اسلاميو فلسطين .. وتوريط نظام الخرطوم الى متى ؟

اسلاميو فلسطين .. وتوريط نظام الخرطوم الى متى ؟

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

لا اعتقد ومنذ نكسة فلسطين في عام 1948 أن شعبا عربيا قد تحمس للذود عن الأخوة الفلسطنيين بصدق وأمانة واخلاص مثل شعبنا السوداني الذي كان مدافعا عن قضيتهم معنويا وماديا وقتاليا على كل الساحات وفي مختلف المعارك ، حتى بات للهجانة منهم اثرا بائنا في التركيبة الديمغرافية هناك وتسمية بعض احياء المدن الفلسطينية نسبة لهم !
وقد كان ذلك الدعم الخالص شعبيا وباعتباره فرض عين ولا يتم تنفيذا لأوامر الحكومات على مختلف تعاقبها !

و ذلك تاريخ يشّكل سفرا خالدا يحسب لشعبنا تجاه الأخوة الفلسطينين بالطبع دون منّ أو أذى ، لانه ينطلق من صفاء الضمير الانساني وقوة العقيدة الدينية والقناعة بالاواصر اللغوية والتارخية العربية ، وقبل شيء احقاقا للحق في مطلقه وضد منطق احتلال التراب الوطني الفلسطيني وازهاق كرامة انسانه من قبل عدو يستند الى ادعاءات توراتية باطلة في أغلبها و مسنودا بقوة ارادت من خلال وجوده المارق ايجاد موطيء قدم لذاتها ولتطويل ذراع هيمنتها على المنطقة و استحواذا على مقدراتها الاستراتجية !
بيد أن التطور العكسي في علاقات الفلسطينين بانفسهم كمنظمات متباينة من حيث الفكر والرؤية وصراع المصالح قد القى بظلال سلبية على القضية برمتها ، وآخرها انقسامهم الى فسطاط سلام مذل يلهث أصحابه حول كتفة سلطتهم المعلقة باسنان عدوهم وحلفائة ، وفسطاط آخر جعل من مقاومة صواريخ الصفيح شماعة لاستحلاب عطف بعض الدول الاسلامية التي لا تقل مطامعها في المنطقة أهمية عن مطامع القوى الآخرى ولكن خطورة ذلك أنه يتم لبوسا لعباءة الدين وتجيير مصالحها عبر القضية من وجهة نظر تلك القوى وهي تحديدا ايران التي ينفضح عدم صدق توجهها الاسلامي الخالص بزواجها العرفي أو زواج المتعة مع نظام علماني ، يرفع شعار لا اله الا الأسد !

ومن تلك الأنظمة التي انجرت خلف هذا الحلف الموتور نظامنا في الخرطوم ، و بناء على ذلك فتح ذراعيه لاحتواء التيار المتشدد من الفلسطيينين ، ايواءا لا يضايق الشعب السوداني الكريم ان كان يتم في اطار احترام الضيف لحقوق وواجبات الضيافة ، وتجنيسا لويت له يد القوانين وهو مخالف من حيث المبدأ لقرارات الجامعة العربية التي تمنع تجنيس الفلسسطينين حتى لا تذوب قضيتهم في فضاءات الشتات التي تريح أجنحة اسرائيل كثيرا !
بيد أن سياسة التسليح التي تتبعها حكومتنا تجاه ذلك الفصيل الذي يدعى المقاومة كدعوة حق ربما تنعكس باطلا ماحقا على شعبنا اقتصاديا وأمنيا هو قاصمة الظهر التي بتنا ندفع ثمنها دون وعي من نظامنا لما يقوم به ذلك الفريق من ضرر بالطبع لا يدفعنا الى رفض تقديم العون والمساندة للأخوة الفلسطينين بصورة عامة ولكن للدعوة الى تنظيم تلك العلاقة بشفافية ودون اللعب في الخفاء بما يجلب لنا المزيد من الضرر الأمني والاقتصادي، ولعل المعنى واضح ..فضربة مصنع اليرموك لم تكن الأولي نتيجة ذلك الدور المشبوه لحكومتنا حيال دعمه لفصيل بعينه من منطلقات عقائدية أكثر منها دعما للقضية العادلة في مطلقها كما كان شعبنا يدعمها علانية وفي ضوء الشمس على مدى الأزمنة !
ولن تكون تلك الضربة الأخيرة ، والانباء التي تسربت على خلفيتها او تعليقا عليها من لدن وكالات الأنباء بل والاستخبارات العالمية ، تقول أن اسرائيل استندت في تنفيذها وكل ضرباتها السابقة الى معلومات ضبطت ضمن وثائق مصادر تسليح حماس مع عنصرها محمود المبحوح التي اغتالته اسرائيل في دبي !
هذا ولعلنا في حل عن التلميح الى المصادر الصديقة لنظامنا التي تأويها في الخرطوم وعن دورها في تسريب المعلومات الى اسرائيل في غفلة من ثقة نظامنا الذي اصبح فلسطينيا أكثر من بعض اهلها !
فذلك اتهام مع اننا لا نستبعداحتمال وجوده ولكن لا يمكن الجزم به لعدم توفر المعلومة المباشرة لدينا والحق يقال !

ومع ذلك فالحق حق والباطل باطل ..ولن نحيد عن مساندة فلسطين والتي بات انسانها المسكين هو الآخر يدفع ثمنا مزدوجا لتعقيد قضيته بين حبال الخنق الصهيوني ، و كتاف الخلافات بين منظماته التي تفرقت ايد سبا في دروب استقطاب مصالحها المنقادة وفق أهواء الاخرين ، فبتنا نحن رغم جراحاتنا الذاتية من جراء حماقة وخطل و هوج نظامنا نشعر بالمزيد من التعاطف تجاه ذلك الانسان المغلوب على امره مثلنا في وطنه المسلوب من العدو والمقسم بين أطماع حكامه من ابنائه.. ونقول له كان الله في عونك وفي عوننا .. انه المستعان .. وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. بوارج وغواصات الحرس الثورى الايرانى تصل مربط رقم 3 ببورتسودان يعنى السودان سوف يكون بداية للحرب الاقليمية فى المنطقة وهذة اخرتها يا المؤتمر الوثنى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..