حكاية الذهب؟؟

صدي
حكاية الذهب؟؟
أمال عباس
٭ تنتظم المجتمع السوداني في هذه الايام حمى الذهب وهذا مما يفرح.. ان تكتشف ثروات البلاد وان توظف هذه الثروات لصالح الانسان.. لصالح صحته وتعليمه واستقراره.. واللحاق بركب الحضارة والمدنية والحداثة.. ولكن ان يغلب التنقيب الشعبي ولا اقول العشوائي.. فهنا يجب ان تأتي الوقفة فطاقات الشباب يجب ان لا توظف وتهدر في مجال ضيق العائد منه لا يتجاوز المكاسب الفردية.. وعائد الذهب الذي يأتي من استثمار الدولة يشمل الجميع ويتسنى لطاقات الشباب ان تذهب للزراعة ولتحصيل العلم ولتفعيل الصناعة. بان تصنع منتوجات الزراعة بشقيها النباتي والحيواني.
٭ وبمناسبة الذهب هذه اذكر في اغسطس عام 1891م اجرت مجلة صباح الخير المصرية تحقيقاً عن الذهب بعنوان حكاية الذهب في مصر وما استوقفني في ذاك الزمان ربط الذهب بالفراعنة ونظرتهم اليه باعتبار انه من لحم جسد الاله.. وهذا مما جعلني احتفظ بمقدمة التحقيق التي رأيت ان يطلع عليها قراء «صدى» وانا ابارك الاهتمام باكتشافات الذهب في السودان ولا ننسى انه كان من الاسباب التي جعلت محمد علي باشا يتجه جنوبا الى السودان من اجل الذهب والعبيد كما درسنا في مراحلنا الاولى.. مدخل التحقيق يقول:
«كان اكتشاف مناجم الذهب وتحديد مواقعه وطرق استخراجه وتصنيعه يخضع لنظريات وتجارب علمية متطورة يقوم بها العلماء والباحثون من رجال المعبد وما زال معظمها من الاسرار التي اشتهر بها كهنة المعابد في مختلف علوم المعرفة المقدسة التي ارتبط تفسيرها بكثير من الاساطير السحرية والرموز السرية والطلاسم الغامضة التي يحاول العلماء في كثير من المعاهد العلمية الحديثة تفسيرها من منطلق تعريف كلمة سحر عند الفراعنة على صور التكنولوجيا الحديثة على انها معادلات ونظرية علمية مؤكدة وقابلة للحل والتفسير.
٭ لقد وصف الفراعنة الذهب في متون سحر العقيدة.. بانه من لحم جسد الاله الذي لا يبلى ولا يفنى ولا ينطفيء نوره وهي الخصائص الفعلية لعنصر الذهب الذي لا يصدأ ولا يتحلل ويحتفظ بلمعانه وقد اتخذ لونه من النور فلا يدخل ضمن الوان الطيف المعروفة بانه «اشعة نور الاله رع المتجمدة التي ارسلها عند شروقه عندما يطل على ارض الشروق فتحتويها وتحفظها في باطنها في خزائن من البلور.
٭ وقد ثبت تفسير تلك البردية علميا بوجود مناجم الذهب جميعها في الصحراء الشرقية من وادي النيل سواء في مصر او بلاد النوبة كما وجدت عروقه دائما بين طبقات حجر الكوارتز الشفاف الذي يوصف بالحجر البلوري.
٭ لقد ترك خبراؤهم بعض الخرط الجيولوجية والجغرافية التي تحدد مواقع بعض المناجم وتخطيط مناطقها والتي ظهر منها ومن دراسة المناطق التي تحيط بها.. انهم كانوا يحددون موضع المناجم واماكن وجود عروق الذهب بالضبط وانها لم تكن تخضع للبحث والتنقيب من مكان لآخر.
٭ ويروى احد علماء الآثار الالمان انهم كانوا يعتمدون على البندول والذبذبات التي يطلقها كل معدن لاكتشاف اماكن وجوده كما هو الحال في اكتشافهم لمواقع المياه الجوفية وآبارها بواسطة «الشوكة» وهي من التجارب التي لا يزال يمارسها بنجاح بعض رجال قبائل البدو في الشرق وفي جنوب اميركا.
٭ وقام قدماء المصريين باختيار مواقع آبار المياه التي رسموها في خرطهم وحفروها لتزويد مستعمرات عمال المناجم بمياه الشرب وكانوا يقيمون في كل منطقة من مناطق المناجم مستعمرات لسكن العمال.. ورجال البعثات يزودونها بمخازن التموين وآبار المياه للشرب وبنوا بالقرب من بعضها حصنا لحمياتها من المغيرين وحراسة الطرق المؤدية اليها كما اقاموا بكل مستعمرة معبدا للمعبودة حتحور حامية المناجم والعمال.. وقد وجد على احجار المعبد بان الذهب معدن الاله المقدس ولحم جسده فمن يحاول العبث به او سرقته او غشه تنزل عليه لعنة الالهة.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة