أخبار السودان

الحكومة منتظرة منو..!

يوسف الجلال

ليس استهزاءً، إذا قلنا إن بعض قادة أحزاب الحوار الوطني، جهّزوا “البدل والكرفتات”، لزوم الاستوزار.. وليس تهكُّماً، إذا أشرنا إلى أن بعض تلك الأحزاب ? إن لم يكن أكثريتها ? لا تملك ما يؤهلها لأن تكون ضمن خارطة التشكيلات السياسية من الأساس، ذلك إنها تفتقر إلى الجماهير، بل إن بعض تلك الأحزاب، عبارة عن ختم وورق مروس، يحمله زعيم الحزب في شنطته، ليس أكثر..! ولكن مع ذلك هيأ قادتها أنفسهم لنصيبهم في الكيكة، بمزاعم أنهم استجابوا لمبادرة الوثبة التي أطلقها الرئيس البشير، وبحجة أنهم شاركوا في الحوار الوطني، وهذا في مظنونهم سببٌ كافٍ، ومبرر راجح لأن يتمرّغوا في نعيم السلطة..!

المثير في القصة كلها، أنه حينما اقترب يوم العاشر من يناير الماضي، زادت آمال قادة تلك الأحزاب في المخصصات، خاصة بعدما ثبت ? بالتجربة والبرهان – أن الحوار الوطني ليس سوى محاصصة لتوزيع الكيكة، وليس وصفة أو مدخل لحل الأزمة السودانية.

ولكن سرعان ما تبدد الحلم وأوشك أن يتلاشى، لأن يوم العاشر من يناير الماضي، وهو اليوم المحدد لإعلان حكومة الوفاق الوطني، مرّ دون أن تطلق الحكومة المرتقبة صرخة ميلادها، وهو ما فتح باب الأسئلة على مصراعيه.

الثابت، أن أحزاب الحوار، وخاصة التي انسربت إلى قاعة الصداقة بمطامح الاستوزار أصيبت بخيبة أمل شديدة، وغشيتها غواشي الإحباط. بينما وجد المؤتمر الوطني نفسه محرجاً، ليس لأنه متهم على الدوام، بأنه يوقّع المواثيق والعهود والاتفاقيات ثم ينكص عنها، وليس لأنه يقوم بـ”تنفيس” تلك الاتفاقيات بدلاً من “تنفيذها”، وإنما لأنه فشل في اقتسام الكيكة التي تتقازم أمام جيوش أحزاب الحوار.

الشاهد، أن المؤتمر الوطني وجد نفسه مضطراً، لإعادة تفكيره في القصة برمتها، ذلك أن المقاعد المطروحة للمحاصصة تبدو أقل من أعداد المشاركين في الحوار الوطني..! ومعلوم أن قاعة الصداقة ضمّت أكثر من مائة حركة مسلحة وحزب سياسي، مع أن غالبيتها ليست مؤهلة لحمل توصيف الحركة أو مصطلح الحزب..!

الآن، تسير الأمور في مناحٍ غير التي تشتهيها أحزاب الحوار، وخاصة بعدما تجاوز التأجيل محطة العاشر من يناير بعشرين يوما أخرى، وهو ما يشي إلى أن المؤتمر الوطني ليس عاجزًا عن اقتسام الكيكة فحسب، بل إنه لا ينتوي اقتسامها مع هذه المجموعة أصلاً. خاصة أنه ? أي الحزب الحاكم ? يبدو كمن أخذته الغبطة والسرور، بعدما عاد زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إلى البلاد، وهو عند الحكومة صيد ثمين يوازي أحزاب الحوار مجتمعة، إن تخيّر موقعه في طوابير الباحثين عن المحاصصة.

وثمة أمر آخر يشير إلى أن المؤتمر الوطني يبدو كمن ينتظر قادمين جدداً إلى الكيكة، وهو أن الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي كشف أنه اتفق مع الحكومة على تعديل الدستور وتشكيل “حكومة مؤقتة” بمشاركة أحزاب المعارضة، وهو ما يعني أن جنيناً آخر يتخلّق لتسوية أزمة السلطة والثروة، غير ذاك المولود في قاعة الصداقة بناء على مخرجات الحوار الوطني. وما يعزز هذا هو أن أحزاب الحوار المنضوية تحت اسم “تحالف الوفاق الوطني” شهدت انشقاقاً كبيرًا بخروج تسعة أحزاب من التحالف، بمزاعم أن الأمين العام للمؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي الذي يرأس التحالف، قام باختطاف كل منجزات التحالف ونسبها إلى حزبه، بينما تصر مجموعة المؤتمر الشعبي، على أن مجموعة التسعة المشنقة، تتماهى مع المؤتمر الوطني.

ومهما يكن من أمر، فإن المستفيد الأول من حالة الشقاق هذه، هو المؤتمر الوطني الذي رفض قبل ذلك التعامل مع آلية (7+7) من جانب المعارضة حينما انشقت إلى مجموعتين. وعليه سيجد الحزب الحاكم مبرراً آخر لتأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني بحجة عدم توحد أحزاب الحوار. هذا إذا لم يكن هو من يمسك بخيوط اللعبة كلها. والشواهد على ذلك ليست نادرة أو معدومة.. وعليه لا نجد سوى أن نحيلك ـــ عزيزي القارئ ـــ إلى عنوان هذا العمود، فهو أقرب إلى تفسير مسرح العبث الذي تجري فصوله حالياً.

الصيحة

تعليق واحد

  1. طبعا من حق رئيس اي حزب ان يحلم بالتوظيف والاستوزار ومن حق اي مجموعة ان تشكل حزب او حركة مسلحة لضمان حقها في الاستوزار والمنصب والدولار لأن المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية علموا الشعب ذلك وان الواقع المعاش يدل على انه لا حق لأحد في الوظيفة الا عن طريقة المحاصصة..

    المؤسف ان المؤتمر الوطني جاء من لا شئ وتكون بعد السلطة وان قادة هؤلاء الاحزاب يعلمون ان تكوين احزابهم وزيادة فعاليتها وتقويتها يتم بعد الدخول في السلطة لا من الخارج بإعتبار ان المشاركة في السلطة تقربهم زلفي من الاعلام ومن الواجهة والاجتماعات والدعوات وووو الخ.

    يمكن القول ان 90% من الشعب بدون احزاب من مغتربين ومزارعين ورعاة وعمال وحرفيين وبياعين في السوق وبنائين وطلاب همهم العلم والدراسة والتحصيل وشباب يتمتعون بفترة شبابهم ويرغبون في الوظيفة التي توفرها الدولة ولكن كل هذه الفئات تجد ان 90% من المنصب والجاه والسلطان في يد اقل من 10% هم الحزبيين من المؤتمر الوطني والاحزاب التي شكلها المؤتمر الوطني والاحزاب الاخرى التي تنافس المؤتمر الوطني وبقية الشعب اللامتحزب ينتظر الفرج من الله…

    والدليل على ذلك لو أن افضل عالم سوداني وباحث سوداني وانسان فاضل سوداني او فاضلة سودانية يشهد لهم الجميع بالأخلاف الفاضلة والنزاهةوحب الخير للآخرين والعمل الدؤوب لن يجد متسع للعمل في السودان إن لم يدخل عن طريق حزبي او من بوابة السلطة الحاكمة بعكس ما يجري في كل دول العالم الديمقراطية او الملكية او حتى الشيوعية التي تقوم سياستها على العدل في الوظيفة والسوق والهجرة والعمل ..

    وبالتالي لا يسعنا الا ان نقول من حق اي شخص يحلم بأن يعيش في وطنه ويبحث عن حقه في المواطنة اما ان ينضم الى اي من الاحزاب المعلنة او او يقوم بتكوين حزبه بنفسه او ينافق هذا ويداهن هذا من اجل ان يعيش وبخلاف ذلك فعليه ان يقطع الأمل (اقول يقطع الأمل)نهائياً في البحث عن عمل تنفيذي يقوم على مؤهلاته او نيته المخلصة او خبرته.

    الحكومة هي التي افسدت الجميع وغيرت الجميع واستنعجت الجميع والله المستعان

  2. والله ي يوسف الله يكضب الشينه. اذا كان هدف الذين حضروا مؤتمر الحوار يبحثوا عن الوزاره دي مصيبه يبقو دايرين مصلحه شخصيه وليس مصلحه البلد. راجيين البيان رقم 1من سوداني غيور واصيل وراضع لبن امو ونرتاح من تمر الهبوب ده

  3. طبعا من حق رئيس اي حزب ان يحلم بالتوظيف والاستوزار ومن حق اي مجموعة ان تشكل حزب او حركة مسلحة لضمان حقها في الاستوزار والمنصب والدولار لأن المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية علموا الشعب ذلك وان الواقع المعاش يدل على انه لا حق لأحد في الوظيفة الا عن طريقة المحاصصة..

    المؤسف ان المؤتمر الوطني جاء من لا شئ وتكون بعد السلطة وان قادة هؤلاء الاحزاب يعلمون ان تكوين احزابهم وزيادة فعاليتها وتقويتها يتم بعد الدخول في السلطة لا من الخارج بإعتبار ان المشاركة في السلطة تقربهم زلفي من الاعلام ومن الواجهة والاجتماعات والدعوات وووو الخ.

    يمكن القول ان 90% من الشعب بدون احزاب من مغتربين ومزارعين ورعاة وعمال وحرفيين وبياعين في السوق وبنائين وطلاب همهم العلم والدراسة والتحصيل وشباب يتمتعون بفترة شبابهم ويرغبون في الوظيفة التي توفرها الدولة ولكن كل هذه الفئات تجد ان 90% من المنصب والجاه والسلطان في يد اقل من 10% هم الحزبيين من المؤتمر الوطني والاحزاب التي شكلها المؤتمر الوطني والاحزاب الاخرى التي تنافس المؤتمر الوطني وبقية الشعب اللامتحزب ينتظر الفرج من الله…

    والدليل على ذلك لو أن افضل عالم سوداني وباحث سوداني وانسان فاضل سوداني او فاضلة سودانية يشهد لهم الجميع بالأخلاف الفاضلة والنزاهةوحب الخير للآخرين والعمل الدؤوب لن يجد متسع للعمل في السودان إن لم يدخل عن طريق حزبي او من بوابة السلطة الحاكمة بعكس ما يجري في كل دول العالم الديمقراطية او الملكية او حتى الشيوعية التي تقوم سياستها على العدل في الوظيفة والسوق والهجرة والعمل ..

    وبالتالي لا يسعنا الا ان نقول من حق اي شخص يحلم بأن يعيش في وطنه ويبحث عن حقه في المواطنة اما ان ينضم الى اي من الاحزاب المعلنة او او يقوم بتكوين حزبه بنفسه او ينافق هذا ويداهن هذا من اجل ان يعيش وبخلاف ذلك فعليه ان يقطع الأمل (اقول يقطع الأمل)نهائياً في البحث عن عمل تنفيذي يقوم على مؤهلاته او نيته المخلصة او خبرته.

    الحكومة هي التي افسدت الجميع وغيرت الجميع واستنعجت الجميع والله المستعان

  4. والله ي يوسف الله يكضب الشينه. اذا كان هدف الذين حضروا مؤتمر الحوار يبحثوا عن الوزاره دي مصيبه يبقو دايرين مصلحه شخصيه وليس مصلحه البلد. راجيين البيان رقم 1من سوداني غيور واصيل وراضع لبن امو ونرتاح من تمر الهبوب ده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..