أخبار السودان

«ألف وجه من السودان»: التنوع بعدسة طالب

الخرطوم ? إسلام أنور : في مشروعه «ألف وجه من السودان» يخوض المصور السوداني الشاب أحمد علاء الدين أبو شكيمة رحلة طويلة يوثق فيها التنوع داخل السودان من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها. أنها صور واقعية، تحتفي بالحياة والبشر والتعددية.
تبدو صور أبو شكيمة أقرب للوحة من الفسيفساء عندما تتراص وتتجمع سوياً تصنع صورة كبيرة للسودان، هي «محاولة فنية لرواية حكاية أمة تتكون من ثقافات وإثنيات وخلفيات متنوعة»، وفق ما يقول لـ «القدس العربي».
ينشر صورتين أسبوعياً على صفحة المشروع على مواقع «إنستغرام» و«الفيسبوك». بعضها التقطتها عدسته بشكل عفوي ودون ترتيب عبر ترحاله في الشوارع والمدن، والبعض الآخر يتم تصويره بناء على طلب الأشخاص الراغبين في المشاركة في المشروع والذين يتواصلون مع أبو شكيمة عن طريق البريد الالكتروني أو الهاتف. هؤلاء زاد عددهم بصورة كبيرة في الأيام الماضية بعد حالة الإحتفاء الكبير التي حظيت بها الصور الأولى من المشروع المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
تقدم الصور خلفيات متنوعة، لطلاب، وعمال، وفنانين، وموظفين، وفلاحين، من مختلف الأعمار والمدن والديانات. كذلك تحظى المرأة بمساحة كبيرة فتتعدد صور الفتيات والنساء من المحجبات وغير محجبات، لصاحبات خصلات الشعر الحريرية والخصلات المموجة المتمردة، دون وضع معايير جمالية محددة، بدون اخفاء الهالات السوداء وحبوب الوجه. إنها صور واقعية، تحتفي بالحياة والبشر والتنوع والتعددية.
من أهداف المشروع الرئيسية، وفق أبو شكيمة «العمل ضد التمييز على أساس لون البشرة أو العرق، فأنا أبحث عن التنوع في البشر الموجودين في السودان، بغض النظر عن كونهم سودانيين أم لا، ففي السودان هناك بشر يعيشون من سنوات طويلة من مختلف الجنسيات ويعشقون وطننا، ويرون فيه جمال وسحر وطيبة كبيرة».
ويضيف «لا أستخدم أي تعديلات في الصور لإخراجها جميلة أو مبهرة، لأنني أريد التأكيد على كون معايير الجمال نسبية ومختلفة والصور الواقعية والصادقة هي الأكـثر جمالًا بالنسـبة إلـي».
ويشير أبو شكيمة إلى أن فكرة المشروع تبلورت على مدار العامين الماضيين، فبينما كان يحاول بناء ذاكرة بصرية لمدينة الخرطوم عن طريق تصوير الأبنية والشوارع والمزارات المختلفة، أدرك أنه لن يتمكن من سرد قصص وحكايات المدينة دون بشر، فالإنسان هو أصل الحكاية ووجوده داخل الصورة يمنحها حياة وحميمية كبيرة ومن هنا قرر أن يبدأ مشروع ألف وجه للسودان «أريد من الناس أن ينظروا إلى المشروع ليشاهدوا صورا متنوعة ليس فقط لحاضرها ولكن لتاريخيها أيضًا».
بدأ هذا المصور مشروعه منطلقاً من مدينة الخرطوم بما تحمله من تنوع ثقافي واجتماعي كبير ويخطط خلال الفترة المقبلة للانتقال بين عدة مدن مختلفة وعن أبرز المشاكل التي تواجهه. يوضح أن «الكثير من الناس لا تستهويهم فكرة أن يتم تصويرهم ونشر صورهم وهذا أمر طبيعي عندما تقوم بالتصوير في الشارع، المشكلة هنا ولا أعلم إذا كان المصورون في بقية بلدان الشرق الأوسط يعانون منها وهي أن التصوير ممنوع في كثير من الأماكن ويعرضك للمساءلة القانونية مع العلم أنه لا توجد قائمة بأسماء تلك الأماكن».
من المشاكل أيضاً، طبقاً لأبو شكيمة «صعوبة الحصول على عائد مادي من التصوير، ولا يخفى على أحد ما تسببه الأزمات السياسية والاجتماعية والحروب من آثار مدمرة على حياة البشر، لكن في النهاية لا أملك إلا أن أحلم وأصور».
وعن ومشاريعه المقبلة، يقول: «عندما أصل إلى ألف صورة أتمنى عمل معرض جماعي أنتقل به عبر مختلف مدن السودان، وأحلم أيضاً بأن يكون هناك متحف للتصوير الفوتوغرافي في السودان».
أبو شكيمة، طالب في كلية الهندسة جامعة الخرطوم، بدأ شغفه بالتصوير الفوتوغرافي منذ طفولته متأثراً بوالده المحب للفوتوغرافيا، وبجانب مشروعه ألف وجه من السودان لديه مشروع آخر للتوثيق الفوتوغرافي بعنوان «ذاكرة المدن».

القدس العربي

تعليق واحد

  1. ناس التوجه الحضاري ها يموتو غيظا هم شغالين في تدمير السودان عشان يكون وش واحد و انت تقول الف وش
    الله يديك العافيه

  2. ناس التوجه الحضاري ها يموتو غيظا هم شغالين في تدمير السودان عشان يكون وش واحد و انت تقول الف وش
    الله يديك العافيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..