الـدرس 45

نصف الكوب

أيمن الصادق
[email][email protected][/email]

الــدرس 45

في الحادي عشر من سبتمبرالماضي ، تحدثت هنا عن الانتخابات الامريكيه ، وفي مقارنه بين الممارسه الديمقراطيه والسياسيه بين ( الديموقراطيات العتيده ) ، ( وانظمتنا السياسيه القائمه ) .. وكيف ان الناخب في الاصل هو صاحب قرار ، واتجاهه ، ورأيه يؤثران علي نتائج الانتخابات ونحن هنا ( مجرد جسور ) يستخدمهما الساسة للعبور !! …
تابع العالم بأسره أضخم وأهم وأروع عُرس انتخابي ديمقراطي ( الانتخابات الامريكيه ) في السادس من نوفمبر الجاري … وحقآ كنا ننتظر هذا الحدث ففيه من الدورس ما نحن بحاجة اليه ، فالحدث مثير لكل شئ ( كل شئ ) للعاطفه والتفاعل مع ما تشاهده ،و الثوره علي الواقع ويضع داخلك العديد من الاستفهامات وعلامات التعجب .. طبعآ في الاثناء ? وللمفارقه – يحتفل الرئيس الكمروني بالعام الـــ 30 له في الحكم !!!!
رأينا كيف كانت الحملات الانتخابيه ? التي علي رأسها متطوعين – وكيف تدار ، والشفافيه التي تتسم بها ، والافصاح عن المبالغ التي تم جمعها من ( التبرعات ) وكيف تصرف … والهدف من كل هذا هو اقناع الناخب ، عبر طرح البرامج ، وبيان مدي قدرتهم علي ادارة البلاد في الفتره القادمه ورؤيتهم حول مختلف القضايا والموضوعات ? الداخليه والخارجيه ? التي تهم الناخب ، وترتبط بالدوله ،، ( ويشهد الله لم نشاهد ترهيب ، ولم نسمع بارهاب او تكفير وتخوين !! )…. وكان الامر واضحآ تمثل في السعي نحو اقناع الناخب باحترام وواقعيه ومنطق ، و بإنتقاد سياسات الخصم وطرق معالجتة للامور ، ويبلغ الاختلاف ذروته ليميل الي السخريه ( الموضوعيه ) … مع الايمان والاتفاق من جميع الاطراف ان الهدف واحد ( وهو المحافظه علي اميركا ) بلد قوي (محترم ) بين الشعوب وآمن .
ابهرتنا تلك السلاسه التي سارت بها العمليه ، ليكتمل المشهد باعلان النتائج التي رحب بها الجميع ، وبادر” مِت رومني ” الي الاتصال بــ بخصمه الفائز في الانتخابات ” باراك اوباما ” مقدمآ التهنئه له ولاسرته والديمقراطيين ، ومتمنيآ ” ان يوفقه الله في قيادة الأمه !!!!!!! ” هذا ببساطه اعلان ، ورساله انه يحترم خيار الشعب ، ويعبّر عن تشابك ايدي الجميع للعبور لمرحله اخري من التاريخ.
حديث ” اوباما ” في خطاب النصر كان قويآ ، وموزونآ كان ملهبآ للمشاعر ، عكس حبه الكبير ( لعائـلته وأميركـــا ) ولم ارَ رئيسآ يتحدث عن عائلته ، وبفتخر بها امام الحشود كأوباما … وكيف انه يعتبر ان الممارسه الديمقراطيه ارث وركيزه اساسيه في اميركا ، ولم يفت عليه التعاطف مع اولئك الذي يعرضون انفسهم للمخاطر من اجل الحصول علي فرصه للتحدث عن قضاياهم ، وممارسة حقهم في التصويت … ( في اشاره الي مواطني بلاد القهر والكبت ) … ويفتح ذراعيه للمهاجرين بقوله اميركا ارض تحقيق الاحلام … ولاطفال اميركا لهم ان يحلموا بان يصبحوا مهندسين ، واطبا ، بل ورؤساء ( وسيتحقق الحلم ) ، وحتي فوزه بالفتره الاولي كان له معانٍ وأفصح عن صوره جميله لمجتمع اميركا ومفهوم المواطنه ، وياتي تجديد الثقه فيه هذه المره لفتره ثانيه ليعكس لنا الكثير أيضآ … شكره كان عميقآ لزوجته ميشيل التي قال انه وفي تلك اللحظه يحبها أكثر من ذي قبل ( حب ؟!!!) ولجو بايدن (نائبه) ، ولفريق حملته الذي وصفه بانه افضل فريق علي الاطلاق ، وشكر الناخبين وقال انه تعلم منهم الكثير ، وبهم جاء الي فترة رئاسية ثانيه ، مع مد يده لرومني والجمهوريين لانه يريد ان يري اميركا بلدآ آمنآ غير مثقل بالديون ومحترم ، ومتقدم علميآ وتكنولوجيآ !!!! .
بقي ان اقول : اوباما سيبدأ فتره جديده في تاريخه واميركا ” يناير المقبل “، وبعدها ? ان سارت الامور بصوره طبيعيه ? سيخرج من البيت الابيض ” عملآ بمبدأ إتاحــــة الفرصـــه لغيره ” واحترامآ للدستور … ( ولن يخلد ) …
شكرآ للشعب الامريكي ، قدم درسآ آخر ،واتاح لنا الفرصة للتأمل والتعجّب ..
الجريده

تعليق واحد

  1. شكرا لك اخى وصديقى ايمن وربنا يكون فى عون الشعوب المقهوره والحالمة بالحرية واخيرا هل ياتى يوما يعتقد فيةالناخب السودانى ان صوتة يمكن ان يكون له اثر فى الانتخابات

  2. ان الانتخابات الامركية خدعة لا تنطلى الا على المخدوعين وهى ليست نزيهة ولا يستطيع ان ينافس فيها الا
    الاقوياء والاغنياء ولا يصدق نتائجها وينبهر بها الا الاغبياء ومثلا انتخاباتنا الرئاسية كانت لكل من هب ودب حتى ترشح فيها مثل الصعلوك عرمان السرمان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..