( أفتينا دكتورة مريم الصادق المهدي )

( أفتينا دكتورة مريم الصادق المهدي )!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

لاأعتقد أن هنالك من هو أسعد حالا من الانقاذ حتى وهي في حالة بؤسها التي أرتسمت قسماته القبيحة على كل أوجه الحياة ، وهي تسمع تلمس افعال قادة الحزبين الكبيرين عمرا حيالها ايجابا و بين أقوال الكوادرالتي تنادي باسقاط النظام !
حيث يتجلى في ذلك التباين نوع من الفصام تعتبره الانقاذ يصب دون شك في مجرى اطالة عمرها!
ومع أن الشارع لا يعول كثيرا على تلك الأقوال مثلما لم يعد مهتما أيضا بافعال قادتها الذين تملكهم الخرف المتمثل في اما تسليم أحدهما لحيته بالكامل للنظام واما مراوغة الآخر في تضارب الكلام المطاط الذي يسبح به في تيار اراحة جنب الانقاذ في رقدتها الثقيلة على كاهل الوطن ومواطنيه وبين رمادية المواقف تجاه وسائل اسقاط هذا النظام الذي ثبت بما لايدع مجالا للظن ، أنه يخشى من يعلي السلاح ويستخف بمن يرفع الصوت منطقا في الحجة أو هتافا بهواء ساخن سكن الصدور وزحف نحو الحناجر !
ما قالته الدكتورة مريم الصادق باعتبارها من الكوادر الناقمة على وجود الانقاذ كالسواد الأعظم من أهل السودان ، داعية الى ازالتة بفورةالشارع سلما أو بالمواجهة المسلحة كرها و عدم اتساق ذلك القول مع المواقف المتذبذبة لوالدها الامام الصادق يعتبر نموذحا لذلك الفصام الذي عنيناه بل ونعانيه بحسرة واسف، فاختلاف الاحزاب يكون داخل قاعات اجتماعات مطبخ سياسات الحزب ، ثم يخرج الكل بموقف موحد للتعاطي مع القواعد واعتماد سياسة بعينها كثوابت للدخول بها في الأحلاف أو الائتلافات او المشاركة في معارضة نظام بعينة وتلمس تكامل الخطط لكيفية صرعه ، سواء بانتفاضة تتراص لها الصفوف أو حربا تتوحد فيها الاسلحة أو حتى في حالة التصالح ان رأى الجميع أن فيها مصلحة الوطن ، ودون تغليب مصلحة النظام الحاكم ولنقل في زيمبابوي ، حتى لا يفهم أن المثل يعني التصالح مع الانقاذ ،
حالة الفصام ليس في كيانات الأحزاب وقادتها وحدها هوما يؤطر الأزمة في حد ذاتها ، ولكن عدم انتظام العلاقة مابين تلك الأحزاب والشارع بصفة عامة وتحديدا جماهيرها التي زادت هوة تباعدهما تتسع ، في ظل اختراقات الانقاذ المكشوفة منذ أن نجحت في تفتيت تلك الاحزاب الى هذه الدرجة المزرية ،فاضعفتها فوق ما هي هرمة وتفتقر الى الرؤية الواضحة والسياسات الثابتة التي كانت تقود الى فشلها في ممارسة دورها حاكمة كانت أو معارضة ، مما كان يوفر دائما مبررات وأد الديمقراطيات ولا تجد الفرصة الكافية لاختبار ذاتها في محك التجريب العملي وفق البراح الزمني الممهول بالتروي الهادف الى تحقيق الذات الوطنية الأوسع وليس المصالح الذاتية الضيقة وشتان بين الذاتين !
لازالت الشقة واسعة بين كل أحزابنا ولانستثني منها الطائفي ولا العقائدى او الايدلوجي ، وبين طموحات الجماهير التي ما سكتت على شاكلة نظام الانقاذ من الانظمة التي شكلت كارثة انقلاب العسكر والحرامية ذروة محنتها الوطنية ، الا لان تلك الجماهير بالمقابل قد صدمت في الأحزاب بذات القدر الذي يجعل معادلة الاختيار بين المتعوس وخائب الرجاء ، هي أصعب معادلة يظل معها الصبر على اكتواء الأقدام بالنار على بينة بدلا عن العودة الى الرمضاء المجهجهةهو مثل علاج السم بمص السم ذاته !

وأعتقد أن المخرج يكمن في الخيار الثالث الذي ينبغي أن تحدده ارادة جديدةتمثل الشارع التائق الى الانعتاق من النار والرمضاء معا دون اضطرار لمص السم !
فمن اراد ذلك الاجماع الهاتف بالحنجر طورا أوالرافع للسلاح مضطرا كما ذكرت يادكتورة مريم ، فعليه ان يخلع جبة على الله أن كانت لا تناسبه في حالتي ضيقها منه أو اتساعه هو عليها ، فمن يعطي الحرية لابنه بان يصبح مساعدا لرئيس النظام لاأظنه سيمنعك من منطلق ممارسته للديمقراطية في منزله وحزبه كما صرحتم مرارامن أن تدخلى للشارع بجبة يرتضيها ذلك الشارع الحصيف دون أن يكون مرتابا في أنها من تصميمك الذاتي وحكتيها بابرة رؤاك التي لا ترتهن لارشادات أحد من خلف الباب !
ولاأعتقد أن حزبا ذبح وتقسم كيمان بسكين الانقاذ وساطور أهله ، سيشعر بألم السلخ من جديد ، وان كنا نتمنى له لم الشعث ولكن ، ذلك أن لم يكن مستحيلا فقد بات متاخرا !
في انتظار فتواك أيتها الدكتورة مريم ..مع التحية ..

تعليق واحد

  1. ياخ الشغلة اكل عيش والسودان ده كبرى الى السفر والإعلام ولو همهم السودان من سنة الاستقلال شن عملو للسودان واسع لو حكمو البلد تجدهم نفس الأفكار لأخري فى الصادق ولا فى أولاده ماذا قدمو للبلد اهلهم فى الجزيرة أبا أميين جهلاء حد مانفع أهله وطورهم هل يصلح بلد سبب بلاوى السودان هم قبل الكيزان وسبب حكم الجبهة الاسلامية الصادق واستهتاره وعدم مؤهلاته للحكم ولو أعطى فرصة الحكم لعاد لنفس الغلط

  2. لك التحية والاحترام استاذنا برقاوي
    اتفق معك تماما قي هذا الطرح الجميل ، وحيقية الشعب اصابه الملل من تكرار الاسماء والوجوه والبرامج المكررة التي لا يلتزم طارحوها بنسبة 1% منها تنفيذا .
    الخطورة الحقيقية الآن أن الكيزان (بعد أن فتتوا الاحزاب المهترئة اصلا بفعل الهرم كما تفضلت) كرسوا لمقولة صار يتداولها الناس بلا وعي حتى اصبحت قناعة لدى السواد الأعظم من السودانيين ( البديل منو؟ ) وللعبارة ما بعدها من طرحٍ لبدائل تعمل الطمام .
    يا ريتك تتكرم علينا بمقال في هذا الموضوع ( البديل للنظام ) برغم ما تضمنه هذا المقال للبديل بطرح لا يخلو من غموض

  3. عزيزى برقاوى أظنك كواحد من الذين نعتبرهم من المثقفين الوطنيين وهذا ما عرفناه من واقع كتابتك وانت وغيرك كثر نراكم تمشون على نفس خطى الاحزاب التى تعيب عليها تجمدها وتكلسها!! وأعيد الى ذاكرتك المقاله الرائعه التى خطها بنان الرائع مولانا سيف الدوله حمدنا الله يدعو فيها الجميع لتأسيس حزب سياسى جديد وأنا ازعم بأن مولانا دعا له نزولا لرغبة المعلقين عندما لمس لديهم رغبه حقيقيه وجاده وإستعدادهم التام للانضواء تحت راية حزب جديد بمفهوم جديد والرجل اطلق دعوته وكان قبلها دعى لاطلاق قناة فضائيه تتحدث بإسم المعارضه ولكنه ووجه بإهمال تام وكان الواجب على الجميع الوقوف معه ومع الذين لديهم الرغبه فى الخروج من هذا المأزق العجيب !! وإذا ما إستمر مثقفينا ونخبنا وكتابنا فى تسويد الصفحات الإلكترونيه والصحف الورقيه على أساس أنه نضال ناعم سوف يأتى الوقت وينصرف الجميع عن القراءة لهم، والاصل يقول أن تدبيج المقالات المعارضه فى الصحف والمواقع الاسفيريه من شأنه أن يصل بالناس لغاياتهم التى يكتبون من آجل تحقيقها وكما تعلم أن حالتنا الخاصه تحتم علينا الاسراع فى إنشاء الحزب والقناة الفضائيه اليوم قبل الغد ولا سيما أن الامور صائره الى التوريث !!وبالعربى كده يا برقاوى ما هو الفرق بينكم وبين الصادق المهدى الرجل الهرم الذى يسعى (لاكل زمنه وزمن غيره!!) وأنتم فيما نرى شباب غض والمفروض انكم تسعون لكى يكون غدكم افضل من يومكم ولابد من إستلام الرايه والانطلاق به الى الامام بدل الجلوس على الارصفه وتعيبوا فى الغير بينما العيب فيكم!!.

  4. فعلا نحتاج الي فتوي من حزب الأمة ومن الامام شخصيا حول حالة التحالف والمعارضة في آن واحد ولن نقتنع بالبديع والمحسن من الكلمات حول الحرية المطلقة لأبناء الامام والديمقراطية الفريدة التي يمارسها السيد الامام سواء في الحزب أو البيت كما يقول أرحمونا يرحمكم الله فما تبقي من السودان لا يتحمل ترهات الماضي

  5. كتبنا قبل أكثر من عامين “المخاض العسير للإنتفاضة المزدوجة ضد الحُكم والمعارضة معاً”، ثُم كتبنا “في إنتظار جودو أم عزرائيل” لتخليصنا، ولكن يبدو أن عزرائيل أحول بيشوف وبيشوت يسار فقط (حميد، نقد، وردي، التجاني،، إلخ).

    هل شاهدتم الحلقة الأخيرة من برنامج في الواجهة، ورد أمين حسن عُمر (مسخ الترابي المسيخ) على دعوة السيد/ الصادق المهدي لقيام مؤتمر عسكري (رداً على قصف مصنع اليرموك)، لقد وصف أمين المسيخ دعوة الأمام بأنها “طُرفة”. وفعلاً (المرء حيث يضع نفسه)، ومن يلعب مع الجريوات (صغار الكلاب) بيخربشنه ومن يطير مع الطويرات (زُغب الرياش)، بطبرن ويتركنه!!..

    مهدي إسماعيل
    .

  6. الطوائف الدينية والأسر التي تمتلكها والتي يسميها الكثيرين أحزاب بدون اعمال العقل والتفكير العميق والتحليل ودراسة تركيبتها وأهدافها ومصالحها منذ نشأتها يضع الكثيرين في خانة الجهل بتعريف الحزب الوطني الديمقراطي ؟؟؟ لا أعتقد ان هنالك صعوبة في معرفة ما هو التنظيم الذي يمكن ان نطلق عليه حزب لوحكمنا العقل وليس العاطفة أو ترديد ما يقوله الجهلة بدون تفكير عميق ؟ هل الحزب الوطني الديمقراطي يمكن أن يكون حكراً لأسرة واحدة ؟؟؟ وهل الحزب يمكن ان يكون له رئيس من نفس الأسرة المالكة للطائف الدينية لا يمكن اقالته او انتقاده او توجيهه ؟ هل الحزب يكون جل مكتبه السياسي من نفس الأسرة او النسابة او من الوصولي الذي له ولاء خاص ويركع ويبوس يد عراب تلك الأسرة ؟ هل يمكن ان يحلم أحد أعضاء الحزب خارج نطاق الأسرة المالكة بتبوء مركز رئيس الحزب ان لم يكن وريث من نفس الأسرة وذلك فقط في حالة موت عراب الأسرة ؟ هل يمكن ان نطلق كلمة حزب علي تنظيم يتحرك أعضائه بالأشارة ؟؟؟ وحتي لو الغينا عقولنا وقبلنا بتسميتهم أحزاب ديمقراطية ووطنية؟؟؟ هل نجد ذرة من الديمقراطية في تنظيمهم ؟؟؟ هل لهم مواقف وطنية غير التشبث بالسلطة والجاه والغني الفاحش دون تقديم اي خدمة للوطن ؟؟؟ والذي يريد ان يكابر فليذكر لنا مواقفهم الوطنية واي مساهمة في تطوير السودان حتي لو كانت أعمال خيرية؟؟؟ ونورد آخر مواقفهم 1- هم السبب في مجيء حكومة الكيزان الفاسدة ؟ 2 – هم الذين إستلموا الرشوة من حكومة اللصوص التي تدعمهم مادياً بأموال المشردين والمرضي والجوعي الذين يشكلون نسبة كبيرة من شعبنا المغلوب علي أمره ؟ 3 – هم الذين يشاركون بأبناهم في كراس الحكم الوثيرة للإستمتاع بمزايا الوظيفة الرفيعة والتدرب علي أصول الحكم وخداع الجماهير حتي يمكنهم وراثة الحكم يوماً ما ؟؟؟ 4- هم الذين يثبطون عزيمة الشباب الثائر لصالح حكومة الكيزان ؟ ويكفي انهم يتبادلون كراس الحكم منذ 56 سنة والسودان الذي يعرف حاله الجميع ولا داعي لتوضيحه ؟؟؟ ويكفي ان السيدين أجهشوا بالبكاء عند انزال العلم الأنجليزي تحسراً وخوفاً من التاريخ الذي يقول ان عهدالكهنوت قد انتهي ولن يركع شباب السودان الحر ليبوس الأيدي ويأتمر بالأشارة ؟؟؟

  7. دقت يا استاذ لكن الحكاية كلها في البيتين وهما اس البلاء في السودان:
    في حزب الامة : عبد الرحمن الصادق مساعد للرئيس ووالده متواطئ مع الحكومة ومريم في المعارضة في انتظار ما سيكون لتجد لها موطئ فدم في الحكومات القادمة … يعني أمس (الصادق) واليوم (عبدالرحمن) وغداً (مريم ) شفت اللعبة كيف ؟؟؟ تخطيط جهنمي وكقول ناس الجيش ( أرمي قدام … ورا مأمن ).
    أما حزب الفتة … حدث ولا حرج… يكفي ما حدث للمواطنين في كسلا وقلع بيوتهم لآل الميرغني .. لا يهمهم الا المال … وكذلك بدأ تلميع (…..) الصغير ليكون ممن ابتلانا الله بهم في مقبل الأيام وهو لا يفقه شيئاً في أي شيء… لكنهم يلعبون لصالحهم دوماً والضحية جاهزة … حتي الوزراء الحاليين منهم بدأوا في تكبير كيمانهم …
    وثالثة الأسافي من ذهب الي السجن حبيساً …
    الله يريحنا منهم كلهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..