أخبار السودان

لا يمكن للإقتصاد أن يتعافى أو يتحسن بالإعلام و القيل و القال و فرقعة الإشاعات !!

مهندس/حامد عبداللطيف عثمان

*1- المصيبة ليست فقط في إعتلال و تدهور و ترنح و إنهيار إقتصادنا الوطني و تدني قيمة الجنيه السوداني و وصولها إلى الحضيض ؛؛ بل المصيبة الكبرى و الطامة الأكبر و النازلة الأعظم تكمن في طريقة التعاطي و التعامل الحكومي و الرسمي و المهني مع هذه الحالة المرضية المزمنة و القاتلة و المميتة*
*2-لا يمكن لحكومة تحترم نفسها و شعبها أن تتعامل مع كبريات قضايا الوطن بإعتلاء صهوة الإشاعة دوما !! بل البحث المستدام و الركض الدؤوب خلف سيل الإشاعات بعد إختلاقها و إطلاقها و تصديقها و تحري – الشمارات – و توظيفها و استخدامها كمسكنات و مهدئات و الركون إلى نتائجها العابرة و المؤقتة و لا شئ غيرها ..*
*3- الإقتصاد الوطني يعاني في المقام الأول من غياب الإرادة السياسية الجادة و الصادقة لإيجاد حلول سياسية شاملة و شافية للمشكلات السياسية و الوطنية التي يعاني منها الوطن المكلوم ؛؛ و هي مشكلات واضحة و ظاهرة و بائنة ولا تحتاج إلى مبضع جراح ماهر بقدر ما تحتاج إلى جدية و صدقية الإرادة لمن يتحكم و يهيمن على زمام الأمر و لا يجدي نفعا الإلتفاف حولها و التذاكي على الآخرين بشأنها و دفن الرؤوس جهارا نهارا في رمالها المتحركة ..*
*4- الإقتصاد الوطني في كل دول العالم و في كل أمم الكون و عند كل الشعوب و الجماعات يقوم فقط على زيادة الإنتاج و التصنيع ولا يقوم مطلقا على تأليف و حياكة و حبك الإشاعات و تتبع تأثيرها و تخديرها للناس ؛ أو إصدار البيانات الفلسفية المبهمة عبر أجهزة الإعلام الحكومية و الرسمية !!*
*5- الحكومة تتحدث عن إنفراج تام و أكيد في الشأن الإقتصادي و عن علاج فاعل و ناجح و ناجع فور إعلان رفع الحظر الإقتصادي عن السودان !! و هو رفع مؤقت و لفترة محدودة و مرهون و مشروط و متابع بالتقدم و التطور الإيجابي في المسار السياسي و الإنساني و ذلك ما لم تأبه له أو تتحسب له هذه الحكومة و كأنما تلك الشروط لا تعنيها ولا تلامسها في شيء أو كأنما مدة الستة أشهر القادمة عبارة عن أزمان مديدة و دهور طويلة قلما يحين أو يقترب ميقاتها و موعدها !!*
*6- رفع الحظر الإقتصادي عن السودان لا يعني أن الجهة التي رفعت الحظر ستغرق بنوك السودان و جيوب تجار العملة الجشعين بالدولارات و العملات الصعبة المتنوعة ؛، أو تتفضل علينا تلك الدول بالخيرات و الهبات و المساعدات المجانية لدرجة يصبح فيها الدولار سلعة بائرة و خائرة و ملقاة على قارعة الطريق – و على قفا من يشيل – و ليمتطي حينها جنيهنا الهصور الهمام صهوة الدولار الواقع على الأرض في زهو و تبختر و استعلاء فيصعد إلى أعلى الدرجات و يسمو و يعلو إلى مراقي الآفاق رفعة و سموقا و علوا بينما يكون الدولار الجريح المهزوم و المغلوب على أمره منهكا و خائرا و متعبا و مترنحا و ساقطا على أرض جنيه السودان من هول و شدة توالي اللكمات و الركلات !!*
*بربكم هل نحن نعي و ندرك و نفقه و نفهم و نستوعب ما نتداوله و نلوكه من إشاعات و – شمارات – مصطنعة و محبوكة و مفتعلة ؟؟؟!!!*
*7- ليس سرا ولا مخفيا الخلل الكبير الذي يعاني منه ميزان الصادرات و الواردات في السودان ؛؛ فبينما بلغت الواردات مبلغ ال 9 مليارات من الدولارات في العام الواحد ؛ في حين لا تتعدى قيمة كل الصادرات مجتمعة مبلغ ال 4 مليارات من الدولارات !!*
*هنالك فارق 5 مليارات من الدولارات عجز في ميزان المدفوعات بين الصادرات المتواضعة و المتدنية و الواردات الضخمة و المتصاعدة ؛؛*
*الصادرات هي القيمة الحقيقية التي نملكها كوطن و كدولة و كشعب بينما الواردات هي القيمة التي نستهلكها مع العجز و الفارق الكبير بينها و بين حقنا الطبيعي و الشرعي و الحلال !!!*
*قيمة 5 مليارات تعتبر عجز سنوي لا ندري كيف يتسنى لنا سداده في ظل قلة الإنتاج البائن الآن !!!*
*لا يسعنا إلا نقول الله كريم …*
*8- خلاصة القول أن الحديث الإعلامي الفج و الفطير عن قدرة جنيهنا الهمام على مصارعة و ملاواة و مقارعة و هزيمة الدولار المسكين و طرحه أرضا و تشميت شعوب الأرض فيه بعد تعريته و فضحه و تجريده من كل لباس ساتر ؛؛ مع الضرب المبرح و المؤلم تحت الحزام و على الجلد العاري هو حديث غريب و عجيب و مضحك و مبكي و محزن في آن واحد و نسأل الله أن يمن علينا جميعا بنعمة العقل السليم و القويم ؛؛ العقل المدرك الذي يستطيع تمييز ما ينفع الناس من الزبد الإعلامي الكثيف الذي نسمعه و نقرأه مجبرين ؛؛؛ ذلك الغث الذي لا يسمن و لا يغني من مسغبة أو جوع ؛؛*
*علينا ألا نخضع أنفسنا مرارا و تكرارا و ندمن ذلك على الدوام ؛؛ حين نظن خديعة الآخرين فقط ،،،*

*نعود لنقول الله كريم و نعم بالله …*

*مهندس/حامد عبداللطيف عثمان*
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذه حكومة الدحل والشعوذة ولن يتصلح حال السودان طالما هؤلاء النفر في سدة الحكم
    بالامس القريب طالعت تصريح لاحد مهرجي الانقاذ يقول انعاش تجارة الترانزيت سوف تسهم في دفع الاقتصاد للامام
    ونحن لا نختلف من حيث الاسهام لكن يجب ان تعول الدولة على برامج علمية مدروسة لزيادة الانتاج
    وكما اشار المقال الي ان هذا لايحتاج لكثير عناء
    اولا زيادة الانتاج الزراعي في كل مشاريعنا القايمة وهي الجزيرة وغرب سنار وساق النهام وجبل مرة والانقسنا ومشاريع النيل الابيض والزراعة المطرية والقاش وخور ابو حببل ومشاريع ولاية نهر النيل وذلك برصد ميزانيات مقدرة للري والتقاوي والاسمدة والارشاد الزراعي
    ثانيا اقامة مزارع للخيوان ضخمة مختلطة
    ثالثا قيام صناعات تحويلية تعتمد على المواد الخام المنتجة محليا من صناعات للتعليب والحفظ والتسيج
    رابعا كهربة المشاريع تكون بسعر التكلفة
    عدم اخذ اي اتاوات او ضرايب على المنتجات الزراعية والصناعية
    وبعده الطريقة يمكن ان نوفر للمواطن لقمة العيش الكريمة
    واي كلام غير هذا فهو ذر للرماد في العيون ولن ينصلح حاا البلد

  2. هذه حكومة الدحل والشعوذة ولن يتصلح حال السودان طالما هؤلاء النفر في سدة الحكم
    بالامس القريب طالعت تصريح لاحد مهرجي الانقاذ يقول انعاش تجارة الترانزيت سوف تسهم في دفع الاقتصاد للامام
    ونحن لا نختلف من حيث الاسهام لكن يجب ان تعول الدولة على برامج علمية مدروسة لزيادة الانتاج
    وكما اشار المقال الي ان هذا لايحتاج لكثير عناء
    اولا زيادة الانتاج الزراعي في كل مشاريعنا القايمة وهي الجزيرة وغرب سنار وساق النهام وجبل مرة والانقسنا ومشاريع النيل الابيض والزراعة المطرية والقاش وخور ابو حببل ومشاريع ولاية نهر النيل وذلك برصد ميزانيات مقدرة للري والتقاوي والاسمدة والارشاد الزراعي
    ثانيا اقامة مزارع للخيوان ضخمة مختلطة
    ثالثا قيام صناعات تحويلية تعتمد على المواد الخام المنتجة محليا من صناعات للتعليب والحفظ والتسيج
    رابعا كهربة المشاريع تكون بسعر التكلفة
    عدم اخذ اي اتاوات او ضرايب على المنتجات الزراعية والصناعية
    وبعده الطريقة يمكن ان نوفر للمواطن لقمة العيش الكريمة
    واي كلام غير هذا فهو ذر للرماد في العيون ولن ينصلح حاا البلد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..