أخبار السودان

ردد الدهرُ حسن سيرتهم ..!

الماضي دون إنجاز يحفظه التاريخ مبنىً ومعنى مثل رجل مات فقيراً وعقيماً وإن كانت سيرته حسنة فمصير ذكراه الإندثار ..والحاضر هو حلم سيكبر ولكن بالعمل أثناء اليقظة .. أما المستقبل فهو طفلٌ إن كان يتخلق في رحم العزيمة فسيولد ويصبح أعظم شأنا من والديه .
فيلسوف غير عربي ..
كثيراً ما يتحدث العرب بإعجاب كبير عن اليابانيين الذين نهضوا من وهدتهم في زمن قياسي مقارنة مع تقاعسنا نحن و إنحدارنا خلال ذات الحقبة التي أصبحت فيها اليابان قوة صناعية و سادت أسواق العالم بفضل تسخير العقول والسواعد والشفافية الوطنية والمهنية قبل السياسية.. ولكن ما هو رأي اليابانيين في إنسان العالم العربي من منطلق معايشة البروفيسور الياباني
( بوبواكي نوتوهارا )
المستشرق والكاتب والمترجم والأستاذ الجامعي الذي درس الأدب العربي في جامعة طوكيو ثم عمل فيها مدرساً فيها للأدب العربي المعاصر لمدة أربعين عاماً .. ألف بعدها في العام 2003 كتاباً من وجهة النظر اليابانية يتحدث فيه عن إنطباعاته حول الإنسان العربي والتي ربما تلخص الكثير من جوانب الواقع العربي المهتريء الذي نعيشه.. وما يلي نستعرض أهم ما ورد في ملاحظات الرجل .
العرب متدينون جداً … وفاسقون جداً .
الحكومة لا تعامل الناس بإحترام ولكنها تسخر منهم وتضحك عليهم ..
في مجتمعنا الياباني نضيف حقائق جديدة .بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي إكتشفها في الماضي البعيد .
الدين أهم مايتم تعليمه عند العرب ولكنه لم يمنع الفساد وتدني قيمة الإحترام .
فمشكلة العرب أنهم يعتقدون أن الدين أعطاهم كل العلم..عرفت شخصاً مثلاً ظل عشرين عاما يقرأ القرأن فقط .. لكنه بقي ذاته ولم يتغير فيه شيْ .
لكي نفهم سلوك الإنسان العربي العادي فلابد أن ننتبه لمفهومي الحلال والحرام عنده .
من المهم أن نتقبل قيم المجتمعات الآخرى كما هي دون أن نشوهها أو نخفض من قيمتها على ضوء قيمنا نحن وعلينا إذن ان نرى المجتمعات الآخرى كما هي ونقبلها كما هي .
عقولنا في اليابان عاجزة عن فهم أن يمدح الكاتب السلطة..فنحن نستغرب ظاهرة مديح الحاكم كما نستجهن رفع صوره في أوضاع مختلفة كأنه نجمٌ سينمائي .
في الدول العربية التوتر يجعل الناس يتبادلون نظرات عدوانية ويزيد إحتقان المدينة نفسها أكثر فأكثر ..بينما اليابانيون ينحنون لبعضهم في الأماكن العامة و وسائل المواصلات بإبتسامة ونظام دون تدافع أو سباق .
أول ما أكتشفت في المجتمع العربي غياب العدالة الإجتماعية وهذا يعني غياب المبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه الناس مما يؤدي الى الفوضى والأحقاد .المجتمع العربي مشغول بفكرة النمط الواحد على غرار الحاكم الواحد لذلك يحاول الناس ان يوحدوا أفكارهم وملابسهم .
الرجل العربي له قيمتان واحدة في البيت وأخرى في الحياة العامة. فهو في البيت يلح على تعظيم نفسه ورفع قيمته الى درجة السيطرة المطلقة والزعامة ..بينما في الحياة العامة فهو يتصرف وفق قدراته وميزاته ونوع عمله وهذان الوجهان المتناقضان غالباً ينتج عنهما أشكالات لا حصر لها من حالات الفصام والرياء والخداع والقمع .
على العرب أن يفهموا التجربة اليابانية .. فسيطرة العسكر على الشعب هي سبب دخول البلاد في حروب متصلة ومجنونة .
المجتمع العربي عامة ليس عنده إستعداد ليربى المواهب ويقويها .
السجناء السياسيون في البلاد العربية يضحون من أجل الشعب ولكن الشعب نفسه يضحي بأولئك الشجعان..فإنعدام حس المسئؤلية طاغ في مجتمعاتهم .
حين يدمر العرب الممتلكات العامة فهم يعتقدون أنهم يدمرون ممتلكات الحكومة التي لا تخصهم في شيء .
ولا زال العرب يستعملون الضرب والقمع والتهديد خلال التعليم ويتساءلون متى بدأ القمع .
أستغرب لماذا تستعمل كلمة ديمقراطية كثيراً عند العرب .
مفهوم الشرف والعار عند العرب يسيطر على مفهوم الثقة في مجالات واسعة عند المجتمعات العربية .
العرب مورست ضدهم العنصرية ومع ذلك شعرت عميقا إنهم يمارسونها ضد بعضهم .
ونلخص دون تعليق فحوى كتاب الرجل بمقولة إبن سينا …من مئات السنين حين قال .. أبتلينا بقومٍ يظنون أن الله لم يهدِ إلا سواهم .

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..