طه شو

يعد طه سليمان من الأصوات الشبابية الجميلة التي أثبتت وجودها في الساحة الفنية، واستمراره طيلة المدة التي أمضاها محافظا على شعبيته وازدياد جماهيريته دليل على تمتعه بصوت شجي وموهبة جيدة، لكن المؤكد أن مسيرة طه اكتنفها الكثير من الخلل وشوهها بعض السلبيات، لعل أبرزها على الإطلاق اعتماده على (الشوفونية)، وهو ما ظهر بوضوح خلال ليلة رأس السنة التي أحياها مع المطربة هدى عربي بصالة إسبارك سيتي. واجتهد طه كعادته في إثارة الجدل من خلال تقليعاته، ولم يفوت هذه الليلة والجمهور الكبير هذه المرة طريقة دخوله إلى المسرح وسط هيلمانة من المصورين والبودي قارد، ولا أعلم، لماذا هذا العدد الكبير من كاميرات التصوير التي ترافق طه رغم أنه لم يأت بجديد وكل الأغنيات التي تغنى بها في الحفل مسموعة، وظل يرددها في كل الحفلات الخاصة والعامة!!
ومن وجهة نظري، لو كان طه قدم للحفل وفي معيته مجموعة من الأعمال الجديدة التي ستهز أركان الصالة وتجد التفاعل الكبير من قبل الجمهور، كنا وجدنا له العذر في استخدام تلك المجموعة من الحواريين المحيطين به، ولو كان كل الجهد الذي بذله طه في الشو والمظهر وطريقة الدخول للمسرح وكان كل ذلك الجهد قد بذله لمفاجأة محبيه بعمل غنائي جديد، لكان أفضل له ولجمهوره.
رغم هذه المره ظهر بزي محترم إلا أن ما ذكرته سابقا أفسد قليلا من أجواء تلك الليلة، وأثبت أن طه سليمان يبحث عن الشو بشتى السبل، وليس من شيء يدلل على ذلك أكثر من ما حدث أثناء الفاصل أو الاستراحة القصيرة وكمية المصورين والنساء والمنتظرين له أمام غرفة الاستراحة لالتقاط الصور.
وأعتقد أن طه الآن في حاجة إلى تغيير أسلوبه والدخول في مرحلة هدوء بعد السنوات الطويلة التي قضاها في عمليات الشو والتقليعات لجذب انتباه الجماهير، وعليه أن يركز قليلا لإقناع جمهوره بالأعمال الرصينة والجيدة وأن يحذو حذو الكبار من الفنانين، وأن يتعامل بتواضع وتركيز أكبر مع جمهوره الذي لن يسبب له مشاكل ولا يحتاج لبودي قارد لحمايته من جمهوره العاشق لفنه
اليوم التالي