لماذا تجرى الانتخابات الهولندية يوم الأربعاء دائماً؟.. المسلمون أحد الأسباب

شهدت هولندا الأربعاء 15 مارس/آذار انتخابات تشريعية، حيث أفادت النتائج الأولية بفوز الحزب الشعبي الليبرالي والديمقراطي؛ إذ سيشغل 32 من مقاعد البرلمان، بينما لم يتمكن حزب الحرية الذي يقوده فيلدرز من الحصول على أكثر من 4 مقاعد إضافية، وسيمثله 19 نائباً
ولسائل أن يسأل: لماذا نُظمت هذه الانتخابات وسط الأسبوع؟ الإجابة عن هذا السؤال بسيطة في الحقيقة، تتلخص الأسباب الكامنة وراء إجراء الانتخابات بهولندا يوم الأربعاء في النقاط الثلاث التالية: الدين والعادات ومبدأ التسامح.
التقاليد البروتستانتية القديمة
في الواقع، تتمسك هولندا بتقاليد بروتستانتية قديمة. ففي حين تُعقد الانتخابات الألمانية منذ عهد جمهورية فايمار يومي الأحد والجمعة، خالف الهولنديون هذه العادة؛ نظراً لأن يوم العطلة بالنسبة لهم، هو يوم الأحد، بحسب موقع Sueddeutsche الألمانية.
ومن هذا المنطلق، يرفض الهولنديون تأدية واجبهم الانتخابي؛ إذ يحبذون التمتع بيوم العطلة الأسبوعية. وفي هذا السياق، قال مدير مركز الدراسات الهولندية في جامعة مونستر، إن “يوم الأحد يعتبر يوم راحة حسب التقاليد البروتستانتية”.
من جهة أخرى، تنتظر الأحزاب التي لا تحظى بقاعدة شعبية واسعة هذا اليوم الانتخابي بفارغ الصبر؛ قصد تأكيد وجودها على الساحة السياسية. ووفق القانون الهولندي، تحتاج الأحزاب إلى نحو 0.67 بالمائة من الأصوات للحصول على مقاعد في البرلمان.
وتعتبر هذه الانتخابات فرصةً ثمينةً بالنسبة للأحزاب البروتستانتية والكاثوليكية على غرار الاتحاد المسيحي والحزب السياسي الإصلاحي، للحصول على مقاعد في البرلمان.
والجدير بالذكر أن هذه الأحزاب لا يمكنها تعبئة أنصارها، إذا ما أجريت الانتخابات يوم الأحد.
التوجه الليبرالي
في حقيقة الأمر، ومنذ سنة 1918، دائماً ما كانت الانتخابات في هولندا تجرى يوم الأربعاء. ومن بين الأسباب التقليدية التي تفسر هذا الاختيار، التوجه الليبرالي لهولندا. وفي هذا الصدد، قال المؤرخ الهولندي رون دي يونغ، إن “مراعاة حظوظ أقلية معينة مع الأخذ بعين الاعتبار حظوظ أحزاب أخرى، يعتبر تقليداً هولندياً”.
ومن جهة أخرى، يعتبر يوم الجمعة يوماً مقدساً بالنسبة للعديد من الديانات، حيث إن المسلمين يؤدون في هذا اليوم صلاة الجمعة. فضلاً عن ذلك، يعد يوم الجمعة يوماً مهماً أيضاً بالنسبة لليهود، حيث تنطلق طقوسهم الدينية بدايةً من يوم الجمعة لتنتهي ليلة السبت. أما بالنسبة للمسيحيين، فإن يوم الأحد يعد بمثابة يوم مقدس.
علاوة على ذلك، لا يمكن تنظيم الانتخابات يوم الإثنين، الذي يعتبر بداية الأسبوع. ومن ثم، لم يتبقَّ إلا أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس حتى يتم إجراء الانتخابات الهولندية فيها. وفي النهاية، قررت السلطات الهولندية أن تتم الانتخابات وسط الأسبوع.
لا يؤثر الموعد الانتخابي على نسبة إقبال الناخبين
في الواقع، ينشغل المواطنون وسط الأسبوع بشؤونهم الخاصة، حيث يذهب الكهول إلى العمل أو يصطحبون أطفالهم إلى المدرسة أو يذهبون للتسوق. ولكن، هل يجد الهولنديون وقتاً للذهاب إلى مكاتب الاقتراع في هذه الظروف؟
وفي هذا الإطار، صرح المؤرخ الهولندي دي يونغ، بأن “نسبة الإقبال على الانتخابات بلغت خلال السنوات الأخيرة نحو 70 بالمائة”. ومن هذا المنطلق، تعدّ هذه النسبة مماثلة لنسبة الإقبال في الانتخابات التشريعية بألمانيا التي تُعقد يوم الأحد، حيث بلغت نسبة الإقبال خلال انتخابات سنتي 2009 و2013 نحو 70 بالمائة.
وفي يوم الانتخابات، تغلق المدارس أبوابها منتصف النهار، علماً أن مكاتب الاقتراع تفتح أبوابها في الساعة السابعة والنصف صباحاً، لتغلق أبوابها نحو الساعة التاسعة ليلاً.
ومن المثير للاهتمام، أن المؤسسات والشركات تقوم بتغيير أوقات العمل يوم الانتخابات بشكل يتماشى مع مقتضيات الاستحقاق الانتخابي وواجبهم الانتخابي. وفي هذا الصدد، قال دي يونغ، إننا “معتادون الذهاب لمكاتب الاقتراع بعد الانتهاء من العمل”.
هافينغتون بوست عربي
كل التحايا والتقدير إلي الشعب الهولندي الراقي
وإلي عدالة قوانينهم ونبذهم إلي العنصريه بكل أشكالها
وخلق وطن جميل يجمع كل الأطياف تحت مظلة القانون .