الحرامية والحرب النفسية

كمال كرار
عندما يقول السدنة والحرامية أنهم سيرفعون الدعم عن البترول والقمح والكهرباء بحلول 2019،وهم يقصدون بالطبع زيادة أسعارها لأنه لا يوجد دعم ولا يحزنون،فإنهم يشنون حرباً نفسية علي المواطن والمعارضة شعارها أنهم باقون إلي ذلك التاريخ .
ومن قبل ذلك فإن برنامجهم للتدمير الاقتصادي والمسمي البرنامج الخماسي،يشمل الأعوام من 2015 وحتي 2019،ومعناها أنهم باقون إلي ذلك التاريخ..
وفي حديث للبي بي سي قال رئيس المؤتمر الوطني أنه لن يترشح للرئاسة بعد 2020،ومعناها أنه باق في منصبه إلي الموعد المضروب.
وحدد السدنة خطتهم الربع قرنية لتمتد من العام 2007 وحتي 2031،باعتبار أنهم سيمكثون في السلطة إلي أن يموت المعارضون،ويطفش معظم الشعب إلي بلاد أخري،وشعارهم (نبيع السودان إلي آخر فدان).
وبموجب اتفاقية(كعبة) تستولي السعودية على مليون فدان في أعالي نهر عطبرة لمدة 99 عاماً قابلة للتجديد،بافتراض أن الحرامية سيظلون في السلطة حتى ذلك التاريخ.
وفي 17 أغسطس 2016 كشف رئيس مجلس تشريعي ولاية الجزيرة عن مذكرة تفاهم بين الحكومة السودانية وشركات صينية لزراعة مليون فدان بالبلاد ، 450 ألف فدان من القطن منها ستزرع بولايته،وال550 ألف الأخري في مناطق(تانية)،لمدة غير معلومة،طالما كانت الأجندة الخفية بين الطرفين تفعل فعلها على صيغة المثل الإنتهازي(دافننو سوا).
وقبل شهرين صدق المجلس التشريعي لولاية الخرطوم في دورة انعقاده الرابعة على قانون إستراتيجية ولاية الخرطوم والذي يمتد حتي سنة 2030 ،وحينها سيكون المخطط الهيكلي للولاية قد مسح جامعة الخرطوم من الوجود،لصالح فنادق ومنتجعات لرفاهية السدنة والسادنات.
يراهنون على البقاء بأمنهم ومليشياتهم وبهذه الحرب المعنوية،أملاً في أن تصاب الحركة الجماهيرية بالإحباط والملل،فتقبل بالأمر الواقع أو ترجي الله في الكريبة…ونراهن على ثقة الشعب في نفسه،واصراره على العيش الكريم،في وطن قوي الجانب موفور الكرامة لا يذل نفسه لأحد ولا يشترك في أحلاف مشبوهة ولا ينبطح لامريكا واسرائيل…وشتان بين رهان المبادئ ورهان المصالح .
يتوهم المؤتمر الوطني وأشياعه،أن مسرحية الحوار الوطني وحكومتهم القادمة في فبراير،والمكافآت الأمريكية والودائع الخليجية،ستثبت دعائم نظامهم(المهزوز)،لكنها أحلام الأراجوز التي سيحطمها الشعب السوداني فوق رؤوسهم.
فليكن 2017 عام الحسم،والثورة والسودان الديمقراطي،كيما ترمي الخطط القرنية والاستراتيجيات المعطوبة إلي المزبلة،ويكنس النظام الفاسد إلي غير رجعة ويشرق وجه بلادنا من جديد .
عندما تهتم حكومة ما بعد سقوط الإنقاذ بالزراعة فإن الفدان الواحد سينتج 3 طن متري من القمح (كما في مصر الآن)،وربع مساحة مشروع الجزيرة إن زرعت قمحا فستكفي استهلاك السودان ولن يحتاج للإستيراد،ولن يأكل الشعب(مرقة الجداد).
[email][email protected][/email]