ولا يدين بالإنتماء لأى جهة عرقية ، ولا لغوية ، ولا دينية بما فى ذلك الفاتيكان. ومع ذلك فإن من شعبه من لديه أشواق وتسكنهم أرواح أصولهم الأسبانية ، واللاتينية ، والعربية ، والبريطانية ، والفرنسية ، والصينية ، واليابانية ، وحتى الروسية … ولا تنازع فى ذلك ، بل تتخذ منها منصات لبناء وتمتين العلاقات ورعاية مصالح الدولة الأمريكية.
إذن .. فأي الفريقين أكثر وطنية ؟؟
من يقود الأمة السودانية كلها ويدفعها دفعا ، ويلبسها لبوسا شاذا ويقحمها إقحاما فى بحر عروبة لا تقبله ؟؟
أم من يسعى إلى تمييز ذاته ، ويقاوم الإنزلاق نحو هاوية هويات لا ينتمى إليها ، ولا تشبهه ولا تقبله ؟؟؟
لعمرى ، فإن مواقف نيقرز أولاد عرب ، لأشرف وأكرم ألف مرة من مواقف حكام الخرطوم القدماء والجدد ، من الذين يقدمون القرابين الشيطانية ، فيجرمون ، يزيفون ، يقتلون ، يهجرون ، يجوعون ، يغتصبون ، وينهبون من أجل سواد عيون هوية قرشية لا تقبل ولا تتشرف بهم . وكل ذلك بعد أن داست أرجلهم النجسة ، حضارة نهر النيل العظيمة.
هؤلاء يجب أن يصنفوا ويحاكموا تأريخيا ضمن العملاء ..
فهذه هى العمالة بعينها !! وإن لم تكن العمالة ! فما هى العمالة ؟؟ .. أليس كذلك ؟؟ ،،،
بل لهى العمالة والإرتزاق والإرتماء فى أحضان الأجنبى ..
ولا أحسب أننا جنينا عليهم ..
ولا أحسب أننا أوفيناهم حقهم من التحقير والإزدراء ، فيما جنت أيديهم فى قبر الوحدة الوطنية..
ولنا عودة ..
أبكر يوسف آدم.
[email][email protected][/email]
الاستاذ ابكر يوسف ادم التحيه لك اكون سعيد لو قبلت ان اجلس جوارك فى الراكوبه ونكافح لاصلاح ماافسده المتخلفين فى المجتمع ونبزر فى النفوس الفرح والاحتفال بتنوعنا وعاداتنا ولهجانتا المختلفه داخل السودان الفى داخل القلوب للابد .
أخى أبكر, أشكرك على هذا المقال الرائع والذى تحدث عن الهوية والإنتماء وكأن الله سبحانه وتعالى قد قيض لك أن ترى ما يعتمل فى وجدانى, ويجعلنى أبحث وأنقب دوماً عن أسباب إحتقارنا لسودانيتنا, ولا أجد الجواب الوافى والشافى لداء الإنسلاخ عنها والتنكر لها, فلا الإسلام بقادر على نفى سودنيتنا ولا على إثبات عروبتنا, وإلا فهل فعل الإسلام ذلك فى تركيا أو أندونيسيا أو الباكستان؟ أما اللغة ففى مقدورها تغيير الألسنة لتتحدث بها ولكن ليس فى مقدورها تغيير جنيات الناطقين بها, وفى هذا نحمد للغة العربية شئاً واحداً لا ثانى له وهو أنها لغة التواصل فى بلد تتحدث قومياته المئات من اللهجات, فسهلت بذلك وسائل التواصل والتفاهم ما بيننا وأغنتنا عن تبنى لغة المستعمر كما فعلت دول أخرى فى العالم, وشأنها فى ذلك شأن اللغة السواحيلية فى دول شرق أفريقيا, فهى كلغة الدولة الرسمية ولغة التعليم فى المدارس لم تتطاول على هوية التنزانى أو الكينى لتلغى هويته, فلما تتطاول العربية على سودانيتنا؟ إنها عقدة النقص لا أكثر ولا أقل والنابعة عن الجهل المريع بتاريخنا, بل وبكتب الأديان السماوية فقد ورد فى التوارة ذكر كوش والكوشيين من أسلافنا وتاريخنا …
واصل ولا تأبه بأحد والله إنا في إنتظار عودتك مجدداً مع سلسلة نيقرز … أولاد عرب !! (3)
الاستاذ أبكر يوف آدم .. تحياتي .. ما أجمل هذا التشخيص الذي جاد به قلمك وفكرك دون تجريح أو تغول على إنتماء أحد .. ليت من يدعون العروبية أن يعقلوا .. إدعاء العروبية هو اس الداء والبلاء عندنا في السودان وهو الذي سوف يقسم السودان الفضل إلى دويلات ودويلات .. إدعاء العروبة يركب في ذلك القسم من السودانيين مركبات النقص المركبة والمتراكبة!! ماذا تقول عن هذه الأمراض التي تلازم بعض إخوتنا من السودانيين العروبيين:
– إزدراء العناصر التي لا تقول بإنتمائهم للعرب ووصفهم بالعبيد مع إن دماء هؤلاء العبيد تجري في عروقهم شأنهم شأن من يسموهم بالعبيد أنفسهم.. والغريبة الأجانب حتى المصريين لا يعرفون فرقاً بين السودانيين .. كلهم صابون !!
– مواجهة كل مسحوق بالهامش رفع صوته بالمطالبة بالمدارس والمستشفيات والطرق التي هي من صميم عمل الحكومة – مواجهته بالطائرات المقاتلة والدوشكا بدلاً من الإستجابة له مع الإعتذار !!
– الإدعاء الكاذب بالتمسك بالدين وإدعاء الحكم به أو الرغبة بالحكم به وكأن الرسول كان سوداني أو جعلي (وليته كان).. وحكام اليوم هم أساطين هذا النوع من الإدعاءات الجوفاء وسنامها.. يعني لو ما لحقتهم بالعروبة ألحقهم بالإسلام!!! أو قل تغطية نقص العروبة بإدعاء كمال التدين!!
– الإستعداد لنهب لأموال العامة دون الشعور بأن ذلك يضر البلد أو حتى الخجل من الفعل .. في أعمق تجسيد لإنعدام الوطنية والهم بأمر الوطن. من اين أتت تلك الأموال التي شيدت تلك الإمتدادات الراقية الكثيرة والعجيبة بالخرطوم وغيرها من المدن السودانية علماً بأن عدد الأغنياء في الستينات كانوا ستة أو سبعة وكانوا يأكلون أم رقيقة مع الكسرة في الغداء شأنهم شأن العمال والعساكر والفلاحين في كل أصقاع السودان.
– إتخاذ المواقف الشاذة في تأييد القضايا العربية والعرب الذين لا خلاف على عروبتهم وهم ينظرون لهم بإستغراب حقيقي .. من الأمثلة : مواقفنا من القضية الفلسطينية .. جعل السودان ممراً لتهريب الاسلحة لحماس وتحمل الضربات الإسرائيلية في سبيل ذلك .. دفع التبرعات لحماس (80 مليون دولار) في الوقت الذي يتضور فيه السودانيين جوعاً في أطراف الخرطوم!!! يا أخي من هم ومن نحن؟؟؟
– الإستعداد للكذب فوق أعلى المنابر دون خجل أو وجل أو خوف من الله أو حتى من ولاهم الله عليهم .. وقول الكلام صباحاً والرجوع عنه مساء (المثال: الرئيس عمر البشير).
لا فض فوك يا أخ أبكر. لا خلاف لي معك في كل ما ذهبت إليه إلا ربط النقرز المغتربين بالعروبة. لماذا نقرز أولاد عرب؟ لماذا لا نقرز أولاد سودان مثلا؟
افادني هذا المقال ايما فائدة, لكن لدي ملاحظاتي:
الازمة عند العرب خاصتهم, ان السلطات التى تتسلط عليهم حالت بينهم والتعامل البناء مع تاريخهم.
كما ذكرت فى مقام اخر, العرب عاكفون على اجهاض تاريخهم بنكران تنوعه هو نفسه والابقاء على شق احادي سلطوي منه.هي امة مرعوبة من تاريخها.
فهم يدمغون, بمحض اختيارهم, كل تاريخهم قبل الاسلام بانه جاهلية. تاريخ ملئ بالحكمة .لا احسب الا ان الاسلام قصد قيما محددة من ذاك التاريخ لا كله.
التعامل البناء مع التاريخ هو اعمال النقد. والكشف العلمي عن كل التيارات المتصارعة فيه. وامتلاك مناهج نقدية هو ايضا عمل شاق ويبدا بالاقرار بضرورته.
الازمة الاخرى هي ما يسميه انجلز بالتصرفات الافتراسية.
علاقة الشعوب العربية مع بترولهم هي علاقة استهلاك. انتج سعودي فى وقت مضى سيارة كاملة بجهده الفردي اطلق عليها اسم عسير فهو من منطقة عسير. لكن احكم عليه النسيان, فنسي.
قال انجلز: الاغنام فى جهة ما فى اوروبا طفقت تاكل الحشائش ببذورها.انعدمت البذور ولم تتجدد المراعي من جديد.وهكذا هو التصرف الافتراسي: استهلاك لا ابداع.
نحن هنا لا نشتم العرب بل نعارض نهجا يخفي تنوع تاريخهم.
لو انتج العرب نهج النقد والابتكار. لانداح هذا منهم فضلا عطيما علينا, نحن من وضعنا القدر فى جيرتهم,
بل معايشتهم.
ونحن فى السودان, تقاوم قوى منا حقيقة التنوع. نفس الازمة, بدل من المساهمة فى اكتشاف الارض تحت اقدامنا وكشف دينامية التاريخ وهي جوهره .ينجذب منا منجذبون للجمود.
سؤال الهوية يهرب الكثيرون من الإجابة عليه أو حتى مجرد سماعه بل ويظن بعضهم انه تساؤل غير مهم وانه مجرد ترف فكري ومماحكة مثقفين ولكن الحقيقة ان انحطاط السودان -في نظري- بدأ لما جرجرته مجوعة صغيرة صعدت الى سدة الحكم وربطته بالمجموعة العربية إقتصادياً وسياسياً واغلقت الباب أما انتماءاته الأخرى ومنعت الثقافات الأخرى المكونة للسودان من أن تتفاعل مع محيطها أو تتداخل به سياسياً واقتصادياً ففاتت بذلك على السودان فرصة للنهضة كدولة ذات انتماءات متعددة بسبب تنوع تركيبته الثقافية والاثنية والدينية وحتى المناخية، هذا خلاف ما انتجه هذا التغريب للوطن من شعور بالتهميش عند بعض مواطنيه وتصاعد هذا الشعور ليتشكل في مطالب سياسية واقتصادية جوبهت بالرفض من قبل الأقلية الحاكمة فتحولت الى نزاعات سياسية وعسكرية ثم ترسبت أخيراً في شكل ضغائن وأحقاد ومرارات اعتملت في النفوس لتقضي بذلك كل فرصة أو أمل في انصلاح حال البلد.
يا أخ أبكر لا نبالغ اذا قلنا ان تغريبة الهوية هذه هي السبب في انحطاط السودان في كل المناحي السياسية والاقتصادية والثقافية. ولكن من يعي ومن يفهم؟!
بارك الله فيك والله العظيم .ز فاعتقادى الشخصى يجب ان يتم تضمين مقالك هذا فى كل المقررات الدراسية من الروضة وحتى الجامعة ويكون جزء من دستور جمهورية السودان .. اما ما حثالة الكيزان والمهوسيين المستعربين امثال الطيب مصطفى يجب ان يدرس لهم بطريقة اخرى لانهن مرضى نفسانيين
بارك الله فيك يارائع ويسلم عقلك ..
هذا مقال في غاية الروعة والأهمية بمكان يستحق الوقوف عنده والتأمل في نصوصه لأنه يتطرق لأم القضايا الا وهي مسألة الهوية ويعجب المرء من حال أمة بهذا الثراء الحضاري والتاريخي الضارب في القدم يترك أمرها لفئة قليلة من المهوسين والسفهاء تتحكم فيها بتقرر مصيرها بأنها دولة عربية اسلامية , في محاولة من هؤلاء المرضي بفرض هوية احادية على كثير من قوميات السودان التى لا تمت للعروبة بصله , هذه القضية ان لم يتم حلها بالطريقة التى ترضي كل مكونات هذا القطر ووضع السودان في مساره الصحيح قد ينفرط العقد وتطالب مناطق آخرى بالأنفصال أسوه بالجنوب , فلننظر الى الشعوب والدول من حولنا هل عدم انضمامهم الى الجامعة العربية انتقص من اسلامهم وانسانيتهم ؟
المقال جيد هذه المرة ،، خلاصة الكلام هي أننا يجب أن نعتز بشخصيتنا السودانية المتفردة،فشكلنا افريقي في غالب الأحيان و لساننا عربي في الغالب الأعم و لكننا نختلف و نتميز عن هؤلاء و أولئك و لا نستجيب لأي استفزازات تأتينا من هنا أو هناك ،،، فالعارف عزو مستريح ،،، و لكن ماذا نفعل مع هذا النظام الفاشل الذي جلب السخرية و الإستهزاء للسودان و السودانيين !!!؟ شرد شعبه إلى جميع أصقاع الدنيا و جعلهم يتعرضون للإهانة ممن يسوى و لا يسوى
الغريبة انا كل التعليقات لفئات تنتمي لجغرافيتك ومن اهل النوبة الذين استعطفتهم في مقالك.. ليس حباً فيهم وأنا متأكد من ذلك. ولكن لكي تعطي زعمك هذا الاحقية ولتبسه قناع الرضا المغلف بالضحك على الذقون.. فعزفت على وتر العروبة بعرف منفرد لمقطوعة اسمها[كاره للعرب والعروبة واتحدثها لحسن حظي] انت مؤلفها وموزعها ومخرجها… واراك قد اصبت الهدف.
يا ابكلر والغريب انك لم تتناول بيئتك وجغرافيتك كحضارة ضاربة في الجذور وما لها في ثقافة الانسان السوداني الحالي.. فهل هذا تواضع منك ام.. ام عدم قناعة أم نسيان ام تبنيك لوجهات نظر الغير.. أم عدم وجود الأدلة والبراهين والحجةوعدم وجود الدعم
الغريب أن اخوتنا النوبة جلهم أو معظم يغتاتون ويعلون اسرهم من خيرات الخليج ومن خيرها ويتمرمقون في نعميهاويسترزقون واهل الخليج والعرب فاتحين لهم صدورهم..(نعم يعملون بضراعهم وبعرق جبنيهم) ولا ننكر بأنهم رسموا صورة حية وجميلة عن النوبة وعن السودانيين بصفة عامة [عملاً وصدقاً وقولاً] الشيء اللي نفسي اعرفه لماذا هم كارهون لاهلها.. وكارهين للعروبة لهذه الدرجة؟؟؟؟؟!!!!!!!!
مقال قيم جدا نظما ومضمونا ….. من اجمل ماقرأت!!
نحن في انتظار المزيد / ياستاذ
ان استعراب النوبين اكتمل في وقت غريب واستعراب ابناء الفلاتية والنجريين ايضا اغرب علما بن قلات العروبين في السودان من اصول اما نوبية او فولاني مع انهم يعرفون حقيقة اعراقهم وامتدادهاتها الثقافية الحية الي انهم يهربون الي الامام من انفسهم ليخلقو في نهاية الامر مسخا مشوها لم لايمكن تجمله وتقير جلدته الي الابيض ابدا وهناك دراويش الصوفية وادعاتهم الغيبية ونجر وتاليف اشجار النسب المضروبة بقية السيادة والثرة والسلطة الروحية امثال ال المهدي مع ان السير تزكر بانه ولد في جزيرة لبب وانة دنقلاوي بقية التقرب الي شيوخ الجزيرة العربية والتكسب منهم وكزلك من ورطهم اكثر السياسة المصرية والانتهازية تجاة السودان الي اليوم
انه مقال ممتاز عالج جدل الهويه باتقان ….وأكد أن الاشكاليه ليست فى الأفكار ولكن الاشكاليه فى كيفية طرح هذه الأفكار ،بمعنى أننا يجب أن نعود الى جذورنا ونستمد هويتنا من عمق تاريخنا وثقافتنا…..ولابدمن طرح اشكالية الهويه دون أن نقصى أحدا أو أن نسىء الى أحد ويجب أن نتعلم كيفية أن نكون سودانيين ولاءنا لبلدنا وأمتناوشعبنا .