نيقرز … أولاد عرب (3)

نيقرز … أولاد عرب (3)
أبكر يوسف آدم
[email][email protected][/email]
إجتهدنا فى الحلقتين السابقتين فى توضيح بعض من إفرازات أزمة الهوية ، مع الإشارة إلى بعض المطبات التى أظهرناها بصورة أوضح ، وإستعرنا بعض الأمثلة فيما رأينا فيها وسائل توضيحية مساعدة فى بناء وترميم المفاهيم المطروحة.
للحق كنا نخطط لحلقة واحدة تحمل توريات وترسل الإشارات، والأولى كانت هى الأخيرة ، ولكن تحمس وتفاعل بعض القراء مع الموضوع ، شجعنى على إعداد حلقات إضافية . ويجب أن أعترف أننى وجدت نفسى فى غابة متشابكة من المعلومات التى تسابق فى خدمة وإظهار وفهم هذه القضية.
لن أدعى .. ولن أنسب شيىْ لنفسى ، فكل ما وردناه وسنرده اليوم ، أنما مأخوذة من دراسات ومراجع موثقة ، ساعدتنى على الفهم والتلخيص ، وأى كاتب بالتأكيد يستطيع أن يفعل ذلك ، ثم يأتى بأفضل مما آتيتكم به.
لقد نبهتنا تظاهرة ، نيقرز .. أولاد عرب ، إلى حقائق تاريخية ونفسية وسلوكية ، ما كنا سننتبه إليها لولا متابعتنا وتأملنا فى مفردات هذه القضية. وأظننا بحاجة أن ذكر بعض النقاط التى تمهد الطريق لإستئناف مناقشة هذه القضية.
فقد أشار الدكتور الباقير عفيف لمفهوم أصالة الحضارة النوبية وحضورها ، ووجود شعبها إلى اليوم فى الشمال النيلى ، وإستدل فى ذلك على سواد نفس أسلوب الحياة من زراعة ومسميات قرى ومدن ، والإستقرار ، والعلاقة بالارض.
وأوضح أيضا من ضمن الكثير مما فتح بصيرتنا ، أن الأجناس العربية التى دخلت إلى السودان ، لهى قليلة العدد وتعيش بنفس أسلوب حياتها البدوية ويحترفون نفس حرفهم التى أتو بها ، وذلك ضمن الكثير من المواضيع الأخرى ، المفيدة جدا.
وأسمحوا لى أن أضيف أيضا ، أنه لم يحدث فى التاريخ أن أقدم قوم مهاجرون على تغيير التركيبة العرقية وقضوا على ثقافات وحضارات عن بكرة أبيها ، كما يدعى فى السودان ، فالبيض المهاجرين إلى أمريكا ، لم يغيروا من سلالات وأنساب القبائل الأصلية ، والدليل أن اللاتينيون موجودون إلى اليوم ، والأنجليز عملوا وإستعمروا مساحات واسعة من يابسة الكرة الأرضية ، ولم يضيفوا لأنفسهم شعوبا أخرى ، ولم يتمكنوا من تغيير حتى سلالات الهنود تغييرا جذريا ، فحتى الذين هاجروا لبريطانيا ظلوا هناك هنودا بريطانيين. . والدينكا تزوجوا مع المسيرية بكثافة ، ولم يترك ذلك كبير أثر ، فما زال الدينكا دينكا ، والمسيرية مسيرية. وقبيلة الفور تزاوجت مع عدة قبائل فى محيطها الجغرافى وخارجه ، ولا أظنهم تبدلوا.
ثم أن العرب دخلوا الأندلس ، وعاثوا فيها فسادا ، ومع ذلك لا نر اليوم عربا أسبان !! ومن قبل دخلوا بلاد الفرس وحطموا أيوان كسرى ، وإيران اليوم ما هى بعربية . ومن قبله دخلوا بالاسلام أرض الحبشة حتى قبل أن ينشروه فى جزيرة العرب ، وظل الأحباش أحباشا .. فلماذا ؟؟؟
هل أرسل إليهم المخصيون ، أم ماذا ؟؟
إوتمكن العرب من كنس الشمال النيلى ، وإفراغه من أهله ليسكنوه ويعمروه ؟؟
ثم يرثوا الثراث ويتعلموا ويجودوا التقاليد الزراعية ، بل ويتفوقوا على من ورثه منذ عدة آلاف من السنين ،، فى الوقت الذى يعانى فيه أسامة عبدالله ويتلقى أشد اللعنات جراء إقدامه على تهجير قبيلة شمالية صغيرة لبضع كيلومترات ؟؟؟
حتى الحلفاويون الذين هجروا إلى حلفا جديدة ، لم يتمكن أحد من أستئصالهم كليا من حلفا القديمة ، ولم يقدم أحد على الإستيلاء على حلفاهم القديم . فكيف فعلها العرب بحق الجحيم ؟؟
كيف أستولوا على أرض النوبة ؟؟ كيف؟؟
كيف أبدلوا شعبا بشعب ؟؟ كيف ؟؟
وإلى أى جهة تم تهجيرهم ؟؟
وما حجم القوة التى تمكنت من قلع شعب من جوار النيل قلعا وتبخيره تبخيرا ، بحيث لم يعد لهم أثر ؟؟
دعنا من هذا العبث ، فسكان الشمال النيلى الحاليون هم سكانه الأقدمون ، وهم النوبة ، وهم أصحاب الأرض والحضارة ، وهم بناة الأهرامات ، وهم المسيحيون الأوائل .
أى نعم ،، هم كل ذلك ، وأفضل من ذلك ، ولكنهم قرروا إلقاء كل هذا المجد والعزة جانبا ، فتسنموا قيم البداوة ، وتبنوا تأريخا فقيرا لا يسمن ولا يغنى من جوع ،، والأسوأ من ذلك تنسيب علومهم وثقافتهم وقيمهم التى بنيت وترسخت عبر القرون ، إلى من كانوا حتى وقت قريب هائمين على وجوههم فى الصحراء ، ناظرين إلى ما تفاء إليهم من خيرات الحضارات الأخرى محمولة على ظهور قوافل البعير …
لا بد أن ملابسات وظروف إنقلاب الهوية فى شمال السودان ، كانت قاهرة ، ومذلة للغاية ، مستمرة ومتصاعدة ، ولابد من أن القوة الدافعة لهذه العملية فى حالة أزدياد مضطرد ، بحيث تدفع وتزيد من عجلتها بإستمرار وتجدد طاقتها التدميرية مع التقادم.
يؤسفنى القول أن حملات الفتوحات الإسلامية ، وسلوك الجند ، والحكام الذين نصبوا على الولايات ، قد أصابوا قليلا ، وأخطأوا فى الكثير والكثير ، فسقطت من جرائها الحضارات الإنسانية ، وجراء وصاية أفراد وجيوش من شعوب بدوية إرتزاقية رجعية ومتخلفة ، على أمم مستقرة ، متحضرة متمدنة ومتطورة ، على خلفية فرض شروط إستسلام تعسفية ، لم يسبق لها مثيل ،، لقد كانت عمليات نقل السلطة إلى الحكام الجدد ، أقرب إلى نحر الحضارة منها إلى التعاون والبناء وتبادل المعرفة.
وحتى لا نتهم بالتجنى على أحد ، سندع الوثائق تتحدث ، فإقرأوا بأنفسكم العهدة العمرية للشام ومصر على الرابط التالى : [url]http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=232514[/url] أو أبحثوا فى قوقل عن (نص العهدة العمرية فى مصر).
وليتفضل علماء السلطان ، الإتيان بالنصوص القرآنية المؤيدة لأى من بنود هذه الوثيقة القهرية الإذلالية ..
وإلى أن يفرغ هؤلاء من عملهم ، نتناول أتفاقية البقط الإستسلامية الخاصة بنا ، والتى وقعت عام 31 هجرية ، وأقتبس منها بعض الفقرات لخدمة الموضوع :
(نص)
بسم الله الرحمن الرحيم. عهد من الأمير عبد الله بن سعد بن أبي سرح لعظيم النوبة ولجميع أهل مملكته عهد عقده على الكبير والصغير من النوبة من حدّ أرض أسوان إلى حدّ أرض علوة
أنّ عبد الله ابن سعد جعل لهم أمانًا وهدنةً جارية بينهم وبين المسلمين ممن جاورهم من أهل صعيد مصر وغيرهم من المسلمين وأهل الذمّة إنكم معاشر النوبة آمنون بأمان الله وأمان رسوله محمد النبيّ صلى الله عليه وسلم أن لا نحاربكم ولا ننصب لكم حربًا ولا نغزوكم ما أقمتم على الشرائط التي بيننا وبينكم
على أن تدخلوا بلدنا مجتازين غير مقيمين فيه وندخل بلدكم مجتازين غير مقيمين فيه وعليكم حفظ من نزل بلدكم أو يطرقه من مسلم أو معاهد حتى يخرج عنكما وإنّ عليكم ردّ كل آبق خرج إليكم من عبيد المسلمين حتى تردّوه إلى أرض الإسلام ولا تستولوا عليه ولا تمنعوا منه ولا تتعرّضوا لمسلم قصده وحاوره إلى أن ينصرف عنه
وعليكم حفظ المسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم ولا تمنعوا منه مُصليًا وعليكم كنسه وإسراجه وتكرمته
وعليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأسًا تدفعونها إلى إمام المسلمين من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب يكون فيها ذكران وإناث ليس فيها شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم تدفعون ذلك إلى والي أسوان وليس على مسلم دفع عدوّ عرض لكم ولا منعه عنكم من حدّ أرض علوة إلى أرض أسوان
فإن أنتم آويتم عبد المسلم أو قتلتم مسلمًا أو معاهدًا أو تعرّضتم للمسجد الذي ابتناه المسلمون بفناء مدينتكم بهدم أو منعتم شيئًا من الثلثمائة رأس والستين رأسًا فقد برئت منكم هذه الهدنة والأمان وعدنا نحن وأنتم على سواء حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين علينا بذلك عهد الله وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولنا عليكم بذلك أعظم ما تدينون به من ذمّة المسيح وذمّة الحواريين وذمّة من تعظمونه من أهل دينكم وملتكم الله الشاهد بيننا وبينكم على ذلك.
كتبه عمرو بن شرحبيل في رمضان سنة إحدى وثلاثين.
(أنتهت الوثيقة !!)
أى عزة !! وأى كرامة ترونها فى هذه الإتفاقية ؟؟
دعنى أستنطقها بطريقتى الخاصة :-
أيها النوبة لقد أتينا إليكم طلبا للرجال لبناء الجيوش ، وعليكم العمل على أصتياد وجمع العبيد وتسليمهم لنا سنويا دون الألتزام بربط معين ،، وعليكم القبول بالإستنزاف السنوى لثرواتكم وكرامتكم وعزتكم وآدميتكم ، وعليكم الإلتزام الحرفى بذلك حتى إن دعت الضرورة إلى تسليم الأبناء والأمهات والأخوات.
هل تشتمون من هذه الوثيقة أى رائحة لدعوة إلى الدخول فى دين الله ؟؟
هل دخل العرب إلى السودان لنشر الإسلام حقا .. أم من أجل المال والسلطة ؟؟
هل إطلعتم على وثيقة مماثلة فى التاريخ الإنسانى كله ، هل تجرأ اليهود ، والكفار ، والوثنيين ، وعبدة الشيطان ، وشياطين الأرض قاطبة ، من إقرار شيئ كهذا ؟؟ لقد تم تمريره بكل أسف بإسم الإسلام ، حتى إن غاب أى أثر لأخلاق الإسلام.
والآن .. ما رأيكم وقد إطلعتم على الوثيقتين ، وقد إبتعدتا تماما .. عن روح وأساسيات الدين الإسلامى..
ليس لدى أدنى شك ، أن الدين الإسلامى بريئ برآءة تامة عما فعل بأهلنا تجار الدين الأوائل ،،، الإسلامويون الأوائل ، علماء السلطان الأقدمين ، فإنهم بفعلتهم هذه ، قد كرسوا لأنشطة صيد وتجارة الرق ، وأسسوا للإستغلال ، ووتروا العلاقات بين شعوب السودان ، وأنشأوا قاعدة جديدة مفادها (لأن ندعكم تعيشون ، فلا بد أن تقدموا لنا قرابين بشرية) فأضحت مهن كالزراعة والرعى والبناء وتنقيب الذهب وصهر وتشغيل المعادن لا تلبى حاجة المستعمر الجديد ، بل المطلوب منكم أيها النوبة .. أشياء أخرى .
إزدهرت تجارة الرقيق بفضلهم ، فأصبحت مهنة قائمة بذاتها ، وهذا ما مكنت بلاد النوبة من أن تتربع على عرش أكبر مصدرى العبيد فى العالم.
وهذا ما يبرر تورط وإنشغال الكثير من النوبيين بها فيما بعد .
وهذا ما كرس فى الأذهان ، قاعدة النوبى البواب ، أو حارس الجنان والخزان ، أو المخصى المسئول عن حراسة الجوارى فى بلاط السلطان.
وهذا ما رسخ فى الأذهان صورة المهرج النوبى القزم ، الذى يلاعب القرود والكلاب فى حضرة الملوك.
وهذا ما غيب الثقة بين مكونات الشعب السودانى فى أرض حضارة كوش.
وهذا ما أضعف من نفوذ أى سلطة ، وأجهض أى محاولات لإعادة مجد الدولة النوبية التى تورطت حد التخمة فى ممارسات صيد وبيع حتى النوبيين أنفسهم ، ناهيكم عن غيرهم . فأنى تدوم لهم السلطة والمجد والنفوذ ؟؟
أما الغزاة العروبيين ، فلم يكن لهم هدف من دخول البلاد خلاف ما سبق أن عقدوا العزم عليه ، فقد حصلوا على أكثر مما توقعوه فى دنقلا بعيد الإتفاق ، إذن فلا حاجة لهم من التوغل إلى الأدغال طالما هناك من سينوب عنهم فى أداء المهمة.
ماذا ؟؟؟ أظننى أسمع تقولون !! أتقولون نشر الإسلام ؟؟
كلا .. فلا طائل ،، ولا مصلحة لهم فى نشر الإسلام ، بل أن أنتشاره بمقتضى الحال ، يمكن أن يضع أمامهم عقبة كؤودا ماهم بحاجة إليها ، ذلكم أن الإسلام سيحرم عليهم دمهم ومالهم وعرضهم .
إذن .. فليظلوا مسيحيين ووثنيين كما هم ، ولنحظ نحن وحدنا بميزة الإسلام ، أو كما يعتقدون.
هذا ما كان فى شأن تجار الدين ، الذين نلعن المعاصرين منهم ، ونتجاوز عن سوءات الأقدمين .
فهذى نبات بذورهم المرة ، وبين يديكم حجم ما أحدثوه من دمار لو تنظرون. ولو تعرفون !!
فإذا عرف السبب بطل العجب !! وقد عرفنا السبب !! فليعذرنى القارئ على هذه الصراحة ، التى رأيت فيها الضرورة.
من ذاك الوقت توالت سلسلة الإنهيارات والإنكسارات.
فالسماح من بعد ذلك بهجرة العرب إلى أرض النوبة مقيمين وعابربن ، بدلا عن عابرين غير مقيمين.
ثم نقل التجربة بحرفيتها إلى إتفاقيات بقط مصغرة بين النوبة والنوبة ،،، والنوبة ومن جاورهم من الشعوب الأخرى.
فغرق السودان كله ، نوبة وغير نوبة ، بيض وسود ، قبائل دارفور وكردفان ، جنوبيين وشماليين وبجا ، كلهم غرقوا حتى مناخيرهم فى عمليات صيد ونقل وبيع وشراء الرقيق ، ولا أحسب أن قبيلة سودانية واحدة قد أفلتت ، ضحية كانت أو معتدية.
لقد أثرت تداعيات تآكل وإنهيار وإنفراط عقد الدولة النوبية بهذه الصورة الدراماتيكية ، على إمكانية التعافى وعودة الثقة بين مكوناتها ، وإمتداداتها ، ودائرة نفوذها ، فأصبحت عملية إستعمار .. فإعادة إستعمار السودان مهمة سهلة ، فنحن من نعين على تحقيقها ، فما على الغازى إلا القدوم بجيش قليل ، ليتولى السكان المحليين بأنفسهم مشقة فتح بلدهم للأجنبى الغازى .
( حقا إنه قزم غريب !!، ولكنه قبيح لا يسرني أن اقتنيه !! ، إن هذا الحوار بكل ما يتضمن من تعابير واستعارات للرجل النوبي الأسود لا يحتاج الي تفصيل إذ أنه يتحدث عن نفسه. لقد صار النوبى فى الرواية العربية استريوتيب وصورة نمطية للقباحة والغباء.) أو كما قرأ د. محمد بدوى مصطفى ، من بين سطور رواية لنجيب محفوظ ،، إنه الخراب الشامل أيها السادة والسيدات ، خراب فى الداخل ،، وخراب وسمعة سيئة ومكانة حقيرة فى الخارج.
لقد مات فينا حدس الوطنية منذ فترة طويلة ، ويمكننى المغامرة بالقول أن الوطنية لم تكن معروفة لدينا يوما ، حتى أن الحركة الوطنية قبيل الإستعمار التى كانت تنادى بالإستقلال ، كانت تفعلها بشروطها ،، وإن شئتم .. بتوضيحاتها ، فما كان مسموحا إلا أن يتربعها كرام المواطنين ، والمذكرة المحبطة بعيد ثورة اللواء الأبيض 1924 خير دليل.
وتضامن قبائل على القضاء على الثورات المناوئة للاستعمار التى أشعلتها بعض القبائل السودانية لهو دليل آخر.
وخذلان قبائل السودان للمك نمر فى ثورته ، ومن ثم هروبة إلى جبال الحبشة ، وسخرية القوم منه رغم بطولته ، لأمر مثير للدهشة. فلا الجعليون سلموا من تبعات خذلانه ، ولا باقى باقى قبائل السودان سلمت من دفع الثمن.
حتى أن عملية تقسيم السودان لدولتين مرت بسهولة محيرة ، وكأن الأمر لم يكن مهما وخطيرا جدا ، وكأننا نبرر لأنفسنا أن الأمر ليس بجديد ، وغدا إن أتى الدور على دارفور سيمر أيضا دون أى ضجيج .
ما يثير إعجابى ، أن النوبيين يرسلون بين الحين والآخر ، إشارات أعتبرها من كوامن عقلهم الباطن ، فتجدهم يبدون العزة والثقة بالنفس أحيانا كرد فعل تعويضى ، فيتحفظون على سلوكيات البداوة تارة ، ثم ينكسون على رؤوسهم فيماهونهم فيما هم فاعليه !!
أما نيقرز … أولاد عرب !! أو من نطلق عليهم ذلك إصطلاحا ، فإنهم من يبدون العزة والثقة بالنفس حاليا ، كرد فعل تعويضى عن المظالم التاريخية التى قبرت بالحضارة السودانية ،، فالحقوا بهم قبل أن ينكسوا على رؤوسهم ، فيعودون إلى تماهى الأعراب.
وفى الختام .. دعنا نسألكم أيها السادة الكرام ، عن رأيكم فيما إطلعتم عليه فى شأن العهدة العمرية ؟؟
ولنا عودة ..
انه المسكوت عنه يا أخ أبكر وستنفتح عليك النيران حتى من المضطهدين والمظلومين نفسهم الذين حصل لهم استلاب ثقافي هو الأسوأ من نوعه في التاريخ بحيث أصبح الضحية يصدق اطروحات الجلاد عنه ويعتبرها صحيحة.
مسيحيو مملكة علوة بعد سقوط سوبا وتدميرها نزحوا الى الأطراف القريبة من مملكتهم بل ان كثير منهم سكنوا في المنطقة الممتدة بين شمال شندي والجيلي ولكنهم اختفوا فجأة في فترة زمنية قصيرة لا تتيح لمجموعات سكانية كبيرة بهذا العدد بحيث كانت تشكل مملكة لا تتيح لها أن تختفي هكذا فجأة ولكنهم اختفوا حسب ما تذكره كل الوثائق التاريخية التي يتم تدريسها للناس ولكن التدقيق في هذه الوثائق نفسها يكشف لنا بكل بساطة أن هذه المجموعات لم تختفي -كما تفضلت أنت يا أخ أبكر- ولكنها غيرت انتمائها وأخفت تاريخها السابق بل وحتى هويتها ببراعة لدرجة أن يظهر لنا أحد سكان توتي في التلفزيون مرجعاً أصل تسمية الجزيرة إلى الآية التي تقول ((تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)) وهو يعلم انه ينحدر من أسلاف لا يتكلمون العربية حتى وقت قريب. (راجع كتاب تاريخ الخرطوم للدكتور أبو سليم) وكذلك هناك باحث أوربي رجح أن يكون الهمج الذين حكموا السلطنة الزرقاء فعلياً هم سلالات الملوك الذين كانوا يحكمون مملكة علوة وظهر ذلك في تدبيرهم لشؤون الحكم بمهارة ودربة لا تتوفر لمستجد في هذا الشأن. خلاصة الأمر ان شعب مملكة علوة آخر الممالك النوبية سقوطاً وفي فترة تاريخية ليست بعيدة بالقدر الذي يجعل المعلومات عنها شحيحة بهذا القدر ما لم يكن هناك جهود لا خفاء هذه المعلومات، هذا الشعب اختفى فجأة والمجموعات القليلة من العرب والفونج التي هجمت على عاصمة علوة ودمرتها أصبحوا هم كل الشعب الموجود واختفت فجأة الأغلبية المهزومة، هل هذا كلام يدخل العقل يا معشر السودانيين؟! هل هذا كلام يقبله انسان عادي دعك من المؤرخين والباحثين؟!
منهج التحليل الثقافي ولاشنو………………..مقال دسيس يا مان
؟؟؟؟كدى كويس؟!!!!!!!
لاغلاط من جانبي حول المثالب المقروءة من التاريخ.
لكن اعتقد نحتاج قراءة اخرى لنر ان كان تقدما ما قد احرز.
احسب ان نفهم الرق كظاهرة ضمن تطور المجتمعات البشرية.
ولا شك عندي ان تطورا هائلا تم فى الموقف منه وضده.
وان ما نراه الان معتادا من علاقة صاحب عمل واجراء. لن يكون معتادا فى زمن ات, ان الوعي بهذا تضاعف جدا.بل يفهم البعض انه اس الصراعات الحالية وجوهرها.
ان تركيبة الراسمالي والمنتج هي حالة استرقاق, وستقاوم بهذا الفهم.
انظر وول استريت نحن 99فى المية , بل ونداء لثورة العالم.
ارى ان حركة التاريخ الاكيدة تلزمنا ان نراه كما هو متحركا, وعبر نظرية تقر الحركة والجدل.
مرت فترات وصل ترهاقا حتى سوريا. كانت حضارة النوبة مركزا همش الاخرين وهكذاتنقل المركز من حضارة الى اخرى,كما يقول اهل التاريخ.
اما مسالة انتماء عنصر لحضارة نشات واندثرت فى ارضه فارى ان فيه نظر.
لا يخفى ان الدول الاكثر تحضرا الان اوروبا اليابان مثلا هي الاقدر على التنقيب ودراسة, بل واستخلاص القيم, حين نرى السكان المجاورين بلا ادنى صلة بتلكم الاثار التى يبصرونها صباح مساء.
يعنى التعامل مع التاريخ هو ايضا يحتاج لمنهج كشف له ادوات نظرية ومادية مكلفة.
لو شئنا النظر فى المسالة النوبية وكيف يتحقق الانتماء للتاريخ العظيم للمنطقة.احسب ان الطريق لن يكون مباشرة فمساره متعرج حلزون. اولا لابديل بالقطع من خوض المعركة الحالية كمواطنين لا كقبيلة, طبعا هم ليسوا على قلب رجل واحد وهذا طبيعي, تتنوع رؤاهم.فمنهم المحافظ ومنهم من امن بالتعددية.
فى المعركة الحالية تمايز الناس بشكل عام الى اتجاهين اتجاه يقر وينتمى لقوى التعددية والديمقراطية.واتجاه محنط محافظ.
لو تحقق النصر لهذا المشروع المتقدم ستنشا الدولة التى تكون مؤهلة للبحث فى الحضارة النوبية, بل وحضارة المايا, وتكون مؤهلة لاستخلاص القيم المعرفية والانسانية منهما.
كتب أحدهم ذات مرة مقالاً حول أصل تسمية أمدرمان فرجح صحة الرواية التي تقول ان المدينة سميت على إمرأة كانت تبيع المريسة ولها ابن اسمه درمان، فرد عليه آخر بمقالة مهتاجة متعصبة لم يعارض فيها رواية التسمية على إمرأة ولكنه استنكر أن تكون المرأة تبيع المريسة ورأى بدلاً من ذلك انها كانت تبيع اللبن دون أن يتمكن من اثبات ذلك بحجج تاريخية مع أن بيع اللبن لا أظنه يجعل إمرأة شهيرة الى هذا الحد في ذلك الزمن الذي كان الناس فيه كلهم رعاة وملاك ماشية، ثم ما هو الغريب في بيع المريسة واشتهار إمرأة ببيعها في ذلك الزمن وهو أمر لازال يحدث في زماننا هذا. فتأمل يا هداك ألله العقلية التي يكتب بها التاريخ في بلادنا.
قد يتسائل المرء احياتنا .. هل مجموعات سكانية مثل الجعلييين والشايقية والرباطاب هل هى حقيقة مجموعات نوبية تم تحريف تاريخها العريق لاسباب محهولة ؟؟؟؟ لانة مثلما تسائل الكاتب عن اختفاء النوبة من شمال السودان فجاة .. فقد لاحظنا عدم وجود اى دلائل بداوة على هذة المجموعات السكانية المزكورة اعلاة بل هى هى مجموعات فلاحية بامتياز ؟؟؟ من فنون وثقافة .. او وغيرها وحتى الشلوخ فماذا ياترى اين النوبة ياترى …
والله ما خليت لينا صفحة ننوم عليها… يا زول كدى راجع نفسك وفكر في البتكتب فيهو دهرة ومرتين… يا زول نحن قبل ما نكون عرب ولا نوبة مزارعين أو رعاة نحن سودانييييييييييييين وربنا خلقنا كده والعاجبه عاجبه والما عاجبه يشرب من البحر….
ممكن ارعف انت داير تقول شنو في نهاية الامر.اترك الدراسات واترك اهل الشمال وشانهم فانت لن تغير التاريخ ولن تغير هوية جماعة سكانية يعرفون من هم وماهو اصلهم فلن تاتي انت في زمن الغفلة هذا لتحدثنا عن هويتنا اذا كان لديك وقت وفراغ وتهوى الكتابةة فابحث عن اصول وجذور بني جلدتك انت واترك العباسين وشانهم فهم ليسوا بحاجة الي من يتحدث عن هويتهم واصولهم وجذورهم فيكفي ما كتبه الامين العام للعباسيين في العالم السيد حسني العباسي فنصيحة ليك لا تتحدث في اشياء محسومة حفاظا على وقتك وجهدك من ان يضيع هباء وان عادت قريضة عدنا بالنعل المرقط
كالعادة تعزف دائما على وتر واحد كأن ربابتك هذه يا أبكلر. بتعزف على وتر واحد وتر اسمه [النوبة] والغريب أنك كما علي ما يبدو حباك الله بوقت فراغ استنتجت وبحثت فيه وعملت جاهدا لتثبت وتتكلم عن النوبة وللمرة المليون هذا لكي تعطي نعقيقك ومقالاتك هذه انطباع المعقولية والرضا والقبول.
بالله عليك لماذا لم تتناول حضارة دارفور كحضارة راسخة رسوخ الجبال[ فالفور كما تعلم أخانا ابكر] هم علي دينار وهم القرآن..[ فلماذا في رأيك أن مملكة دارفور والممالك الأخرى ليست جديرة بذلك وليست قديمة قدم النوبة.. ا والغريب انك تكتب وتنعق يا ليتك تعرفنا بما جادت به قبيلة الزغاوة بشقيها التي استطونت في منطقة غرب السودان وابناء عمومتها في تشاد والمناطق الحدودية[ فأنت خير من تمثلها]ولا أنت فيلم دا ما مقتنع بيهو يا أبكررر…
الإشكالية حتى عنوان مقالتك اخذ طابع الجهوية والأضغان والأحقاد… فعنوان المقال لا صلة له البته بمضمون ما بداخله.. وتلك ميزة تمتاز بها انت فقط ليس حكمة أو معرفة في الشأن الصحفي وكتابة المقال.. وإنما لرواسب ولشي في نفسك..لذلك نجد عندما اردت الولوج في عالم كره العرب والعروبة.. اراك دائما تعزف على وتر النوبة… وكلما صففق لك هؤلاء وهؤلاء اتيت هكذا بنقريرز 5 و10 و15 وهكذا,,, الغريب أنه من المقال الخامس أو العاشر نريدك أن تحدثنا عن نوبة مصر.. فهم امتداد لنوبة السودان بما أنك جعلت نفسك وصياً عليهم.. وبما أنك يا ابكر اصبحت بين ليلة وضحاها تتحدث عن تاريخ السودان بمعرفة وبدون معرفة أو مرجعية.. فلك أن تحدثنا عن نوبة مصر وهل هم امتداد لنوبة السودان أم أن نوبة السودان هم امتداد لنوبة مصر..
ولنا لقاء في نيقريز أولاد أراب (5) أو (6) ولا كم يا ابكر.. المهم منتظرنك يا ابكرر.
ان شخصياً كنت أكره مقولة كانت دائماً عن اهل الانقاذ والجبهجية وأنا الآن استلف هذه المقولة قولاً وفعلاً ومضمونا وتحدياً
[الزارعنا غير الله اللي يجي يقلعنا يا ابكر.. الكلام ليك يا المنطط عينيك…]
الحلقة الثالثة من سلسلة (نقرز… اولاد عرب) كالعادة جاء مثيرا وكامل الدسم ولكنني اجد نفسي مختلفا مع كثير مما ذهبت اليه اخ/ ابكر ,,,, و برغم من ذلك اعجبني الموضوع لأنه يتناول الهوية السودانية بشكل معمق
وسوف اتناول فقط ما اختلفت فيه معك في هذا الموضوع
ونحن حينما نتناول الهوية السودانية الاصيلة قبل دخول العرب للسودان نرجعها الى الممالك و الحضارة النوبية القديمة والتى كانت سائدة و كان يمتد انسانها من اسوان شمالا الى جبال النوبه جنوبا والنيل الازرق ومن دارفور غربا الى البجا والبحر الاحمر شرقا .. أي السودان المعروف بحدودة الحالية اليوم ومعظم اهل السودان هم من اصول نوبية كما ذكر ذلك في التأريخ والقليل يعتبروا قبائل مهاجرة من خارج السودان
العهدة العمرية في اعتقادي كانت تخص فقط كانت مسحيي الشام واقباط مصر وقد بحثت في هذا الموضوع ولم اجد أي علاقة للنوبة بما ورد في هذه المعاهدة .. والمعروف ان بلاد الشام ومصر كانت قد تم غزوها وفتحت من قبل المسلمين وحتى بلاد الفرس والقسطنطينية وفرضت عليهم الجزية من قبل المسلمين بعد ذلك وفرضت عليهم العهدة العمرية و قبول ببنودها و بعكس بلاد النوبة والتى لم يستطيع العرب دخولها بحد السيف وافض ذلك في النهاية الى اتفاقية بين ندين متعادلين وهي اتفاقية تسمى (البقط) او البقت بلغة النوبة بعد الحروب الطاحنة التى لم يتمكنوا فيها من هزيمة النوبة
في تلك الفترة بلاد النوبة كانت تدين المسيحية وكانت عصية للمسلمين لدخولها آن ذاك وذلك لشدة بأسهم وقوتهم وشجاعتهم الكبيرة التى اشتهروا بها حتى انهم لقبوهم برماه الحدق وذلك من شدة دقتهم وبراعتهم في استخدام الحراب والنبال وبعد المحاولات المضنية والفاشلة لعقود طويلة وعدم استطاعتهم من غزو بلاد النوبة اضطر العرب الى اللجوء الى توقيع تلك المعاهدة لتضمن لهم نشر الاسلام و دخول المسلمين الى ارض النوبة لنشر الرسالة و كذلك الجانب التجاري الذي كان اما بالنسبة للنوبيين فقد كانت هذه الاتفاقية بالنسبة لهم منصفة وعادلة اذا اخذنا في الاعتبار المصلحة التجارية فقد كانت معظم تجارة النوبيين تمر عبر مصر و منها الى بلاد الشام فالرومان والاغريق و الفرس والعرب فالمصلحة الاستراتيجية كانت تقتضي ذلك , وحالة الحرب التى اوقفت تلك التجارة لم تكن تخدم النوبيين يأي حال من الاحوال فاالأتفاقية كانت منصفة جدا ومتعادلة بين ندين قويين متكافئين ,,,
ونص المعاهدة الصحيحة كما ذكرت وهي كالاتى :-
((عقدت معاهدة البقط عام 651. في تلك السنة، قاد عبد الله بن أبي السرح جيشًا بإتجاه الجنوب ضد الممالك المسيحية في النوبة. بعد معركة دنقلا، أدرك ابن أبي السرح صعوبة الاستيلاء على هذه المنطقة. لذا عقد المعاهدة التي تم التفاوض عليها بين أبي سرح وملك المقرة “كالديرات”.
كانت المعاهدة اتفاقا شفهيا وذات بنود واضحة وهي:
? ألا يهاجم العرب النوبة وأن النوبيين لن يهاجموا مصر.
? لمواطني البلدين حرية التجارة والسفر بين البلدين، ويحق لهم المرور بأمان من دولة لأخرى.
? منع الهجرة والاستيطان لمواطني الدولتين في أراضي الدولة الأخرى.
? تسلم كل دولة العبيد المارقين من الدولة الأخرى إليها.
? النوبيين كانت مسؤولة عن الحفاظ على مسجد للزوار المسلمين والمقيمين.
? المصريون ليسوا ملتزمين بحماية النوبيين من الهجمات من قبل أطراف ثالثة.
? تقدم المقرة 360 عبدًا سنويًا إلى مصر. على أن يكون هؤلاء العبيد صحيحي الأبدان ليسوا من العجائز أو الأطفال، ويكونوا خليطًا من الذكور والإناث. يضاف عليهم 40 عبدًا توزع على وجهاء مصر.))
اما في مايختص بتجارة الرقيق بالرغم من بشاعة هذا السلوك الا انساني الا انها كانت موجوده . .. و اذا نظرنا الى تلك الفترة فسوف نجد ان تجارة الرقيق كانت سائدة في العالم من اقصاه الى اقصاه من الامبراطورية الرومانية شمالا وحتى الصين شرقا ,تجارة الرقيق كانت سائدة في كل العالم وحتى بين الافارقه نفسهم في ادغال افريقيا تجد ان من كان يؤسر من القبيلة الاخرى في حالة الحرب يسخر كعبد في خدمة القبيلة وقد يباع او يشترى ..حتى بين القبائل العربية في جزيرة العرب كان يحدث هذا ونجد كذلك الرومان والفرس انفسهم كانت هنالك طبقات في المجتمع طبقة الاسياد وطبقة العبيد وقد تجدهم احيانا من نفس العرق الابيض..!! ولذلك لم يكن هذا غريبا او يشكل اهانة او انتقاص من كرامة النوبيين كما تراه او نراه نحن اليوم بعتبار ان هذا كان يجري من ضمن منظومة عالمية للتجارة في تلك الفترة ولم ينظر اليها النوبيون القدماء في تلك الفترة بهذة النظرة بل هو جزاء من المبادلات التجارية السائدة وكان مضمنا في ذلك الاتفاق في مقابل ان يسمح للمسلمين الدخول الى ارض النوبة ونشر الاسلام وكذلك البضائع الاتية من النوبيين والتى كانت تحتاجها مصر
وبرغم من ذلك نجد انها كانت تمثل جزء يسير جدا من تلك الاتفاقية وهي 400 عبد فقط سنويا جزء من تلك التجارة حيث كان يصدر النوبيون الى مصر الذهب والمواشي وجلود الحيونات والريش النعام والعاج واخشاب الابنوس وخلافة الكثير الكثير من البضائع الافريقية … ولاندري ماالسبب في اشتهار الاتفاقية فقط بتجارة الرقيق !!… في اعتقادي يرجع ذلك لأعتمادنا على المؤرخين العرب او الاروبيون الذي يكتبون تأريخ بلادنا ويوجهونه حسب اهوائهم بهذا الشكل من التشويه واظهار النوبيون والافارقة بشكل عام بأنهم سيئون برابرة تجار بشر .. يجب علينا كسودانيين اعادة قراءة التأريخ بشكل صحيح بعيدا عن هؤلاء المغرضين وان لانعتمد على غيرنا في كتابة تأريخنا ,,,, هل يمكننا فعل ذلك ..؟!!
.
ومن جانب آخر نجد ان ببعض المؤرخين من يعترف بالحقائق ويعتبر ان الاتفاقية ليس لها مثيل في تأريخ الفتوحات العربية ويعتبرونها اقرب واشبة الى التحالفات . و المذهل!! ان الاتفاقية التى ( كانت شفاهية) حتى انها لم تكتب !! نجد ها قد صمدت لأكثرمن 700عام وطول تلك الفترة في نظر البعض ادت الى عدم انتشار الاسلام في بلاد النوبة وصف حتىى انها اثارات جدالا واسع بين علماء المسلمين في تلك الفترة الى اهمية أعلان الجهاد من جديد وغزو النوبيين من جديد …
بالرغم من نبل الهدف وهونشر الدعوة للاسلام بتلك الحملات .. الا ان هذا يوضح بجلاء مدى قوة النوبيين القدماء وصمودهم امام الغزو الاجنبي أي كان … و من جانب آخر يوضح ايضا مدى وفائهم بالعهود والتزامهم بالمواثيق مع جيرانهم حتى وان لم تكتب…
ارى ان القراء الصحيحة لها انها مدعاه للفخر بتأريخنا كسودانيين
واعتقد ان السبب الذي جعل السودانيين اليوم مميزين بين الشعوب العربية وبخصالهم الكريمة ويحظون بثناء العرب انفسهم يعود الى اصلهم النوبي الافريقي القديم وليس الى هويتة العربية الحالية المكتسبة بأي حال من الاحوال ..