ونَكُـدُّ كَـــــــدَّا !!

فى حوارٍ صحفى أجرى معها فى ثمانينيات القرن الماضى،ذكرت زوجة الزعيم إسماعيل الأزهرى- عليهما الرحمة- أن الزعيم عندما كان فى الثامنة عشر من عمره، سافر مع جده إلى لندن ليقوم بالترجمة لوفد سودانى ، وأنه قد سمع مُضيِّفهم الإنجليزى يأمر الطباخ بأن يجهز الطعام بطريقة معينة، بحجة أن السودانيين كما الكلاب !،يأكلون اللحم والعظم معاً. !! فقرر الأزهرى منذ تلك اللحظة العمل على تحرير السودان من الإنجليز !
مضى على تلك الحادثة ستةٌ وتسعون عاماً ، ومر على ذكرى الإستقلال ستون عاما، ورغم ذلك، لا زال السودانيون يحبون ويقدسون ما جاور العظم من اللحوم، وما أن يجهزوا على اللحم حتى يشرعوا فى كدِّ العظام كَدَّا، وبعضهم يصدر أصواتاً أثناء عملية الكد شبيهة بأروع السيمفونيات الخالدة. بل إن العظم المملوء لحما ( المقرشة) يخصص للضيف كنوع من أنواع الكرم ، وعادة مايصاحب تلك المنحة حليفة بالطلاق !.
السودانيون شأنهم شأن العرب العاربة ، يؤمنون إيماناً مطلقا بأن أطيب أنواع اللحوم ما يحيط بالعظم إحاطة الإسورة بالمعصم. قف يامواطن ذات لحظةٍ أمام قصَّاب سمينٍ وأمين، ستجد السودانيين يهتفون بأسماء ذات جرسٍ،للحومٍ ذات عظم ،وعلى أفواههم تتعلق أنضر البسمات ،( القريبة، والمخروقة، وبيت الكلاوى، والصينية، والزند،….الخ).وأما من يطلب فقط الصافى من اللحوم ( أفخاذا وفليتو)، فإن النظرات تتجه إليه فاحصةً إيِّاه من الأسفل إلى الأعلى، وعلى الأعين إشمئزازاً وحسرة، وكلمة ( خيبة الله عليك) توشك أن تلفظها الشفاه، لولا قليلٌ من حرجٍ.
دعكم من هذا ، ماذا لو علم ذلك الإنجليزى أننا بتنا نأكل أظلاف العجول (الكوارع)، وندق عظامها بالطاولة دقَّاً، ثم (نشفطها شفطاً) حتى تصبح أفرغ من فؤاد أم موسى ! ناصع بياضها، يسر الناظرين ؟!
لو علم بذلك لما نلنا إستقلالنا، وإن صار السودان بلدا لعشرة مليون شهيد !
(الكوارع) أمرها يهون، فوالذى رفع السماء بلا عمد ، إن بلغ ذلك الخواجة الأحمر أننا نأكل النيئ من بطون البهائم ( أم فتفت) و (المرارة)، لأرسل علينا طائرات ترمى بحجارة من سجيل، حتى تحيلنا عصفا مأكولا ! فـــــ (أم فتفت) كفيلة لوحدها أن تجعل وزير الدفاع الإنجليزى يصيح فى جنوده : ( أمسح….أكسح…ماتجيبو حى ) !! ثم تقول لى إستقلال وماعرفش إيه !!
فيا أبا الزهور، رحمة الله تغشاك ، ولك جنة عرضها السماوات والأرض بقدر ما قدمت لهذا الوطن ، ، ومع ذلك فإننا لن نساوم كائناً من كان فى (مصمصة العظام) وليقل الفرنجة ما حبَّ على قلوبهم قوله ، كلاباً ، قردةً، خنازير، مايهمناش.. المهم أننا نلنا إستقلالنا دون مجازر، واحتفظنا بالعظم. وذلكم هو المكسب الأكبر !
محــمود ،،،،،،
[email][email protected][/email]
ثقافة الاكل هذه ثقافة مرتبطة بظروف بيئية واجتماعية او مجتمعية فكل شعب من الشعوب يتميز في غزائه عن الاخر. مصر القريبة هذه بها بعض الاكلات والله اذااشممتها فقط يغمي عليك والاتراك يمتازون باكل اللحمة المفرومة نية مع التوابل والاحباش عندهم بعض الوجبات اذا عرفت مكوناتها مستحيل تقربا.