السودان .. أزمة حكم ..أم.. أزمة قيادة !

السودان .. أزمة حكم ..أم.. أزمة قيادة !
وعيد سعيد ..

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

من هو الرجل أو حتى المراة ..المؤهلان حقيقة لاخراج السودان من عنق الزجاجة التي تشكل أزمته المزمنة في الحكم بصفة عامة والقيادة بصورة خاصة !
ترى هل تتلخص المشكلة في من يحكم السودان ، أم كيف يحكم السودان ؟
هل ندرك نحن وبعد كل تجارب الاخفاقات التي رواحنا فيها ما بين الديمقراطيات الناقصة والتي لم تخرج في يوم من الأيام من حاضتها الا وتلقفتها يد العسكر الطويلة الأمد !
ما من نظرية أيدلوجية يسارية أقرب الى الريديكالية أو طائفية بلا لون أوعقائدية ثيوقراطية ، أو حكم اتوقراطي ديكتاتوري فردي ، الا ومرت على قصر الرئاسة عندنا وتركت بصمات فشلها التي لاتخطئها العين !

والضحية دائما يكون الوطن .. والخاسر هم أهله الذين يحكم كل أولئك باسمهم شاءوا أم أبوا !
هل مشكلتنا تمكن في ذهاب زيد أو ان يخلفه عبيد ؟
الان الحديث يكثر عن مرض المشير البشير ، ولكّن هل مشكلتنا في ذهابه شخصيا أم في ذهاب نظامه برمته شكلا ومضمونا !
أم في ذهاب حيرتنا حيال ماذا نريد نحن بالضبط !

نعم ..كل المؤشرات تنبيء بفشل الصيغة الحالية المرتجلة للحكم وفق الأسس الدينية التي تحطمت على صخرة السعي وراء المصالح الذاتية للحركة الاسلامية واللوبي العسكري المتلفع بعباءة الدين المساند لها او المختبيء داخلها ..لافرق !
ولكن هل أعددنا أنفسنا جيدا لمرحلة مابعد سقوط العصبتين ، ان كان ذلك عبر ثورة يقودها الشارع ، او هزيمة عبر الصناديق !
صحيح الانظمة تسقط بالدماء الغالية ، والشواهد ماثلة أمامنا في أكثر من بلد بعد نجاح ثوراتها في العام المنصرم وبعضها لا زالت الدماء تفور في ساحات ململتها ومنافحتها ، ونحن كنا سباقين في اسقاط الأنظمة ، ولكننا أيضا شكلنا مثلا غير مفرح في وأد ثوراتنا .. وهو مثل يتعثر في سكة اقتفائه مسير اغلب الثورات التي قامت أخيرا في الاقليم !
هل بعد أكثر من خمسين عاما على بلوغنا هدف الاستقلال وقد تخللتها كل تلك الدروس والعبر ..فعلا استوعبنا ألم تلك الجراحات النازفة ، وأدركنا ، اين يكمن العلاج ؟
ذلك ما يدور في الذهن ويشغله حقيقة.. و سنوات الوطن تتساقط خلف خطوات الضياع ، ما بين ..من يحكم السودان .. وكيف يحكم !
وهي مسئؤلية تقبع كالجبال وقد صنعتها أياد الكبار من السياسيين الذين قد لا يعيشون طويلا حتى يدركوا ساعة ازاحتها ، وسيتركونها للأجيال القادمة ، عسى ولعلهم يستطيعون فعل ما عجزت عنه الأجيال التي سبقتهم !
فالذي يهدم في ثواني قد تكلف اعادة بنائه سنوات وعقود ..وهذا ما يجب أن نضعه نصب اعيننا ان كنا فعلا بدأنا بالخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي الذي لن يتأتي بالأماني العذبة وحدها ,انما باعمال العقل والعضل معا ، بدءا بهدم القديم واستعدادا للبناء الجديد .. !
وعيد سعيد وكل وانتم بخير ..

تعليق واحد

  1. نجن نعرف الطريق والطريقة وكيف نصنع التاريخ والتغيير…لدينا المعرفة والرغبة…لكننا ندرك ان >هاب احد واحلال احد مكانه…لن يغير شيئا لاننا ندرك ان التغيير يجب ان يشمل هيكل البناء ومفاصل الدولة..وكنس المخلفات بتكلفة عالية…له>ا السبب نجن متمحنين…سيهب الصراع قويا عنيفا غاضبا..لتراكم حجم العمل ال>ى اجبرنا على التقاعس عنه.

  2. سلام
    السودان زاخر بالكفاءات الادارية والعلمية والاقتصادية وكل المناحى الحياتيه
    ماينقصنا هو الضمير الحى التقى النقى الذى يخاف الله اولا ومن يخاف الله لن يظلم
    احد ولن يفرط فى ارض او عرض وسيحمل الامانة بحقهاويسلمها بحقها وحقوقها
    نحتاج وارجو مت العقلاء فى السودان ان يعملوا على ايقاظ الضمائرواحياء روح التجرد
    فى نفوسهم اولا ومن ثم سيتبعهم العامة
    ماذا نرى اليوم نرى ان العامة يقولون المسؤول فلان فاسدمفسد لكنه علا وبسطت له مفاتح السعادة -رغم اعتراضى على هذا الا انه لسان العامة من الناس-ويقولون ليت لنا حظه تماما كما قال قوم قارون ويكانه ذو حظ عظيم
    الناس العوام لهم العذرضاقو من متطلبات الحياة وعنتها فيمموا شطر الامانىى عسي ولعل
    فلنعمل على ايقاظ الضمائر والله المستعان

  3. يا اخ برقاوى الاجابة واضحة وهى كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان لان حكم المؤسسات والقانون واضح وما يقدر زول ان يبرطع على كيفه او يحكم خارج القانون والدستور والمؤسسات الا انه يستطيع ان ينفذ برنامجه الاقتصادى والاجتماعى الذى فوضه به الشعب لتنفيذه من خلال صندوق الاقتراع !!!دايما الجهلة والرعاع والغوغاء وشذاذ الآفاق يقولوا ليك انتوا الدايرين يحكمكم منو وليس كيف تحكموا و والله جامعيين وفوق الجامعيين بيقولا كده مش رجل الشارع العادى ما القلم ما بيزيل بلم!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..