ظهور نجمة الهلال الشيعي في سماء الخرطوم

ظهور نجمة الهلال الشيعي في سماء الخرطوم

د. هشام محمد الشايب
[email][email protected][/email]

الهلال الشيعي مصطلح سياسي استخدمه الملك الأردني عبد الله الثاني عندما أجرى حواراً مع صحيفة الواشنطن بوست وأثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السنة، ورأى في بروز هلال شيعي في المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، وهو ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.
المسميات السياسية تبدأ صغيرة ، لكنها تكبر وتتمدد ، فهلال الملك عبدالله الشيعي أصبح واقعاً لكن ما ينقص هذا الهلال هو النجمة التي تتوسطه ، فما كان من ملالي إيران بخبثهم السياسي وجبنهم العسكري إلا أن يختاروا نجمة هذا الهلال لتكون في وسط أفريقيا في الخرطوم ، وفي دولة مفككة الأوصال أضعفها حكامها سياسياً وعقائدياً ومجتمعياً واقتصادياً ، صدقوني يا أخوة لن استغرب إذا تمدد هذا السرطان الشيعي في جسد السودان في ظل جلوس هذه الطغمة الحاكمة على كراسي الحكم ، لقد أفرغوا البلد من أهم قيمها الدينية والسياسية والاجتماعية وأصبح المواطن السوداني مغلوبا على أمره خائفا مرعوبا غير مكترث بما يجري حوله إلا من قلة قليلة تصدت وخرجت إلى الشارع لتواجه الرصاص والاعتقال ، لقد قمعت الثورة قبل أن تبدأ للأسف الشديد عندما لم تجد من يؤازرها بقوة سواء كان ذلك من الأحزاب التقليدية الخربة أو من المواطنين العاديين .
إن سعي حكومة عمر البشير إلى اقتفاء مدرسة حزب الله في التضخم والتمدد والنفوذ والصراع مع إسرائيل لم يعد أمراً مستساغاً من المواطن السوداني العادي ، إن خطر اقتفاء هذا المسار أخطر بكثير مما يحدث الآن في السودان من تدمير ، إنه صراع إقليمي ودولي أكبر بكثير من الكيزان وحكومتهم التي لا تفلح إلا في قتل مواطنيها وتشريدهم في دارفور و جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ، نقول باختصار أيها الكيزان الغير محترمين لا تجعلوا المواطنين السودانيين وقوداً لحروب وصراعات لا يعرفون أسماء دولها وأسبابها أصلاً . إن جعل الشعب السوداني فئران تجارب للأسلحة الإسرائيلية والأمريكية أمر لن يتسامح معه السودانيين إطلاقاً ولن يسمحوا بحدوثه أبداً . نحن نتعاطف مع قضية الفلسطينيين ونتمنى أن ينالوا حقوقهم لكننا لسنا معنيين بقتال إسرائيل ومواجهتها في هذه المرحلة ، فلدينا مشكلاتنا الداخلية التي تتضاءل أمامها مشكلة فلسطين برمتها .
أخوان السودان فئة تمردت على أهل السنة ، فانتقلت إلى شبه التشيّع الإيراني ، وواضح من سياق التحول أنه سياسي بغلاف ديني تقاطعت فيه قضية فلسطين مع المطامع الاقتصادية والسياسية ، وهذا يكشف الزيف الذي مارسه الكيزان على المواطن السوداني عندما زعموا تطبيق الشريعة وسعيهم إلى كتابة دستور إسلامي في حين أنهم قد ارتكبوا أكبر المخالفات التي تتعارض مع الدين مثل الكذب والسرقة والنفاق وظلم العباد ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق .
إن تمسك الإسلاميين السودانيين بالحكم يوحي بوجود أهداف تتجاوز بكثير مجرد حكم السودان ، إنهم يسعون لأن يكونوا نجمة للهلال الشيعي التي ذكرها الملك عبدالله بعد أن تم خداعهم من قبل ملالي إيران الصفوية التي لا يربطنا معها أي رابط لا ديني ولا ثقافي ولا اجتماعي ولا استراتيجي ، إن الصفويين في إيران يريدون أن يحولوا ساحة صراعهم الوهمي مع إسرائيل وأمريكا إلى أرض بعيدة تجنبهم ويلات الحروب فوجدوا ضالتهم في السودان ، وبنفس القدر وجد الكيزان ضالتهم في إيران التي ما فتئت تدغدغ أطماعهم في التوسع والسلطة في المحيط الإقليمي الأفريقي وربما العربي خصوصا وجميعنا يعلم أطماع إيران في ضرب الدول العربية السنية المذهب بل والسعي إلى احتلاها وإخضاعها للنفوذ الشيعي .
العلاقة بين كيزان السودان وإيران لم تعد متخفية كما كان في السابق وهي علاقة غير مقبولة وتتعارض مع مصالح الدولة العربية السنية وتهدد أمنها القومي ، وقد ظهرت هذه العلاقة جلية بعد نسف مجمع اليرموك ورسو البوارج الإيرانية في ميناء بورتسودان بعد أقل من أسبوع من هذه الضربة ، وعليه فقد أصبحت ملامح ، بل خطوط ، الهلال الشيعي المحيط بشمال شبه الجزيرة العربية بائنة حتى للذين لا يؤمنون برؤية الأهلة! الأطماع الشيعية ربما تفاقمت في التوسع ، بحثاً عن (نجمة) في الجنوب تقابل (الهلال) الشيعي في الشمال ، فكانت أن وجدت ضالتها في السودان لجعله هو النجمة في (العلم) الشيعي الذي يراد له أن يرفرف ويغطي المنطقة.
لكن الأطماع المتمادية لرسم النجمة في الراية الشيعية قد تكون هي البداية لسقوط الهلال والراية الشيعية كلها بإذن الله خصوصاً وأن اختيارهم للسودان من وجهة نظري اختيار غير موفق لأن السودانيين لن يسمحوا لأشباه الشيعة بالاستمرار في الحكم حتى وإن كان ثمن ذلك الدماء والأشلاء .

تعليق واحد

  1. الله يكضب الشينة , تتالت الأنباء عن الحسينيات الشيعية في الخرطوم , ودخلوا أجهزة الإعلام على أساس وجود شبه بينهم وبين الصوفية , ومئات الطلاب يذهبون لإيران وهناك ملالي سودانيون . فمتى نصحو لنواجه هذا الخطر العقدي المدمر ؟

  2. لقد ذكرت في تعليق سابق ان هدف ايران يتمثل في محاولاتها المستميتة ان تكون القائدة للمسلمين في مشارق الارض ومغاربه – سنة وشيعة – وبما المعادل لهم السني هي السعودي بحكم وجود الاماكن المقدسة في اراضيها فمن باب اولي – حسب خطط الايرانيين الشيعة – ان تحاصر السعودية بطوق حكومات شيعية او موالية للايرانيين الشيعة فكانت في الشمال الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة وبالشمال الغربي الحكومة السورية التي تحكمها اقلية شيعية – علوية – رغم الاغلبية السنية للسوريين ومابين العواق وسوريا يتواجد حزب الله – الشيعي – المتواجد في لبنان فرغم ان اعضائه لبنانيون ويعيشون فوق وطنهم لبنان الا انهم ياتمرون بولاية الفقيه الايراني وليس حكومتهم اللبنانية – ثم مملكة البحرين ذات الاقلبية الشيعية رغم ان حكامها من السنة وفي ذات السعودية فان بشرقها اغلية شيعية لايستهان بها ثم من جنوب السعودية يوجد الحوثيين باليمن والثقرة المتبقية للاحاطة هي الجهة الغربية للسعودية وقد وجد الايرانيون ضالتهم في السودان الهامل والتي تحكمه عصابة المؤتمر الوطني ومن هنا يكون قد اكتمل الطوق !!!!! وسيبداء عن قريب المرحلة التالية علي ما اعتقد —- فهل اكون مخطئ واجد عند غيري تفسيرا منطقي اخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ياليت

  3. حياك الله يا دكتور .
    اتفق معك في كل ما ذهبت إليه ولا خلاص لنا إلا في التخلص من هذه الطغمة التي افقدت الشعب السوداني كرامته وعزته

  4. لو عرفتو الشيعة كما عرفناهم نحن لطردتوا سفيرهم وقاطعتوا كبيرهم..لعنة الله علي محرفي القرآن سابي الصحابة..آذي رسول الله في زوجه عائشة..عبدة النار والقبور ..مخالفي السنة في الجماعة والتراويح ومواقيت الاعياد ووقت الافطار وذبح الاضاحي..معتنقي الكذب والتقيه مذهبا ومسلكا..ابناء المتعة وتبادل الزوجات ..كيف فتحت لهم الحكومة ابواب السودان ليدمروا العقيده عند البسطاء ويقيموا الحسينيات والمآتم للنواح على قتل الحسين وهم من قتلوه وليسبوا الصحابة سبحان الله كيف اصبح من تسمي بأسم سيدنا عمر بن الخطاب صديقا لإيران وهي من تصف سيدنا عمر بالشذوذ وتسميه هو وابوبكر بصنمي مكه..ايران التي تمنع المسلمين السنه في الاحواز ان تتسمي بعمر وابوبكر اصبحت اليوم صديقة عمر البشير حقا انهم اخوان الشياطين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..