أخبار السودان

البرلمان ضعيف وأكثر

اسماء محمد جمعة

البرلمان السوداني في عهد المؤتمر الوطني تغير تماما وأصبحت له مهام جديدة وصورة مختلفة عن تلك التي عرفناها تاريخيا ، حيث إن أي برلمان في الدنيا مهمته الأساسية الوقوف مع قضايا الشعب والمساهمة في وضع التشريعات التي تخدم مصلحته ومراقبة الحكومة حتى لا تفسد ، لان كل الحكومات مهما كانت ديمقراطية معرضة للأخطاء و تحتاج إلى من يراقبها وينصحها ويقيلها إن لم تمضِ في الطريق الصحيح ،والبرلمان لا يمكن أن يكون معافًى ما لم تمتلك الدولة نظاما سياسيا ديمقراطيا محترما ، ومن المستحيل أن يكون البرلمان معافى في ظل نظام عسكري انقلابي ديكتاوري ، وهذا ما ينطبق على برلمان السودان الحالي المريض جدا .

انتقدت منظمة الشفافية السودانية في تقرير النزاهة الوطني لعام 2016 البرلمان ، لاستخدامه الأغلبية الميكانيكية لتمرير قرارات لها أثر سالب على حياة الشعب والتنمية ومكافحة الفساد ووصفت أداء البرلمان خلال الفترة الماضية بالضعيف لأنه ساهم في تعديل قوانين تضر بالمصلحة العامة وتفتح أبواب الفساد وسكت عن كثير من الأخطاء التى ترتكبها الحكومة.

البرلمان السوداني لا يحتاج لتقرير ليعكس لنا ضعف أدائه ، فهو لم يختره الشعب وإنما اختارته حكومة هي نفسها لم يخترها الشعب ،بل جاءت بانقلاب ، وشرعنت نفسها بانتخابات مزورة ، وبناء عليه تعتبر هي نفسها حكومة ضعيفة فلابد أن يكون برلمانها مثلها لأنه بني على باطل وما بنى على باطل يظل باطلا، فالبرلمان اليوم لا يقوم إلا بما يشبه الحكومة ..يتواطأ معها جهرا من أجل البقاء في السلطة ويسمح لها بهضم حقوق الشعب وهو يصفق ويكبر ويهلل دون أن يرف له جفن .

البرلمان ظل أداؤه ضعيفا لأن أغلب أعضائه جاءوا إليه بلا مواصفات شرعية ،ومتوافقين مع شكل الحكومة وتوجهها ، بعضهم (لا يفك الخط ) وبعضهم جاء بترضيات ومجاملات ، و آخرون (قرّشتهم ) الحكومة في البرلمان ، وبعض آخر جاء إليه (حمرة عين) أو تورط معها أو اصطادته من الأحزاب المعارضة بعدما قسمتها وأضعفتها وبعض عاد مستسلما من الحركات المسلحة ، أي إن أغلبهم جاء مختارا بمواصفات غير سوية ومثل هؤلاء لا يستطيعون فعل شيء إلا الموافقة وتمرير اى قانون او قرار ، مهما كانت عاقبته خطيرة فما تقوله الحكومة حتى ولوكان خطأ لا يستطيعون التصدى له ، وعلى قول المثل (دابي كان في خشمو جرادة ما بعضّي) ، هؤلاء هم أعضاء البرلمان ،ولذلك نجدهم في جلساته إما نائمين او (بتونسو) مع بعضهم أو بالواتساب أو الفيس أو في حالة قلق يخرجون ويدخلون مثلما تنقل عنهم وسائل الإعلام دائما ، فكيف لا يكون اداؤه ضعيفا ،بل هو ليس له أداء أصلا .

اليوم تمارس البرلمانات في العالم دورا رائدا في دولها وهناك تجارب كثيرة مشرفة نشهدها كل يوم ، ورغم هذا فالبرلمان السوداني لا يتعلم ،لأن المشكلة أصلا في الحكومة فهي تريد برلمانا ضعيفا ومعارضة ضعيفة وشعبا ضعيفا هذا لأنها هي ضعيفة وعاجزة وأسلم طريقة لتستمر في السلطة هو إضعاف المؤسسات بما فيها البرلمان ، لا ليصبح له دور ضعيف ، بل حتى لا يصبح له دور حقيقي ليصب الأمر في مصلحتها .

التيار

تعليق واحد

  1. برلمان اميين واغلبه جهوي اختي العزيزة (لا يستقيم الظل والعود اعوج)حكومة فعلت كل شئ من اجل السيطرة علي الدولة .فكيف تأتي بنواب في البرلمان متعلمين ومعارضين.? عشان يعكرو جو فسادها لابد من تاتي باميين مصفقين…!!!!!

  2. برلمانات الاتحاد الاشتراكي ايام ( نميري ) كانت اكثر نشاط و اكثر حيوية لو تذكروا ( السلمابي ) كانت مداخلاته تذاع علي الهواء مباشرة و كان الوزراء يعملون له الف حساب و يتحاشون الوقوع في مصيدته — مع ان نظام نميري كان نظاما انقلابيا و شموليا الا انه كان وطنيا و اقل فسادا و كان نظاما لكل السودانيين رغم اخطائه المعلومة — و لم يشعر السودانيون في حياتهم بمثل هذا الغبن و الكراهية لنظام حكم البلاد مثل نظام الحركة الاسلامية و حكومة الانقاذ —
    الانقاذ نظام بلا قيم و لا اخلاق ولا مبادئ و لا مثل — يمارس الكذب و النفاق و الخداع و الزيف و المكر و المخاتلة و الضرب تحت الحزام و نقض للعهود و المواثيق — الشعب السوداني لا يثق مطلقا في الحكومة و لا يرجو منها خيرا — تمت مقاطعة الانتخابات في ابريل 2015 بصورة لم تحدث في العالم من قبل و كانت المقاطعة حدث غير مسبوق — لكن الحكومة اتت بهؤلاء و سمتهم نواب —
    الشعب السوداني لا يكترث و لا يهتم بما يجري تحت قبة برلمان ( ست بدرية ) في امدرمان –النواب ديل جابتم الحكومة و عادي جدا يكونوا موظفيين عندها —
    عزيزتي الفاضلة كاتبة المقال ( ما تحرقي رزك في الفاضي هؤلاء اموات و الموتى لا يتكلمون )

  3. برلمان اميين واغلبه جهوي اختي العزيزة (لا يستقيم الظل والعود اعوج)حكومة فعلت كل شئ من اجل السيطرة علي الدولة .فكيف تأتي بنواب في البرلمان متعلمين ومعارضين.? عشان يعكرو جو فسادها لابد من تاتي باميين مصفقين…!!!!!

  4. برلمانات الاتحاد الاشتراكي ايام ( نميري ) كانت اكثر نشاط و اكثر حيوية لو تذكروا ( السلمابي ) كانت مداخلاته تذاع علي الهواء مباشرة و كان الوزراء يعملون له الف حساب و يتحاشون الوقوع في مصيدته — مع ان نظام نميري كان نظاما انقلابيا و شموليا الا انه كان وطنيا و اقل فسادا و كان نظاما لكل السودانيين رغم اخطائه المعلومة — و لم يشعر السودانيون في حياتهم بمثل هذا الغبن و الكراهية لنظام حكم البلاد مثل نظام الحركة الاسلامية و حكومة الانقاذ —
    الانقاذ نظام بلا قيم و لا اخلاق ولا مبادئ و لا مثل — يمارس الكذب و النفاق و الخداع و الزيف و المكر و المخاتلة و الضرب تحت الحزام و نقض للعهود و المواثيق — الشعب السوداني لا يثق مطلقا في الحكومة و لا يرجو منها خيرا — تمت مقاطعة الانتخابات في ابريل 2015 بصورة لم تحدث في العالم من قبل و كانت المقاطعة حدث غير مسبوق — لكن الحكومة اتت بهؤلاء و سمتهم نواب —
    الشعب السوداني لا يكترث و لا يهتم بما يجري تحت قبة برلمان ( ست بدرية ) في امدرمان –النواب ديل جابتم الحكومة و عادي جدا يكونوا موظفيين عندها —
    عزيزتي الفاضلة كاتبة المقال ( ما تحرقي رزك في الفاضي هؤلاء اموات و الموتى لا يتكلمون )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..