السودان : نذر حرب اقتصادية جديدة بين الشمال والجنوب.. محاكمة المسؤول الأول لجهاز الأمن والتحقيقات الجنائية تبدأ في جوبا الاثنين

الخرطوم: فايز الشيخ جوبا: مصطفى سري
دخلت الخرطوم في مرحلة جديدة من الحرب الاقتصادية مع دولة السودان الجنوبي وشددت على استخدام العملات الأجنبية لأول مرة في التعامل بين الشمال والجنوب، فيما أعلنت قبيلة شمالية احتجاز قطار في طريقه إلى جوبا وأكدت أنها لن تسمح له بالعبور إلا بعد توقيع اتفاق مع الخرطوم يسمح بعبور حركة البضائع.

ودخل السودان الشمالي والجنوبي مرحلة جديدة من الحرب الصامتة، بعد أن كادت حرب العملات أن تنجلي بقرب انتهاء أجل تبديل العملة القديمة المتداولة بين البلدين. وكان البلدان قد أصدرا عملتين جديدتين في الخرطوم وجوبا وشرعا في عملية تغيير العملة القديمة المشتركة بعملتيهما، وتسابق الطرفان في وضع الإجراءات الأمنية والاقتصادية لوقف حركة انسياب العملات عبر الحدود والمطارات. وفي تطور جديد قال محافظ «بنك السودان المركزي» محمد خير الزبير «إن التعامل التجاري في مجال الصادرات مع دولة السودان الجنوبي سيكون بالعملة الصعبة»، مبينا أهمية تشجيع تجارة الترانزيت مع الجنوب، وجاء الإعلان في وقت اعترفت فيه قبيلة «المسيرية» الشمالية باحتجازها أحد القطارات المتوجهة من مدينة كوستي إلى الدولة الجديدة، وكانت جوبا قد أعلنت قبل يومين أن ميليشيات مسلحة احتجزت قطارا يحمل ألفا من السودانيين الجنوبيين في طريقهم إلى بلادهم في سياق عودة طوعية، وأشارت إلى اتصالات مع الخرطوم لإطلاق سراح المدنيين المحتجزين بمنطقة الميرم في جنوب كردفان، وقالت القبيلة الشمالية إن القطار المحتجز يحمل بضائع ضخمة لتجار شماليين بغرض بيعها في دولة الجنوب، وأكدت أنها لن تفرج عنه إلا بتوقيع اتفاق بين الشمال والجنوب على مرور البضائع، ونقلت مصادر إعلامية في الخرطوم عن أحد زعماء «المسيرية» أن قبيلته كانت قد احتجزت ثلاثة قطارات، وكان اثنان منها يحملان مدنيين، وقد تم السماح لها بالمرور، وشدد على أن قبيلته لن تفرج عن القطار الثالث «التجاري» إلا بتوقيع اتفاقية تعامل بين الشمال مع دولة الجنوب للسماح بمرور البضائع بتلك الطرق المغلقة، وفي ذات السياق أكد اتحاد عام غرف النقل، أن البضائع الشمالية لن تدخل الأراضي الجنوبية إلا بعد وضع سياسات واضحة واتفاقيات بين الدولتين.

وقال في تصريحات نقلها المركز السوداني للخدمات الصحافية التابع للحكومة «إن تجار الجنوب حاليا يتسلمون بضائعهم من الحدود». وقال شمس الكمال حمد دياب، المسؤول بالغرفة التجارية «إن الشاحنات والحاويات كافة التي تحمل البضائع تقف عند المناطق الحدودية ولم تدخل الأراضي الجنوبية لعدم استقرار الأوضاع الأمنية»، وأوضح أن حكومة الجنوب قامت بتوفير شاحنات لإدخال البضائع والسلع إلى أراضيها، وأشار إلى أن دولة الجنوب تعتمد اعتمادا كليا على تجارة الشمال، وجدد دياب مطالبتهم بوضع سياسات واضحة تحكم التجارة مع الجنوب من حيث الرسوم الجمركية وغيرها.

إلى ذلك، أكدت حكومة السودان الجنوبي عن تقديمها رئيس التحقيقات الجنائية إلى المحكمة غدا (الاثنين) لاتهامه بسوء معاملة المعتقلين وإنشاء مراكز احتجاز غير قانونية إلى جانب اختفاء مواطن في أبريل (نيسان) الماضي.

وقال المفتش العام لشرطة السودان الجنوبي الجنرال تيتو اشويل مادوت، في تصريحات صحافية إن المحكمة الجنائية ستستأنف جلستها غدا ضد رئيس التحقيقات الجنائية اللواء ماريال نور جوك المحتجز منذ ثلاثة أسابيع بأمر من رئيس الدولة سلفا كير ميارديت في أعقاب تقارير تزعم تورطه في الرشوة وتعذيب المحتجزين وإنشاء مراكز احتجاز غير قانونية، إلى جانب سوء معاملة المعتقلين، وكان آخرها تعذيب سيدة بشكل وحشي إضافة إلى اختفاء مواطن منذ أبريل الماضي، مشيرا إلى أن المحكمة ستجري تحقيقا بشأن التقارير والاتهامات ضد مدير جهاز الأمن العام رئيس التحقيقات الجنائية ومسؤولين آخرين معنيين في القضية، وأضاف أن الوقت قد حان ليقوم القضاء بواجباته تجاه حالات سوء معاملة المحتجزين، وقال إن المشتبه بهم يجب أن يتم احتجازهم لفترة محددة من أجل تسهيل التحقيقات معهم.

من جانبه، اعتبر محامي الدفاع الشخصي، كير شول، عن الجنرال ماريال نور جوك، في تصريحات صحافية، أن احتجاز موكله داخل ثكنة عسكرية غير دستوري، وقال إن عائلة الجنرال ومحاميه حرموا من زيارته، وقال إن ذلك انتهاك لحقوق الإنسان، داعيا إلى تحويله إلى مركز الشرطة، واصفا الاتهامات الموجهة إلى موكله بأنها مزاعم، داعيا المواطنين إلى عدم تصديقها إلى حين تقول العدالة كلمتها وتظهر الحقيقة.

وكانت المحكمة قد بدأت الاثنين الماضي النظر في أكبر قضية تشهدها الدولة الحديثة التي أعلنت عن استقلالها الشهر الماضي، تلك القضية المتهم فيها مدير جهاز الأمن العام رئيس التحقيقات الجنائية، لكن تأجلت الجلسة إلى غد (الاثنين)، وتتضمن التهم الموجهة للجنرال ماريال نور جوك اختفاء المواطن جون لويس منذ أبريل الماضي بعد استدعائه إلى مكتب الأمن العام والتحقيقات الجنائية، وقبول رشى نقدية وحجز الأصول مثل المنازل والمحال التجارية وقطع أراض، والاعتقال التعسفي للمدنيين وإنشاء مراكز احتجاز غير مشروعة، إلى جانب اتهامه بتسليح القبائل لاستدامة الخلافات في ولاية البحيرات، وتعذيب سيدة على يد أفراد من قسم التحقيقات الجنائية بإدخال مواد صلبة إلى جهازها التناسلي. وقد أمر رئيس السودان الجنوبي سلفا كير ميارديت بتسفيرها إلى كينيا للعلاج، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن السيدة توفيت في نيروبي متأثرة بجراحها.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. انا على يقين ان دولة الجنوب سوف تسير على خطى الدولة الراشدة التى تحتكم للقوانين والمبادئ التى تقوم على احترام حقوق الانسان وعلى اشاعة الحريات العامة التى تتضمنها كل الميادئ الانسانية التى اقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية اذا كان هذا هو منهجها فى التعامل مع القضايا التى تقوم على حدوث الانتهاكات والممارسات باستخدام اجهزة الدولة والمؤسسات الرسمية ، اتمنى ان توفق فى مسيرتها هذة وهى تعتبر بداية لعهد الدولة الجديدة وربنا يحفظها من مكر ودسائس ومؤامرات الكيزان

  2. العقبال لينا – ان نرى نافع – وكمال عبداللطيف وغيرهم يقدمون للمحاكمه-بالله مش كان احسن لو كان سلفا رئيس للسودان

  3. دا كلام صاح معارضة النظام حاجة ومصالح السودان حاجة تانية…التبادل التجارى يكون بالعملة الحرة دا كلام صاح….نحى المسيرية على احتجازهم القطار …هم ببترولهم ونحن بسلعنا ويفتح الله ويستر الله…….حسن الجوار يكون بالاتفاق ووضع اسس لذلك……ماممكن يكون الوقود مدعوم منالشمال ويهرب للجنوب

  4. توقف عندك يا هذا يا من تقول معارضة النظام حاجه ومصلحة البلد حاجه ، بالله
    عليك أخجل من نفسك منذ متي والجنوبي أجنبي ، ومن الذي حدد وقال انه أجنبي
    هل هو ذلك الراقص الهنبول ، أم علي عثمان الذي أسّود وجهه من سوء اعماله
    أم هو نافع الذي اتفق اليوم ولحس في نفس اليوم وغني لمن جعلوه مضحكه أو
    مندور أو قطبي أو أي من الابالسه، من هو علي عبداللطيف ومن هو عبدالفضيل
    الماظ ، هل هم من الشوايقه أو الدناقله ، والجعليين معروف اصلهم جنوبيين
    متنكرين بعد ما أختلطوا بالاحباش علي عبداللطيف دينكاوي والماظ من النوير
    وهم ابطال وطنيين ، هل اليوم نقول عليهم وعلي احفادهم أجانب ، أنا أقول الي
    قبيلة المسيريه وكل القبائل علي الحدود الجديده المزعومه أن يساعدوا علي
    تهريب البضائع جنوبا فيضربوا عصفورين بحجر واحد ، وهو محاربة هذا النظام
    ومساعدة أخوتنا بالجنوب ، رغما عن بيوت الاشباح وكل المظالم لم يحاكم أو يحاسب مسئول واحد بالشمال ، وحتي عندما نهب وزير الداخليه سابقا ووزير
    الدفاع حاليا أموال الشرطه وانهيار ذلك المستشفي وبه ما يساوي الملايين من
    الدولارات ، وثار الشعب تم اقالته وفي حفل وداعه قال له الراقص دي عباره
    عن استراحة محارب وفعلا بعد فتره قصير اصبح وزيرا للدفاع تلك الوزاره التي
    لا حسيب ولا رقيب علي ميزانيتها ، وهو من قال يحتفظ بحق الرد علي اسرائيل
    لقصفها تلك السياره بالشرق ، ولو قصغوا بيته سوف يقول نفس الكلام ، عندهم
    الشجاعه فقط لمواجهة ابناء الوطن بمختلف اعراقهم ودياناتهم ، ويمهل ولا يهمل

  5. يا رب نعظمك ونمجدك من اجل نعمتك علي جنوب السودان ارض الابطال العظام امنحنا السلام والوحدة من اجل (العدالة -الحرية -الاذدهار ) هذه الكلمات هي معاني في النشيد الوطني لجمهورية جنوب السودان وكل الابطال الذين حاربو دفعوا حياتهم قربانا من اجل العدالة لكل السودان وبالاخص ابناء الهامش الذين ليس لهم احد ليوصل اصواتهم للعدالة عندما يظلموا من ابناء (المركز)المحصنين بالسلطة والمال والسلاح

  6. المسيرية ديل شغالين مع الحكومة مليشيات مراحيل و جنجويد لكن الجنوبين لابتين ليهم و ا قفلوهم زي غزة بعدما يعملوا خط الانابيب مع كينيا بعد داك بعرفوا ان الموءتمر الوثني ضيعهم و بعد داك ياكلوا نارهم ما عندهم مخ عالم وهم و بعديين وين احمد البقاري عشان يعلق لينا علي الموضوع دا

  7. يا أخي المسيرية كقبيلة إشتُقَّت إسمها من كلمة(سَارَ-يَسِيرُ-مُسِيراً) فهم كقبيلة بدوية رعوية في حالةِ سَيرِ دائمِ بحثاً عن الكلأِ والماء..فمن مسيرهم (تِرحالهم) إشتُقَّتْ إسمَ قبيلتهم. أثبتَ المسيرية أنهم لا يَسِيرونَ وراء ماشيتهم فقط بل يتم تَسييرُهم من قبل أهل الإنقاذ تحقيقاً لأهداف الصَّحابة في الخرطوم وأهدافهم بعد زوال الإنقاذ!
    والله يا مسيرية..والله بعد زوال الإنقاذ ما حنقبل مِنَّكُم أيُّ إعتذار..وحيواناتكم حيشرب من بولكم..

  8. يا [ جُنُوبي أصيل] المسيرية شلكهم سوف ياكلوا نيم تغيل بعد إغفلوهم زي غزة خليهم يجروا ورا الموتر الوثني

  9. يبدو لي من كلام بعض المعلقين عن قبيلة المسيرية (رغم انني اكره مثل هكذا أحاديث عن القبائل) كمثل الغالبية العظمى من السودانيين وانا احدهم يجهلون التركيبة القبلية لكثير من القبائل السودانية الا انني اعرف جيداَ الامتدادات الاثنية لقبيلة المسيريةوطبيعة تكوينها العرقي فجميع القبائل التي ترعى الابقار هي ذات اصل واحد ويبدو هذا واضحاَ من خلال عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم التي تتطابق تماماً في كل شئ رغم اختلاف مساراتهم ومراحيلهم في سبيل بحثهم عن المرعى الجيد الا ان هنالك تحالفات (حلف كتاب) بالمؤازرة والدعم عند الحروب فيما بينهم وهو بمثابة عهد مقدس لا يمكن الحنث به. هذه القبائل بالاضافة للمسيرية ابناء عمومتهم الرزيقات و الهبانية ، المعاليا ، الزيادية، الحوازمة، بني هلبة ، التعايشة ….الخ وغيرهم من القبائل الرعوية التي تمتد بين كردفان ودارفور. وهذا ما يفسر ثقة المسيرية في مجابهة كلا الطرفين الحركة الشعبية – و الحكومة معاً فيما يتعلق بمسألة ابعادهم عن منطقة ابيي سواء ان كانت هي حق لهم او غير ذلك. قبيلة المسيرية حتى الآن ترى انها قادرة على مجابهة الحركة الشعبية في ابيي وقد كان لها ذلك كما شهدنا في الاحداث الاخيرة. اذاً لماذا احجمت الحركة الشعبية عن مواصلة القتال في ابيي؟ لعدة اسباب منها سياسية واقتصادية وعسكرية, والسبب الاخير ( العسكري هو الاهم فهي لا تريد اثارة بقية القبائل التي لها امتدادات مع المسيرية وتوسيع رقعة المجابهة على طول حدود طويلة بين دارفور وكردفان والتي هي حتماً سيهبون لمساندة ابناء عمومتهم مهما كانت الظروف الشئ الذي سيستنزف مواردها على قلتها ويزيد عليها الضائقة الاقتصادية خاصة وانها دولة وليدة في مهدها لم تصل مرحلة ( الحبيان). وهذا تفكير جيد جداً من الجنوبيين لانهم يعرفون انهم عندما يواصلون القتال مع قبيلة المسيرية ستأتي بعدها قبائل أخرى ولا اظن ان المجتمع الدولي سيدعم دولة تقاتل قبائل على اراضي لم يحسم امرها بعد اهي جنوبية ام شمالية ولا اظنهم سيجدون تعاطفاً دولياً في قتالهم ضد قبيلة مثل ما سيجدونه اذا ما كانت دولة ومن بعدها الحكومة وستطول القصة وسيدخلون انفسهم في مأزق لطالما عملوا على تجنبه على الاقل في هذه المرحلة من بداية تكوين دولتهم. اما اذا نظرنا للطرف الآخر الحكومة فأنها اذا ضمنت ان سكوتها وتخليها عن منطقة ابيي سيجنبها ملاحقة المحكمة الدولية وامريكا والغرب وسيغض هؤلا الطرف عن ملفاتها القذرةو جرائمها وموبقاتهاالتي ارتكبتها لسارعت منذ الوهلة الاولى للتنازل عن ابيي ولباعت المسيرية طالما انها تطهرت و غسلت جنابتهابتنازلها هذا امام ورضى المجتمع الدولي. الا انها اي الحكومة ولنفس السبب الذي منع الحكومة الجنوبية من مواصلة القتال هو نفسه الذي يمنع الحكومة من اجبار المسيرية القبول باي اتفاق يزحزحهم من اراضيهم. واذا ما حاولت ذلك فهي تعرف جيداً امتدادات المسيرية مع بقية القبائل المذكورة التي لم يطلب المسيرية الدعم منهم حتى الآن. فكما قلت سابقاً انهم يرون حتى الآن انه لا حاجة لطلب الدعم والذي سيطلبونه عندما يحين ذلك. أقول مرة أخرى ان الكثير ليس من المعلقين هنافحسب بل الكثير من السودانيين يجهلون حقيقة هذه المعادلة فيظنون ان قبيلة المسيرية انما هي ورقة ضغط في يد الحكومة ضد حكومة جنوب السودان لمزيد من التنازلات انما الحقيقة التي تعرفها الحكومة جبداً ان المسيرية رقم صعب وهم جادون بتهديداتهم المستمرة للحكومة اذا ارادت ان تجعلهم ضحية تسوية ما مع الجنوب وهذا ما يمنعها من عقد هكذا صفقات لو تسنى لها خلاصها لافتدت به الا انها تعرف جيداً حينها لن تجابه المسيرية وحدهم بل امتداداتها معاً ولن تعرف الى اين ستؤل الاتجاهات حينها.

  10. هذاه التحالفات أوهن من بيت العنكبوت الوقع أنه ليهم كمية من السلاح و العتاد العسكري و كما الله في القران ( تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ) هم يحمون ظهر الحكومة و الحكومة تساعدهم و تقف مهم

  11. امرى قريب جداً قبيلة يقوم باعمال غير قانونى و اعمال اجرامية باسم
    الدولة . ماذا لو قامة مجموعات اخرى بمثل هذه الافعال ماذا سيكون رد
    الفعل الحكومة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..