برنامج… حالة استفهام ؟ تطور ام فانتازيا ؟؟

برنامج… حالة استفهام ؟ تطور ام فانتازيا ؟؟

منتصر نابلسى .
[email][email protected][/email]

الفضائيات السودانية ، فى عصر العولــــــمة ، والانفتاح على العالم ،عصرالرأى والرأى الاخر، وهى للاســـــف ماتزال تحبو وتدخل المشاهد المسكين فى اقفاص مزاجها الخاص ، وتســـــقيه المادة الاعــــــــلامية ممزوجة بسموم السياسة، فارضــــــة على عيونه المتعبة ،برنامجها التى تدور فى حلقات مفرغـــــة ذات ايقاعات متكررة ، ورتـــــم متشابه ،وكأن لســـــان حالها يستهزأ بالعقول المنهكة ، وهى فى مجملها ساذجة ورتيبة ،لا تكاد تنتهى من رؤية حفلة غنائية ، حتى تسحـــبك مغلوبا على امــرك الى ساحة اخرى من الابتزال والسذاجة والاستعباط والانحطاط والرقص، والفوضى فى الاخراج ،والعبث فى التقديم ، والهرجلة فى الموضـــوعية، ولا تختلف الاولى عن الثانية لتــــــــــظل دائما مشــدودا الى السفاسف ، والقشريات التى لا تضبف الى المشاهد الا مزيدا من الجهل ، والانصرافية والضياع عن قضايا مفصلية ، تتــــعلق بالمواطن المخدوع والموجوع قطعا ،ونادرا ما تجد مادة ايجابية هادفة ، والنادرلا حــــكم له.
المشاكل الحساسة والتى تمس الانسان السودانى مبـــاشرة فى صحته فى مأكله فى مشربه دائما معلقة ، او منسية او لا تخطرعلى قلب مسؤول فى يوم ما ، مع العلم ان الانسان الســـودانى هو جوهر المعنى وروح الوطن ، والاخطر من ذلك ان هذه المشاكل فى تزايدها وتفاقمها ، تخـــدم جيوب اطراف اخرى خفية مستفيدة من الاضــــــرار الجسيمة ، التى تدك وتدمر دماغ الانسان السودانى ، والاغرب ان هذه الاطراف الاخطبوطية تتحكم فى كل مفاصل الجسد الحكومى ، ولا يستطيع حتى الوجـــــــــع المستمر للانسان السودانى وصراخه ونحيبه من زحزحتـــــــــها ، او استئصالها ، فارضة وجودها السرطانى فى الجسم السودانى، ولا يستطيع اعلامنا ولم يحاول ان يبادر الى الخروج من تقوقعه، وانغلاقه الاعمى فى المصالح الشخصية ، وانكفائه فى القضايا الهامشية ،او تغافله واستغفاله للانسان السودانى الذى لا لسان له ومتى يكون لنا لسان ، واعلامنا لســــانه فى قبضة غيره.
حالة استفهام؟ هل هو تطور نوعى ام فنتازيا اعلامية ؟ هـــــــو برنامج يحاول ان يطرح قضايا عالقة، وخطيرة جدا، وهذا شىء محمود اذا كـان هذا الهدف مقـــــــــصده خدمة الانسان السودانى فى المقام الاول، وليس ارضاء لاطراف اخرى فقط مثل قضايا الصرف الصحى ، والاخطاء الطبية ، والاخيرة قضية لم تجد اى اهتمام اعلامى فـــــــاعل، ولم يحاول الاعلام التعمق فيها ، وبسط الموضوع امام الجهات المعنية، وفضــح المتلاعبين واستعراض الحجم الهائل من التـــــــــضرر البليغ الذى مازال يلحق الاذى بالمواطن الى هذه اللحظة ، وساحاول طرق هذا الموضوع لاحقا… وقد لاحظت ان قناة النيل الازرق من خلال برنامج حالة استفهام ؟تحاول ان تلقى الضوء على قضايا اصبحت مثل الجـــــــرح الغائر، الملىء بالصديد والتعفن ورائحة التجرثم النتنة ثم فاحت وخـــرجت من امكانية الاحتواء المباشر، ونلاحظ ان محاولة البرنامج فى طرح الحلول ضـــعيفة ولاترقى الى مستوى القضايا الموغلة فى الاحتقان …وتحتاج الى جـــراحة سريعة واسئصال فورى، وعمليات مركبة وليس الى معالجة تجميلية ومســـكنات فقط .
لقد تعب الانسان السودانى من معالجة قضاياه بالمسكنات الوقتية ،التى لا تستطيع ان تغير من همجية الواقع، ولا تعويض المتضررين ، ولاحــسم المشاكل بصورة حازمة وجازمة.
يبقى الامل فى ميلاد افكار اعلامية جــــديدة وجريئة وفـــاعلة ومنصــفة ومحايدة وقوية فلا دولة بدون مصداقية ولامصداقية بدون ديمـــــقراطية ولا حرية بدون اعلام معافا صادق قوى فاعل .. ومتجرد… وامين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..