تور لون زينب يا الطيب مصطفى!!

تور لون زينب يا الطيب مصطفى!!

تيسير حسن إدريس
[email][email protected][/email]

لاشك أن دولة إسرائيل وهي تعد العدة لإجراء تمرين التسخين وفك العضلات الليلي داخل ملعب العاصمة القومية الخرطوم استعدادا لمباراة الحسم الدائمة التأجيل مع إيران قد أخطرت زعيمة النظام العالمي الجديد الولايات المتحدة الأمريكية وتباحثت معها أمر ردود الأفعال الدولية وطلبت منها إخطار بقية الدول الأوربية المهمة فربيبة النظام الرأسمالي بنت أصول وليست عاقة لتقوم بخطوة كهذه دون علم وموافقة المعلمين الكبار.
فتوقيت الضربة وتجاهل الحكومة الإسرائيلية لاتهامات نظام الخرطوم يشي ويفضح بأنها قد أتت في سياق سيناريو السياسة الدولية العام لذا لم تحرك المنظمة الدولية ساكنا ولم نسمع لها صوتا على الرغم من أن “سكلي” وصياح نظام “الإنقاذ” الذي تلقى ضربة موجعة في بقية كرامته جاب الطاش وقطع نياط القلوب، حيث لم يكتفي بلطم الخدود وشق الجيوب “ده طبعا بعد كذبة اللحام بتاعت الوالي الهمام” بل قدم النظام الدلائل وأعطى معلومات كافية عن نوع الطائرات المعتدية وعددها والجهة التي أتت منها وغادرت إليها.
ولعل من المفيد هنا أن نذكر “إخوان نسيبة” بأننا لا نستبعد أن تكون ماما أمريكا قد وضعت بعض دول المنطقة في الصورة خاصة الجيران وعلى رأسهم الجارة “الإخوانية” الشمالية مما يعطي مراهقي السياسة السودانية من غلمان الشيخ درس بليغ في ما تعنيه عبارة “المصالح الوطنية” التي تنبني على أساسها مجمل السياسات الدولية فالعنتريات الكذابة والصياح الفارغ ورقصة الصقرية لا مكان لها من الإعراب في هذا الشأن كما أن التهليل والتكبير لوصول “إخوان بمبا” أو غيرهم للحكم لا يعني شيئا في ظل عصا النظام العالمي الجديد.
فلا عاصم للشيوخ ونظامهم اليوم من المأزق الوجودي الماثل سوى الإسراع بالرحيل فالشعب الصابر قد استنفذ مخزونه الاستراتجي من الصبر وغدا يصب مع إشراق كل فجرا جديد وابل اللعنات على رؤوس من كانوا السبب ويرفع الأكف في جوف الليل يدعو خالقه ليرفع غضبه ومقته ويزيل دولة البغي والعدوان التي أفقرت الوطن وأهلكت الزرع والضرع بالفساد وشردت وقتلت ولم تتوانى في تقسيم البلاد.
ومهلة الاتحاد الإفريقي التي أعلن عنها ثاني أيام الضربة مباشرة ومحددة بستة أسابيع لحل مشكلة “ابيي” والاتفاق حول الوضع النهائي لتبعيتها هي أيضا تصب في مجرى السيناريو الدولي وتأتي في إطار تمهيد الأجواء لجولة المفاوضات الحاسمة والتي يريدها المجتمع الدولي حسب المخطط له لصالح الدولة الوليدة دولة جنوب السودان ، فالوفد المفاوض لنظام الإنقاذ سيأتي بعد الضربة المذلة لمجمع اليرموك مجرد من أهم أوراق الضغط وهي القوة والتفوق العسكري بعد ما الرماد كال حماد وأضحى التصنيع الحربي اثراً بعد عين.
سيصل وفد حكومة السودان المفاوض مهيض الجناح منكسر الخاطر يجرجر أذيال الخيبة مجللا بعار تدنيس ما تبقى من السيادة الوطنية ليمهر بتوقيعه وثيقة الحل الدولي المعد سلفا ولا يدري عنه شعب السودان صاحب الوجيعة شيئا وينصرف وعلى الوجوه تلك الابتسامات البائسة مطأطأ الرأس لتكتمل حلقة إهدار كرامة وموارد البلاد التي ظلت دائرة طوال فترة حكمهم التعيس.
كسرة يا “أبو منبر” : أرى أن يقوم العنصري الطيب مصطفي ورهطه من التنابلة باعتبارهم رواد في الاحتفاء بجراح وكوارث الوطن بذبح تور آخر مثل ذاك الذي نحروه يوم انفصال الجنوب شرط أن يكون في هذه المرة لون “زينب” فاقع يسر المتنطعين احتفالا بأننا سنرد الصاع صاعين وسندمر مصالح الصهاينة في العالمين كما صرح بذلك “تمامة الجرتق” السيد وزير الإعلام وهاااااااك الرد ده.