العقد الثاني من الألفية الثالثة…هل من جديد…

العقد الثاني من الألفية الثالثة…هل من جديد…

محمد عبد الله برقاوي
[email protected]

المقاربة او حتي المقارنة بينما يرسمه الانسان علي خارطة الجغرافيا والتاريخ من احداث ايا كان نفعها اوضررها وبينما ينعكس كرد فعل لتلك الأحداث علي الانسان نفسه ..ربما تبدو معادلة صعبة تخلق تساؤلات جمة اصعبها علي الاجابة السؤال الكبير هل نحن الذين نصنع الاحداث ام هي التي تشكلنا كبشرخلقتنا الحكمة الالهية لنتعايش علي رقعة الارض التي بسطت لنا لنحيا من ترابها ونعود اليه بميقات معلوم لخالق الكون…ومجهول بالنسبة لنا من حيث صرخة الميلاد واخفاق شعاع الحياة…
ومع ذلك فقناعات الانسان بحكم ضعف نفسه الامارة بالسؤ كلها تصب في مجرى غروره الذي يضلله في كثير من الاحيان بانه هو الذي سيملك الدنيا اذا ما ازاح الاخرين عن طريقه..وينسى انه مهما عظم شأنه فانه زائل ودنياه برمتها زائلة…فنجده قد قلب نظرية الحياة من التعارف والتعايش بين القبائل والشعوب الي مطاحنات ومناطحات وحروب..بعضها لتوسعة النفوذ واخري من اجل الكلاء والماء..وقامت حروب ضروس امتدت لعقود من اجل ناقة…فيما شهد عالمنا المعاصر حروبا لاسباب تفاوتت بين استعادة الكبرياء الافل لبريطانيا في جزر الفوكلاند وبين الاحتجاج علي صافرة الحكم التي خيبت ظن احد فريقي كرة قدم اقيمت بين دولتين من بلاد امريكا الجنوبية..وهكذا كان ديدن الانسان منذ قابيل وهابيل يصنع الاحداث …فترتد الي نحره لتصنع فيه ما صنع الحداد…
وعلي المدي القريب تشكلت خارطة عالمنا الحديث وضمت دفتي سفر تاريخه جراء احداث رسمنا صورتها بريشة ارادتنا وسطرنا حروفها بيراع اطماعنا كبشر.. ثم طفقنا نضع ايادينا علي الخدود نتأمل ما جنته تلك الايادي تماما كالطفل الذي فعل شرا بلعبته المحبوبة ووقع في فجوة الخوف والندم…
وحتي لانمضي بعيدا في بطن الازل الحبلي باحداث الماضي البعيد ..فاننا نكتفي باشارات سريعة من ملف العقد الاخير من الالفية الثانية المنصرمة ..والذي رمي في عب خلفه العقد الاول من الالفية الثالثة بقايا احداثه لتكون مقدمات او تكلمة لمستجدات لا زلنا نعيش مشاهدها ..فعلي سبيل المثال في افغانستان حيث بدأت انطلاقة تلك المناظر حينما ارتكب الاتحاد السوفيتي الراحل حماقته محاولا زرع ايدلوجيته في التربة الخطأ ولايدري انه بذلك قد ابتلع الطعم الذي دسته له أمريكا في صنارة الحرب الباردة لتجره خارج بحر الصراع ليموت ميتة الحيتان التي تنفق بمجرد ملامستها رمال الشاطي .فكان زوال تلك الامبراطورية لتفسح المجال امام ضرتها اللدود لتصبح عمدة العالم الآوحد..وكان ذلك هو الحدث الابرز في ثنايا عقد الالفية الثانية الاخير بلا منازع…فيما لم تدرك امريكا نفسها انها لن تنجو هي الاخري من القطط التي اطلقتها بين جبال افغانستان لالتهام فئران الشيوعية..وان سحرها سينقلب عليها لتعود بعدتها وعتادها لمطاردة صنيعتها فتنعكس الاية ليصبح القط نمرا شرسا ومراوغا ..يستعصي مخبأه علي اكبر الة عسكرية في عالم اليوم وهي المشدودة في ذات الوقت من ذيلها تتارجح في طواحين الحيرة بين خيار التراجع أ ومواصلة مسلسل الاخفاق..في عراق العقد الحالي.
.
وهاهو العقد الثاني من الالفية الثالثة يستعد للسباق في مضمار الزمن ليتسلم الراية من سلفه الذي بدأ يحزم حقائبه ليغادرنا بعد اشهر ثلاثة. أو اقل من ذلك…ولا أحد يعلم ماحجم حزمة بقايا احداث العالم التي سيتسلمها العقد الجديد من اخيه المغادر وما مقدار الاحداث التي ستغادر مع السلف …لنبدأ مع الخلف سجالا جديدا نتمني ان يكون فيه شفاء لعالمنا دون جراحات قاسية..ليهنأ انسان العقد الجديد بحياة ليس فيها من الالام التي يصنعها دائما بنفسه..ونقول نحن هنا في السودان امين بملء الفم… فقد وضعنا انفسنا في امتحان صعب جعلنا دون شعوب العالم اول الممتحنيين في بداية العقد الجديد ليقرر نفر منا …ان نكون كما كنا وطنا واحدا ولو علي علات عدم التوافق الادني …او ان نرسم جغرافيا جديدة يبدأ تاريخها قي التاسع من يناير الذي هو الفاتح من العقد الجديد الذي نرجوه عقدا من اللؤلؤ ليعوضنا عن عقود القصدير التي هرشت كثيرا في نحر تاريخنا….والله من وراء القصد..

صحفي مقيم بدولة الامارات العربية المتحدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..