أخبار السودان

الحكومة.. هل توالي الانتظار..!

يوسف الجلال

لن يكون قولنا شططاً، إذا قلنا إن المؤتمر الوطني وجد نفسه مضطراً، لتأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني، لأنه فطن إلى أن الأسماء المقترحة للاستوزار، لا تملك تاريخاً سياسياً يؤهلها للانسراب إلى الوزارة. ولن يكون قولنا مصبوغاً بالتطرف، إن أشرنا إلى أن الحزب الحاكم تيقّن بأن المقاعد المطروحة للمحاصصة أكبر قامة من غالبية المشاركين في الحوار الوطني، لذلك مدد حبال الانتظار..!

الثابت أن المؤتمر الوطني بات أكثر إيماناً بأن أكثرية الذين وقّعوا مبكراً على الوثيقة الوطنية لا يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة، ولذلك أبطأ خطواته منتظراً توقيع مبارك الفاضل و الطيّب مصطفى والدكتور غازي صلاح الدين، كما انتظر ميّادة سوار الذهب بصبغتها الليبرالية، وكل ذلك ليقينه أنهم أفيد لحكومة الوفاق الوطني من الذين استجابوا مبكراً لنداء الوثبة.

قناعتي أن الذين وقّعوا على الوثيقة الوطنية في أوقات متأخرة أفضل وزناً سياسياً من الذين تداعوا لذلك في الأيام الباكرة. ويقيني أن غالبية الأحزاب والحركات المسلحة التي لبّت نداء الوثبة وشاركت في الحوار الوطني، ليست مؤهلة لحمل توصيف الحركة أو مصطلح الحزب، ومع ذلك جهّز قادتها “البدل والكرفتات”، لزوم الاستوزار..!

المؤكد أن بعض تلك الأحزاب ? إن لم يكن أكثريتها ? لا تملك ما يؤهلها لأن تكون ضمن خارطة التشكيلات السياسية من الأساس، ذلك أنها تفتقر إلى الجماهير، بل أن بعض تلك الأحزاب عبارة عن ختم وورق مروّس، يحمله زعيم الحزب في شنطته، ليس أكثر..! ولكن مع ذلك هيأ قادتها أنفسهم لنصيبهم في الكيكة، بمزاعم أنهم استجابوا لمبادرة الوثبة التي أطلقها الرئيس البشير، وبحجة أنهم شاركوا في الحوار الوطني، وهذا في مظنونهم سبباً كافياً، ومبرراً راجحاً لان يتمرّغوا في نعيم السلطة..!

الشاهد أن الأمور سارت في مناحٍ غير تلك التي تشتهيها أحزاب الحوار، وخاصة بعدما تم تأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني لمرة وثانية وثالثة، وهو ما يشئ إلى أن المؤتمر الوطني ليس عاجزاً عن اقتسام الكيكة فحسب، بل أنه يبدو كمن لا ينتوي اقتسامها مع هذه المجموعة أصلاً. خاصة أنه ? أي الحزب الحاكم ? أخذته الغبطة والسرور بعودة زعيم حزب الأمة الصادق المهدي إلى البلاد، وهو عند الحكومة صيد ثمين، إن تخيّر موقعه في طوابير الباحثين عن المحاصصة.

وثمة أمر آخر يشير إلى أن المؤتمر الوطني يبدو كمن ينتظر قادمين جدد إلى الكيكة، وهو أن الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي كشف ? مؤخراً – أنه اتفق مع الحكومة على تعديل الدستور وتشكيل “حكومة مؤقتة” بمشاركة أحزاب المعارضة، وهو ما يعني أن جنيناً آخر يتخلّق لتسوية أزمة السلطة والثروة، غير ذاك المولود في قاعة الصداقة بناءً على مخرجات الحوار الوطني.

وليس بعيداً عن ذلك كله، فإن الزلزال الذي ضرب الحركة الشعبية ? شمال، سيقود أحد فصائلها ? عاجلاً أم آجلاً ? إلى طاولة المفاوضات وبالتالي إلى السلطة. فهل سينتهج المؤتمر الوطني مزيداً من الانتظار، خاصة أن الوثيقة الوطنية كسبت مؤخراً أسماءً لامعة..!

الجريدة

تعليق واحد

  1. كلامك لم يبتعد عن الحقيقه فكل الذين شاركو فى الحوار لم يختارهم احد ولا يكادون يمثلون الا انفسهم يادوب فقد كان الحوار مجرد مولد تداعى له جهالنا وعواطلنا وفاقدنا التربوى من كل حدب وصوب ثم جلسو يثرثرون اعواما واعواما والخرطوم فى الخارج لا تعلم شيئا بل ولم يكن كل ذلك يعنيها فئ شئ وسكان الولايات لا يدركون ان المليارات من قوت ابنائهم يصرفها هؤلاء المتبطلون .
    بعد ان انفض المولد جاءوا يتقاسمون الانفال على حسابنا وهاهم يتقاتلون على الكيكه وينسون ان النار الملتهبة تزحف نحوهم وكأن الاساس هو تقاسم الكيكه خاصة ناس الشعبى والذين يظنون انهم احق من غيرهم .. لماذا ؟ الله اعلم !!
    مجرد سؤال مياده السنهورى الجابه شنو ؟
    كسره : التحيه لحزب الامه القومى والمؤتمر السودانى والحركات حاملة السلاح الخارجين من صلب هذا الشعب .

  2. هذا ان لم تكن الحكومة نفسها تعلم هذا السيناريو او تلعبه لاطالة الامأبها المعهود …لك الله ياوطن لك الله يا شعب الوطن

  3. كسره : التحيه لحزب الامه القومى والمؤتمر السودانى والحركات حاملة السلاح الخارجين من صلب هذا الشعب .

    الأمة القومي دا لو أدوه ضلعة كبيرة، ح يجي. وكذلك الحركات.

  4. حكومة الانقاذ تتدحرج من فشل الي فشل آخر أكبر و أعمق من الذي سبقه و أصغر من الفشل الذي يليه — وهذا قدر السودان و شعبه في حقبة الانقاذ البغيضة —
    فهلوة شراء الوقت و تشتيت الكورة كارثة تبنتها الحكومة منذ يومها الاول و هي لا تدرك ان عواقبها وخيمة — اليوم يدفع السودان و شعبه اثمان غالية من التردي و ضنك العيش و يؤس الحياة — كل الألاعيب الحكومة الفاشلة و الفاسدة و المستبدة باتت مكشوفة و تعرت الحكومة و ظهرت للداني و القاصي علي حقيقتها و تجلت في انها مجموعة من اللصوص ناهبي المال العام و المنافقيين و القتلة االمجرميين و المطلويون للعدالة الدولية— هذه الضغمة المنحرفة استحالة ان ياتي خيرا علي اياديها الملطخة بدماء الشرفاء من ابناء السودان —

  5. “خاصة أن الوثيقة الوطنية كسبت مؤخراً أسماءً لامعة..!”
    بل اسماء من الجحيم !!!!
    اسماء لامعة قال !!

  6. ميادة السنهوري ذكية
    لو بحثت عميقا ستجد ان الانقاذ في الشق الاقتصادي بتحاول انها تنفذ برنامج اقتصاد الليبرالية الجديدة
    دا نفس البرنامج اللي ممكن تنفذو هي لو كانت المسؤول
    اذن مفيش اختلاف
    الكلام عن انو ديل اسلاميين اعتقد اصبح مكشوف وانهم مجرد عشاق سلطة ( سلطة خضراء ان شئت)
    كل سياسي هدفو السلطة
    ماعدا الشيوعيين طبعا ? ديل قالوا انهم ضد الانقلابات ومتيخيلين انهم ممكن ويجو عن طريق صناديق الاقتراع في زمن خير ديمقراطي ما و حولو حزبهم الى ماهو اشبه بلجنة ثقافية استشارية هدفها التحالف مع اى جهة
    الان الانقاذ لاخطر عليها ، فليس في الافق مايشيرالى ان ثورة او انتفاضة في الطريق والمعارضة الحقيقية حالها كما ترون
    السؤال هو هل حزب ميادة وحزب الخال الرئاسي وحزب غازي ديل عندهم شعبية فعلا؟ اشك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..