إمام وخطيب الجامع الكبير : أتوقَّع أن يكون التقارب بين واشنطن والخرطوم خصماً على العقيدة.. إذا ظهر أو تأكد في أي أمرٍ يحيد عن التصور الإسلامي سينتفض الإسلاميون

أكد القيادي الإسلامي، خطيب المسجد الكبير بالخرطوم، د. إسماعيل الحكيم، بأن الإسلاميين سيتنفضون ويقاومون أي اتجاه للتخلي عن المنظومة الإسلامية حال استجابة الحكومة لأي ضغوط من قبل الإدارة الأمريكية.

وأثنى على أهمية الدور المتميز الذي ظل يضطلع به حزب منبر السلام العادل في مناهضة العلمانية وأهل اليسار، وقال في حوار له مع (الصيحة) تميز المنبر عن بقية القوى السياسية لأنه اتخذ قضية اليسار ومناهضته قضيته الأساسية، مع التصدي لكافة خططهم المستهدفة لهوية وعقيدة الأمة، وأضاف: لا غرابة في أن يعرف بهذا الصوت الجهوري في الدفاع عن الإسلام والتأصيل لكثير من قضايا السياسة الشرعية والتصدي لهؤلاء الذين يحاولون تارة بعد تارة وحيناً بعد حين النيل من الإسلام.

حوار: عبد الهادي عيسى

كيف تنظر لدعوات أهل اليسار المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي؟

اليسار لا يزال روحه طويلة في النيل من الإسلام، وفي تجديد المناوئات لهذا الدين من حين إلى حين، لأنه يمثل منظومة مترابطة وخططاً بعيدة المدى كلها تستهدف الدين، وبأشكال تتماشى مع روح العصر، ولذلك هم يجدون في الإعلام ضالتهم، وبكافة أشكاله المختلفة المقروء والمسموع والمشاهد يدسون السم في الدسم، ولذلك ليس بغريب أن يفعلوا هذا الذي أراه ونتابعه عبر الصحف، وهذا “جند” أساسي للذين يوجهونهم، ولذلك نترقب مزيداً من الاستكتابات هنا وهنالك وإثارة عدد من المواضيع التي ربما تكون معلومة لكثير من الناس وتنفيذ بعض الأجندة لكل من له باع ومتابع لهذا الاستهداف.

هذا يعني أن هنالك تقصيراً من الجماعات الإسلامية الموجودة في التصدي لخطط اليسار؟

واحدة من الأجندة الموضوعة من قبل اليسار أنه عمل على اختراق هذه الكيانات الإسلامية ويفت من عضدها بالفرقة والشتات والاختلافات حتى في وجهات النظر، ولذلك أنا أتفق معك تماماً في أن هذه الخلافات وهذا التباين حتى في القضايا المتفق عليها، أو ما يسميها علم الثوابت أو الأصول، تجد أن نفس اليسار يؤثر على هذه الجماعات ويضعف شوكتها وكلما ضعفت تمدد المد اليساري ويستغل هذا التشتت وهذا التباعد في كثير من مصالحه التي يسعى إليها.

لوحظ في القوى السياسية الموجودة من تصدى لليسار هو منبر السلام العادل لوحده خاصة مشاريع السودان الجديد والفجر الجديد وغيرها من محاولات؟

طبعاً، القوى السياسية الأخرى تميز عليها المنبر لأن هذه كانت قضيته منذ نعومة أظافره وميلاده، وقد تصدى لهذا العداء اليساري وهذه التخصصية في هذا المجال أكسبته كسباً إضافياً في دربه السياسي على عكس الكثير من القوى السياسية التي حصرت نفسها في بعض الأنشطة السياسية وكأنهم متأثرون بالغرب الذي يدعو إلى العلمانية صراحة والتي تفصل الدين عن العمل السياسي، ولكن المنبر برسالته التي جاء بها هو مزج ما بين أصل الدين وجذر الدين ولا غرابة في أن يعرف بهذا الصوت الجهور في الدفاع عن الإسلام والتأصيل لكثير من قضايا السياسة الشرعية والتصدي لهؤلاء الذين يحاولون تارة بعد تارة وحيناً بعد حين في النيل من الإسلام.

كيف تنظر للحملة التي تقوم بها بعض الجهات الكنسية والعمل على تصوير المسيحيين على أنهم مضطهدون في السودان؟

كما ذكرت أن الغرب يضع سياسات بعيدة المدى والقيام بحملات منتظمة يحسن اختيار أوقاتها والمناسبات التي يبث فيها تلك الدعاوى والأباطيل، وأقرب من يكون عوناً لهذه المخططات هم المسيحيون، وهذا الأمر له عدة دلالات، وهذه البلاد عاش فيها المسلم والمسيحي من قديم الزمان، بل يجد المسيحيون في ظل التسامح والتعايش الكريم من المسلم ما لا يجدونه في كثير من البلدان، ولذلك خطط هؤلاء مبنية على ما يريدون من خلال استخدام هؤلاء المسيحيين في شكل جديد، وفي طابع ربما بدأ الناس يلتفتون اليه مؤخراً، ما كان الناس لهم فوارق في أن يعايشوا بعضهم البعض، وهذا لزمان طويل، ولكن الآن أساليب الحرب وتنفيذ المخططات تستدعي شيئاً من التفكير ومن الحرب الباردة، حتى تظل هذه المخططات سارية ويحصل اضطراب للفكر المسلم المعتدل، والتشكيك في العلاقة ما بين المسلم والمسيحي.

لكنهم لا يشكلون نسبة 2% من أهل السودان المسلم؟

النظر للقضية في إطار الدولة لا يفي بالغرض، يجب النظر للقضية في المحيط العربي والإسلامي والدولي، وهم لا يتكلمون عن محيط محدود باعتبار أن القضية دولية وهكذا، وحتى نسبة 2% هم يستخدمونهم لأجل أن يكون لهم صوت ووجود وأن يكون لهم أثر باقٍ على مجتمع نسبة عالية جدًا منه مسلمون، ولذلك هم جزء من محيط إقليمي ودولي موجود، ولذلك مهما كانت هذه النسبة ضئيلة هم يجعلون منها صوتاً ومعبراً لتنفيذ بعض من مخططاتهم التي في نهايتها تهدف إلى استهداف الإسلام وتشكك في كثير من مبادئه.

هل الدولة الآن محكومة بالإسلام؟

والله الدولة، القائمون عليها يستخدمون كثيراً من الأحكام الإسلامية أو الدستور الذي يحكم البلاد ويحتكم إليه العباد جميعهم نفس الكتاب والسنة فيه ظاهر، وكثير من أحكامه مضبوطة بضوابط الشرع. كثير من مظاهر الترتيب الإداري إلى حد ما تستند إلى الأحكام الإسلامية، لكن هنالك بعض الأحكام التي في تنفيذها يوجد بعض الخلل. يعني الأحكام التي نصت عليها الشريعة وأن تنفذ على مرأى وحضور عدد من الناس لأنها زواجر وجوابر، وفي كثير من الأحيان لا يحدث ذلك.

البعض يرى أن وثيقة الحوار وتوصياته لم تشر صراحة إلى الإسلام؟

أنا في ظني وتقديري أن جملة الإشكالات التي أحاطت بالبلاد إحاطة السوار بالمعصم، وكثرة العدائيات للدولة من أبنائها من طرف ومن أحزابها من طرف، ومن المجتمع الدولي والإقليمي كطرف ثالث، هذه كلها جعلت الدولة تنظر بغير العين التي كانت تقيم بها الأحوال وأرادت أن تشرك هؤلاء الناس وأن تبسط مساحة من الحريات لأن الدولة في زمان ما كانت متهمة بأنها قابضة وباطشة وديكتاتورية وتدير البلاد بانفراد تام، والدولة أرادت أن تبرهن بأنها غير ذلك، وأنها تفتح الباب على مصراعيه لأبناء السودان لأجل أن يشاركوا النظام الحاكم في إدارة البلاد وبالمقابل ترسل رسالة للمجتمع الدولي أنها ليست الدولة المتهمة بالإرهاب وأنها أحدثت تحولات سياسية كبيرة جداً من حكم عسكري إلى حكم ديمقراطي يقوم على الانتخاب والحريات وهكذا، ولذلك تجربة الحوار الوطني لما توضع في ميزان أهل السياسة هي تجربة في تقديري وظني مقبولة، أما لما توضع في ميزان الشريعة وميزان الإسلام يحصل التباين في كثير من جوانبها ويخيل إلي أن الفلسفة التي قامت عليها لجان الحوار انبنت من المعضلة الأساس التي تعاني منها البلاد يعني اللجان الست، الهوية والاقتصاد والعلاقات الخارجية والحكم والدستور وهذه اللجان نتاج طبيعي للإشكالات التي يعاني منها أهل السودان.

هل تعتقد أن التقارب الحالي بين الخرطوم وواشنطن سيكون خصماً على العقيدة؟

أتوقع ذلك، لأن كل الدلائل تشير إلى تعنت الحكومة واستمساكها بالإسلام على مدى تلك السنوات الماضية من فترة حكمها هو الذي جعل من الموقف الأمريكي في جانب العداء السافر والمتلاحق للحكومة، أما ما يحدث فهذا الأمر سابق لأوانه كثيرًا، ولكن لا يخلو من بعض الضغوط التي تنادي بها أمريكا لأنها تسعى إلى التسلط، وأنها تدير قبضتها في العالم كله، ونحن جزء من هذا العالم.

هل تتوقع مقاومة من الجماعات الإسلامية حال رضوخ الحكومة للضغوط الأمريكية والتخلي عن برنامج الشريعة الإسلامية؟

طبعاً ونحن الآن مؤقتون بما يأتي بعد الستة شهور القادمة، إذا امد الله في الآجال حيث تدخل هذه القرارات حيز التنفيذ، وأنا أتوقع إذا ظهر أو تأكد في أي أمر يحيد عن التصور الإسلامي أو يشير إلى شيء من علمنة أو دعم قضية تؤثر على الإسلام سينتفض الإسلاميون بمؤسساتهم المختلفة بأحزابهم بأسمائهم مناهضين، ولا يرضون بهذا الأمر.

هل تستجيب الحكومة إلى النصح الذي يأتيها عبر منابر المساجد؟

نعم تتقبله، ولدي العديد من التجارب بحكم أننى أؤم الجمعة في مسجد الخرطوم الكبير، كثير من القضايا التي تناولناها من على المنبر تدخلت الحكومة وأحدثت فيها إصلاحات أو إعادة النظر في كثير من الأشياء ووضعها في نصابها الصحيح.

هل تتوقع اصطفافاً إسلامياً خاصة بعد علو صوت العلمانية؟

أتوقعه بنسبة كبيرة وبدأ السياسيون ينظرون ويفكرون بذات الطريقة التي يفكر بها العدو وإذا كان العدو واحدة من استراتيجياته الفرقة والشتات وإضعاف الجسد الواحد، وهكذا والذي ألحظه أن سياسيي هذه البلاد بدأوا يُعملون الفكر ويتعاملون مع العدو بذات العقلية، ولذلك أتوقع بنسبة كبيرة اصطفاف الإسلاميين وتتحد كلمتهم والحكومة تتيح لهم مجالاً واسعاً في ذلك وبالذي يخطط له العدو.

ألا يكون ذلك خصماً على التقارب الأمريكي؟

أنا قلت سابقاً إذا كانت المسألة نشاذاً وبصورة واضحة لا أتوقع أن يسكت الإسلاميون، وهنا الحكومة تستخدم حرية الآراء والحق الكفول لهؤلاء المسلمين وأتوقع بنسبة كبيرة أن تضع الحكومة نصب عينيها هذه القضايا وأن تجمع صف الإسلاميين وأن تمنحهم المساحة التي يعبرون بها عن رفضهم لما يدور وتستطيع هي بعد ذلك أن تصل لما تريد من خلال ما هو مطروح وتستفيد من هذه السانحة الكبيرة ومن ذات الرضا الذي لم تسعه صدور المواطنين بالقرار في رفع العقوبات الذي أعطى مساحة من التعامل في المسائل الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

ألا تعتقد بأن الدعوات للتطبيع مع إسرائيل المقصود منها تهيئة الرأي العام لتقبل هذه الفكرة في قادمات الأيام؟

أنا أتفق معك تماماً والمسألة إذا رجعنا بها للوراء قليلاً هي بدأت منذ انعقاد لجان الحوار ونفس هذا الصوت الذي ازداد علواً في هذه الأيام هو يكون ذات الصوت الذي نادى بالتطبيع مع إسرائيل أيام انعقاد لجان الحوار الوطني، والشواهد والأدلة على ذلك كثيرة والدليل طيلة فترات الإنقاذ ما نادى أحد بالتطبيع مع إسرائيل ولا كان يجرؤ أحد أن يشير إلى هذا الأمر مجرد إشارة، والشاهد الثاني أن هذه الأصوات بدأت مع قرار رفع العقوبات، وأنها تضع هذا عربوناً لهذا الذي سيكون، ولذلك هذا استخدام ذكي للموقف لكي يرتفع صوت ما كان له أن يرتفع لو لا هذا الظرف، ولهذا الدعوة للتطبيع لم تأت من فراغ وعلى القائمين على الأمر أن ينتبهوا لهذا المقصد.

هنالك أصوات بدأت تنادي بإلغاء قانون النظام العام كيف تنظر إلى هذه المسألة؟

هي لا تخرج عن إطار المخطط، وقانون النظام على استحياء في تطبيق كثير من جوانبه، إلا أن هذا المخطط يدعو صراحة، ولم تكن هذه المرة الأولى في الحديث عن القانون، وقد سعوا جاهدين في تعطيل كثير من مواده التي يرون أنها تكبت الناس وتمنع حرياتهم على غرار ما هو موجود في الغرب.

الحملة المستهدفة للإسلام وتعاليمه ولقادة الأمة هل يمكن أن تثير حفيظة بعض المتطرفين؟

أنا أختلف مع كثير من الناس وأنا في ظني وتقديري وكلما تثار حملة ضد الإسلام هذه في مصلحة الإسلام لأنها تعمل على ردة فعل موجبة لكثير من غير المنتبهين وللذين هم طاقات كامنة ضد الحملات الإسلامية وهذا تأكيد على نبوءة نبينا عليه السلام في أن هذا الدين ماضٍ وسيبلغ ما بلغ الليل والنهار وأن هذا الدين الخاتم الذي سيكون على هذه الأرض، ولذلك كل حملة تنتقص من الدين في ظني في مصلحته، والشواهد كثيرة سواء كان في محيطنا المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ولذلك أعتقد بأنها تلقي مسؤولية على عاتق المصلحين وأي إنسان له مسؤولية تجاه هذا الدين، وكل حملة يجب أن تزيد وتيرة الانتباه وترفع مستوى المسؤولية لدى المنتسبين للإسلام وتجعل من هذه الحملات حملات تصدٍّ، وهذا قوام الدين أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
الصيحة

تعليق واحد

  1. حقير فى كلامك وحقير فى ،فهمك وحقير فى خلقتك، تنتفض وين….. الا الى الجحيم، هياكل الاسلام الإدارية يا متخلف عمرها 1450 سنه، عايزها تشتغل الليله، اصحى يا مدومس

  2. ان اكبر مشكلة تواجه الاسلام هى هؤلاء الذين يعتقدون بانهم اسياد الاسلام و حماته و المتحدثين باسمه وانهم فقط من يعرف و يمتلك الحقيقة و يعرفون الصواب و اما الباقين فهم مجرد قطيع من الاغنام التى يجب ان تتبع و تطيع هؤلاء المدعين وامام ال الجامع الكبير خير مثال لا ذكرناه !!

  3. ان كنت تقصد الاسلاميين الذين في السلطة فامركيا هي من صنعتهم اما اذا اسلام اخر وجماعات اخري فهم مخدوعين اذن

  4. اقرا العناوين فقط لاصل للزبدة
    التقارب سيكون على حساب العقيد
    28سنة متباعدين العقيدة قوت ؟
    ياخ العقيدة ثابتة اخطر شي عليها هو الفقر والجوع والحهل والمرض هذه نتيجة الظلم وتقود الى فقدان كل عناصر العقيدة السليمة
    لقد كانت الفترة السابقة خصما مباشرا على عرى الدين والعقيدة فهرب الناس حتى الى اليهود يبتغون كرامة العيش وهربو الى امريكا واستراليا وهولندا وكندا فعن اي شي تتحدث يامولانا

  5. يا بتاع الجامع الكبير إن شاء الله ينتفض في دبرك دود يعذبك في الدنيا قبل الآخرة يا أرزقي الإسلاميين و طبالهم

  6. حقير فى كلامك وحقير فى ،فهمك وحقير فى خلقتك، تنتفض وين….. الا الى الجحيم، هياكل الاسلام الإدارية يا متخلف عمرها 1450 سنه، عايزها تشتغل الليله، اصحى يا مدومس

  7. ان اكبر مشكلة تواجه الاسلام هى هؤلاء الذين يعتقدون بانهم اسياد الاسلام و حماته و المتحدثين باسمه وانهم فقط من يعرف و يمتلك الحقيقة و يعرفون الصواب و اما الباقين فهم مجرد قطيع من الاغنام التى يجب ان تتبع و تطيع هؤلاء المدعين وامام ال الجامع الكبير خير مثال لا ذكرناه !!

  8. ان كنت تقصد الاسلاميين الذين في السلطة فامركيا هي من صنعتهم اما اذا اسلام اخر وجماعات اخري فهم مخدوعين اذن

  9. اقرا العناوين فقط لاصل للزبدة
    التقارب سيكون على حساب العقيد
    28سنة متباعدين العقيدة قوت ؟
    ياخ العقيدة ثابتة اخطر شي عليها هو الفقر والجوع والحهل والمرض هذه نتيجة الظلم وتقود الى فقدان كل عناصر العقيدة السليمة
    لقد كانت الفترة السابقة خصما مباشرا على عرى الدين والعقيدة فهرب الناس حتى الى اليهود يبتغون كرامة العيش وهربو الى امريكا واستراليا وهولندا وكندا فعن اي شي تتحدث يامولانا

  10. يا بتاع الجامع الكبير إن شاء الله ينتفض في دبرك دود يعذبك في الدنيا قبل الآخرة يا أرزقي الإسلاميين و طبالهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..