أهل الفن العام الماضي: لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد

الخرطوم – سارة المنا
انقضى العام واستقبل الناس عامهم الجديد بآمالهم وأمنياتهم الجديدة المفتوحة على كل الاحتمالات والتوقعات. وشهد العام المنصرم إخفاقات ونجاحات مختلفة في كل المجالات بالبلاد. وبحسب مراقبين، فإن الساحة الفنية كانت الأكثر سوءاً في ما يتعلق بالإخفاق والسلبيات، نتيجة لغياب الأصوات الملفتة والأغنيات الجاذبة للمستمعين، ولا يزال الجميع يدور في ذات الفلك القديم، وترديد أعمال الغير ودرر الحقيبة الراسخة. في العام الماضي ارتفعت أسهم ونجومية بعض المطربين والشعراء، واختفى آخرون وانزووا عن الساحة مع غياب شبه تام للفنانين الكبار، إلا من ظهور خافت وخجول في بعض المناسابات والمهرجانات. (الوتر السابع) استطلعت أهل الشأن وخرجنا بالإفادات التالية من مجموعة من الفنانين والشعراء.
إغلاق منافذ
ويرى الشاعر عبد القادر أبوشورة أن الساحة الفنية بها أصوات جميلة فرضت نفسها، لكنها محتاجة لبذل مزيد من المجهود، وأن يبحثوا عن اللحن الجميل والكلمة الرصينة. وأضاف أن العام 2016م لم يشهد تطورا، وغاب فيه التنافس البرامجي الفضائيات، وتمت استضافة المطربين. ويشكو بعض المطربين من إغلاق المنافذ وعدم القدرة على إيصال أعمالهم عبر الوسائط الإعلامية. وأشار إلى أن الساحة بها أعمال غير صالحة، وتعد (ضياع زمن). وتمنى أبو شورة أن تعود المهرجانات والتسجيلات، كما كانت في الماضي لتساعد على وضع البصمة المميزة في الساحة الفنية وصناعتها مجددا. وعزا سبب اختفاء كبار الفنانين لمعاناتهم من عدم وجود فرص لتسجيل الأعمال.
لا جديد يذكر
وأوضح الشاعر عبد الوهاب هلاوي أن العام الذي انتهى يُعد بكل المقاييس غير جيد بالنسبة للأعمال الغنائية. وأضاف “لم تلفت نظري أغنية أستطيع أن أصفها بأنها عمل مكتمل من ناحيه الأداء”.
وأكد أنه ما لم تتغير مفاهيم الجهات المنوط بها كوزارة الثقافه وأجهزه الإعلام تجاه الأغنية، باعتبارها شاهداً على العصر لن يتغير شيء، بالإضافة إلى أنه ما لم تتغير مفاهيم المطربين الشباب، فلن تكون هناك أغانٍ كاملة، ولن يكون هناك جديد في الأغنية، وعلى الجميع أن يدركوا أهمية الأغنية باعتبارها أداة ثقافية بإمكانها أن تغير كثيراً من المفاهيم، وإلا فلن يتغير واقع الأغنية السودانية.
وبالنسبة للمطربين الكبار، فإنهم – بحسب هلاوي – دخلوا في مرحلة يأس. وعموماً فإن الناتج بالنسبة للألحان والأداء في العام الماضي كان صفراً، ولكن الكلمات فإنها موجودة. وأبدى حزنه لبعض الأصوات الجديدة التي أهدرت زمنها في إعادة ترديد أغنيات مسموعة وتقديم أغنيات هابطة.
الجوطة حاصلة
وذكر الفنان صلاح بن البادية أن “عام 2016 ليس عاماً جيداً أو بالأحرى كان في غاية السوء وربنا يجعل العام الجديد عام خير وبركة، نحن موجودون لكن (الجوطة) الحاصلة في الساحة الفنية (اتخلصوا منها إنتو)”.
القنوات فاضية
وأكد الفنان شرحبيل أحمد وجودهم في الساحة الفنية بقوله “نحن موجودين ونظهر من خلال التلفزيون والإذاعة، لكن القنوات فاضية الآن، وليس بها تسجيل مع المطربين، وشركات الإنتاج أيضا غيابها مؤثر”. وتمنى في هذا العام أن يجتهدوا (ويشدوا حيلهم) لتقديم أعمال جديدة جميلة ومختلفة.
أحلام وردية
وذهب الفنان بلال موسى بعيدا بقوله إن بعض المطربين وضعوا بصمات جميلة، ولكن عليهم التركيز على الكلمة الرصينة، لأن السودان يختلف عن الدول الأخرى، طالما اكتشفت الصوت عليك أن تختار الشاعر المتمكن. وقال “أتمنى أن يكون هذا العام الجديد عام خير وبركة وسلام، وفتح صفحة جديدة لمسح كل الأشياء التي تسبب الضيق، أيضا أستطيع تقديم أعمال جديدة حتى يكون جمهوري راضياً عني، كما أتمنى من كبار الفنانين أن يظلوا في الساحة الفنية ولا يسجلوا غياباً لأي سبب من الأسباب، ليضعوا بصماتهم، وأعمالهم تكون مقبولة، مثلاً أغنية صلاح بن البادية (سال من شعرها الدهب) التي عمرها أكثر من 20 عاماً ولا تزال محافظة على مكانتها، فالفنان الكبير يظل كبيراً
اليوم التالي