ترامب يحذف «الحقوق المدنية» من موقع البيت الأبيض وسط مشاعر «عدم ارتياح»من عدوانية خطاب التنصيب

رائد صالحة
واشنطن ـ : مسحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جميع المحتويات التى تتناول الحقوق المدنية والتغير المناخي والهجرة من الموقع الالكتروني للبيت الأبيض حيث تم إلغاء موقع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما واستبدال نصوصه في اليوم الاول من الرئاسة الجديدة.
ولم تعد الوصلات المرافقة لموقع ادارة أوباما موجودة على الإطلاق واختفت صفحة تغيرات المناخ وتم استبدالها بصفحة تدعى « خطة الطاقة لأمريكا اولا «، ملخصها إن الطاقة هي عنصر رئيسي من الاقتصاد العالمي وجزء أساسي من الحياة الأمريكية أما صفحة «الحقوق المدنية»، فقد اختفت لتحل محلها صفحة تطالب بالوقوف مع رجال تنفيذ القانون وانهاء الاجواء المضادة لرجال الشرطة في أمريكا كما دعت الصفحة إلى ترحيل الأجانب غير الشرعيين.
وظهرت صفحات جديدة على موقع البيت الأبيض مثل «السياسة الخارجية لأمريكا أولا» و«اعادة الوظائف والنمو»، ولم يذكر الموقع حقوق الاقليات او السود او المثليين، وبدلا من ذلك، خصص الموقع مساحة رحبة لشرح ضرورة زيادة عدد الجيش وتوسيع العمليات العسكرية لهزيمة الإرهاب.
وقرر ترامب تعيين هيلين فيري مديرة للشؤون الإعلامية في الادارة الجديدة مما أثار المزيد من القلق حيال الموقف المحتمل المناهض لكوبا من الادارة الأمريكية الجديدة حيث تعتبر هيلين معارضة شرسة لثورة فيديل كاسترو في كوبا.
وقد ولدت الإعلامية فيري من أبوين من نيكارغوا، وهي معارضة شرسة للثورة الكوبية، وفيدل كاسترو حيث نشرت مقالات في صحف أمريكية مقرها ميامي حول «استعباد الحكومة الثورية للشعب الكوبي» وقالت بأن استبداد كوبا كاسترو من اهم التهديدات ضد الولايات المتحدة.
وتعرضت المساعدة الإعلامية لترامب في وقت سابق لاتهامات بأنها تتلقى مساعدات مالية للحفاظ على برامج معادية لكوبا وان الحكومة الأمريكية دفعت لها اموالا من اجل كتابة مقالات رأى تطالب بإطلاق سراح بعض الجواسييس الأمريكيين.
إلى ذلك، قال معلقون ان اصدقاء وشركاء الولايات المتحدة لم يشعروا بالارتياح من لغة خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد فالطريقة التى تحدث بها دونالد ترامب عن العالم الخارجي كانت عدوانية للغاية ومفرطة في «الوطنية»، بما في ذلك القول بأن العالم سرق من الأمريكيين رزقهم وصناعاتهم وبأنه تم اختلاس ثروة الطبقة الوسطى الأمريكية ليتم توزيعها على جميع انحاء العالم.
وقد يتفهم الكثير من الأمريكيين هذه الآراء المبالغ بها ضد العولمة ولكنها بالتأكيد كما قال العديد من المحللين لا تبدو عبارات رنانة في اسيا وأوروبا وبقية العالم، خاصة مع العنوان الكبير الجديد للخطابات الحماسية حول «أمريكا أولا»، وهو شعار يذكر أهل الفكروالسياسة في الولايات المتحدة بشعارات الحزب الانعزالي في الثلاثينيات من القرن الماضي والتى حاربت أي تشابك مع الخارج.
«القدس العربي»