أخبار السودان

البشير و(التهويش) بالرحيل!!

عبدالله مكاوي

مصيبتنا مع البشير، غير جهله السياسي وفقره الخطابي وصلفه القيادي، هي ذاك الوهم الكبير الذي يتلبسه ولا يستطيع الفكاك منه! فالبشير بكل بساطة يعتقد انه، قائد محنك وخطيب مفوه وسياسي قدير وبطل قومي .. الخ، وبصفة عامة شخصية فريدة من نوعها، لم تنجب حواء السودان لها مثيل. والحال كذلك، تصبح كل الادلة والبراهين التي تثبت بطلان هذه الاوهام، هي لاغية ابتداءً او لا محل لها من الاعتقاد، وهذا في حال لم تتحول الي تخرصات حاقدة ينشرها الاعداء والمتربصون بسلطته. بمعني، يتحول الفشل والتقصير الذي لا يحتاج الي دليل، الي مؤامرات خارجية او اقدار الهية، ونهبه في الداخل وشحذته من الخارج، الي ارزاق ساقها الله اليه، وحالة الترف التي يرتع فيها وافراد اسرته، الي فقر يحتاج معه للمساعدة والعون عبر تدبير دخل اضافي من مزرعته، وهروبه وهرولته عبر المطارات، الي بطولات وتحديات للغرب المتربص به وللمحكمة الجنائية الجائرة. وبكلام مختصر، يصنع البشير عالمه الخاص الذي لا يمت للواقع بصلة. والحال، ان هذه الوضعية المفارقة، تجلب مصالح لجماعات وتيارات متعددة، وظيفتها الاساسية تاكيد هذا الوهم، بل والمبالغة في تضخيمه! والذي كما سلف يعود عليها بمنافع لا حصر لها، سواء من ناحية سلطوية او وظيفية او مادية او اجتماعية. وهي ذات الطبقة التي لا تمكن الدكتاتوريات وتجذر الاستبداد وتسوغ الشموليات فقط، ولكنها لا تقوي علي العيش إلا في مستنقعها. بمعني هي منظومات ترتكز علي دعامتين، صانع ووسائل او ادوات، تتنزَّل بصناعته علي ارض الواقع! وما يؤكد ذلك ان كل منظومة تاخذ من سمات صانعها (راجع ايضا تجارب القذافي وصدام وكيم جونق اون..الخ!). المهم، هذه العلاقة ترتبط بامشاج باطنية وتتغذي علي مصالح متبادلة، لا يصدف ان يد الصاتع هي العليا، والادوات كائنات رِميَّة تقتات علي الفتات! وبما ان العلاقة نفسها ذات طبيعة قذرة، فتاليا هي تحتاج لنوعية محددة من الافراد، ليس لديها التزامات من اي نوع، سوي الاستجابة لرغباتها الخاصة! اي لها قابلية تقديم وفعل كل شئ، بكافة الطرق والوسائل، من اجل تحقيق طموحاتها الانانية، ودون وضع اعتبار لآثار ذلك، سواء علي الدولة او المجتمع. ولذلك فهي لا تتورع عن تبرير لا شرعية وتجاوزات واخطاء، ولي نعمتها، نظير نفحها ببضعة مناصب وامتيازات مادية واجتماعية، لا تستند علي اي معايير او استحقاقات او شفافية، وكانها خفافيش لا تعمل الا في ليل الاستبداد الحالك! ونجد اهم ما يميز هذه الطبقة، غير فقدان الاحترام، هو القدرة العالية علي المغالطة والاصرار علي المحاججة والجدل الدائري، وقلب الحقائق للدفاع عن الباطل، والتركيز علي التوافه والتشكيك في القيم والمعايير السليمة والمبادئ الكبري والمناضلين الشرفاء! ولكن يظل اخطر ادوارها عملية التضليل وصناعة التزييف، التي تتصل بقضايا الحق التي يراد بها باطل، كمناداتها بالديمقراطية ولكن مع استدراكات تبطل مضمونها، بل وحاجتها اصلا! وتدافع عن الاستقرار ولكن بفصله التعسفي عن استحقاق الحرية وحقوق الانسان! وعندما تتحدث مرغمة عن فساد لا يمكن الصمت عليه، تحيله الي ظاهرة عالمية، او قضية مجردة، وكانها تجري علي كوكب المريخ! وكذلك عندما يرد علي لسانها الاصلاح وهي مكرهة، تضع البشير خارجه كضامن او مشرف عليه. وباختصار، وهم البشير وهموم هذه الطبقة وجهان لعملة واحدة! ولذا لا يمكن الحديث عن وهم البشير بمنأي عن تناول هذه الطبقة، وإلا اختلت الصورة، واصبح وهم البشير كمنبت لا صلة له بالجوقة المحيطة به، وهذا ما لا يمكن تصوره بحال من الاحوال! اي للوهم جذور ترسخه وموارد تمنحه القدرة علي الحياة، وهي هذه الطبقة المتملقة والملتفة حوله، او المرآة العاكسة لصورته. ولكن ما يدعو للحيرة والاسف والاصح الاحتقار لهذه الطبقة، انها تضم طائفة عريضة من العلماء والمثقفين والاعلاميين، الذين يعلمون قبل غيرهم، عدم تاهيل البشير لهكذا منصب حساس وخطير، فوق انه يمثل بفقره المعرفي وتواضع قدراته القيادية ومهاراته الادارية، اهانة للمنصب واحراج للمواطنين، خاصة عندما يتفوه بالترهات التي تسمي خطابات، او يمارس الرقصات، او يرسل التهديدات في كل الاتجاهات، وكاننا امام سمسار نصاب في سوق البصل، وليس امام رئيس محترم لدولة محترمة، يسندها تاريخ عريق يمتد لما قبل الميلاد.
المهم، بما ان هذا الوهم يحفظ توازن البشير المختل، ويشكل مدخل للعاطلين للنفاذ للامتيازات، فتاليا ارتباط البشير بمنصب الرئاسة، يصبح حاجة وجودية لضمان بقاءهما معا! وهذا ناهيك عن دخول المحكمة الجنائية، كمتغير جديد، يزيد من تصلب الوهم ويمنحه صبغة خلاصية. والحال كذلك، تصبح تصريحات عدم الترشح للانتخابات التي تطلق من حين لآخر، هي جزء من تاكيد الوهم وليس نفيا له! بمعني، ان الاعلان عن نية عدم الترشح، من ناحية يصور البشير وكانه لا يرغب في السلطة، ولكنه مكلف ومكره عليها، الشئ الذي يضفي عليه هالة زهدية ووطنية، لها مفعولها علي البسطاء! ومن ناحية اخري، يستفز( يستنفر) الطبقة المرتبطة بهذا الوهم، او التي تشتغل عليه وتعتاش منه، لمضاعفة جهدها، ومن ثم تنهض للدفاع عنه/عن مصالحها، وهي تتغزل في حكمة البشير وما قام به من انجازات، وتنبه لخطورة رحيله قبل اكمال مشاريعه ومخطاطاته، وان الحاجة له الآن اكثر من ذي قبل، بوصفه الضامن للاستقرار والقادر علي القيادة في هذا المنعطف الحرج، وانه لا بديل عن البشير إلا للخراب وانفراط عقد الدولة..الخ من تبريرات تدين نفسها بنفسها؟! والحال، ان وهم البشير يصور له، انه الوطن والوطنية والامن والرخاء والمستقبل، وتاليا ذهابه يمثل انتكاسة لكل هذه الثوابت والاشراقات. وبكلمة محددة، نموذج البشير يمثل حالة فريدة من صناعة الوهم، او حالة التماهي بين البشير وكل ما هو ايجابي وصالح ووطني، وبغض النظر عن الحقائق الواقعية التي تبطل هذه الاوهام. ومن دلائل ذلك حديث الغيبوبة الذي تفوه به مؤخرا، امام مؤتمر الاتحاد الوطني للشباب السوداني، خاصة وهو ما زال يدافع عن تطبيق الشريعة، رغم انها من الشعارات الفارغة التي تم تجاوزها من قبله شخصيا، عندما تحدث عن الشريعة المدغمسة! رغم ان واقع الحال يحكي عن انه لا توجد شريعة اصلا، لا مدغمسة ولا غير مدغمسة! وانها لا تمثل إلا جزء من حالة التوهان وعقد النقص، الملازمة لجماعة تفتقد ليس للمشروعية والبرامح الحقيقية، ولكن قبل ذلك للمصداقية ايضا. وعليه، هي في محصلتها النهائية، جماعة او مظلة تستقطب المشوهيِّن معرفيا وقيميا واجتماعيا ونفسيا، وتاليا تحركها الاحقاد والمكابرة والرغبة في الانتقام من جهة، واشباع الغرائز الحيوانية من جهة مقابلة. لذلك ليس مصادفة ان يؤسس لها شيخ مغرور (عُظامي) منبوذ اجتماعيا، ويُمكِّن لها عسكري منفوخ (قابل لتصديق كل الترهات والاوهام)! واستطرادا ينتج هذا التحالف الشيطاني كل هذا الدمار المؤسسي والعمراني والانحطاط القيمي والوجداني.
وكذلك توجيهه للقضاء بتطبيق القانون، وقدرته علي تنفيذه! وما يحمله هذا الايحاء من توجيه القضاء لوجهة محددة، تلبي رغباته في الانتقام من خصومه؟ وهذا لعمري قمة الفجور الدكتاتوري، والاهانة لمؤسسة تضطلع بتحري العدل في كافة مظانه، او هذا ما يفترض بها، بعيدا عن روح التشفي والانتقام او الارتهان لايً كان.
وايضا مازال البشير يتباهي بثورة التعليم العالي، رغم اطنان الحبر والوثائق والآراء، الناقدة لها والمفندة لاباطيلها والمبطلة لسحرتها، وقبلها تردي البيئة الجامعية، وضعف مخرجات العملية التعليمية، وخطورة سلب العملية التعليمية قيمتها المعرفية، بزجها في اتون الصراعات السياسية والتوجهات السلطوية.
اما حديثه عن الهجرة وتبريرها بالمرغوبية في المهاجرين، فهذا نوع من المغالطات التي تستدعي الغثيان، وهي تتعالي علي دوافع الهجرة الحقيقية، التي دفعت البعض الي حضن البحار واسرائيل والمجهول، وهي التردي الاقتصادي والارهاب السياسي والحروب العبثية التي تطال البيئات الطرفية. اما سبب المغالطة، يرجع الي انها جميعا، انعكاس لاخطاءه السياسية وممارساته الاجرامية! والحال ان هذه الاخيرة وغيرها، تطعن في حقيقية الوهم الذي يتلبسه، وتنسف الادعاءات الكاذبة التي يحتمي بها، وهو ما يجعلها ليس (منكورة) فقط، ولكنها لا توجد اصلا علي ارض الواقع الزاهي؟!
وتعهد البشير بتحقيق السلام، وهو بطبعه تعهُّد يدعو للمحنة، والسبب ان البشير ورهطه، هم من سعَّروا حرب الجنوب حتي الوصول بقضيتها لمحطة الانفصال، وهو من استعاض بالآلة الحربية (كبديل وحيد) عن الآلية السياسية في التعامل مع مشكلة دارفور، وهو نفسه من تحدي المعارضة للمواجهة بالسلاح، بل وصلت به الصفاقة لتحدي شعبه بالخروج الي الشارع ليلحقهم باخوانهم شهداء سبتمبر، وهو نفسه من يحتقر الحركات المسلحة وكل جهة مطلبية، ويستخف بمطالبها ويكيل لها تهم الخيانة والعمالة، بكل تعنصُر وعنجهية! فهل بعد كل هذا التاريخ الدموي والمشبع باللغة العسكرية والعبارات الاستفزازية، يكون مؤهل لايقاف الفتن والحروب، ناهيك عن تحقيق السلام؟ ما لكم كيف تحكمون؟!
وكذلك تحدث البشير عن ارجاع النازحين الي اماكنهم وتوفير الخدمات لهم، إذا افترضنا ان ذلك صحيح، وهو بالطبع لا ليس له من الصحة نصيب، لماذا فجر المشكلة اصلا؟ هل هي تسلية لطرد الملل من القصر؟ ام هي جريمة بشعة لا تُستوفي شروط عدالتها، إلا بانفاذ القصاص في كل من تسبب في تفجيرها او ولغ في دماء ضحاياها ، او سمم كل المحاولات الجادة لحلها، وعلي راسهم البشير؟! اما عن حديثه الفطير (متاجرته الرخيصة) حول كرامة المواطن الذي لا يقبل الصدقات. هو حديث مردود عليه، علي اعتباره هو شخصيا من جعل الذل حالة استيطانية في السودان، سواء عبر سياساته الاقتصادية غير الرحيمة بالمجتمع، او الامنية التي جعلت المواطن لا يامن علي نفسه وماله وعرضه، وانفاس العسعس والعسكر تلاحقه في صحوه ومنامه! ونفس الشئ ينطبق علي اكليشهاته المحفوظة، عن متاجرة المنظمات الدولية بقضايا النازحين واستغلال معاناتهم في التربح! لانه اذا صح ذلك، وهو غير صحيح، اقلاه عندما ياتي في سياق تبرير الجرائم والتنصل من المسؤولية، كما يفعل البشير! والمفارقة ان البشير شخصيا هو من استدعاها، بسبب سياسات الارض المحروقة وحرب الابادة التي يشنها علي شعبه، وهو ما لا يُحتمل في عرف واخلاقيات المنظمات الدولية! والسؤال لماذا لا يواجهها ويتحداها طالما يملك الادلة التي تثبت كل هذه التجاوزات؟ اليس هو الاسد النتر والفارس الجحجاح؟!
اما حديثه الممجوج عن، ان هدف الحكومة ليس الحكم، ولكن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني! فهذا عين الوهم الذي هو محور اهتمامنا. اي هكذا حديث مجافٍ للواقع، او في الحقيقة احد اعراض امراض السلطوية المزمنة! هو لب المسالة، التي تتجسد في حالة الانفصام، المبيحة لاحتكار السلطة والامتيازات، بالتوازي مع انكار الرغبة المرضية في التسلط! ويا لها من موازنة مستحيلة، تستجلب الدهشة والغيظ والاحباط، ناهيك عن تبريرها، ومن ثمَّ تسويقها كما يفعل الانتهازيون؟!
وكذلك حديثه عن مشروع دارفور الاخضر، يذكر بمشروع النفرة الحضراء، الذي اشرع الابواب امام نهب موارد الدولة بالقانون، بواسطة شركات الاسلاميين! لتحيل الزراعة الي مجرد شعارات جوفاء وارض بوار. والحال من هذا، اصبحت الزراعة مهنة طاردة للمزارعين قبل غيرهم، علما بانها مهنة الكثرة الكاثرة من الاشقياء (الترابلة)، فوق انها القاطرة الانتاجية القادرة علي اخراج البلاد من ازمتها الاقتصادية! وعليه، بمجرد ان يذكر الاسلامويون عن نيتهم القيام بمشروع في اي منطقة من المناطق، فهذا مدعاة لاهلها ان يتحسسوا وسائل دفاعهم، ويتاهبوا للتصدي لها، وإلا وجدوا انفسهم في العراء، مجردين من اراضيهم و اصولهم ومصادر رزقهم، بعد ان تصرف فيها الاسلاميون بالبيع والرهن للسماسرة والغرباء، ولنا في مقالات الدكتور النابه فيصل عوض حسن العبرة والتنبيه، لكل من القي السمع وهو شهيد.
تحدث البشير عن، ان السودان ملجأ لكل الدول، مع العلم ان السودان ملجأ لمواطنين دولة جنوب السودان، التي مارس قادتها العادة الاستبدادية السيئة، باشعال الحروب الاهلية من اجل السلطة، وتاليا احالة المواطنين، كوجود وحاجات وحقوق، الي مجرد وقود للصراع! ومن ثمَّ فُرض عليهم النزوح ودفع اكلاف الحروب الباهظة! وعلي العموم، هو لجوء يقابل مرة بالمنْ والاذي، ومرة بالمتاجرة بمعاناتهم، وكثيرا ما توظف قضاياهم (النازحين) الانسانية، في مقايضات سياسية، للحصول علي مطالب او تنازلات من المجتمع الدولي، في مسارات وقضايا اخري! والاسوا من ذلك التضييق علي النازحين واجبارهم علي العودة الي الجنوب غير الآمن؟! اما ما يخص الاشقاء في اثيوبيا واريتريا والصومال، فالسودان لا يمثل لهم اكثر من دولة عبور، وهذه بدورها اصبحت دجاجة تبيض تنازلات من الدول الغربية، اي كمدخل للمساومة مع الدول الغربية، المهجسة من تدفقات الهجرة غير الشرعية! والخلاصة، السودان بوضعه الحالي (المختطف انقاذيا) لا يصلح حتي لمواطنيه، ناهيك ان تلجا اليه جنسيات اخري بغرض الاستيطان او طلب الحماية.
اما حديثه عن الشباب، واستهدافهم بالملذات والمخدرات والتكفير..الخ من بيع الكلام، فامره عجبا، واول ما يذكر، بمقولة رمتني بداءها وانسلت، والادهي انه يحاول المتاجرة المزدوجة او المركبة (المنشارية) باحتياجات وهموم الشباب. فهو من جهة، ينتج ويستثمر في بطالة الشباب والاحباط الذي يزرعه بينهم، اي كسوق رائج لكل الممنوعات، التي تعظِّم المكاسب المادية للبشير وجماعته، علي اعتبار ان عقيدتهم قائمة علي المتاجرة بكل شئ، وحريصة علي التربح من كل شئ! ومن جهة ثانية، حرمان الشباب من التعليم الجيد وتاليا الوظيفة الجيدة يضمن، اولا، مصادرة المصروفات المالية التي يفترض ان تصرف عليهم، او اعادة توظيفها لمصلحة الراسمالية الاسلاموية الجشعة. ثانيا، احتكار الوظائف الوسيمة بواسطة ابناء الاسلامويين وعشيرتهم التنظيمية، بغض النظر عن التاهيل او الانحرافات المهنية والسلوكية! وثالثا، حرمان الشباب من التطلعات الكبيرة، وبما فيها حق التغيير والتعبير والمواطنة وكرامة العيش..الخ. رابعا، يتم اتخاذ الشباب البائس كاحتياط، يمدهم بالمقاتلين لاستمرار الحروب الداخلية العبثية، او جني الاموال من تصديرهم لخوض المعارك الخارجية (الخليجية)، او يسهل اغراءهم للانضمام للاجهزة الامنية والعسكرية، التي تعمل ضد مصالح الوطن و حقوق بقية المواطنين.
والخلاصة، ان حديث البشير بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع للشباب السوداني (احد آليات التمييز بين الشباب السوداني) هو انعكاس لدرجة الوهم التي وصل اليها الفرعون البشير، وهي درجة يستحيل علاجها، او لجم ما تتيحه من امتيازات مجانية لرعاتها! وهو ما يعني بدوره، ألا سبيل للتعايش معها او تحمل تبعاتها، وتاليا يصبح الحل الوحيد هو التخلص منها، ومن الظروف المنتجة لها. وإلا كتبت علينا المرواحة بين الشيوخ الفاسدين والعساكر الغادرين! وما يستتبع ذلك من استقالة حقيقية من الحياة الكريمة.
آخر الكلام
الثقافة المريضة (الاستبداد) لا تنتج الا دول مريضة ومجتمعات اكثر مرضا. والحال كذلك، ليس بمستغرب ان يقف علي راس تلك الدول والمجتمعات، فاقد سياسي وتالف قيادي كالبشير وامثاله!
واخيرا، قال رئيس قال، بئس الرئاسة، وفي قول آخر الرئاسة ماتت او ملحوقة، والله اعلم. ودمتم في رعايته.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل

  2. نكرر الدعوة لتنظيم مسيرة شعبية مليونية مؤيده لقرار الرئيس تنحيه من السلطة وعدم ترشحهه لانتخابات 2020م.. وتسليمه خطاب شكر لتنحيه..
    سيندهش عمر البشير وهو -المغيب عن الواقع السوداني- من وجود هذا العدد المهول من الشعب الذين يفرحون كونه ينوي الابتعاد عن الحكم.. مثلما اندهش عندما نجح العصيان المدني…

  3. شكرا مكاوي علي هذه الكتابة المليانة، المجهتد فيها و المتعوب فيها. كتابة تطرب العقل.
    تشريح و تحليل متين لبلادة الدكتاتور و لطبيعة العلاقة بينه و بين الطبقة المحيطة به.
    شكرا مرة اخري.

  4. هسع الزول الفى الصورة دى بكل أمانة يا ناس شكلو نصيح! هو الاختلال العقلى الا يعرفو بفحص ومعدات ما واضح من تقاسيم الوش والتصرفات والهضربة

  5. والله صورة معبرة تنطق بكل مافي الدنيا من بلادة و بلاهة وغباء ،، برافو إدارة الراكوبة ، وشكراً للكاتب على هذا المقال الهادف والتحليل الرصين .

  6. ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل ارحل

  7. نكرر الدعوة لتنظيم مسيرة شعبية مليونية مؤيده لقرار الرئيس تنحيه من السلطة وعدم ترشحهه لانتخابات 2020م.. وتسليمه خطاب شكر لتنحيه..
    سيندهش عمر البشير وهو -المغيب عن الواقع السوداني- من وجود هذا العدد المهول من الشعب الذين يفرحون كونه ينوي الابتعاد عن الحكم.. مثلما اندهش عندما نجح العصيان المدني…

  8. شكرا مكاوي علي هذه الكتابة المليانة، المجهتد فيها و المتعوب فيها. كتابة تطرب العقل.
    تشريح و تحليل متين لبلادة الدكتاتور و لطبيعة العلاقة بينه و بين الطبقة المحيطة به.
    شكرا مرة اخري.

  9. هسع الزول الفى الصورة دى بكل أمانة يا ناس شكلو نصيح! هو الاختلال العقلى الا يعرفو بفحص ومعدات ما واضح من تقاسيم الوش والتصرفات والهضربة

  10. والله صورة معبرة تنطق بكل مافي الدنيا من بلادة و بلاهة وغباء ،، برافو إدارة الراكوبة ، وشكراً للكاتب على هذا المقال الهادف والتحليل الرصين .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..