في الذكرى الثانية والثلاثين لمارس/أبريل 1985

هاشم حسن
تمر الذكرى الثانية والثلاثين اليوم السادس من أبريل 2017م لانتفاضة الشعب . في هذا اليوم هب الشعب السوداني وقهر جلادي انقلاب مايو 1969م وقذفت بهم إلى مزبلة التاريخ. استطاع الشعب الأعزل بدحر طغمة مايو 1969م التي جثمت على صدور الوطن ستة عشر عاماً عجافاً.
ارتكب انقلاب مايو: الخطيئة الأولى بالشروع في الانقلاب على الديمقراطية. “وكان رفض الحزب الشيوعي للانقلابات معلناً وصريحاً ومثبتاً في كل وثائقه منذ 1961 عندما أعلن المكتب السياسى فى أغسطس1961 فى بيان بأن الأضراب السياسى هو الأداة الفاعلة للقضاء على الديكتاتورية. وأكدت اللجنة المركزية ذلك فى 6يناير 1963. وارتكب من الجرائم ضد لسيادة الوطنية عندما ارتمت الطغمة وقادتها في أحضان (غلاة) القوميين العرب من أمثال الطاغية القذافي .هذه الأنظمة دفعت بانقلاب مايو للخطيئة الثانية الا وهي القفز فوق جراحات الوطن وقضاياه وخاصة قضية “الاندماج الوطني” ووقف الحرب بجنوب الوطن التي كانت مندلعة منذ 1955م ، وكان رأي الحزب الشيوعي واضحاً وعقلانياً والذي خلص إلى ضرورة حل المشكلة القومية قبل الشروع في أي وحدة مع دول أخرى.ولكن النظام وكدأب كل الانقلابات العسكرية في العالم الثالث لم يستمع لتلك النصيحة ، بل تمادى في توقيع “ميثاق طرابلس” مع مصر وليبيا والسودان، واتفاقية التكامل مع مصر وكان الغاء هتين الاتفاقيتين من أولى مطالب الانتفاضة عام 1985م.
وكانت الخطيئة الثالثة هي ضرب الجزيرة ابا الذي عارضه الحزب الشيوعي السوداني بكل قوة. ولعل سؤال رئيس محكمة الشهيد عبد الخالق محجوب العقيد أحمد محمد الحسن الموجه للشهيد عبد الخالق لماذا عارضتم مايو؟ واجاب عليه الشهيد بالسببين :
الأول للمصادرات والتأميمات العشوائية الضارة بالاقتصاد السوداني. والثاني لضرب الانقلاب لأناس عزل بالجزيرة أبا. واستمعت المحكمة ورئيسها لحديث الشهيد في الشق الأول من الاجابة ولكن رئيسها العميل المصري أحمد محمد الحسن رفض الاستماع لحديث الشهيد عن رفض الحزب لضرب الجزيرة ابا؟؟!!
أما الخطيئة الرابعة فقد كانت المعاداة للديمقراطية ولكل منظمات الشعب وطوائفه وأحزابه ونقاباته…الخ منذ البداية ، وارتمى النظام في احضان الامبريالية العالمية عام 1972م ، بعد وصوله لاتفاق مع قادة الحرب بالجنوب ، إلا أن النظام عاد سريعاً لنقض اتفاقية عام 1983م ما أشعل الحرب ثانية.
إن جرائم النظام المايوي لا تحصى ولا تعد. فمجازر يوليو 1971م ليست بغائبة عن ذاكرة شعبنا، واعدام الشهيد محمود محمد طه والمعتقلات والتعذيب والأزمة الاقتصادية الطاحنة والفساد.
وختم النظام المايوي سلسلة جرائمه بدفن النفايات الذرية بالشمال والغرب على تخوم “وادي هور” كما ختم بترحيل اليهود الفلاشا لاسرائيل في سابقة خطيرة ومعادية للفلسطينين وعمالة لدويلة إسرائيل.
لكل تلك الأسباب كانت الإنتفاضة ، ولكلها وأكثر منها ستسقط شعبنا الديكتاتورية الدموية الثالثة.
الميدان