حزب البشير محتار في كيفية توزيع كيكة السلطة ومكافأة أحزاب وحركات الوثبة

تقرير:فاطمه أحمدون
بعد ثلاث سنوات من الحوار بين أحزاب قاعة الصداقة المؤمنة بـ ?فقه الضرورة السياسية?، أعلن نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، نبأ تأجيل التشكيل الحكومي الجديد، واكتفى بتعبير بأن اعلان الحكومة الجديدة سيكون (قريباً)، لتقفز عدة أسئلة و تكهنات حول أسباب التأجيل، خاصة وأن المسئول قد ترك الأمر معلقاً، ولم تحدد سقفاً زمنياً، علماً بأن العاشر من يناير الجاري، كان الموعد المضروب لذلك، وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
قرار جميل
قبل عدة أشهر وتلك ليلة رمضانية احتضنها منزل زعيم الموتمر الشعبي الراحل الترابي بالمنشية، كان الشيخ إبراهيم السنوسي يستعجل تشكيل الحكومة الجديدة، مع ترك باب الحوار مفتوحاً لمن أراد الدخول لاحقاً .. وقال السنوسي: (لن ننتظر للأبد)..
حديث السنوسي كان صريحاً، بان الرافضين للحوار لن ينضموا للوثبة، وأن صافرة القطار ــ قطار الحوار ــ قد أنذرت الجميع بوصولها الى محطة تشكيل الحكومة الجديدة.. لكن كان الوضع داخل الشعبي، أن هناك من يبارك خطوة تأجيل اعلان الحكومة.. في هذا السياق يصف القيادي البارز بالحزب، أبوبكر عبد الرازق ذلك التأجيل بأنه ?قرار جميل?، ويعتبره قراراً يهيئ فرصة لإجازة التوصيات التي تتعلق بالحريات العامة والتعديلات الدستورية التي تم إدراجها موخراً..
يرى عبد الرازق أن التأجيل يصب في مصلحة حزبه، حيث يتيح لهم فرصة عقد المؤتمر العام، الذي سيفصل في أمر المشاركة، و في العديد من القرارات.
ويؤكد عبد الرازق: ?الأفضل ألا يصدر القرار من جهاز غير المؤتمر العام،لأن ذلك يجنبنا المطامع الشخصية لبعض القيادات للمال والسلطة والجاه?.
ويرى الرجل أن التاجيل يمنح الحكومة مساحة زمنية كافية لمراجعة كل ما نكصت عنه من مخرجات الحوار الوطني في السابق، وتنفيذ التوصيات المتفق عليها، وانتظار انضمام حزب الأمة القومي والحركات الممانعة للمشاركة في الحوار..
كرسي الإمام الشاغِر
معظم قراءات المراقبين السياسين اتجهت إلى أن التأجيل ماهو إلا انتظار لملء كرسي الإمام الصادق المهدي والذي يتوقع انضمامه للحوار.
وفي هذا الصدد هناك تبشير بقرب عودة زعيم الأنصار الصادق المتوقع ومشاركته في الحكومة، عقب الصراع الذي قاده مبارك الفاضل، حول المشاركة في الحكومة باسم حزب الأمة ومحاولته سحب بساط الأحباب من تحت أقدامه الصادق المهدي، الأمر الذي جعل الإمام يتحسس مقعده، ويقرر العودة وربما المشاركة..
حلفاء الصادق المهدي في حزب المؤتمر السوداني، مازالوا يراهنون على عدم مشاركة الإمام في الحكومة القادمة.
رئيس الحزب السابق إبراهيم الشيخ أكد لـ (آخر لحظه) أن حزب الأمة لن يشارك منفرداً في السلطة، وأرجع ذلك إلى أن الإمام يرهن موقفه على موقف حلفائه في الحركات المسلحة، لافتاً إلى أنه يتمسك بوقف الحزب المعلن، مشيراً إلى أن الحديث الذي رشح حول طلب الصادق المهدي تأجيل تشكيل الحكومة ستة اشهر بسببه ان المهدي يسعى الى جذب حاملي السلاح وقوى نداء السودان إلى طاولة الحوار الوطني.
واستبعد الشيخ أن يكون تأخير التشكيل الحكومي له علاقة بمشاركة زعيم أنصار حزب الأمة. وحصر الأسباب في الخلافات بين الشعبي والوطني حول التعديلات الدستورية وغيرها من قضايا الحريات. و أشار الى أن هناك صراعات داخل الموتمر الوطني نفسه، مستشهدا بما أسماه الاجتماع الشهير الذي طالبت فيه القيادة أعضاءها بالتنازل عن المناصب طوعاً.. وأضاف الشيخ إن الحكومة ليس بإمكانها اعلان التشكيلة الجديدة، واصفاً تلك الخطوة بأنها ?ضحك على الذقون? في ظروف سياسية كهذه، وفي ظل استمرار الحرب في الأطراف.
محاصصات وترضيات
ويجمع مراقبون على أن أهم أسباب تأجيل إعلان التشكيل الجديد، يتمثل في الوصول إلى تسوية سياسية بين الوطني والشعبي وفي أن الحزب الحاكم نفسه يحتاج الى حسم الصراعات داخل أروقته، وهي صراعات حول الحقائب الوزراية، وصراعات بين تياراته المختلفة. وهناك من يرى أن التاخير سببه المحاصصات، وعمليات الفرز والجرد، التي يجريها المؤتمر الوطني، وكيفية توزيع كيكة السلطة ومكافأة الأحزاب والحركات، التي شاركت في حوار قاعة الصداقة..
اخر لحظة
يا جماعه الامام الصادق دا لسع عنده امل فى قياده حكم اختشى يا حاج ما خلاص
كفايه خليها للشباب لمتين انت قاعد ليها السن ليه احكام
يا جماعه الامام الصادق دا لسع عنده امل فى قياده حكم اختشى يا حاج ما خلاص
كفايه خليها للشباب لمتين انت قاعد ليها السن ليه احكام
المشكلة الكيكة صغيرة والخشوم والكروش كبيرة. الله يكون في عونا.
المشكلة الكيكة صغيرة والخشوم والكروش كبيرة. الله يكون في عونا.