تحتاج إلى مهارة خاصة .. صناعة الطوب البلك.. مهنة الشقاء تستقطب الطلاب والخريجين

مهنة “ضرب الطوب البلك “من المهن القاسية التي تتطلب الجهد والعرق وتحتاج إلى مهارة خاصة أنها تمر بعدة مراحل وتأخذ زمناً طويلاً وفي ظل ضيق فرص العمل باتت هذه المهنة خياراً للكثير من الشباب الذين امتهنوها لمجابهة ظروف الحياة ومتطلباتها، ومعظم الممارسين لهذه المهنة تجدهم في أطراف المدن لتوفر معينات العمل من تراب ومساحات خالية .

قسوة ظروف

وخلال تجوالي وبحثي لسبر أغوار هذه المهنة والوقوف على تفاصيلها ومعاناة من يمارسونها وجدت مجموعة من الشباب في العقد الثاني من العمر يعملون بجد ولا يعبأون بزمهرير البرد اقتربت منهم وكانوا أربعة وخامسهم المعلم علمت منهم أنهم لجأوا لهذه المهنة الشاقة بعد ان أغلقت كل السبل أمامهم فكانت خيارهم الوحيد وذكروا أن هذه المهنة ليست كل الطموح وإنما فرصة لمجابهة الحياة ومتطلباتها إلى حين تأتي فرصة أخرى تتناسب مع قدراتهم الذهنية.

ذكر لي أحدهم أن سعر الطوب البلك ارتفع بشكل ملحوظ حيث بلغ سعر الألف طوبة من 400ج، إلى 500 ـ 600ج، سألت كم بلغ سعر الألف طوبة ،أجابوا: نحن نقوم بصناعته وسعرنا للألف طوبة 500ج ، انتقلت الى زميله وهو عريس وعمل بالمملكة العربية السعودية لفترة طويلة،و سيرته الذاتية تقول انه امتحن الشهادة السودانية وكان متفوقاً، لكن نسبة لظروفه ترك الدراسة ليساعد أهله، وهذا ما أجبره على السفر ليأتي بعد ذلك ويمارس هذه المهنة التي تكون دائماً في انتظار كل عاطل عن العمل .

مواهب كروية

أكثر ما لفت انتباهي أن الشباب الأربعة يلعبون كرة القدم باحترافية عالية، عدي خانته دفاع، أبو زيد وسط متقدم، والعريس طرف شمال، أما المهاجم برعي عوض الله فهو كنز لم يكتشف بعد.

الجدير بالذكر أن أعمارهم ما بين الـ 18 ـ 23 سنة.

الصيحة

تعليق واحد

  1. اذا كان يجب ان تكون كل المهن سهلة و ميسرة فستنقرض كل المهن التي تتطلب جهداًعلى الشاب ان يعمل في اي مهنة شريفة يجيدها مهما كانت صعوبتها وبذلك تبنى الامم ولا ادري لماذا تريد لهولاء الشباب ان يتركوا مهنة ضرب الطوب ليصبحوا لاعبي كرة قدم فكرة القدم لمن أراد ان يحترفها بجد اصعب كثيراً من ضرب الطوب وحتى لو أصبحوا محترفين فان ذلك سيكون لفترة قصيرة يعودون بعدها فقط لاجترار ذكريات الملاعب ويكون قد فاتهم قطار المهن الاخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..