أخبار السودان

نعي اليم وحزن عميق في رحيل الاستاذ عبد الماجد محمد علي بوب

في مساء يوم السبت 11فبراير توقف قلب الاستاذ ماجد بوب عن الخفقان ورحل عن دنيانا إلى دنيا الخلود تاركاً خلفه ذكرى عطرة مليئة بالجوانب الإنسانية وحب الناس والوطن والعطاء الذي لم ينقطع طيلة سنوات حياته حيث داهمه المرض العضال والذي ظل ينخر في جسده، يصارعه حتى توقفت أنفاسه وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها ورحل لينضم إلى كوكبة الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.
بدأ الدكتور بوب سيرة حياته العلميه ملتحقاً بمدرسة المؤتمر الثانوية وبعدها سافر إلى جمهورية المانيا الديمقراطية والتحق بجامعة لايبزج كلية الفلسفة بعد دراسة اللغة الالمانية وأكمل مرحلة الدراسة العليا وحصل على شهادة الدكتوراه في علوم الفلسفة والاجتماع، واثناء فترة الدراسة كان ناشطا سياسياً واجتماعيا ومحبوباً من قبل كل الذين عاصروه من الطلاب الاجانب والالمان، كما انه كان محترماً ومقدراً من قبل أساتذته وزملائه في الدراسة. عاد إلى السودان مباشرة بعد إكمال سنين دراسته والتحق بمهنة التدريس حيث انضم إلى هيئة المحاضرين في جامعة جوبا جنوب السودان وكان من الاساتذة الذين اغلقت امامهم فرص العمل الشريف في ظل النظام الدكتاتوري، حيث رحل إلى الولايات المتحدة والتحق بجامعة كالفورنيا وظل فيها حتى تقاعد. إلى جانب عمله الرسمي كان ناشطاً في مجال الكتابة والنشر والتاليف بصورة دائمة ودونما انعقاع.
لديه عدد من المؤلفات منها جنوب السودان جدل الوحدة والانفصال. و 19يوليو إضاءات ووثائق وأخر كتاب لم يتمكن من انجازه كان عن الشهيد جوزيف قرنق حيث ظل هذا العمل همه الأكبر في الايام الاخيرة من حياته إلا أن المرض قد داهمه ومسودة هذا الكتاب لا زالت موجودة علىى طاولة مكتبته، كان يخطط للسفر إلى القاهرة ليبحث عن امكانية طباعته ونشره إلا أن يد القدر كانت أطول وحالت دون تحقيق طموحاته وأمانيه، لابد من الاشارة إلى أن الكتاب يحمل في طياته سيرة المناضل الراحل جوزيف قرنق بمناسبة الذكرى الخامسة والاربعين لإغتيال جوزيف قرنق ولا يفوتني أن أذكر انه طلب مني المشاركة بالكتابة في هذا الكتاب، ورغم أن حالته الصحية كانت في غاية السوء إلا انه بذل كل مافي استطاعته لينتهي من إصدار هذا الكتاب ولكن… ويضم هذا الكتاب مقالاً لي عن الراحل جوزيف قرنق تم نشره قبل اسابيع قليلة بموقع الراكوبة.
نحن رفاقة واصدقائه الذين عاصرناه أثناء فترة سنوات الدراسة في جمهورية المانيا الديمقراطية سنظل نذكره بالخير والاقدام والنشاط الدؤوب خاصة في مجال العمل السياسي والاجتماعي والثقافي حيث كان ضمن الرفاق الذين تولوا مسئولية قيادة فرع الحزب الشيوعي واتحاد الطلاب السودانيين واتحاد الطلاب العرب. كما كان مشاركاً في اتحاد الطلاب الافارقة. كان ماجد بوب يعتبر جبهة العمل والنشاط السياسي واحدة من أهم جوانب حياته لذلك كرس جزءً كبيراً منها لتلك الجبهة. فقد كان مدخله للنشاط الفعال في تلك الجبهات هو انضمامه إلى صفوف الحزب الشيوعي السوداني والتزامه بمبادئه وقيمه ومثله وقد ظل على هذا الحال مشاركاً ومقداماً بما آمن به حتى داهمه المرض العضال والى حين رحيله.
و تجدر الاشارة إليه انه حتى وعندما تقدم باستقالته من الحزب الشيوعي كان يؤكد انه لن يترك الحزب وسيظل باقياً فيه دافعه الاول والاخير هوحب الوطن والناس الموجودين فيه. في هذا السياق لابد من الاشارة الى انه وعلى الرغم من عذاب المرض الذي لازمه وقد كتب مشروع برنامج يتضمن قضايا فترة الانتقال التي تلي انهيار هذا النظام الدكتاتوري والخروج من الازمة، وقد تم نشر جزء من هذا البرنامج في الاعداد الأخيرية من صحيفة الراكوبة. وحسب اعتقادي أن الشعب السوداني قد افتقد برحيله ابناً باراً ومناضلاً جسوراً مفعم بحب الوطن واخله.
اننا نفخر ونعتز به كرفيق وصديق حميم مقدام ووفي لن ننساه وسنظل نذكره ما دمنا على قيد الحياة، كان بودي أن أذكر اسماء كل الرفاق والاصدقاء الذين اقدم لهم العزاء لكن المجال لا يسمح بذلك والواجب يحتم على ذكر اسم الاستاذ هاشم محمد صالح صديق الراحل ماجد على مدى 22 عاماً والذي كان قد زامله وهو على فراش المرض حتى لفظ انفاسه الاخيرة.
العزاء الحار للسيدة سوسن وابنائه أحمد وهاشم وهديل ولجميع أفراد الاسرة والاهل وكل الرفاق
دكتور محمد مراد براغ
12فبراير2017

تعليق واحد

  1. د.عبد الماجد بوب فل ترقد في سلام و انا لله و اليه راجعون البركة فيكم و فينا .

    ًٌٌَُابنكم محمد كمال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..