سلمى الحسن : الشعر إحساس جميل غير قابل للجدل

رغم أنها تخشى المواجهة وتنأى بنفسها عن المنتديات والأضواء، إلا أنها شاعرة في واجهة المشهد الثقافي الفني من خلال ما تطرحه من إبداع، ومن خلال تلهف الفنانين لأشعارها، حيث تغنى بقصائدها أكثر من فنان في الفترة الأخيرة، إنها الشاعرة سلمى الحسن التي إلتقيناها من جديد في هذه الحوار:

حوار / نشوة أحمد الطيب

* حدثينا عن لقائك الفني الجديد مع الفنان كمال ترباس؟
– التعاون مع الفنان الكبير كمال ترباس في أغنية (واحد بس) من ألحان الملحن الكبير صلاح ضرار، هو التعاون الفني رقم خمسة بعد تعاوني مع الأستاذ الموصلي في أمريكا ثم الأستاذ الكبير محمود عبدالعزيز، والأستاذ هاني عابدين، والأستاذ سيف الجامعة.. أنا سعيدة جدا بتعاملي مع الأستاذ الكبير كمال ترباس؛ لأنني اثق في دقته وحرصه في اختياره الإغاني بالإضافة لصوته الجميل، وادائه الرائع، وهذا ما تتطلبه الكلمة حتى تصل للجمهور
* لم نر لك دواوين شعر حتى الآن.. لماذ؟
– قريباً جداً إن شاء الله.. أعمل هذه الفترة على تجميع مجموعة جديدة من القصائد لإصدارها في ديواني الجديد بعنوان (بتتذكر)، هذا الديوان سيكون أول إصدار لي في السودان، إذ أن دواويني السابقة كلها تم إصدارها وتوزيعها في الولايات المتحدة الأمريكية فقط.. لذا اتوقع أن يكون هذا الديوان( بتتذكر) مختلفاً قليلاً عن أخوانه وأن يجد حظاً أكبر في الانتشار والوصول للقاريء الكريم
* قصائدك تحمل في حروفها تمرداً على الواقع؟
– نعم لاحظت ذلك.. رغم أنني لا أرى فيها ما يثير الجدل.. انا فقط لي نظرة أخرى تختلف عن الآخرين.. في الحياة عامة، وفي ما يختص بالإحساس خاصة، الشعر بالنسبة لي أمر مقدس، إحساس جميل غير قابل للجدل المادي، الذي يفسد الأمور رونقها وبريقها، (على الأقل بالنسبة لي)، هناك أشياء إقحام المادة بها يفسدها.. من بينها أمور الإحساس، فلا أجد نفسي ولا استطيع أن أكون ممن يجادلون ويفاصلون في المادة، أحس أن هذا الأمر لا يشبه شخصيتي ولا استطيع أن أكونه، ولا أظنني أكونه وإن طال الزمن.
* هل تكتب سلمى لطيف ما يلازم دواخلها؟
– هذا أجمل سؤال سؤلته من قبل، حسناً، سلمى الحسن تكتب لذلك الطيف الذي يلازم دواخلها ويحيا بأعماقها أينما تكون، تلك الشخصية أو قل ذلك الملهم الذي يتدفق إحساساً صادقاً لا زيف فيه، أكتب لذلك البعيد القريب، الغائب الحاضر في كل الأمكنة والأزمنة.. أكتب للصدق حيثما وجد.. أكتب للطيب القلب المرهف الأحاسيس، وإن كان يحيا بداخلي فقط حتى الآن إلا أنني أؤمن تماماً أنه سيكون واقعاً ماثلاً أمامي يوماً ما.
* أشعارك رومانسية للحد البعيد؟
– لا أظنني استطيع أن اتخلى عن الشعر الرومانسي ذات يوم .. الرومانسية بجانب انها تخصص دراستي وكتاباتي.. أحسبها أصل شخصيتي، فأنا أؤمن بالرومانسية والحب والسلام.. اؤمن بالخير وأن الحب دائماً ينتصر، أؤمن بالصدق وتواصل الأرواح.. أؤمن بكل هذه القيم حتى على مستوى حياتي، فكيف أن اتخلى عنها أو عن كتابتها يوماً ما، على العكس ستظل الرومانسية هي رسالتي التي أنادي بها وأدعو لها في كل ما أكتب حتى تصل الى أكبر عدد ممكن من القراء والجمهور المحب للأدب والشعر.
* المعاناة تولد الإبداع مامدى صحة ذلك؟
– نعم.. المعاناة، الألم، الشوق، الفقد، الحنين، الفراق، كل هذه الأشياء توقد جذوة الشاعر وتدفعه للكتابة، وتمده بالمفردات الصادقة والإحساس المتقد.
* مع التدريس، هل يمكن أن نقول إن الشعر بالنسبة لك مهنة؟
– أحب التدريس جداً، أشعر أنني ولدت لأكون أستاذة، علاقتي قوية جداً بطلبتي في الجامعة، حتى أن منهن من أصبحن أعز صديقاتي، أجد نفسي كثيراً في التدريس، الشعر هواية فقط ولا اعتبرها مهنة مطلقاً، هو إحساس فقط يطفو على السطح بين الحين والآخر.
* كيف تحسين بنجاح القصيدة؟
– أحس نجاح القصيدة بتفاعل القراء معها وترديد كلماتها عندما تصبح أغنية، احسها نجحت عندما أرى الناس تتساءل عنها وعن ظروف كتابتها بشغف، وكثيراً ما يسألني الناس عن الإلهام والملهم الذي يقف وراء كلماتي.. فأكتفي بابتسامة تخفي وراءها الكثير.
* علاقة الشعر بالمكان؟
– بعيداً عن فلسفة الشعراء والأجابات التقليدية، أنا إنسانة لا ترتبط كثيراً بالأمكنة.. أنا ارتبط بالأشخاص، وفكرة الوطن عندي ليست بذاك الحجم الذي يضخمه الشعراء بالوجد والحنين، الوطن عندي هو المكان الذي يرتاح فيه قلبي وأحقق فيه نجاحي الذي أنشده.. لازلت متعلقة كثيراً بالولايات المتحدة تحديداً ولاية كولورادو بصقيعها المستمر وأمكنتها الباقية في خيالي، لا أشعر بالغربة وأنا هناك.. بل احتفي بالنجاح وأسعد به فضلاً عن البكاء أو التباكي على الفراق والحنين للبلد.

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..