رواية (الخفاء و رائعة النهار) بين حضور المؤلف و عزله

رواية (الخفاء و رائعة النهار) :-
بين حضور المؤلف و عزله
( 7 )
ظل (نوفل)
يرصد كل ما يدور حوله
بفكره الإنطباعي
و سرعان ما
يُختزن بذاكرته
و يصبح
قيد التنفيذ
متى ما صار متاحاً
و في بعض الأحايين
يطبقه قسراً
دون إعتبار
لأي موانع
مهما كانت عصية
يحكي (حكيم)
إنه ذات سانحة
تفضل على (نوفل)
بعزومة مراكبية
ظناً منه أنه
لا يهوى رؤية
مثل هذه الأفلام
يقول (نوفل) معتزاً
حد الإنبهار
بل و الأنتفاخ
دعاني (حكيم)
لمشاهدة فيلم
(زوربا اليوناني)
فطرتُ غروراً
أن يخصني (حكيم)
دون غيري
من الرفاق
جهز حاله
قشرتُ
إرتدى
أنصع جلاليبي بياضاً
لفَّ عمامته الكبيرة
قلاوز ملوية
وضع قدميه المفرطحتين
داخل مركوبه النمر
فبدا بجسمه الضخم
كأحد رعاة الإبل
* * *
خرج (نوفل)
من دار الخيالة
مغسولاً بالعرق
من فرط الإنفعال
بالأحداث الغرائبية
التي وجدتْ هوى في نفسه
و حرارة الطقس
و قد تقمص
شخصية (زوربا) !!؟…… صار يلوي لسانه
محاولاً شد إنتباهنا
الى أنه يتحدث
كما يتحدث
(أنطوني كوين)
كنتٌ أجيد الرقص (الزوربي)
الى حد كبير
كنا في بعض الأحايين
نطلب منه ذلك
فيتدفق عنفواناً
وهو يطلق صيحات
كدوي الرعد
و يأتي بحركات عنيفة
يظن أنها رقصاً
فينفجرون بالضحك الصاخب
ظل (نوفل) من يومها
يستدعي أحداث الفيلم
كنتُ أطلق
لخيالي العنان
و يتمثل إجتراح (زوربا) للفعل
في علاقاته بالآخرين
و لا سيما النساء !؟!؟…
* * *
كان يتردد كثيراً
على بقالة و بار
الخواجة (مخالي)
كنتُ أتحسس
بناظري جسد أبنته
إنها بغيته و هدفه
لم أدعها تفلت
من بين براثني
ها هي تحاول عبثاً
أن تنزلق كسمكة بلطية
عبر حصار عينيه النهمتين
لا أكف عن ملاحقتها
بشرة بيضاء مشربة بحمرة خفيفة
يا لخاصرتها المتثنية
من فرط ثقل الصدر
و إمتلاء الردفين
سلبته هناءة النوم العميق
الذي كان يتملكه مباشرة
عقب أن يمتلئ رأسه بالخمر
قبل أن يمتلئ بالتراب
كما يقول (باخوس)
على لسان (حكيم)
تختلط أقوال (حكيم و عطا)
مع أفعال زوربا
في ذهن (نوفل)
فيظل متنازعاً
بين رغائبه و حدود الممنوع
ألم يقل( أنطوني كوين ) على لسان (زوربا)
من العار أن ترفض
دعوة إمرأة !؟!؟….
و ها هي بنت الخواجة (مخالي)
يصدر عنها
ما يلمح الى أنها تدعوه
حسب ظنه
يقال أنه في تلك الليلة
ملأ رأسه بالخمر
قبل أن تمتلئ بالتراب
كما يقول (باخوس حكيم)
و إتجه صوب ڤيلا
الخواجة (مخالي)
و هناك حدث ما حدث !!؟…
تضاربت الأقوال
أحدهم قال
ظل فراشه بارداً
طيبة ليلة الأمس
و آخر همس
يقال أنه تسور حائط
ڤيلا الخواجة (مخالي)
متسللاً خلسة
صوب غرفة فريسته
و حينما تعالى صراخها
تعلل بأنه جاء ليسطو
من أجل زجاجة ويسكي
التي وُجدتْ بين يديه !!؟….
[email][email protected][/email]