تاجوج والمحلق أشهر قصة حب في السودان

قصه تاجوج و المحلق من أشهر قصص الحب في السودان التي كتبها المؤرخ السوداني محمد صالح ضرار والتي طاف من أجلها بوادي منطقة قبيلة الحمران بحثاً عن تفاصيل ذلك الحب , وما قاله المحلق من أشعار (بلغة عصره ) تخليداً لحبه الجارف , وتنفيساً عن نفسه المنهوكة ، وقد قام هذا المؤرخ بجمع هذه المعلومات وطرائق الاشعـار ووضعها في كتابه، ومتابعة لما سبق نشره نسعى لمواصلة تلك القصة التى تعتبر أنموذجا للإنس في المجتمع السوداني.
الحلقة الثانية
حررها: حمد سليمان الخضر
وهو قسم لا يمكنه أن يتريث في تنفيذه والتغاضي عنه والاستهتار به فقال له وأنفه راغم قلت ” بشد واكرب .. الخ ”
ولكن قال ذلك في صوت كسير يشوبه الخجل والحرج الشديد فأنفجرت تاجوج صاخبة باكية , وذهبت الى منزل أبيها لا تلوى على شيء ،تشكو حليلها الذي لم يخصّ لها وحدها وده وحبه ،بل ما زال قلبه مرتعا لذكريات صويحباته أيام طيشه ونزقه، ولكن كان ابوها الشيخ محمد حكيماً ويعلم من طبائع الجنس اللطيف ما ليس بالقليل ، فردها إلى بعلها بعد أن أقنعها بنبالة زوجها وطهره وعفافه فعلمت تاجوج أن عطف أبيها وحنانه شمل ابن أخته ، فقالت : لن أعود الى منزل المحلق ما لم يقصرشعَره عليَّ دون أن يشرك معي خليلة أخرى ، فرضي المحلق بالشرط مسرورا , وعاهدها على ذلك ثم تدفقت قريحته وتمكن منه الحب والكلف بها , فملاً البوادي كلها بمنظوم شعره يتغزل في تاجوج ويعتز بحبه لها
ومما قاله فيها متغزلاً
فصّْ المـاظ مركـب فـوق مجمّـرْ
فصّْ عينيك يا أم خشماً مجمّـرْ
فوقْ بستان تحت سالك مضمّرْ
جليـدك طاقـة الكـيـدي المنـمّـرْ
وقال أيضاً
ما بِتْجيكْ تَمشِي وتخبْ
وما دنقرت حلبت شخبْ
وريقاتـك الفـوق الصـلـبْ
جَرّحَـنّـي داخــل القـلـبْ
وذات يوم التقى بأحد أبناء عمومته “ابن اللمم” الذي عنف المحلق أشد التعنيف على إشهار حبه لتاجوج التي ذكرها في شعره حتى صار غناء الفرد والجماعة في البوادي والحضر، وأصبحت هي مضغة للأفواه تلوكها الألسن وعرف اسمها ووصفها القاصي والداني ، فأجابه المحلق “والله يا ابن اللمم لو رأيتها لعذرتني، والتمست لي المبررات ، ولو كنت بعلها مكاني لما فارقتها لحظة , ولبقيت أسير حجليها”فقال النور ” أنا لم أرها , ولكن يجمل بمن في منزلتك أن يخفف من غرامه وأشعاره فأجابه المحلق ” أنني حاولت ذلك ولكنني لم أطق , فتعال معي إلى الخباء كي أريك إياها في غفلة منها” وكانت هذه الدعوة كافية لأن تظهر اللوثة التي أصابت المحلق من جنون حبه وأنه أصبح لا يعرف ما يصح وما لا يصح , لقد اضحى مجنونا ما في ذلك شك ، فسارا معاً ثم ثقب المحلق الخباء خلفه وأوقف النور بن اللمم , ودخل داره ظناً منه أن تاجوج حقيقة غافلة لما ثقب خباؤها فأخذ قسطه من الراحة , ثم. طلب منها أن تقف أمامه وترقص ، فتعجبت من طلبه ولكنها صبرت وتجلدت وقالت سمعاً وطاعة ولكني أشترط عليك أن تجيب طلبي بعد تنفيذي لرغبتك وأن تقسم بالطلاق مقدماً على تنفيذه فرضي المحلق ظناً منه أنا مهما طلبت فلن تتعدى مطالبها مراحات الإبل والبقر ، فلما ضمنت منه تنفيذ طلبها رضيت بما أئتمر عليه مع النور فطلب منها أن ترقص أمامه على ضوء النار إذ كان الوقت ليلاً ورجاها أن تتمايل في رقصتها يمنة ويسرة ، وتثّثنى وتتوسد شعرها ، وأن تشبك أصابع يديها ثم تردهما إلى الخلف عن طريق رأسها ، وكان هو يغني لها عدة أغاني ثم قال لها : كيف ترقصين إذا مت ، فأجابت رغبته دون أي أمتعاض أو تذمر ، وتمنطقت بثيابها كما تفعل النساء في ساعات النواح , وفعلت أشياء أخرى أعتادت النساء في ذلك العصر الإتيان بها في العويل والبكاء ولما انتهت من رقصاتها على أصوات العرضة والنقارة كان الفرح قد تملكه والهيام أسكره فشكرها وطلب منها أن تذكر مطالبها
فنظرت إليه طويلاً وجسمها يرتجف وقالت له بصوت فيه صرامة وألم وجراح : طلبي واحد وهو الطلاق والفراق الأبدي ، فصعق حين سمع طلبها وأنزعج ابن اللمم وولى هارباً من وراء الخباء ، بعد أن دمر عامراً حلالاً ، وشتت قلوباً وأجساماً طالما عاشت في حياة هنيئة ، وأخذت تاجوج ما كان بيدها من دثار وخرجت إلى بيت أبيها والمحلق يتوسل إليها بكل عزيز لديها , ويتشبث بأطراف ثوبها راجياً مستجدياً بدون جدوى.. بلغ كلف المحلق بتاجوج مبلغ عظيما حتى أن والد تاجوج أخذته الرحمة وأدركه الحنان على ابن أخته فرثى لحال العاشق وما آل اليه من شحوب وأصفرار وهزال وتدهور في الصحة اشتركت فيه أم المحلق بالبكاء والنحيب على ما أصاب وحيدها من آلام بسبب هجر تاجوج له ، فأشترط الوالد علي المحلق ان يترك الشعر والغناء نهائياً وهو يتكفل برد زوجته المحبوبة اليه.
التيار
لكن هنالك قصص غير ذلك واذكر ان المحلق طلب ان ينظر الي شامة في ظهر تاجوج (بعد ان قالت له العرافة بها) ولما امرها ان تخلع ثيابها لينظر الي الشامة علمت تاجوج بشكه فيها لذا اجابت طلبه نظير ان يجيب ما تطلبه منه وكان الطلاق.. الأسطورة رائعة لكن فيلم تاجوج كان ساذجا..
لكن هنالك قصص غير ذلك واذكر ان المحلق طلب ان ينظر الي شامة في ظهر تاجوج (بعد ان قالت له العرافة بها) ولما امرها ان تخلع ثيابها لينظر الي الشامة علمت تاجوج بشكه فيها لذا اجابت طلبه نظير ان يجيب ما تطلبه منه وكان الطلاق.. الأسطورة رائعة لكن فيلم تاجوج كان ساذجا..