أخبار السودان

يس صلاح: الاعتقال اعطانا عزيمة اقوى واصرار اكبر على مواصلة العمل، لان نظام بهذا السوء يجب ان يرحل اليوم قبل الغد

حملة صحافيون ضد الاعتقال للتضامن مع المعتقلين

#المعتقلات_مقبرة_النظام_لدفن_حريتنا
يس صلاح حزب المؤتمر السوداني

تم اعتقالي يوم 7 نوفمبر من العام الماضي بمعية عدد من الاشخاص، حيث اقتحمت المنزل قوة من جهاز الامن مدجيين بالسلاح وتم اقتيادنا لإحدى مباني الامن بالعمارات حيث مكثنا يومين ومن ثم تم ترحيلنا الى مباني الامن بموقف شندي .
تم تعذيبنا بالضرب بالخراطيش على الظهر والضرب بالايدي على الوجه والرأس لعدد من الساعات تمت خلالها اخذ بياناتنا وتصويرنا مرارا وتكرارا عبر طقوس من التعذيب يطلقون عليها الحفلة.

وتم ترحيلنا لسجن كوبر عند منتصف الليل . تشاركنا في زنزانة مساحتها لاتتجاوز 7×5 امتار حيث كانت مكتظة بعدد كبير جدا من المعتقلين وصل الى 40 شخصاً في نفس الزنزانة والتي بها حمام واحد لنا جميعا ، كنا ننام ثلاثة اشخاص على نفس المرتبة. بعد 21 يوم تم ترحيلنا الى سجن دبك ومكثنا فيه الى ان تم اطلاق سراحنا.

الاعتقال اعطانا عزيمة اقوى واصرار اكبر على مواصلة العمل لان نظام بهذا السوء يجب ان يرحل اليوم قبل الغد. فما رأيناه من أصناف التعذيب الممنهج والعنصري الذي تعرض له شباب سودانيين من دارفور وجبال النوبة امر يفوق الوصف . رأينا آثار التعذيب على عدد من المعتقلين والحالة المذرية التي وصلوا لها ، عندما يأتي أحد الأفراد ليلا طالبا خروج أحد المعتقلين نصاب بحالة عميقة من الحزن لأننا نعلم بأن هذا الطلب في هذا التوقيت يعني أن هذا المعتقل سيتعرض لأبشع أنواع التعذيب ، يأتينا الشخص المعتقل مجددا بعد ساعات طوال يأتي منهكا وتعبا جدا حتى ان منهم من لايستطيع التحدث الا يوم الغد .
المعتقل وخصوصا في كوبر كان حفرة من الجحيم ازدحام كبير ، سوء المعاملة والاهانات من افراد الامن وحكمدار المعتقل ، حملات التفتيش المهينة ، وعدم استجابة الطبيب لشكاوي المعتقلين . هذا اضافة للانقطاع التام من العالم الخارجي ورفض اي زيارة او اتصال بالاسر .
لم يكن التعذيب البدني هو وسيلتهم الوحيدة بل هم دائما مايلجأون الى التعذيب النفسي ، يخبروك مرارا بأنك لن تخرج مرة اخرى قريبا ، ولايوجد في الخارج من يهتمون لأمرك وبأنهم بصدد تقديمنا لمحاكمات تحت دعاوي اثارة الشغب وتهديد الامن ، اضافة للقلق الدائم حول مصير أسرتك ومايعانونه جراء اعتقالك . دائما ما يتم ترحيلنا ونحن معصوبي الأعين او بأن تكون رؤوسنا للأسفل ونحن مقيدين مع بعضنا .
كانوا يحاولون كسر عزيمتنا بشتى السبل وان نفقد الأمل في مصيرنا وفي قضيتنا . ولكنهم بكل تأكيد لم ينجحوا .
بعد 50 يوما داخل المعتقل اصبحنا انا ومن تم اعتقالهم معي أحرارا ولكن سعادتنا لم تكتمل بسبب من تركناهم خلفنا في المعتقل . أشخاص أبرياء لم يحظوا بالاهتمام والتوثيق ولا أحد يعلم ماهو مصيرهم حتى الآن .

تعليق واحد

  1. لابد من إقرار مبدأ المحاسبة لكل من شارك في هذا الجهاز منذ 89 وإلا لا حوار لا تفاوض لا اتفاق لا سلام.. مازال انتهاك الحريات والتعذيب والقتل مستمرا…
    كلهم من امين بناني .. نافع .. صلاح قوووش.. محمد عطا وكل الأفراد من ضباط وعساكر هذا الجهاز………..

    لن يفلتوا بما فعلوه طوال هذه السنيين مع ناس لم يفعلوا شيئا سواء قول كلمة الحق في كل ما يجري من فساد..

    لمن لا يعلم ناس الامن من أغنياء البلد………………

    إقرار مبدأ المحاسبة واجب وطني

  2. فقط علي المعتقلين ورغم السوء والمعاناة محاولة رصد اسماء الافراد ورتبهم فإن وقت الحساب قادم لا محالة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..