حوار مع رئيس اللجنة القانونية لاتحاد الكتاب

بعد أن قضت محكمة الاستئناف الإدارية في الخرطوم، قبل أكثر من 20 يوماً بعودة نشاط اتحاد الكتاب السودانيين، مبطلة قرار وزارة الثقافة بتجميد نشاط الاتحاد قبل نحو عامين، دشن الاتحاد نشاطه بعدد من الفعاليات، وفي هذه الأثناء وصل أفراد من الوزارة وأصدروا أوامرهم بإيقاف تلك الأنشطة، مبررين ذلك بأن التقاضي لم ينتهِ حسب ما قال لنا رئيس اللجنة القانونية لاتحاد الكُتَّاب الأستاذ المحامي كمال الجزولي، الذي قال لهم إن من يقرر ذلك هو القضاء نفسه وليس أنتم عن طريق اختطاف دوره..
وبعد أيام صرحت وزارة الثقافة للصحف بأن عودة الاتحاد غير قانونية، فكيف يرى الأمين العام السابق هذا الأمر خلال الحوار سنتعرف على تقييمه للأمر:

حوار ? مصعب محمد علي

*وزارة الثقافة قالت إن نشاط الاتحاد غير قانوني؟
-هذا كلام مضحك، لأن من يقرر قانونية من عدم قانونية أنشطة اتحاد الكُتَّاب هي المحكمة وليس وزارة الثقافة، التي حلت الاتحاد- أي اعتبرته واعتبرت أي نشاط يقوم به غير قانوني.
* ماذا فعل اتحاد الكتاب إزاء هذه الاجراءات؟
– توجه بشكل متحضر الى القضاء وصبر على مدى عشرين شهراً، الى أن تمكن من استصدار قرار عادل من محكمة الاستئناف الإدارية ببطلان قرار الوزارة بحل الاتحاد، وهكذا عاد الاتحاد شرعياً وقانونياً كما كان قبل حله، فهل يريد مستشار الوزارة أن ينتظر الاتحاد حتى يتمكن هو من استئناف قرار القضاء، أم الصحيح أن يستأنف المستشار هذا القرار، وريثما يصدر قرار جديد- كما يأمل هو- فإن الاتحاد قانوني وشرعي، بمعنى أن كل مايقوم به من أنشطة شرعي وقانوني..
*ماهو السبب الذي يدفع وزارة الثقافة للتعامل مع كيان يعمل تحت مظلتها ومسجل وفقاً لقانون الجماعات الثقافية بالإغلاق أو بالتهديد مرات؟
– الوزارة لا تتعامل مع الجماعات الثقافية بمثل هذا المنطق البرئ، الذي يعتبر هذه التنظيمات تحت مظلة رعاية وزارة الثقافة، وإنما يعتبرها مجرد تابع ذليل للوزارة ولتعليماتها ولأوامرها، وهذا ما لن يفعله الاتحاد حتى لو انطبقت السماء على الأرض، ومن هنا جاء عداء الوزارة للاتحاد منذ 89 وحتى 2006 ، حيث استطعنا تحت مظلة الدستور الانتقالي أن نحقق الميلاد الثاني، ثم ظللنا نعمل بموجب ذلك حتى العام 2015 ، حيث تم الاعتداء على الاتحاد بحله، لكن الآن بقرار القضاء العادل استطعنا أن نحقق الميلاد الثالث، ولو اعتدت الوزارة ألف مرة على الاتحاد سنستعيده ألف مرة، كطائر الفيينق الذي ينهض في كل مرة من رماده كما في الاسطورة..
*الآن حدث التفاف كبير حول الاتحاد من قبل كثير من المثقفين على اي شيء يدل هذا الأمر هذا أمر!! الأمر الثاني معظم الفعل الثقافي الآن هو أنشطة متقطعة، هل ستعملون على ديمومة العمل الثقافي ويتحول الى حركة بدلاً عن الأنشطة؟
هذا الالتفاف أكبر دليل على عدالة قضية الاتحاد، واستشعار الجمهور عامة والمثقفين خاصة بهذه العدالة وليت الوزارة تستفيد من هذا الدرس.. أما من ناحية ديمومة نشاط الاتحاد فهذه استراتيجيته ولو أتيح وقت من الهدوء لأمكنه أن يحقق الكثير، لكن الوزارة والقوى التي تقف خلفها لا تريد له أن يلتقط أنفاسه حتى يلتفت لمهامه الاستراتيجية، ولك أن تتصور أن الوزارة وهذه القوى جاءت الى مقر الاتحاد يوم السبت الماضي وأصدرت أوامرها بإيقاف تلك الأنشطة، مبررين ذلك بأن التقاضي لم ينتهِ، وبالطبع قلنا لهم إن من يقرر ذلك هو القضاء نفسه وليس أنتم عن طريق اختطاف دور القضاء، عموماً المسألة كلها لا تنم عن خير.
*هل تتوقع الإغلاق؟
-لا استبعد اي شيء لكن كل ما استطيع قوله لك إننا مؤمنون بقضيتنا، وعليه سنظل نقاوم أي إجحاف في حقنا طال الزمن أو قصر.
*خلال النفير والنشاط الأخير عملتم على إفساح المجال للأصوات الإبداعية الجديدة؟
– نعم أنت لاحظت ملاحظة سديدة، الاتحاد بالفعل يتوجه الآن للم شمل الكُتَّاب والمبدعين الشباب، ومنحهم أوسع الفرص، وإذا استمر الحال حتى المؤتمر العام القادم ستشهد نتائج الانتخابات القادمة بروز قيادات شابة جديدة على رأس الاتحاد.
*هذا ما تقوم به المؤسسات؟
– نحن مؤسسة مدنية، ودورنا هو تفعيل نشاط المبدعين، وبالأخص الشباب منهم بالوسائل المدنية والقانونية.
*هناك من ينظر الى الاتحاد بأنه واجهة لفعل سياسي؟
– سأكتفى بأن أقول لك إن أول رئيس للاتحاد عند تأسيسه كان أستاذنا جمال محمد أحمد، ثم أعقبه أستاذنا علي المك، ثم أعقبه عالم عباس، ثم يوسف فضل، وقد شهدت اللجنة التنفيذية للاتحاد شخصيات لا يمكن أن تتهمها بتنفيذ اي مهام لأي حزب مثل عبدالهادي الصديق، وأحمد الطيب زين العابدين، والسر السيد، وسليمان الأمين، وصديق أمبده وغيرهم.
العاقل من أمعن النظر في الأمر من هذه الزاوية، حتى يلغم الأصوات التي تدعي مثل هذه الادعاءات حجراً.

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..