دستور يا أسياد ..!!

بالمنطق

دستور يا أسياد ..!!

صلاح الدين عووضة

* مفردة (دستور) التي في عنوان كلمتنا هذه هي المفردة الوحيدة المشتركة ما بين جماعة (السُّفلي !!) من المشتغلين بالزار وجماعة (العلالي !!) من المشتغلين بالسياسة..
* والمعنى الأول للمفردة المذكورة يتميّز على الثّاني بتفرع معانٍ منه أخرى دخلت في الشعر والغناء والإعجاب والغزل..
* وقبل أيام قال لي زميلنا محرر الصفحة الفنية سراج الدين مصطفى ? ضاحكاً – إنّ قارئةً ما أخطرته بأنها (مدستِّرة !!) بـ(فلان) ..
* وعندما سألته ? بكل براءة الأطفال – عن المقصود بـ(الدسترة) هنا تمادى في ضحكه وهو يقول : (الظاهر عليك من الجيل الذي تنطبق عليه نكتة “انت من زمن تتِّي” ؟!) ..
* وفي إحدى أغانيه الخفيفة يقول عميد الفن السوداني أحمد المصطفى : (أنا دستوري نازل في الخرطوم تلاتة) ..
* أمّا كلمة (دستور) بمعناها السياسي فهي التي ألهبت ميدان التحرير ? بمصر- للمرة الثانية بسبب إعلان مرسي (الدستوري) ..
* وهي التي تشغل بال الساسة السودانيين كذلك ?هذه الأيام- بسبب (شروع !!) الحكومة في إعداد دستور دائم للبلاد ..
* ولكن الدستور الانتقالي الحالي هو الذي يعنيه وزير الدولة بالثروة الحالية ?بالتأكيد- حين وصفه بـ(المعوق للتّنمية في البلاد) ..
* ويقول مبروك مبارك سليم ? فضلاً عن ذلك – إن السلطات المتوافرة لدى جهات عدة تسببت في تدهور الوضع الحيواني ..
* ويذكر الوزير اسم والي الخرطوم ? بالإسم ? في سياق هجومه على الجهات التي تقف عائقاً أمام التنمية ..
* وذوو الذاكرة القوية سوف يذكرون ? ولا شك ? مُعوِّقَين آخرين سبق أن أشار إلى أحدهما إنقاذي (كبير !!)، وإلى الآخر مستثمر خليجي (ذو شأن !!) ..
* فقد قال القيادي هذا إنّ ثمّة (بيروقراطية) مقيتة يشتكي منها المستثمرون الأجانب في بلادنا ..
* أمّا المستثمر الخليجي فقد ذكر ما هو أكثر (خطراً !!) من ذلك ..
* قال إن ما يُدفع (تحت الطاولة !!) أضحى ظاهرةً مُتفرِّدةً لأيما مستثمر يستجيب لشعارات الحكومة بأن (هلموا إلينا) ..
* وتمادى المستثمرُ هذا – في تصريحاته ? إلى حد عدم استثناء بعض القيادات (غير الوسيطة !!) ذاتها من الظاهرة هذه ..
* فنحن الآن ?إذاً- أمام ظاهرتين (دستوريتين !!) تستوجبان المعالجة بأعجل ما تيسَّر من أجل الإصلاح (المجتمعي) و(السياسي) ..
* ظاهرة (الدسترة !!) التي تهم جماعة (السُّفلي!!) من جهة ..
* وظاهرة (الدسترة !!) الخاصّة بجماعة (العِلوي!!) من جهة أخرى ..
* والظاهرتان كلتاهما تحتملان عبارة (دستور يا أسياد !!!!) .

الجريدة