الجبهة القومية (ساكت)

حاطب ليل

الجبهة القومية (ساكت)

د.عبد اللطيف البوني

بالامس حاولنا اثبات ان الحركة الاسلامية والمقصود بها حركة الاسلام السياسي في السودان لم تحل انما تقلبت وتبدلت وتغيرت على حسب الظروف المحيطة بها والمحيطة بالبلاد عامة وقلنا ان هذه المرونة في التحول من بنات افكار الدكتور حسن الترابي فهو الذي رفض الارتهان لاي شكل تنظيمي او برنامج ثابت انما (مسيرة قاصدة) لدرجة الميكافيلية حيث الغاية تبرر الوسيلة وقد اصبحت نهجا تسير عليه الحركة وقلنا انها بدات بحركة الاخوان المسلمين كفرع من حركة الاخوان العالمية وعلى وجه الخصوص المصرية ثم وصلت اخيرا الى المؤتمرين الوطني والشعبي ولايزال الباب مفتوحا لمتغيرات وتغييرات قادمة
الحركة الاسلامية الحديثة في السودان اخذت من غريمها ومنافسها على الطبقة الوسطى الحزب الشيوعي كل تكتيكاتها وهذا باعتراف كبار قادتها وعلى راسهم الترابي ولكن في تقديري لم تاخذ منه صيغة العمل الجبهوي الواضح فالحزب الشيوعي لديه الجبهة الديمقراطية وهي تنظيم يجمع بين الشيوعيين الملتزمين والديمقراطيين الذين يؤمنون بمبادئه ولكنهم لم ينتظموا في عضويته والحزب يشكل الجماعة الطليعية في الجبهة فكل شيوعي جبهة ديمقراطية وليس بالضرورة ان يكون عضو الجبهة الديمقراطية عضوا في الحزب الشيوعي بينما الحركة الاسلامية عندما لجأت لصيغة العمل الجبهوي فكونت جبهة الميثاق الاسلامي لم تحتفظ بحركة الاخوان انما حلتها في الجبهة ونفس الشئ حدث عندما تم تكوين الجبهة الاسلامية القومية وكذلك عندما وصلت مرحلة الانقاذ
عوضا عن الاحتفاظ بالجماعة الطليعية داخل الجبهة كانت الحركة الاسلامية تذوب نفسها في الجبهة التي تكونها ولكنها تحتفظ بالقيادة التي تمسك بيدها الاجهزة الخاصة واسرار الحركة ومصادر اموالها ومصادر معلوماتها فهذا الامر جعل القيادة بعيدة كل البعد عن بقية جسم الحركة . ان هذة المسافة الطويلة بين الرأس القيادي وبقية جسم الحركة حولت الحركة الى مايشبه الطائفية اذا تلطفنا او الماسونية في طريقة الادارة فانتفت بذلك اهم خاصية في الحركة وهي انها حركة طبقة وسطى تقوم على المساواة والشفافية والوضوح فأصبحت العلاقة بين القيادة والقاعدة علاقة سمع وطاعة وللقيادة قدرات عالية ووسائل فاعلة في لي الذراع ولعل اخرها مجلس التنسيق في بيت الوالي وهذه قصة اخرى
الان فطنت بعض القطاعات في الحركة الاسلامية والتي هي قيادات في المؤتمر الوطني الي ضرورة ضخ الدماء في جسد المؤتمر الذي تصلبت شرايينه من الاحتقان السياسي وما راج من فساد بينما يرى اخرون احتواء هذا المد فاتفق النقيضان على التحرك باسم الحركة الاسلامية بينما المتحرك هو المؤتمر ذات نفسه واقصى ما يمكن ان تصل اليه هذه التحركات هو ان تنشئ حزبا طليعيا باعتبار ان المؤتمر الوطني جبهة عريضة يضم اسلاميين وغير اسلاميين مع ان الامر ليس كذلك وبهذا يكون الاسلاميون قد انتهوا الى ما بدأ به الحزب الشيوعي . وقد سمعت الراحل محمد ابراهيم نقد ذات مرة يقول ان الاسلاميين لم يستفيدوا من غلطاتنا ووقعوا في نفس الاخطاء التي وقعنا فيها وسوف يدفعون ثمنا اعلى مننا لانهم تمادوا في الخطأ.

السوداني

تعليق واحد

  1. ما نستطيع قوله هو ان هذه الحركة المدعوة اسلامية هي حركة تفتقر الى المبادئ، و كلنا نعلم ان سبب خلاف الترابي مع قيادات الاخوان المسلمين كانت بسبب عدم مبدئيته ، فولئك كانوا يرون الاهتمام بالتربية لعضوية الحركة لانهم قدوة لغيرهم و لانهم من يقومون بالدعوة، و لكن الترابي الذي كان يستعجل الوصول للسلطة باي وسيلة كان يرى ان الاسلوب الامثل هو اسلوب ” الخم” و حشد العضوية بدون تربية و ان التربية ستاتي لاحقا ( نرى الان حيران الترابي الحاكمين ناتج عدم التربية الدينية) .. و كان يقول ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقران …. و بدأ في اللم و الخم و استخف قومه فاطاعوه و كون جبهاته المختلفةبالخم العشوائي لكل عشاق المال و السلطة التي كان يمنيهم بها حتى نالوها باحط الوسائل و حافظوا عليها باقذر الاساليب، ثم حين تجلت لشيخهم بعض الحقيقة و راى مقدار ما ولغوا فيه من فساد و افساد و احب ان يزين ما اشانوه انقلبوا عليه و اذاقوه مرارة عدم التربية الدينية….
    السؤال هل هذه الحركة الاسلامية تضم الاخوان المسلمين و انصار السنة و الانصار و الختمية و الجماعات الدينية الاخرى؟ ام هلى هي حصرا لاتباع المؤتمر الوطني.

  2. تحليل منطقي ومتسلسل ومقنع. لكن ما يلاحظه المرء هو أن هذه التغييرات الشكلية أو التكتيكية لم تواجه أي مقاومة من الآخر، تغييرات كأنهاكانت تتحرك في محيط ثابت وليس متغيراً. كنا نودأن يلج بنا الكاتب إلى تكتيكات الحركة الإسلامية مع المشهد العالمي المتغير، هذا إذا سلمنا أو هكذا يجب أن نسلم بأنها كانت تتحرك ضمن نطاق داخلي ثابت وراكد أتاح لها قدراً عالياً من المرونة والحركة. السؤال هو: أين كنا نحن زمان وأين نحن اليوم من هذه التغييرات التي تحدث في جسم الحركة، وكأننا أصبحنا جسماً ميتاً على طاولة مشرحة كلية طب يجرب فيهالطلاب كل مادرسوه من فنون التشريح؟؟؟؟؟ ماذا كان دور الطبقة الوسطى السودانية إزاء كل ماحصل ويحصل؟؟؟ وهل لم يزل للطبقة الوسطى السودانية الدور المنوط بكل طبقة وسطى في العالم؟؟ أم أن الطبقة الوسطى ذابت وتلاشت فأصبحنا أمام جزيرة من الأغنياء وبحر من الفقراء؟؟؟!!!! أحسب أن كل التغييرات المنطقية التي أوردها الدكتور البوني صورت على أنها تمت وتتم بعيداً عن الشعب السوداني كشعب تمت في غيابه تماما أو على أسوأ الفروض تمت على أساس أنه شعب غير موجود شعب شبح.

  3. حركة أسلامية
    جبهة اسلامية
    حزب إسلامي
    كله مايفرق بقى معروف عن الشعب السوداني بعد تجربة الإنقاذ ان كل هذه المكونات تعني
    الفســــــــــــــــــــــــــــــــاد

  4. لك الشكر البونى …فى جلسات المنتدى الفكرى الحر الذى كان يقام بمنزل الاخ الفاضل (م/م)شعبى والاخ (ح ب)قبل عامين وصلنا الى ما وصلت اليه انت الان كنانتمى ان تفصح عن ذلك من قبل وكأنك رأيت ان المركب خرقها الاخرق ولن تغرق وانت عليها
    الرجال مواقف والفكر الثابت الحر والقناعات والايمان الراسخ تجعل لاصاحابها قوة (احد احد ) رغم الضرب والتنكيل والتعذيب (احد احد ) ترهق السجان وسكينة المسجون هل جربت حلاوة ذلك الايمان يابونى وهى المهر الصغير
    عميدركن م( خريج المركز الاسلامى الافريقى )تحت ادارة العلم العلامة
    الرجل الصادق بروفيسر (الطيب زين العابدين )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..