البراغماتية…ومن يمتلك اتفاقيات أديس أببا

البراغماتية…ومن يمتلك اتفاقيات أديس أببا
د. محمود محمد ياسين
[email][email protected][/email]
(1)
نقطة الضعف فى البراغماتية هى زعم اصحابها انهم يركزون فى تحليلهم لاى حدث على مجرد الحقائق (او ما يسمونه بالحقائق المجردة)؛ ورغما عن اهتمامهم بالتركيز على اهمية الممارسة وحدها والانطلاق من الواقع مما يجعل نظرتهم ليست نسقاً عقلانيا مجردا، الا انهم لا يعيرون اهتماما (فى نظرية المعرفة) لمسالة ايهما المقدم على الآخر الفكر ام المادة. اى انهم يدعون للانطلاق من الواقع مباشرةً. ولكن هذا يتعارض مع حقيقة ان أى تحليل لاى حقائق لا يتم بمعزل عن اعتقاد ما….عن فكرة ما أو مفهوم ما. وكما قيل فان البراغماتيين الذين يدَّعون انهم يتعاملون مع الحقائق بشكل مجرد فهم فى الواقع يحملون تصورات قَبْلية بشكل أو باخر لما يريدون تحليله مصدرها الافكار السابقة التى انتجها البشر (وهى لا يمكن الفكاك منها)، وغالبا ما تكون تصورات هؤلاء الادعياء ضحلة لا عمق فى محتواها لاعتمادهم على أكثر الافكار سطحيةً التى ينقصها العمق. وفى هذا ذكر احد الفلاسفة ان الانسان لا يستطيع ادراك كنه الحقائق الا عن طريق فكرة ما!
كما ان البراغماتية تظل حبيسة الاجزاء الصغيرة غير قادرة على الانتقال لنظر الصورة الكلية التى تقع فيها الاحداث؛ وبالتالى تعجز عن تقويم الاحداث الجارية تقويماً يُمكِّن من استكناه افاق تطورها المستقبلى.
(2)
ما ان وقعت اتفاقيات اديس أببا (سبتمبر 2012) حتى انبرت الاصوات والاقلام مهللة (ومكبرة) لها وحبرها لم يجف بعد وقبل ان تخضع لاى تقويم جاد …..ما عدا بضعة كتاب تعاملوا معها بالنظر لدلالات نصوصها من خلال (افكار ومعتقدات) محدده، او على الاقل اختاروا عدم التبضع بالامر.
(3)
بعض الكتاب أشاد بقدرات المفاوضين الشماليين على اساس براغماتيتهم التى جعلت اداءهم خارقا! وطبعاً اذا اعتقد هؤلاء الكتاب ان البراغماتية لا يمكن المساس بصحتها، فهذا حقهم؛ ولكن هذه القدرات (المُعْظَمُة) لا تجد لها اثراً عندما تستمع لأولئك المفاوضين وهم يدافعون عن الاتفاقيات. السيد إدريس عبدالقادر رئيس الوفد المفاوض مع حكومة جنوب السودان قال فى احد البرامج التلفزيونية إن كلمة (مواطنة) في الاتفاقية لا تعني الجنسية! وقال فى تصريحات للصحف: لن نكتفي بأربع حريات بل سنجعلها أربعين حرية ، ولا تدرى ماذا يعنى هذا الشخص بهذا التصريح الفج عندما كان الناس تنتظرون منه شرحاً لفعالية الاتفاقية فى حل القضايا التى تناولتها المفاوضات وجلا حقيقة الالتزامات المترتبة على الاطراف المشاركة فيها بعد التوقيع عليها. لا براغماتية (ولا يحزنون)، حتى بمعناها الذى اوردناه هنا؛ فادريس عبد القادر ما هو الا موظف عند الرئاسة (الجنرال ونائبه) ينصاع لما يمليانه عليه. وابعد من ذلك فان الاتفاقية ما هى الا صياغة لافكار معدة سلفاً (plagiarism)ألفت الادراة الامريكية نصوصها ضمن ما تعده من من خطط لتحديد مسار السودان تلعب حكومة سلفا كير العميلة وتوابعها، المتنقلين بين البنتاغون والكونغرس الامريكي وقصرالإليزيه، دوراً رئيساً فى تنفيذها. فمحدودية الاتفاق واغفاله القضايا الشائكة والاكثر اهمية (الحدود وأبيي) يثير أكثر من تساؤل.
(4)
وقال ادريس عبدالقادر واصفا منتقدى الاتفاقيات والمتحفظين عليها بالعبارة الدارجة: ? من يرفضون الحريات الأربع يعيشون خارج التاريخ. ? وهو لا يعلم انه يقف فى الجانب الخطأ من التاريخ!
(5)
مثلت الاتفاقية رضوخ حكومة السودان لقرار مجلس الأمن الدولي رقم “2046” الذى اشرفت على صياغته سوزان رايس المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية. والاذعان لقرارات القوة العظمى ظلت تسهله نافذة الابتزاز للجنرال التى خلقها الغرب عندما قرر ملاحقته جنائياً؛ و تمثلت قمة مأساة الجنرال فى وقوفه امام مْنَ حُشدوا للقائه عقب ايابه من اديس اببا يخاطبهم قائلاً ? نحن جئنا ليس لكي نجلس في الملك والحكم الذي لم يكن غاية وإنما وسيلة لتحقيق الأمن والرفاهية لكل أهل السودان… ? قال هذا معتقداً ان ال 9 دولارات لبرميل النفط الواحد (والتى لطبيعة نظام حكم الانقاذ، وحتى لو كانت أضعاف مضاعفه لقيمتها تلك، لن يحس بها أحد) سوف توقف الانفجار المدوى الذى ظهرت مقدماته فى انتفاضة 16 يونيو 2012 الجسورة.
(6)
اتفاقيات أديس أببا جرت مفاوضاتها من خلف ظهر الشعب السودانى ويلف نصوصها كثير من الغموض الذى يشي بان وراءها بنوداً سرية. لهذا فهذه الاتفاقية يمتلكها الجنرال ونائبه وتابعهما ادريس وهم وحدهم من يتحمل نتائجها.
ألأخ د. محمود
لا ارغب أن أخوض في فيما خلصت إليه حول الأتفاقيات التي حركت كثيراً من الجدل .. فمنهم من عارضها وأرتاب منها, ومنهم من أيدها وتفاءل بها وكثر منهم مثلي ابتغى بين ذلك سبيلا.
اكتب حول تعريفك لفلسلفة البراغمتيه و أين ذلك من التعريفات التاليه للكلمة
: an American movement in philosophy founded by C. S. Peirce and William James and marked by the doctrines that the meaning of conceptions is to be sought in their practical bearings, that the function of thought is to guide action, and that truth is preeminently to be tested by the practical consequences of belie
جاء في التعريف أيضاً
Primacy of practice
Pragmatism is based on the premise that the human capability to theorize is necessary for intelligent practice. Theory and practice are not separate spheres; rather, theories and distinctions are tools or maps for finding our way in the world. As John Dewey put it, there is no question of theory versus practice but rather of intelligent practice versus uninformed practice
ولك التحية
الاستاذ النابه Taj Alsafa
اردت ان اقول ان البراغماتية لا تستهدى بنسق فلسفي نظرى واضح فى تحليلها لحقائق الواقع، فهى تزعم انها فوق المسالة الاساسية فى الفلسفة: ايهما الاول الفكر أم المادة. وهكذا بنظرة ذاتية محضة تقوم باختبار الحقائق (واختبار الحقائق هذا هو ما يميزها عن التجريبية التى تعتمد على (الملاحظة)….والفكرة الاساسية فى البراغماتية هى ان الحقائق تفسر نفسها بنفسها حتى تصل لنتائجها التى تتلخص فى تحقيق المنفعة.. (TAUTOLOGY)! …ورغم انكارها ان الاشكال الفلسفى الرئيسى لا يهمها الا ان بعض الكتاب يرون البراغماتية عملية RECYCLING لافكار قديمة (كانط مثلاً)……
ولك خالص التحايا