تهاني قاقرين : نقلنا عاداتنا الرمضانية للشعوب في بلدانها

الخرطوم: خديجة عائد
نساء الدبلوماسيين تجولن بين أقطار متعددة وعايشن فيها لحظات جميلة وأخرى باهتة وسط مجتمعات تلك الشعوب وتعلقت بمخيلتهن ذكريات لا تنسى خاصة في شهر رمضان وأيامه الاستثنائية في نفوس الناس..وهن يعتبرن سفيرات امتزج عملهن بين الرسمي والشعبي.. ومن بين أولئك زوجة السفير وكابتن الفريق القومي ونادي الهلال في العصر الذهبي علي قاقرين.. السيدة تهاني محمد سعيد، خريجة كلية القانون جامعة القاهرة(فرع الخرطوم) وتحمل ماجستير(القانون الجنائي) ورخصة ممارسة مهنة المحاماة، وهي أم لخمس بنات..(الرأي العام) التقت بها فأخذتنا في سياحة قصيرة حدثتنا فيها عن ذكرياتها في بلاد الغربة وهي في الشهر الفضيل..
(تهاني) قالت: أول رمضان لها خارج الوطن كان في العام (1977) في ساحل العاج وكان صعبا للغاية وكنت أسكن وحيدة في الحي الدبلوماسي ومعي طفلتي وفي بلد لاتعرف العربية ولاتجيد الإنجليزية، وأضافت: افتقدت فيه دفء الأهل وروح الوطن والمعاني السامية المميزة لهذا الشهر الكريم حيث إننا لا نسمع الآذان الذي يثري الوجدان ولا وجود لصلاة التراويح ولا زيارات، وقالت: في تلك الفترة لا وجود للعولمة (التلفونات والانترنت) والحقيبة الدبلوماسية تصل بعد أسبوعين إذا أرسلنا خطابا أو أرسل الينا، وقالت:هذه المرحلة الصعبة في(كوت ديفوار) عمقت ارتباطي وحبي وانتمائي للوطن، وصرت أحلم بأن أكون في كل بلد جمعيات وروابط تعرف بالسودان وحضاراته المتعددة وعاداته وتقاليده الجميلة.. واضافت: بعد ذلك إنفرجت وعدنا للسودان ثم غادرنا الى باريس وأيضا الى أفريقيا الوسطى وتركيا وسلطنة عمان وأمريكا، وكل فترة قضيناها في تلك البلدان كانت زاخرة بالذكريات الطيبة فكانت الجاليات كبيرة وبينها تواصل إجتماعي بل لم نشعر بالغربة كثيرا ومارسنا عاداتنا الرمضانية حتى (الحلو مر) كنا نقوم باعداده هناك ونحرص ان يتناوله معنا(الأجانب) إضافة (للعصيدة وملاح التقلية والروب) وكنا نتناول الإفطار في جماعات لنعيش في الغربة رمضان السودان وفي الأمسيات نقيم الليالي الترفيهية (ندوات عن التراث السوداني وغناء وشعر وكوميديا) وكل ذلك من أجل الترابط الأسري، وكانت الجاليات الأخرى من المسلمين يتسابقون على الإفطار معنا،وقالت: وبما ان زوجة الدبلوماسي تقع على عاتقها مسئولية إبراز عادات وطقوس بلدها في الغربة خاصة المتعلقة بـ (الطعام) كنا دوما نقوم بدعوة الجاليات الأخرى الى منازلنا لنعرفهم على غذائنا وطريقة عرضه لأنه في حد ذاته يعتبر ثقافة للشعوب ومن الضروري تعريف المجتمعات به و حتى يكون السودان بثقافاته المتباينة حاضرا بين تلك الدول.
الرأي العام