من أقدم (الحواتة).. الغالي : (البحر بشيل عوامو)

حوار / نشوة أحمدالطيب

مهنة صيد الأسماك واحدة من المهن التي ظلت صامدة على مدى السنوات، لم تهزمها رياح المواكبة والتطوير التي أطاحت بالكثير من المهن، ولا ظهور مزارع الأسماك وغيرها، وهي مهنة ليست بمقدور كل شخص أن يمارسها، لأنها تحتاج إلى كثير من الميزات الخاصة، وفي هذه المساحة نلتقي بواحد من صائدي الأسماك بمنطقة بحر ود عجيب بالعزوزاب، (الحواتي) الغالي أحمد في هذه الدردشة لمعرفة بعض أسرار وخبايا هذه المهنة:

* بداية.. من أنت؟
– الغالي أحمد علي من أبناء مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض، أباً لثلاث فتيات وابن واحد، وبسبب ظروف العمل أسكن الآن بالخرطوم العزوزاب (بحر ود عجيب).
* حدثنا عن مهنة الصيد؟
– هي مهنة أمارسها منذ 22 عاماً، بدأتها في النيل الأبيض وعملت هناك لمدة 6 سنوات، ولكن بعدها جئت هنا الخرطوم وعملت بها، الآن تجاوزت 16 عاماً، تجولت بعدة أماكن هنا بداية ببري وسوبا وجبل الأوليا، وحتى استقريت هنا ببحر ود عجيب بالعزوزاب، ومهنة الصيد هي مهنة المتاعب، إلا انني أحبها وهي مهنة تحتاج لشخص ذي بال طويل وصبور، فعندما أرمي الشبكة أو السنارة على الماء لا أعلم إن كنت سأصطاد أم لا، وليست بيدي حيلة سوى الصبر، ولكن الحمد لله و(إن الله مع الصابرين إذا صبروا).
* هل صحيح أن النيل عالم خاص؟
– نعم ، أقضي جميع أوقاتي فيه ليلاً ونهاراً ، (المركب) الصغير هو منزلي ومن النيل مأكلي ومشربي، إنه عالم جميل ولكنه أجمل لغير العاملين فيه، ويظهر جماله الآخاذ مع شروق الشمس، حيث تنعكس خيوطها الذهبية مع الأمواج، تاركةً لوحة فنية رائعة زاهية بألوان خلابة تسحر أعين الناظرين، إنه منظر جميل لا يوصف، لطالما جلست على الضفة متأملاً هذا المنظر الذي يصيب العقل بالدهشة والحيرة تجعلني أفكر كثيراً ولا يسعني إلا قول سبحان ربي العظيم، إنه على كل شيء قدير.
* ولكن يقولون إنه (غدَّار)؟
– نعم ..(البحر بشيل عوامو)، إنه غدار فقد أخذ منا مجموعة من أحبابنا، أخذ منا فتياناً وصبيةً صغارا، وبالرغم من جماله وروعته إلا أنه شديد الغدر كلما أتيحت له الفرصة أخذ روحاً عزيزة على قلوبنا.
* ماهي أنواع الأسماك التي تقومون بإصطيادها؟
– أقوم بإصطياد العديد من الأسماك بأنواعها وأشكالها وألوانها المختلفة، ومن تلك الأنواع سمك العجل والكبروس، وسمك البياض والبلطي، وسمك القرقور والدبس، وأسماك الكاس والقرموط، ونوع آخر يطلق عليه سمك الشلبه، أو كما ينطقها البعض الشلباية، وهناك نوع آخر من السمك يسمى بسمك (خشم البنات)، وأطلق عليه هذا الاسم، لأن فم السمكة بهذا النوع صغير يشبه فم البنات، وهناك سمك الخرشة.
* في كل ذلك ماهو الأكثر طلباً؟
– أسماك العجل والبلطي والبياض، فهي أجود الأنواع وأفضلها ويأتي الجميع سائلاً عنها.
* كيف هي الأسعار لديكم؟
-أسعار السمك لدينا غير ثابتة، فأحياناً ترتفع وأحياناً تنخفض، وذلك حسب كمية الأسماك التي تم إصطيادها، وحسب الوارد العام لها فحين نصطاد كمية كبيرة ينخفض السعر، وحين نصطاد كمية قليلة يرتفع السعر، والآن سعر الكيلو لسمك العجل انخفض من 130 جنيهاً الى 100 جنيه، لتوفر كميات كبيرة منه، وسمك الكبروس الكيلو منه يتراوح مابين 50 الى الـ 70 جنيهاً، وكيلو البلطي من 50 الى 40 جنيهاً، وسمك القرقور من 15 الى 20 جنيهاً، ويرتفع حسب حجم السمكة، والأكثر طلباً في هذه الأيام هو سمك البلطي والقرقور، فأسعاره رخيصة وفي متناول الجميع.
* رمضان على الأبواب، كيف هذه المهنة في الشهر الكريم؟
– نحن لا نتوقف عن العمل ولكن تتغير مواعيد عملنا ونزولنا للماء، ففي رمضان نعمل في الفترة الصباحية بعد صلاة الصبح والفترة المسائية بعد صلاة التراويح مباشرةً، ولكن تقل نسبة الطلب على السمك في بداية رمضان وتكثر نسبة القبول عليه في العشرة الأخيرة من الشهر الكريم، ففي بداية رمضان يبتعد عنه الناس لأنه من المعروف أن تناوله يحتاج إلى تناول المياه بكميات كبيرة، لذلك يتجنبه الصائمون تجنباً للعطش.
* هل لديكم إتحاد خاص بالصيادين؟
– نعم.. لدينا اتحاد الصيادين فهنا ببحر العزوزاب توجد مصائد الأسماك والأحياء المائية، وهي التي تنظم عملية الصيد هنا، فهم مسؤولون عن تراخيص المراكب ومراقبة شباك الصيد وإخضاعها لفحوصات، وتتم مصادرة كل الشباك غير الصالحة للصيد، وهنا تعرف إن كانت صالحة أم لا حسب مقاساتها، والشباك التي تتم مصادرتها هي شباك السلك، أما الشباك المسموح بها هي شباك (الكُبك)، في البداية كانت قيمة الرخصة للعامل الواحد بقيمة 95 جنيهاً، ولكن الآن أصبحت 40 جنيهاً تدفع مرة واحدة كل سنة.

اخر لحظة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..