من يتخذ قرار الحرب؟ا

من يتخذ قرار الحرب؟
فائز الشيخ السليك
الرئيس عمر البشير أكد ذات مرة “أن السيناريو الأسوأ الذي يمكن أن يواجه السودان هو حصول الانفصال مع تجدد الحرب”، منوهاً “أن الحكومة وقعت اتفاق السلام واختارت السلام مع تعرض الوحدة للخطر”، أما الفريق أول سلفاكير ميارديت، النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس حكومة الجنوب؛ فقد دعا لنشر قوات دولية على الحدود بين الشمال والجنوب لضمان إجراء استفتاء تقرير المصير، وعدم تجدد الحرب مرةً أخرى، وقال “الذين لم يجربوا الحرب يريدون أن يدفعوننا نحوها”، فيما ظل السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي يحذر منذ زمن بعيد من “الصوملة”، و”الأفغنة”، ، وأخير قال الدكتور حسن الترابي ” أخشى في السودان ان يحدث لنا ما حدث في الصومال بل اسوأ من ذلك، فالصومال شعب واحد وبلد واحد ودين واحد ولكننا انواع».
هؤلاء هم قادة السودان، وصناع القرار فيه، وهم من يعلنون الحرب، أو من يوقفونها، والغريب أنهم جميعهم يحذرون من تجدد القتال بين الشمال والجنوب، أو اتساع دائرة الحرب اللعينة هذه المرة، وهي ان اتسعت فسوف تمتد للنيل الأزرق، وجنوب كردفان، ودارفور، وربما الشرق، لأنها ستكون حرباً شاملةً.
لكن أن يعلن صناع القرار عن تجدد الحرب، فهذا يعني أن الموضوع ليست ” حرب كلامية”، أو نوع من ” التهديد والابتزاز للتفاوض”، بل هو أمر في غاية الجدية، بل يدعم وصف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قبل اجتماعات مجلس الأمن في شهر سبتمبر الماضي حين وصفت الأوضاع في السودان بأنها “قنبلة موقوتة” ودعت المجتمع الدولي للعمل على ” تفكيك هذه القنبلة” ، وهذا يعني أن المجتمع الدولي أيضاً يتوقع تجدد الحرب، ويحذر منها، ويدعو لتفادي اشتعال النيران من جديد.
أما نحن “الصغار ” من الكتاب، فقد حذرنا من ذلك مراراً وتركراراً، وشخصياً كتبت مقالاً بصحيفة الحياة اللندنية بعد توقيع اتفاق السلام الشامل في يناير 2005، وحذرت من سيناريوهات محتملة تواجه السودان، من بينها حالة ” تشظي”، وحرب شاملة”، فسبني أحد المهووسين عبر بريدي الالكتروني ووصفني بأنني ” غير وطني، وأتمنى تمزق بلادي”، ثم كتبت مقالاً تحت عنوان ” سيناريوهات ساعة الصفر”، نلت بسببه جائزة خلال مسابقة نظمتها السفارة البريطانية العام الماضي، لأنه يشدد على ضرورة السلام ، ونشر ثقافته، والدعوة للمصالحة الوطنية والاجتماعية.
ونحن الكتاب ، واجبنا أن نكتب، وان نقول، وأن نحذر، لكنا لسنا صناع قرارات، فدورنا ينتهي عند النشر، أما القادة فهم الذين بيدهم مفاتيح الأمور، وتفاصيل الأشياء، وطالما هم يشعرون بدنو أجل الحرب، فالواجب أن يمنعوا اشتعالها، وهذا لا يتم سوى عبر ارادة قوية، ورغبة حقيقية، واذا ما عملوا على نزع التفيل، فلا يستطيع أحد أن يقترب من القنبلة، ولكن قرار نزع التفتيل لن يتم سوى عبر ارادة “جماعية”، وهذا ما يتطلب جلوس الجميع في مؤتمر سوداني قبيل الاستفتاء، والتفاوض في كيفية ” استفتاء سلس”، وانفصال مخملي، أو حتى عروض جديدة يمكن أن تقود للوحدة في اللحظات الأخيرة، أو بعد الاستفتاء عن طريق نظام كونفدرالي، هو الطريق الثالث الواقعي، والذي يمكن أن يغلق الطريق نحو الحرب، وتداعيات الانفصال.
وجيد أن عرض الرئيس البشير عروضاً حول مراجعة بعض بنود اتفاق السلام، مع التذكير أن الاتفاق وصل آخر منعطفاته، وهي “حق تقرير المصير”، وهو حق لا يقبل المساومة، ولا يحتمل التراجع؛ إلا أن المراجعة تصلح لما بعد الاستفتاء مهما كانت نتائجه؛ لكن العرض مع تعميمه، يمكن أن يقابل عرضاً سبق أن أعلنه نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان حول “تعديلات دستورية” يمكن أن تجعل “التعايش ممكناً”، وبدلاً من أن ” ركوب الرأس” آن الأوان للجميع أن يتحاور، وأن يتنازل، وأن يسجل موقفاً للتاريخ، والأجيال القادمة، بدلاً عن اللعنات والدموع والدماء. فالرئيس البشير، يحذر من الحرب، ونائبه الأول لا يريدها، وقادة المعارضة يتخوفون على مستقبل السودان، فمن يشعل الحرب اذن طالما ” واشنطن” ذاتها تدعو لتفكيك القنبلة؟؟؟. وبعد ذلك ان قامت الحرب فعلى جميع هؤلاء القادة التنحي
اجراس الحرية
(أما القادة فهم الذين بيدهم مفاتيح الأمور، وتفاصيل الأشياء،) هذه الكلمات هي السبب المباشر والحقيقي لما اصابنا وما سيصيبنا ، تفويض من نخب تكتب بالصحف وعبر الاسفير لنخب ظلت تعتلي المسرخ السياسي فيما يشبه تبادل الادوار ولعبة المصالح المتبادلة ، وغياب كامل للشارع السوداني .. للمواطن السوداني.. الذي يتكلم الجميع باسمه[حكومة ومعارضة وصحافيون وكتاب ومجتمع مدني) .. والجميع عبارة عن شبكة اخطبوتية من المصالح .. في الخرطوم ناشطوا الاحزاب السياسية هم الكتاب الصحفيون وهم كوادر منظمات المجتمع المدني وهم رواد المناشط السياسية والثقافية !!!؟؟؟؟ ، وهم المتفقون علي تجريم المسحوقين حين يتململون (قبل ان تخمد الاليات العسكرية حركتهم سريعا) .. غياب المواطن السوداني الغريب والعجيب عن ساحة الاحداث تماما (متي كان اخر تجمع جماهيري لقضية غير مبارة كرة او حفلة غنائية؟؟)
غياب المواطن السوداني عن الاحداث العاصفة ببلده .. هو غياب للقادة (فلا يكلمنا احد عن قادة لا يقودون؟) .. وهو غياب للافكار.. وهو غياب للحضور الانساني عاطفة وفكرة..
فإن كان من حالم بانقاذ البلاد من مآزقها التأريخي .. فليبحث في معضلة (إايقاظ الشعب من سباته الكهفي) .. فليبحث عن معضلة (اسماع النائمون).. فليبحث عن وصفة سحرية لتنبيه (الغافلون واللاهون) ..
زمن يريد ان يفعل هذا .. فليكن اولا مواطن سوداني !! ينام وياكل ويلبس ويجول كعامة الناس .. والا فان حرب(النخبة ) قادمة .. واول ضحاياها هم هولاء النائمون.. اللاهون.. العاجزون عجزا مقيتا
وانا لله وانا اليه راجعون
يارجل من قال لك ان السيد الصادق كان من اصحاب القرارات في هذا السودان الذي سيطر علية هؤلاء الكيزان منذ العام 89؟ لقد دأب السيد الامام على تقديم المبادرات تلو المبادرات ولكن لا حياة لمن تنادى.. يظن هؤلاء انهم يملكون ارادة الله فينا ولا غيرهم.. والان جاء ساعت الحسم … فليلعنهم التاريخ الى يوم الدين..
بحب هذا الوطن وحده سوف نخرج الى بر الامان؟
فاذا كنا نحبه فلاخوف عليه….