هل نستحق الديموقراطية..؟!

هل نستحق الديموقراطية..؟!

منى ابو زيد

«ليس شرطاً أن يكون المحافظون أغبياء، لكن معظم الأغبياء محافظون».. جون ستيوارت ميل!
يقولون لك إن هذا العالم على امتداده قد أصبح اليوم قرية واحدة.. قرية صغيرة.. فتفرح مستحسناً هذا الزعم المتحذلق الذي يختزل المسافات بينك ونوافذ البيت الأبيض.. وأبواب الكرملين.. وسور الصين العظيم.. وعزلة الدلاي لاما.. ونجوم ريال مدريد.. وأساطير هوليوود.. لكنك تعلم جيداً – في قرارة نفسك – أن الاتصال شئ وأن الوصول شئ آخر..!
عندما تناقلت وسائل الإعلام خبر استقالة وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس من منصبه بعد تعرضه لانتقادات لاذعة بشأن علاقة عمل مع صديق له، تجاوزت خطوط التكليف الرسمي، أقر الرجل بأنه أخطأ جداً عندما وضع علاقاته الشخصية والحكومية في سلة عمل واحدة..!
فالمصلحة الوطنية – بحسب قناعة بعض سكان قريتنا الصغيرة – يجب أن تعلو على المصلحة الشخصية، وعلى الحكومات أن يتعامل مع أخطاء المسؤولين بذات المعيار الذي يتعامل به مع أخطاء المعارضين، لذلك رحل فوكس وحل محله هاموند الذي أخذ يفكر ألف مرة قبل أن يخلط شراباً – لكي لا يحيق به مصير سلفه – ناهيك عن خلط المصالح..!
لكن عمالة المعارضة السياسية – بحسب قناعات البعض الآخر من سكان ذات القرية – هي المشجب الذي يجب أن تعلق عليه أي نملة في مساكن الحكومة – مصابة بداء المفاصل – عجزها عن الحركة..!
أعلم أن معظم القراء قد سئموا من ضرب الأمثلة – ببعض الجيران في قريتنا الصغيرة – بلا طائل، سوى تفاقم الأحوال التي تستحق ضرب المزيد والمزيد من الأمثلة.. لذلك نتجاوز اليوم أفعال الحكام إلى أحوال المحكومين..!
ميزة الثورة المصرية – مثلاً – ومشكلتها أيضاً!، انها قامت فعلاً مبنياً للمجهول، بضمائر مستترة، وأبطال مخلصون حقاً، لكنهم ذائبون في جموع التكسير وزحام العالم الافتراضي، فأهم رموز باكورتها ليسوا قياديين بل مفكرين ومثقفين، طموحاتهم وطنية وليست سياسية..!
فالمعارضة في مصر – شأنها شأن المعارضة في بلادنا – كيانات مُتيبِّسَة تصلبت مفاصلها بعد طول رقاد، وبدَّلت أجندتها المساومات، ففقدت ثقة الشعب في جدارتها بقيادة التغيير.. ولكن رغم ذلك انبثق الإخوان المسلمون – أبعد الناس عن الديموقراطية بمفهوم معظم جيران القرية – من عدم الخيار وفراغ الثقة، وهاهم اليوم يحكمون..!
فما الذي نريده نحن؟!.. وكيف نطالب بحرية الرأي والقرار، ونحن أبعد ما نكون عن العقلية التداولية وأقرب ما نكون إلى أدلجة الفتاوى وتسييس الأحكام؟!.. لذلك نسأل: هل نستحق الديموقراطية فعلاً، أم يستحقنا مستبد عادل، يتحرى الدقة في تهشيم أضلاع الديموقراطية..؟!

الراي العام

تعليق واحد

  1. عندما بداءتي مقالك ب استقالة وزير الدفاع البريطاني وليام فوكس من منصبه بعد تعرضه لانتقادات لاذعة بشأن علاقة عمل مع صديق له، تجاوزت خطوط التكليف الرسمي، إستبشرت خيرآ وهللت وكبرت وقلت الليله بت ابوزيد ح تضرب وزير الدفاع بي قلم حبر سائل ؟؟؟ ولاكن خاب ظني ورجعت حليمة لي قديمة ؟؟
    هاكذا مقالك حكمة الصباح قال فلان , نشيد الوطن , الي البيوت . لماذا كل هذا الجبن لماذا لم تقولي عن وزير الدفاع كما قلتي عن البريطاني .. الصحافة بمثابة عربة ذات أضواء كاشفة تضيء الطريق للحاكمين وتهديهم سواء السبيل وتنتقدهم إن حادوا عن الطريق المستقيم.هل فعلتي هذا ؟؟؟؟؟؟

  2. لا يوجد مستبد عادل لأنه لا حرية مع مستبد . الإستبداد ضد الحرية والكرامة
    أما إذا أراد الشعب الحياة فلابد أن يستجيب القدر .
    هذه من المقولات التي لا يتردد الإنسان الحر في رفضها . هذه مقولات المنظريين للنظم الشمولية ومن لف لفهم.

  3. بلاهي عليكم قولوا لي ما هو السبب الذي يجعل وزير الدفاع (أبو ريا له ) يقدم استقالته؟ ولماذا هو في منصبه رغم كل هذه البلاوي

  4. لا يهمنا اختي ان طغى الحكام وتجبروا ووعدونا بتكسير اضلعنا ونزع السنتنا وحناجرنا ان تفوهنا بلفظ الديمقراطية فلا بد من الديمقراطية وان طال السفر فالمستبدون لا يمكنهم اقامة العدل بمقابل تنازلنا عن الديمقراطية هذا قول لا صحة له نحن بقول مستبد عادل نربت على كتف الطاغية ونقول له نم قرير العين . شعب السودان سئم ديمقراطية الاحزاب الطائفية التي فشلت في بسط الديمقراطية وسط اقطابها وتنكرت لمبدا الشورى مع انها تدعي المرجعية الاسلامية لا يهمنا نحن في الطريق سائرون وان مر الربيع العربي جوارنا الى ذات الهدف ولكنه تعثر فلان التجربة حديثة عهد لديهم لذلك عثراتهم كانت متوقعة اما- ولست في حاجة لتذكيرك – فشعبنا الذي ضرب اروع الامثلة في اكتوبر 64 وابريل 85 وان طال به العهد لا بد عائد الى حضن الديمقراطية وسيلة لتبادل السلطة وامنا وامانا من البطش الذي اذاقته الثلاث عسكريات التي اعقبت استقلالنا واعلمي من نوى تهشيم اضلاع الديمقراطية واهم واهم

  5. هل نستحق الديموقراطية فعلاً ::::: نستحق الديمقراطية ( ماناقصين رجل و لا يد كاملين بجد رجال ونساء اطفال و شيوخ ) ابعدي صورة الحركة الاسلامية من راسك . اما مصر هي على الطريق القويم بجد اربعة سنوات من عمر الشعوب لاشئ .

  6. عنوان المقال قى بلد والمقال فى بلد….

    يا كافى البلا حتى الصحفيين يريدون اسقاط الشعب وليس النظام…

    دعونى اعيش …مثلا؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..