هل سمعت عن العالم السوداني “الصامت” منذ ربع قرن؟

العربية.نت ? عماد البليك

منذ أكثر من 25 سنة (ربع قرن) في مطلع التسعينات، توقف بشير محمد بشير المعروف بلقب “الشيخ الصامت” عن الكلام بإرادته ليشكل حالة فريدة من نوعها، وله فلسفته وحكمته الشخصية وراء ذلك الفعل.

ويتعامل “الصامت” مع الناس عن طريق القلم والورقة، حيث يرد على أسئلتهم ويحاورهم، ويشارك في ندوات ومؤتمرات ولقاءات تلفزيونية بهذه الطريقة.

كذلك، فإن الرجل قليل الأكل، وقد درب نفسه على أن يعيش ببضع لقيمات، لكن تبقى حالته الفريدة في الصوم عن الكلام كما يطلق عليه.

وبشير الصامت رجل على درجة رفيعة من التعليم، فهو من خريجي جامعة السوربون التي تعتبر واحدة من أرقى الجامعات الفرنسية المعروفة، وهو فقيه وعالم وله العديد من الأتباع والمريدين من المعتقدين بفكره وقيمه.
ملامح من السيرة

تخرج بشير الصامت في السوربون بفرنسا بدرجة البكالوريوس، ومن ثم نال الماجستير في الاقتصاد والعلوم عام 1977 ليقرر بعدها في نقلة كبيرة في حياته أن يلتحق بواحد من كبار شيوخ الدين في السودان، الراحل الشيخ عبد الرحيم البرعي، حيث آثر أن يبقى بجواره تلميذاً فيما يعرف بـ”الزريبة”، وهو مقام الشيخ وأتباعه، وظل هناك للفترة من 1978 إلى 1996 وهي المدة التي شكلت تصوراته حول الكثير من القيم والمعتقدات في الحياة، بما فيها قرار الصمت النهائي.

والرجل متزوج وله أبناء، وقد ولد في عام 1956 بقرية أم سريحة بريفي الرهد، بولاية شمال كردفان، وتعود جذوره لأسرة متدينة، وقد كان جده لأبيه من حفظة القرآن.

تلقى “الصامت” تعليمه الأول بأم سريحة بالرهد ومن ثم بخت الرضا فالسوربون.

كان بحث الماجستير الذي قدمه الشيخ الصامت في عام 1977 بعنوان “الاقتصاد والتداعيات الدولية في القرن الواحد والعشرين”. وقد كان موضوعاً متقدماً في زمنه من حيث التفكير في القرن الذي لم يحل بعد، وقبل 23 سنة من مطلعه. وقد خلص في ذلك البحث إلى أن الاقتصاد العالمي سينهار ما بين النظرية الاشتراكية والرأسمالية. وفي فرنسا تعلم اللغات الفرنسية والإسبانية والعبرية.
تحول فكري

لكن الفترة التي تلت فرنسا وعودته للسودان والتزامه بالبقاء في “زريبة البرعي” التي تعرف بـ “مدينة العلم والنور” عملت على تفتق التحول في فكره، حيث اتجه نحو العلوم الدينية والمقاصد الصوفية وتباعد عن أثر السوربون الذي بقي في أعماقه كرافد من روافد الجذور الفكرية ربما العميقة وغير المرئية.

بهذه الطريقة يكتب الشيخ الصامت كل ما يريد قوله

وفي تلك الفترة ركز على الدراسات القرآنية وعلوم القرآن والتعمق في الفكر الديني، وطوال فترة بقائه بالزريبة لم يغادرها سوى مرة واحدة بطائرة مروحية لتلقي العلاج من مرض مفاجئ.

وفي الزريبة كان الشيخ الصامت قبلها قد “غسل عوالم السوربون”، كما يلمح من إشارات له في مقابلات عديدة، وحيث بدت له كـ”محطة”، كما ذكر في إحدى المقابلات (2010).

وأصبح الشيخ الصامت في الزريبة يترنم بقصائد الشيخ البرعي في مدح النبي، ويرتل القرآن بصوت عذب، إلى أن توقف عن الكلام في عام 1990 حيث يقول “سيتكلم متى شاء الله له ذلك”.
طقوس الحياة

الرجل يشارك بشكل عادي كذلك في الأفراح والأتراح والمناسبات الاجتماعية، وقد عمل على بناء مجمع باسمه في مسقط رأسه بأم سريحة.

ويقول عن نفسه إنه يطلع بشكل مستمر ويشاهد القنوات الفضائية ويسمع الإذاعات ويقرأ الكتب والصحف والمجلات، ويتابع المسلسلات لكنه “يختار الصالح ويترك الطالح”.

غير أن أكثر المحبب له في قضاء الوقت هو الإنصات لتلاوة القرآن وسماع المدائح النبوية.
فلسفته حول الصمت

عن فلسفة الصمت قال الشيخ ? كتابةً ? إن “بداية الصمت تكون عند نهاية الكلام”، لكن تجربته ? عموماً – مع الصمت تظل غامضة، حيث يعتبرها لحد كبير “سراً خاصاً به” وفي علاقته مع الخالق.. ويرى أنه إذا أراد الله بالإنسان خيراً أصمته.

وقد كتبت عن الشيخ الصامت العديد من المقالات والأبحاث التي تتبع تجربته، أبرزها الكتاب الذي صدر مبكراً ويعتبر الأول في مضمونه في عام 2001 باسم “الطريق لاتجاه واحد: السربون، كركوج، الزريبة: قبسات من مجاهدات الشيخ بشير الصامت”، لمؤلفه الصحافي والكاتب يحيى العوض عن دار القوم بالخرطوم وطبع مرتين.

وقد أجريت مقابلة تلفزيونية مبكرة معه أجراها تلفزيون السودان في عام 2000، وكانت أول لقاء له يجيب فيه عن أسئلة المذيع بالكتابة بالقلم على الورق بعد أن يسمع السؤال، وهي الطريقة التي يداومها إلى اليوم.

وفي تلك الحلقة كتب: “منع اللسان عن فضول الكلام لأنه كهف البلاء وجالب الآفات، ويقولون إن (من) الصمت لحكمة فإن كانت (من) تفيد البعضية فكيف بالكل؟ والصمت يفجر ينابيع الحكمة في النفس ويبعث بإشراقات الجمال في القلب”.

وقال إنه منذ أن بدأ هذه التجربة وقد فارقه الندم لأن الندم يأتي مع الكلام، ويضيف: “حتى قلمي أخذته الغبطة من نعمة صمت لساني فصار لا يكتب إلا ما يبعث السرور في قلوب جلسائي، وجدت في الصمت راحة البال، صار يفرحني الحزن ولا حزن مع الفرح بالطبع”.

العربية

تعليق واحد

  1. كهنوت ورهبانية ودروشة شديدة .كيف يصلي الصلوات الجهرية؟؟ لم تستفيد الإنسانية والدولة من درجته العلمية وكان اولي بالفرصة للدراسة في فرنسا شخص اخر

  2. هو الصمت دا بس منع خروج الأصوات؟ دا اسمه منع الازعاج والهرجلة وعليه فالندم لا يزول باخراس اللغو الصوتي طالب القلم تولى مهمة اللسان

  3. كهنوت ورهبانية ودروشة شديدة .كيف يصلي الصلوات الجهرية؟؟ لم تستفيد الإنسانية والدولة من درجته العلمية وكان اولي بالفرصة للدراسة في فرنسا شخص اخر

  4. هو الصمت دا بس منع خروج الأصوات؟ دا اسمه منع الازعاج والهرجلة وعليه فالندم لا يزول باخراس اللغو الصوتي طالب القلم تولى مهمة اللسان

  5. إلتقيناه انا وإخوتى بالرياض السعودية قى التسعينات مع بداية عودته من فرنسا قى دار أسرة إبنة عمه .. كان قى غاية الهدوء والسكينة مطمئن النقس ومبتسم ..حكت لنا بنت عمه أن طعامه كوب من النشا( بفتح النون والشين) مخلوطة بالعرديب مرة أو مرتين قى اليوم خلال الثلاثة أشهر التى مكثها عندهم ولا يأكل طعاما غيرها ..
    متعلم ومثقف درس حقا فى السوربون ..
    لا يحب الظهور ولقيناه بالصدفة ولم يكن يزوره إلا قلة من أقاربهم ومعارف الأسرة المحدودين ..وهو إبن أسرة دينية كما عرفنا وقد ترك له جده الشيخ مصحفا نادرا بخط اليد على ما أذكر…
    له منا كل التقدير والإحترام..

  6. بعض الجماعات الهندوسية لديهم عبادة الصمت وهي عبادة لاتتجاوز الشهر او الشهرين ويضعوا قطعة مثل الكمامة علي الانف والفم..الغرابة اهل البدع لادين ولاعقيدة ولا اي شي

  7. ولد عام 56 ونال شهادة الماجستير من السربون عام 77 يعني عمره عندما نالها كان 21 سنة فأين تلقى تعليمه الأولي والثانوي و كيف وصل لفرنسا

  8. الانسان قد يصوم عن الكلام ليعيش تجربتي زكريا عليه السلام ومريم ، مع العلم ان صيامهما كان اولاً امر الهي ولحكمة يعلمها رب العالمين ،وانه كان لفترة محددة ، ولا ضير ان نجرب لنعيش التجربة والموقف ، ولكن ان يمتنع الشخص عن النطق ويستعيض عن ذلك بالكتابة دون تحديد مبرر وهدف واضح وحكمة هذا أمر يثير الغرابة ولا سيما تسآؤل عبد الرزاق الجاك كيف يؤدي الشيخ الصلوات الجهرية؟ وإن كان يؤديها مأموماً ألم يحدث أن اضطر إلى إمامه غيره من الناس ، أو صلى منفرداً ؟
    ونشير إلى أن أصل اللغة النطق ، وأن الكلام أسرع وأضمن وأكمل وسيلة للتعبير عن الأفكار بدقة متناهية فانظر كيف تضيِّع الكتابة كثيرا من المعاني التي يعبر عنها الكلام بتنويع الصوت فيشير الى معانٍ تعجز اللغة المكتوبة عن التعبير عنها.
    مهما يكن من أمر فهذا خياره ، وهو حر في إعلان فلسفته وراء ذلك أو حجبها ، ولكن الظاهرة نفسها ليس لها أي أثر على تطوير المجتمع أو تعميق الفكر أو إثراء الثقافة الانسانية ، ولا أدري الهدف منها غير لفت الأنظار. وقد يؤثر امتناعه عن الكلام على مخارجه الصوتية التي قد لن تعود الى طبيعتها ومرونتها إن قرر العودة إلى الكلام مرة أخرى بسبب توقفها عن الحركة التي تكسبها مرونتها لفترة طويلة جداً برغم حركتها لآداء وظائفها البيلوجية إلا أن حركتها ( اللسان خاصة )لانتاج الكلام حركة كبيرة ومتنوعة ومتسارعة فتوقفها يفقدها مرونتها وجائز تغير حجم بعضها ما يؤثر على الكلام بعد التوقف تلك المدة الطويلة

  9. الليل الليل الليل الليل
    اطويني في رحابو …
    في رحابو الوثير
    انا والظنون وعذابي
    والصمت المثير

  10. يجي واحد يقنعني ما علاقة الدين بالعلم … ربط الدين بالعلم فيه ظلم للعلم وتجني على الدين لأن الدين علاقته بالروحانيات والغيبيات ولايمكن ان يكون هناك من هو عالم بالروحانيات والغيب ولكن يمكن للانسان ان يكون متفقه ومتبحر في دين ما، ولكن لا يمكن ان يكون عالم فيما لا يعلمه غير الله.

    من يتبحر في الدين يمكن ان يكون فقيه ولايمكن ان يكون عالم والله اعلم.

  11. إلتقيناه انا وإخوتى بالرياض السعودية قى التسعينات مع بداية عودته من فرنسا قى دار أسرة إبنة عمه .. كان قى غاية الهدوء والسكينة مطمئن النقس ومبتسم ..حكت لنا بنت عمه أن طعامه كوب من النشا( بفتح النون والشين) مخلوطة بالعرديب مرة أو مرتين قى اليوم خلال الثلاثة أشهر التى مكثها عندهم ولا يأكل طعاما غيرها ..
    متعلم ومثقف درس حقا فى السوربون ..
    لا يحب الظهور ولقيناه بالصدفة ولم يكن يزوره إلا قلة من أقاربهم ومعارف الأسرة المحدودين ..وهو إبن أسرة دينية كما عرفنا وقد ترك له جده الشيخ مصحفا نادرا بخط اليد على ما أذكر…
    له منا كل التقدير والإحترام..

  12. بعض الجماعات الهندوسية لديهم عبادة الصمت وهي عبادة لاتتجاوز الشهر او الشهرين ويضعوا قطعة مثل الكمامة علي الانف والفم..الغرابة اهل البدع لادين ولاعقيدة ولا اي شي

  13. ولد عام 56 ونال شهادة الماجستير من السربون عام 77 يعني عمره عندما نالها كان 21 سنة فأين تلقى تعليمه الأولي والثانوي و كيف وصل لفرنسا

  14. الانسان قد يصوم عن الكلام ليعيش تجربتي زكريا عليه السلام ومريم ، مع العلم ان صيامهما كان اولاً امر الهي ولحكمة يعلمها رب العالمين ،وانه كان لفترة محددة ، ولا ضير ان نجرب لنعيش التجربة والموقف ، ولكن ان يمتنع الشخص عن النطق ويستعيض عن ذلك بالكتابة دون تحديد مبرر وهدف واضح وحكمة هذا أمر يثير الغرابة ولا سيما تسآؤل عبد الرزاق الجاك كيف يؤدي الشيخ الصلوات الجهرية؟ وإن كان يؤديها مأموماً ألم يحدث أن اضطر إلى إمامه غيره من الناس ، أو صلى منفرداً ؟
    ونشير إلى أن أصل اللغة النطق ، وأن الكلام أسرع وأضمن وأكمل وسيلة للتعبير عن الأفكار بدقة متناهية فانظر كيف تضيِّع الكتابة كثيرا من المعاني التي يعبر عنها الكلام بتنويع الصوت فيشير الى معانٍ تعجز اللغة المكتوبة عن التعبير عنها.
    مهما يكن من أمر فهذا خياره ، وهو حر في إعلان فلسفته وراء ذلك أو حجبها ، ولكن الظاهرة نفسها ليس لها أي أثر على تطوير المجتمع أو تعميق الفكر أو إثراء الثقافة الانسانية ، ولا أدري الهدف منها غير لفت الأنظار. وقد يؤثر امتناعه عن الكلام على مخارجه الصوتية التي قد لن تعود الى طبيعتها ومرونتها إن قرر العودة إلى الكلام مرة أخرى بسبب توقفها عن الحركة التي تكسبها مرونتها لفترة طويلة جداً برغم حركتها لآداء وظائفها البيلوجية إلا أن حركتها ( اللسان خاصة )لانتاج الكلام حركة كبيرة ومتنوعة ومتسارعة فتوقفها يفقدها مرونتها وجائز تغير حجم بعضها ما يؤثر على الكلام بعد التوقف تلك المدة الطويلة

  15. الليل الليل الليل الليل
    اطويني في رحابو …
    في رحابو الوثير
    انا والظنون وعذابي
    والصمت المثير

  16. يجي واحد يقنعني ما علاقة الدين بالعلم … ربط الدين بالعلم فيه ظلم للعلم وتجني على الدين لأن الدين علاقته بالروحانيات والغيبيات ولايمكن ان يكون هناك من هو عالم بالروحانيات والغيب ولكن يمكن للانسان ان يكون متفقه ومتبحر في دين ما، ولكن لا يمكن ان يكون عالم فيما لا يعلمه غير الله.

    من يتبحر في الدين يمكن ان يكون فقيه ولايمكن ان يكون عالم والله اعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..