سودانيون فى القاهرة ..مشاهدات زائر (1)

ساخن … بارد
محمد وداعة
[email][email protected][/email]
المطعم السودانى فى العتبة يعد احد اهم مراكز تجمعات السودانيين فى القاهرة ، يجلسون على طريقة المقاهى المصرية على الجانبين ،الوجبات السودانية واهمها البلدى و الفول بالاضافة الشاى و القهوة تقدم لمرتادى المكان ، يلفت النظر وجود كشكين يتوسطان المكان يعرضان زيت السمسم و الدكوة و سجائر البرنجى و ( ود عمارى وارد الفاشر )،المكان عبارة عن ندوة مستمرة لا تنتهى ، يتعرفون على الزائر الجديد بمجرد ان تطأ قدماه المكان ، تتناقلك نظراتهم حتى اطمأنوا فيسألونك عن كل شيئ و هم يعرفون ، فى السياسة و الاقتصاد و اسعار الدولار ، منهم من يريد ان يتأكد و منهم تعود ان يسال ذات السؤال لكل زائر يأتى، البعض يعملون فى التجارة الحدودية عبر شلاتين، اخرون استطاعوا ان يجدوا لهم موطء قدم وسط اخوانهم المصرين فى مجالات تأجير العقارات و بيع وشراء الموبايلات، و الغالبية مسجلين لدى الامم المتحدة و يحملون كروت صفراء او خضراء ، و نسبة قليلة من الطلاب، يحدثونك ان السودانيين فى مصر كلها لا يتجاوزون بضعة الاف ، يحدثونك بألم عن البعض الذى فضل السفر الى اسرائيل، و بعض الذين سافروا ماتوا فى الطريق اليها و البعض مفقودين ، و الذين وصلوا معزولين اجتماعيآ و مضطهدين ،شبهتهم الجمعيات اليهودية الاسرائيلية بالسرطان ، وهى تعد العدة لارجاعهم من حيث أتوا ، عدد غير معروف من السودانيين يقبعون فى السجون المصرية فى اوضاع مزرية و مأساوية و لا احد يعرف التهم الموجه اليهم او الاحكام الصادرة فى حقهم ، تولت هذا الملف لجان من شئون المغتربين و البرلمان بهدف ايجاد معالجة جذرية، الا انها لم تصل الى حلول، فضلا عن ان السلطات المصرية لم تتعاون و لم تقدم اى معلومات ، المسجلين لدى السفارة زهاء الستة الاف شارك منهم حوالى خمسة الاف فى الانتخابات الاخيرة ، كنت اظن كما الكثيرين ان العدد بمئات الالاف ، او تجاوز المليون كما كان يروج النظام المصرى السابق مستهدفا بعض المزايا باعتبار مصر دولة لجوء ، اللافت بالرغم من الاعداد الكبيرة للسودانيين و العرب و الافارقة الا انه لا يوجد معسكر لجوء واحد فى مصر ، مصر لا تعترف بان السودانيين لديها لاجئين وفقا لاتفاق (الحريات الاربعة) و تعتبرهم مواطنين فى بلدهم الثانى ، و فى ذات الوقت فهم محرومون من الحقوق التى كفلتها هذه الاتفاقية ، فرغم كل شيئ فالجميع يكابدون طرق حياة صعبة و يسكنون فى الاحياء الشعبية و فى المدن الجديدة ، السودانيون فى القاهرة يواجهون متاعب ارتفاع تكلفة المعيشة والعلاج، اقاويل و همس عن شائعات مرعبة حول تجارة الاعضاء البشرية ،لا دليل على ذلك و لكن مجرد الهمس يصيب النفس بالفزع ، كما ان درجة الشكوك ترتفع لوجود حالات من الاختفاء المتكررلبعض السودانيين ، حيث لا يعودوا للاماكن التى اعتادوا التردد عليها و ينقطع الاتصال بهم، بعض من الاسر السودانية جاءت للقاهرة بحثأ عن ابنائها و ذويها و لم يجدوا لهم اثرآ ، مجرد ذهابهم الى اقسام الشرطة المصرية للتبليغ يضعهم فى خانة المتهمين و يتعرضوا للاستجواب بدلا من الاستماع الى شكواهم ! الابواب مغلقة امام بعض المجموعات الحقوقية السودانية و المصرية التى حاولت الوصول الى معلومات فى هذا الشأن ، بشديد السخط يقولون ان السفارة عبر ممثل حزب المؤتمر الوطنى ايام الانتخابات وعدتهم بعمل تامين صحى لهم يتيح لهم العلاج بنفس شروط العلاج فى السودان ، لم يتم شيئ والانتخابات القادمة على الابواب و لا جديد ، يعلمون ان بعض المؤسسات السودانية اتاحت لمنسوبيها من المحظوظين العلاج فى القاهرة بالبطاقة السودانية ، التجارمنهم يشتكون ان شهادة المنشاة الصفرية لمنطقة التجارة التفضيلية ( الكوميسا ) غير معترف بها فى السودان و كذلك الامر لشهادة المنشا من نقطة التجارة العربية ، حال السودانيين فى مصر لم يتبدل برغم ان الاطاحة بنظام مبارك غير كثير من الامور ، حيث كان المأمول ان تتحسن احوالهم فى ظل الوضع الجديد ، فى كل الاحوال لا شك ان معالجة امر السودانيين فى مصر سوى كانوا لاجئين او مقيمين بصفة طبيعية هو مسؤلية الحكومة السودانية ، و عليه لا بد ان تقوم الحكومة و اجهزتها المعنية بدراسة المشكلة ووضع الحلول الجذرية لها ، و الى ان يتم ذلك على الحكومة و المنظمات السودانية العاملة فى هذا المجال و بالذات الحقوقية العمل على تحسين احوالهم و تقديم العون الانسانى و الفنى لهم ،
وهل الحكومة فاضية حتى لحل مشاكل من بقى بالداخل ناهيك عن الخارج والكل بيدور على الكعكة .