قناة المقرن : حان للوطن أن يغرِّد خارج الهَذَيان!

فضيلي جماع:

ما لا تنتطح فيه معزتان أنّ هيمنة وسائل الإتصال العصرية جعلت من عالمنا قرية كونية Global village . فقد صار بإمكان أي فلاح في ركن قصي من أركان كوكبنا أن يشهد أمامه أخطر الأحداث منقولاً على شاشة التلفاز ? لا .. بل على شاشة هاتفه المحمول. وصارت أخبار الإختراعات وعناوين اخطر الكتب تنشر صباحاً في صحيفة شهيرة بإحدى كبريات مدن العالم ليقرأها سكان هذا الكوكب بلغات مختلفة في ذات اليوم ، ذلك أنّ الخبر يخرج من يد المحرر لتتلقفه وكالات الأنباء الناطقة بمئات الألسن وتنشره في كل أنحاء العالم بغمزة زِر.

وعلى الرُّغم من هذا الجانب المشرق فإنّ الإعلام صار أيضاً سلاحاً فتاكاً تستخدمه الأنظمة المستبدة لتدجين وعي الشعوب وتغييب الحقائق. وعلام نمشي بعيداً ولنا في إعلام الإسلامويين في السودان المثل الحي في تغبيش الوعي ومحاولة طمس الحقائق جهاراً نهاراً. ولأنّ من يملك المال والسلطة في هذا العصر يملك مفاتح أسرار كثير من السراديب المغلقة، فقد كان أول ما تقدم على بندقية الإنقلابيين يوم 30 يونيو 1989م السيطرة على دار الإذاعة والتلفزيون المملوكين لحكومات المركز، ومن بعدها وضع اليد على الصحف وإداراتها واستبدالها بصحف تنطق بما يشاءون لا ما تشاء إرادة منبر حر يقول “لا” في وجه “نعم”. لذا فقد عاشت أجيال من أبناء وبنات السودان ممن فتحوا أعينهم على الدنيا يوم مجيء الإنقاذ ولما يروا أو يسمعوا غير الزيف والكذب الأصفر. يطالعون صحفاً تخبيء في أفضل حالاتها نصف الحقيقة. وقنوات تلفزة تذيع الخبر والكل يعرف أن أهم ما فيه قد خضع لمقص الرقيب. وللإمعان في تدجين الحقائق وتغبيش الوعي لابد لملكية البث عبر أي قناة في السودان أن تمر عبر قانون تم تفصيله ليلائم ما يوائم رؤيتهم السياسية. كم هائل من القنوات تحت مسميات كثيرة ، بعضها يبث برامج التسلية الرخيصة – إلا ما ندر . أتحدى أن تنفرد قناة واحدة من كل هذه القنوات من ثقافة الغيبوبة التي رزئت بها بلادنا تحت حكم الإخوان المسلمين الإنقلابي على مدى سبع وعشرين سنة. ولعلّ من الإنصاف أن نشير إلى أنّ بعض الجادين من الإعلاميين والإعلاميات كسروا الطوق أكثر من مرة في برامج التسلية والثقافة ليقدموا برامج خرجت على إيقاع ما رسمته الإنقاذ لتزيل الكدر عن المشاهد. وحتى مثل هذه البرامج لا تنجو من التهديد بحجبها حين يرفع غلاة الهوس الديني أكفهم بالاعتراض عليها وخاصة في ليالي شهر الصوم المعظم ، وكأن الله منع الترويح عن النفس في شهر رمضان المبارك.

واليوم يفاجئنا شاب نال درجة الدكتوراه في علم الإتصالات في أكثر بلاد العالم تقدماً – الولايات المتحدة الأمريكية – ليرهن ماله وعلمه لتجربة بث حر تتطلع قلوب الملايين من السودانيين إليها ، داعية لها بالتوفيق. لقد ملّ شعبنا الصابر إعلام الهذيان. فكان أن وضع الدكتور محمد شريف “قناة المقرن” رهن أبناء وبنات هذا الشعب ليقوموا بإدارتها بحرفية ونزاهة ، بعيداً عن إعلام الهذيان وتغبيش الوعي. ولكي لا تبث القناة برامجها في اتجاه واحد يغلب عليه الغرض فتنعدم المهنية وجودة المادة، فقد جاء اختيار مجلسي الأمناء والإستشاريين للقناة دقيقاً من حيث الخبرة والتنوع الفكري والسياسي والجغرافي، مما يضمن التوازن في إسداء النصح للقائمين على كتابة وإخراج مادة البث.

تقرر أن تنطلق القناة إلى رحاب العالم وإلى الملايين من مشاهديها من أبناء وبنات السودان في بث تجريبي يبدأ في السادس من أبريل القادم – أي بعد عشرة أيام فقط أو أقل من كتابة هذا المقال. وتلك إشارة لأحد أعياد فجر الحرية التي صنعها شعبنا بنضاله ضد الإستبداد. ولعل من الأمانة أن نقول للملايين من شعبنا إن مشوار الألف ميل كما يقول المثل الصيني يبدأ بالخطوة الأولى. ويتوقع للخطوة الأولى – أو ضربة البداية – أن تكون متواضعة.. فلا يخرج علينا الشامتون وأصحاب الغرض والقناة في بثها التجريبي ليعلنوا وفاتها قبل ميلادها. وعلى أصحاب هذا المعسكر أن يعلموا جيدا أن ” قناة المقرن” ? وهي تبث من لندن- حيث اقدم ساحات الديموقراطية والوعي في عصرنا الحديث- ولدت لتقهر الظلام وتزيل الغشاوة من عيون شعب محب للضوء والحرية. وهي بهذا المعيار لن تموت.

بقي نداء أخير نوجهه لأبناء وبنات شعبنا من الحادبين على ميلاد وطن حر: تنتظر القناة ممن يستطيع التبرع ولو بالنذر اليسير. وحين أقول بأقل فإنني أعني ما يجود به ظرف كل منكم ولو ما يساوي دولارا واحدا. فالقناة بحاجة للمال لفترة وجيزة قد لا تتعدي أشهراً معدودات، حيث ينتظر بعدئذ أن تقف على قدميها ولا تحتاج دعماً من أي جهة. يمكنكم فعل ذلك عبر موقع القناة المتاح في كل المواقع الإليكترونية.

فضيلي جمّاع
لندن ، 27 مارس 2017

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. القناة هي الامل لكل افراد الشعب السوداني للتعبئه ونشر الوعي وكشف الحقائق لبيع اراضي السودان للاجانب ومحاكمة كل المجرمين الإسلاميين ومن الانتهاذين باسم الدين

  2. نؤيد القناة تأييد كامل وسنقوم بالدعم ان شاء الله فقد اصابنا اعلام الكيزان بالبؤس من كذبهم ونفاقهم.

  3. هذا أجمل خبر سمعته هذا الصباح … ونحن كشعب رائد بين الأمم مفروض أن تكون عندنا مثل هذه القناة منذ زمن بعيد ولكن أن تأتي متأخراً أفضل من عدم الحضور … نحن معكم نشد من أزركم قناة المقرن قناة الحريه قناة الرأي والرأي الآخر ..والى الامام ومزيداً من التقدم في ساحات الاعلام الحر …

  4. Thousand congratulation of the new born Al MUGRAN TV channel,and complements to those who worked hard for this forgotten dream…Once again.greetings to Mr.Fudaily Gamaa, for his hard effort and request him ,to arrange for opening bank account under the name of the channel ,at USA,,europe saudia ,,and dubai ,so that donors can find it easier to share.in such national ,eventr

  5. اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق .. واذا المقرن جناحان يرفان على السودان وأهله .. قف .. سوف ندعم .

  6. أههههه ….أخيرا
    تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي….
    السادس من أبريل لبدء البث… تاريخ موفق لقناة موفقة إنشاءالله…
    تسلم د. محمد شريف …إحترامي

  7. التهنئة موصولة للجميع بهذا الحدث الكبير الذي ارجو ان (يجمع ما تفرق ولا يفرق ما اجتمع) ونصيحتي احذروا سوس الكيزان ان يأكل منسأة القناة قبل ان تقف على رجليها !! و (عودة السودان الذي كان الى ما كان في الامكان) !!

  8. الاستاذ فضلى جماع ..
    لك التحية..واولاد عمنا العمدة قادم ووصل الوتر بين غرب الخيرا بره وشرقها الحباك..
    غيبتك المنافى والمهاجر من الساحة..وانت والدكتور حامد البشير ..وكل مثقفى بيادرنا المظلومة التى تقع تحت ((المطر)) ..
    بلاد اغتيلت من فوق هامات الرجال..
    ومن فوق اصوات الحكامات وتنبر الشجعان…
    كما غاب عنا الشاعر النور عثمان ابكر كوكب الشرق ..خلف الثرى..
    ستجمعنا المجامع يوم نراه قريبا …مضىء بشنس الحرية وظلام دامس كل من نال من هذا الشعب..او اغترف غرفة..
    كل فترة يديرون ضجة اعلامية ليشغلوا الشعب عن قضايا اساسية الحرية والعدالة ومحاكمة من شرد الشعب وسرق فرحتهم واغتصب البسمة من قسمات الاطفال..
    وروع الغافلات الخفروات واخصى الرجال بسياسة الجبناء الملثميين فى الظلام ولكن إن جاءوا رجل لرجل ..لولغوا من الذلة والمهانة بقد خساستهم..
    ما معركة مصر والاعلام إلا ليتقربون زلفى لهذا الشعب الذى كفر بساستهم الاقصائية والجهوية ..حتى استحى اهلهم من هذا الهراء ..
    وظهرت ارهاصاتها من دموع التماسيح..ودموع الندم التى تبحث عن مسامح بعد وصلت دعوات المظلوميين الى رب السماء…
    ان السماء لا تمطر ذهبا للظالميين بل عذابا قريب …

  9. القناة هي الامل لكل افراد الشعب السوداني للتعبئه ونشر الوعي وكشف الحقائق لبيع اراضي السودان للاجانب ومحاكمة كل المجرمين الإسلاميين ومن الانتهاذين باسم الدين

  10. نؤيد القناة تأييد كامل وسنقوم بالدعم ان شاء الله فقد اصابنا اعلام الكيزان بالبؤس من كذبهم ونفاقهم.

  11. هذا أجمل خبر سمعته هذا الصباح … ونحن كشعب رائد بين الأمم مفروض أن تكون عندنا مثل هذه القناة منذ زمن بعيد ولكن أن تأتي متأخراً أفضل من عدم الحضور … نحن معكم نشد من أزركم قناة المقرن قناة الحريه قناة الرأي والرأي الآخر ..والى الامام ومزيداً من التقدم في ساحات الاعلام الحر …

  12. Thousand congratulation of the new born Al MUGRAN TV channel,and complements to those who worked hard for this forgotten dream…Once again.greetings to Mr.Fudaily Gamaa, for his hard effort and request him ,to arrange for opening bank account under the name of the channel ,at USA,,europe saudia ,,and dubai ,so that donors can find it easier to share.in such national ,eventr

  13. اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق .. واذا المقرن جناحان يرفان على السودان وأهله .. قف .. سوف ندعم .

  14. أههههه ….أخيرا
    تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي….
    السادس من أبريل لبدء البث… تاريخ موفق لقناة موفقة إنشاءالله…
    تسلم د. محمد شريف …إحترامي

  15. التهنئة موصولة للجميع بهذا الحدث الكبير الذي ارجو ان (يجمع ما تفرق ولا يفرق ما اجتمع) ونصيحتي احذروا سوس الكيزان ان يأكل منسأة القناة قبل ان تقف على رجليها !! و (عودة السودان الذي كان الى ما كان في الامكان) !!

  16. الاستاذ فضلى جماع ..
    لك التحية..واولاد عمنا العمدة قادم ووصل الوتر بين غرب الخيرا بره وشرقها الحباك..
    غيبتك المنافى والمهاجر من الساحة..وانت والدكتور حامد البشير ..وكل مثقفى بيادرنا المظلومة التى تقع تحت ((المطر)) ..
    بلاد اغتيلت من فوق هامات الرجال..
    ومن فوق اصوات الحكامات وتنبر الشجعان…
    كما غاب عنا الشاعر النور عثمان ابكر كوكب الشرق ..خلف الثرى..
    ستجمعنا المجامع يوم نراه قريبا …مضىء بشنس الحرية وظلام دامس كل من نال من هذا الشعب..او اغترف غرفة..
    كل فترة يديرون ضجة اعلامية ليشغلوا الشعب عن قضايا اساسية الحرية والعدالة ومحاكمة من شرد الشعب وسرق فرحتهم واغتصب البسمة من قسمات الاطفال..
    وروع الغافلات الخفروات واخصى الرجال بسياسة الجبناء الملثميين فى الظلام ولكن إن جاءوا رجل لرجل ..لولغوا من الذلة والمهانة بقد خساستهم..
    ما معركة مصر والاعلام إلا ليتقربون زلفى لهذا الشعب الذى كفر بساستهم الاقصائية والجهوية ..حتى استحى اهلهم من هذا الهراء ..
    وظهرت ارهاصاتها من دموع التماسيح..ودموع الندم التى تبحث عن مسامح بعد وصلت دعوات المظلوميين الى رب السماء…
    ان السماء لا تمطر ذهبا للظالميين بل عذابا قريب …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..