أسماء لها إيقاع: شدو.. تغنى باسمه الشعراء وفتيات السودان: تم إعفاؤه من الهيئة القضائية

أحمد محمد السنوسي
عندما أوفدتني صحيفة (الاتحاد) الظبيانية لتغطية محاكمة الدكتور بهاء الدين محمد إدريس أحد أبرز مساعدي ومستشاري نميري كان همي الأكبر وشغلي الشاغل هو تحقيق حلمي الذي طال انتظاره.. وهو مشاهدة أستاذنا الراحل مولانا عبد العزيز عبد الله شدو، أشهر رموز العمل القضائي في السودان والذي وهبه الله بسطة في الذكاء والجسد والقوة كما يقول أستاذنا الراحل محمود أبو العزائم الذي نشأ معه في حي واحد ويكبره بأربع سنوات.. ولازلت حتى اليوم أتذكر نبرات صوته الجهور الذي كانت تردده جدران قاعة المحكمة التي كانت برئاسة شيخنا الجليل مولانا عبد الرحمن عبده.. ازداد إعجابي بالراحل شدو الذي استحوذ في قضية د. بهاء الدين على إعجاب الشعب السوداني إلى درجة استنبطت فيها فتيات السودان رقصة للعروس أسمينها (رقصة شدو) فأصبح الرجل موضة لذكائه اللماح وطريقة استجوابه للشهود ومناقشته للمحكمة، الأمر الذي استفز بعض الشرائح السياسية فسيرت المواكب الهادرة والمظاهرات تجوب الشوارع وتهتف “مكتب شدو نحن نهدو” .. وشنت بعض الصحف حملات عدائية ضده.
وللحقيقة والتاريخ وكما يشير أستاذنا أبو العزائم فإن تلك المحاكمات قد رفعت من أسهم شدو كمحام لا يشق له غبار كما رفعت من أسهم المحكمة كلها اتهاما ودفاعا وقضاء فكانت محكمة مثالية في جوها وأدائها مما شغل الناس زمانا طويلاً..
وتمدد اسم الأستاذ شدو ودخل قاموس الأغنية السودانية وأصبح مصدر إلهام أيضاً لكبار، يقول محمد بشير عتيق في إحدى روائعه واصفا حاله مع محبوبته:
(الحب يا مناي في جوفي جزرو ومدو
علق روحي فوق وهيامي جاوز حدو
قاضي هواك أمر باعتقالي ومدو
لا يقبل دفاع من سبدرات أو شدو)..
الأستاذ شدو يمثل ظاهرة تستحق الدراسة، وحسب علمي فإن هناك اتفاقا تم بين أستاذنا الراحل أبو العزائم والأستاذ عبد الباسط سبدرات شريك الأستاذ شدو في قضية بهاء الدين، على جمع وثائق المحاكمة في كتاب للتاريخ ولكن الفكرة لم تنفذ حتى رحل أبو العزائم ونأمل أن تنفذ على يد الأستاذ سبدرات ـ أطال الله عمره ـ لأن المحاكمة كانت درة في تاريخ القضاء السوداني..
وقد تعرض الأستاذ شدو لضغوط جبارة طالت حتى أفراد أسرته ولكنه لم يحن رأسه للعاصفة بل مضى رافعاً رأسه في طريق العدالة الذي لا يعرف الخوف.. فنظر في أخطر القضايا السياسية التي شهدتها البلاد مثل قضية (عنبر جودة) الشهيرة التي نشبت بين مزارعي مشروع جودة وأصحاب المشروع، حيث تم إدخال مئات المزارعين في مبنى لا يتسع لأكثر من خمسين شخصاً دون طعام أو شراب وفرضت حولهم حراسة مشددة فاختنق العديد منهم ومات واقفاً .. ولجأت الحكومة إلى اعتقال بعض كوادر الحزب الشيوعي على أساس أنهم المتهم الأول في هذه المأساة فجاءت المفاجأة في حيثيات القاضي عبد العزيز شدو التي انتهت ببراءة المتهمين وتوجيه اللوم إلى المتهم الحقيقي..
وعندما قيام مايو كان شدو مبعوثا في اليمن فلم يخف سعادته بالثورة خاصة وأنها كانت بقيادة نميري ابن مدينته ود مدني، فأرسل من صنعاء برقية هنأ فيها القائمين بالثورة، ولكن بعد يومين فقط وصلته برقية من الخرطوم تعلنه بإعفائه من الهيئة القضائية .
ومن مواقفه التي ظلت تتحدث بها المجالس ما يشير إلى أن عتاة المجرمين كانوا يحسبون له ألف حساب خاصة إبان عمله قاضيا لجنايات بورتسودان.. وقد وقف أمامه أحدهم فنظر شدو في القضية ووضع حيثياته التي انتهت بإدانة المتهم فثار وأساء إليه فما كان من شدو إلا أن أمر الحرس بإخلاء المحكمة من الجمهور وصرف الحرس ليبقى هو والمجرم في قاعة المحكمة.. وانتظر الجمهور خارج المحكمة زهاء ساعة تلتقط آذانهم أصوات ارتطام بعض الأشياء وأنفاسا وآهات متلاحقة ثم فتح الباب وأطل شدو برأسه ونادى الحرس وأمره بأن يحمل المجرم إلى المستشفى ثم إلى السجن..
وقد شكك البعض في علاقة الأستاذ شدو بالأمريكان خاصة بعد اختيار السفارة الأمريكية له مستشارا لها وفي رده على بعض المتشككين في هذه العلاقة يقول شدو: “الحكاية ببساطة أنا درست الماجستير في الولايات المتحدة ضمن دفعات من أقطار أخرى ويجمعهم أنهم لم يتعاملوا مع القانون الأمريكي والإنجليزي وأنا كل خبرتي القانونية من ممارستي المهنة بالقانون الإنجليزي ولهذا السبب كنت بارزاً في دراستي ونشأت بيني وبين الأمريكان صلة لذات السبب وعند عودتي للخرطوم وفصلي من القضاء وجدت السفارة الأمريكية أنني أصلح للتعامل مع قضاياها للمعرفة السابقة وليس لأي اعتبارات أخرى.. علاقتي بالسفارة الأمريكية علاقة مهنية حتى تم تعييني وزيراً للعدل”.
ومعلوم أن الأستاذ شدو من أكثر المعجبين بالفنان الكبير عبد الكريم الكابلي الذي تربطه به علاقة نسب، ويقول في حوار أجراه معه الأستاذ عبد الواحد لبيني لصحيفة (أخبار اليوم) في يناير 1999م، عن الكابلي: “هذا الفنان الأديب الشاعر لا أجد وصفاً ينطبق عليه سوى أنه فنان سامق عرفته منذ أن كان موظفاً بالقضائية” ويضيف شدو: “حكى لي صديقي عبد الباسط سبدرات أنه في أثناء مروره ليلاً استوقفه شرطي فقال له سبدرات أنا الفنان عبد الكريم الكابلي فسر الشرطي سرورا شديدا وبدأ يمتدحه ولكن الأستاذ سبدرات حزن كثيراً لأن الشرطي لم يعرفه ولم يعرف الكابلي”..
وعندما تولى شدو حقيبة وزارة العدل النائب العام في عهد الإنقاذ وفي مناسبة تكريم كوكبة من أعضاء المجلس الوطني لتولي مناصب دستورية ارتجل كلمة رائعة لم يفت على التاريخ أن يسجلها بمداد أستاذنا القامة النجيب آدم قمر الدين، قال شدو: “إن قبولي لهذا التكليف استجابة لنداء الوطن في ساعة يحتاج فيها إلى عطاء كل أبنائه”، عبر شدو كما يقول أستاذنا قمر الدين، ببراعة المحامي القدير عن مضامين وأبعاد وأوزان التحول الكبير في الساحة السودانية وإنسان السودان في زمان جديد أشرق في السودان.. رحم الله أستاذنا عبد العزيز شدو الذي أضاف مجدا لمهنة المحاماة مثلما صنع ذات المجد لمهنة القضاء.
أحمد محمد السنوسي
اخر لحظة
اوكى صار وزير عدل في الإنقاذ ، وماذا فعل في العدالة ؟ هل طبقها ؟ هل مارس حقه كقانونى وقاضى سابق في لجم انتهاكات حقوق الانسان ؟ هل نصح الحكومة بأن لا تعتدى على ممتلكات المواطنين وحقوقهم ؟
ماذا فعل ؟ هل عاون الحكومة في كل نشاطاتها بان قدم لها الدعم والمؤازرة القانونية لكى تخرج من ورطاتها ؟
شدو وجلال على لطفى وسبدرات مثال حى للقانونيين الانتهازيين والذين لا ضمير لهم
كذبت;;
شدو حين كان وزيرا للعدل لم يكن عادلا أبدا.
وسبدرات متسلق دنئ وضيع لا مبادئ ولا أخلاق له كما علمتم.
اوكى صار وزير عدل في الإنقاذ ، وماذا فعل في العدالة ؟ هل طبقها ؟ هل مارس حقه كقانونى وقاضى سابق في لجم انتهاكات حقوق الانسان ؟ هل نصح الحكومة بأن لا تعتدى على ممتلكات المواطنين وحقوقهم ؟
ماذا فعل ؟ هل عاون الحكومة في كل نشاطاتها بان قدم لها الدعم والمؤازرة القانونية لكى تخرج من ورطاتها ؟
شدو وجلال على لطفى وسبدرات مثال حى للقانونيين الانتهازيين والذين لا ضمير لهم
كذبت;;
شدو حين كان وزيرا للعدل لم يكن عادلا أبدا.
وسبدرات متسلق دنئ وضيع لا مبادئ ولا أخلاق له كما علمتم.
اغرب حاجة حكاية بورتسودان : قاضٍ يزيح القانون جانبا ويستعمل قوته البدنية لتسيير العدالة ! ما الذي حطم بلادنا غير هذه التجاوزات ؟ كاتب المقال يريدنا ان نصفق اعجابا ! لله الامر من قبل ومن بعد !
شدو وسبدرات جروا ورا نميري لامن حفوا عشان يبقوا وزراء لاتزوروا التاريخ
اغرب حاجة حكاية بورتسودان : قاضٍ يزيح القانون جانبا ويستعمل قوته البدنية لتسيير العدالة ! ما الذي حطم بلادنا غير هذه التجاوزات ؟ كاتب المقال يريدنا ان نصفق اعجابا ! لله الامر من قبل ومن بعد !
شدو وسبدرات جروا ورا نميري لامن حفوا عشان يبقوا وزراء لاتزوروا التاريخ